بريدٌ مستعجلٌ إلى أبي

بتول محمّد ياقتي

[email protected]

أبي ..

أود ُّ إخبارك َ ..

أن ّ قمر َ هلالك َ ما زال يطلعُ كل ّ يوم ٍ في حلب ..

وما زالت حلب بشغفها نفسه ذاك َ بانتظارك ..

فهي في كل يوم ٍ ترتدي حليتها ..

وترَتب ُ نفسها .. لانتظارك

وهي كذلك منذ أمد ٍ بعيد .. لم تتغير

****

أبي ..

ما زالت حلب مثلما هي َ ..

لم أرَها من قبل ُ كيف َ كانت ..

لكن ّ عينك َ قد أبدْعتها رَسْما ً في قلبي ..

...ف حفظتها ،، ووَعيتُها ..

جزءا ً جزءا ً

وحجرا ً حجرا ً ..

والآن تسوقني الأقدار ُ للذهاب ِ إليها ..

فأراها مثلما وَصفت َ وأبهى ..

وتلك َ الأجزاء والتفاصيل ..

وقصص المسير في الأزقة والطرقات ..

وكل ّ شيء ، كل ّ شيء ..

إلاّك َ خال ٍ منها ..

وروحك َ تسري في المكان .. فلا تكاد ُ تفارق ُ حبّة رمل ٍ منه ..!!

****

حكايات ٌ حكايات ..

في داركم تحكى الحكايات ..

وتروى الروايات ..

ف كل تعبيرة ٍ منه .. تدل ُّ على من مرّ ههنا ..

من شقي ٍّ أو سعيد ..

من محب ٍ أو بغيض ..

نقول لهم : أن ّ أثاركم ما زالت ههنا ، رغم كل ّ شيء ..

فانظروا ما أنتم صانعون !

****

حلب لم تفارقنا ، ولن ..

فكيف َ لها .. بعد أن عركنا بترابها الطاهر ..

مع شربة ٍ من فراتها ؟

وعطر من شذى وردها الجوري ّ ..

وتفتح صوت فستقها الحلبي ّ ..

ولون سفرجلها .. وعطريتها ؟

أتراها تفارقنا ؟ نفارقها ؟

****

من حلب يا أبتي تعلمنا الوفاء ..

والصبر ..

فمهما دارت الأيام واستحكمت بها ..

سينالها الفرج .. وهكذا أخبرتنا يا أبتي ..

أنتما واحد ٌ يا أبي .. فكيف َ ننساكم أو نفارقكم ؟

هذا البريد المستعجل ؛ للأسف ، لم يكن من نصيب أبي ل يصل إليه .. ف كتب َ صباحا ً وهو غادرنا في نفس ذلك اليوم مساءا ً ..

بتاريخ : 6.أكتوبر.2010 - الأربعاء