البيت الثقافي العدني يحتفي بالذكرى الـ 21 لرحيل الزيدي
البيت الثقافي العدني
يحتفي بالذكرى الـ 21 لرحيل الزيدي
عاد نعمان
* سهل: الزيدي أثرى الوعي الفني الجمعي بما حققه من مزيج فني أصيل ومعاصر
* توفيق: ربط الزيدي مصيره بالموسيقى؛ فأحب الجديد فيها، وبحث عنه
نظم البيت الثقافي العدني بالتعاون مركز الرشيد للتنوير والتدريب والدراسات مساء اليوم الأحد الموافق 28 ديسمبر 2014م في قاعة المحاضرات بالمركز فعالية فنية بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لرحيل الفنان/محمد عبده زيدي، بحضور عدد من أكاديمي ودكاترة جامعة عدن ومجموعة من ممثلي منظمات المجتمع المدني وناشطي وإعلاميي عدن.
افتتحت الفعالية بكلمة ترحيبية من رئيس مجلس أمناء المركز الدكتور/صالح باصرة، والذي قدم نبذة تعريفية مقتضبة عن حياة الزيدي، ثم قرأ أستاذ القانون العام د/يحيى قاسم سهل ورقة عمل بعنوان"الزيدي.. مجدداً ومتفرداً"، وتناولت مداخلة الأديب/شكري توفيق بداية حياة الزيدي وانتقاله إلى العيش والدراسة في عدن، وتطرق إلى الدراسة الأكاديمية للزيدي، وتخلل الفعالية أداء المغني وعازف العود/أيمن الجيلاني لعدد من أغاني الزيدي، منها: "الشك عني"، "أحلف بحسنك"، "كلمة حب" و"السعادة" وغيرها.. كما تم توزيع مطويتان للحضور عن الراحل الزيدي، إحداهما من إعداد المركز بعنوان"الزيدي.. الغائب الحاضر"، والأخرى من إعداد د.يحيى بعنوان"رحيل صاحب السعادة.. فقدان لك يا غزير السلا".
وفي تصريح له أكد د.سهل أن الزيدي كسر قاعدة التقليد في الغناء اليمني مقتفياً خطى أستاذه الفنان الراحل الموسيقار/أحمد بن أحمد قاسم، كما أكد أن الزيدي أثرى الوعي الفني الجمعي بما حققه من مزيج فني أصيل ومعاصر بين عناصر التراث الفني اليمني والعربي، وزاوج بين التراث الفني اليمني والتيارات الحديثة في الموسيقى العربية، مما أضفى على أغنياته وألحانه العذبة الشجية رونقاً خاصاً متميزاً ومتفرداً من الإبداع الموسيقي الغنائي الرفيع؛ ليشكل لوناً غنياً لا يشبه فيه أحد، منوهاً أن الزيدي اشتغل على مجموعة نصوص غنائية راقية سامية بعيدة عن النحيب والدموع والشكوى والنواح والأنين، وذهب إلى الاحتفاء بالحياة والحب والبحث على السلا والسرور والسعادة، كما نوه إلى أن الزيدي صنع مع الموسيقار/أحمد بن أحمد قاسم شكلاً جديداً للأغنية العدنية(الأغنية التعبيرية)؛ ليناسب المرحلة الجديدة التي انتقلت لها عدن في وقتها.
فيما شبه توفيق شخصية الزيدي بالشخصيات التراجيدية من زمن الإغريق، فهو ذلك الإنسان المبدع المجدد المنحدر من أسرة فقيرة، ومشيداً في ذات الوقت بتحديه للإعاقة، ورفضه لها؛ ليغير واقعه ومستقبله، وكذا حبه غير العادي للموسيقى، وإحساسه العميق بها، وقال: "كان الزيدي يتسلق سور مدرسة بازرعة ليحضر ويشاهد بروفات الفرقة النحاسية آنذاك، ومنذ تلك اللحظة ربط مصيره بالموسيقى والغناء، كما أنه قاد الفرقة الموسيقية خلف فريد الأطرش في إحدى حفلاته الغنائية في عدن"، مضيفاً: "لطالما كان الزيدي يحب الجديد ويبحث عنه، فمثله الأعلى في الغناء عبدالحليم حافظ، الذي وجد في شخصيته وحياته الفنية الكثير من التشابه والتقارب معه"، مؤكداً بأن للزيدي الدور الأهم في تأصيل الأغنية العدنية الحديثة.
علماً بأن الفعالية المذكورة أعلاه تأتي ضمن الفعاليات الفنية والثقافية والاجتماعية والسياسية الأسبوعية لمركز الرشيد، وهي الفعالية الرابعة والعشرين للبيت الثقافي العدني، والتي يختتم بها فعالياته الثقافية الفنية للعام الجاري 2014م.