رسائل من أحمد الجدع ( 2 )

رسائل من أحمد الجدع ( 2 )

د. حسن الربابعة

قسم اللغة العربية

جامعة مؤتة

[email protected]

أحمد الجدع

الأستاذ الدكتور حسن محمد الربابعة - الأردن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهداني أخي وصديقي وجاري منذ أيام قطر ، الأستاذ محمد بن عبد القادر الربابعة ( أبو مصعب ) كتابك القيم : "الربابعة نسب عريق بين الرواية والتوثيق " الصادر عن الدار التي يملكها : دار إحياء التراث للنشر والتوزيع " في عمان .

قرأت الكتاب مرتين ، وذلك لولوعي وشغفي بالأنساب ، وأنا قد ألفت في الأنساب خمسة عشر مجلداً ، وذلك لعلمي بأهمية الأنساب في حياة البشرية ، وفي حياة العرب بصورة خاصة .

ونحن نعلم جميعاً أن من شروط تولية الحاكم ورجالات الدولة عند المشرعين المسلمين أن يكون ويكونوا معروفي النسب، بل إن المشرعين المسلمين اشترطوا أن يكون الخليفة قرشياً .

ولا يعلم أهمية الأنساب ووعورة البحث فيها إلا من يمارس فيها البحث والتأليف ، وقد استشعرت وأنا أقرأ كتابك مدى الجهد الكبير الذي بذلته منقباً وباحثاً ومحققاً ومؤلفاً، فأكبرت كل ذلك فيك ، وقد سرني كثيراً أن تكون سلسلة النسب " الرّبّاعي " لا زالت حية في وجدان أصحابها، موثقة توثيقاً عالياً منتهية إلى النسب الطالبي القرشي المتصل بالنسب النبوي الشريف عن طريق الزهراء رضي الله عنها ، ذلك لأن العرب في أيامنا كادوا أن يهملوا علم النسب كما أهملته بقية الأمم والشعوب ، ولكن همم الرجال من أمثالك لا زالت تشد العرب إلى أنسابها ، وتحفظ لهم هذا العلم الجليل .

علم الأنساب ، وأنت واحد من فرسانه ، هو علم الدنيا المتصل بالدين ولولا الدين الذي أحل الأنساب محلها المعتبر لما اتصل في العرب نسب حتى الآن ،ولَـمَا وجدنا قبائلنا وعائلاتنا وعشائرنا تفاخر بأنسابها وتسعى لتحقيقها سعيها ، فقد لمست ذلك من تجاوب القبائل العربية في الجزيرة مع مؤلفاتي التي ألفتها عن كثير من قبائل العرب .

كل هذا ونحن نعي أن الأنساب وحدها دون الدين لا تساوي شيئاً ، فإذا جمع الرجل بين نسب أصيل وحسب جميل ودين متين كان الرجل حقاً .

لا شك أن كتابك هذا إضافة مقدرة إلى علم الأنساب ، وقد شعرت أنا أن هناك صحوة بين أبناء القبائل للعودة إلى هذا العلم الأصيل الذي لم يبق سوى العرب ، على ضعفهم السياسي ، يتمسكون به وذلك بعد أن اختلطت الأنساب وضاعت عند بقية الأمم (المتحضرة !) لشيوع الزنى فيهم ، ولست أدري كيف تكون أمماً متحضرة وهذا حالها ؟!

أتابع كتاباتك على موقع أدباء الشام، وأقدر لك اهتمامك البالغ في كل ما يتصل برفعة اللغة العربية والأبحاث التراثية، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أصالتك ومتانة اتصالك بأمتك ودينك .

ييسر الله بعض عباده للخير ، ويعينهم عليه ، ويسجله لهم في صحائفهم فيرونه في آخرتهم نوراً يسعى بين أيديهم .. جعلنا الله وإياك من هؤلاء .

أخي الباحث البارع والأديب اللامع ، الرَّبّاعي الحَسَني ، سلام عليك .