رحم الله .. عبد الصبور شاهين

لكل أجل كتاب ، و رحم الله المفكر والداعية والعالم الإسلامي الكبير د . عبد الصبور شاهين ، وقد رحل عن دار الممر إلى دار المقر ، صباح اليوم الاثنين

الدكتور شاهين ( 82 عاما ) أول ما عرفته من خلال كتب المفكر الجزائري الأستاذ مالك بن نبي ، التي ترجمها جميعا إلى اللغة العربية السهلة الممتنعة ، من الفرنسية الصعبة الصارمة ، و نشرتها جميعا دار الفكر في دمشق لصاحبها الأستاذ عدنان سالم ، فأضافت للفكر الإسلامي أبعادا حيوية و عالمية و حضارية

ثم انتشرت أشرطة خطبه في جامع عمرو بن العاص - رضي الله عنه - وكانت تتناول قضايا الساعة برؤية و روح إسلامية راقية . و قد تسلم زمام منبره عقب وفاة سلفه ، داعية العصر الشيخ محمد الغزالي

للراحل لجنان الخلد إن شاء الله ، أكثر من سبعين مؤلفا في الفكر والدعوة ، أشهرها كتابه المثير للجد و الجدل ( أبي آدم ) وفيه رؤية قرآنية حديثية في أصل الإنسان و مراحل خلقه ، تتطابق والمكتشفات العلمية ، لكنها تتنافى مع الإسرائيليات والكثير من روايات التفسير

و هو درعمي ( من دار العلم ) دراسة و تدريسا ، و دار العلم كان حاضنة الإمام البنا و سيد قطب و كذلك علي الطنطاوي

تصدى لكتابات الراحل نصر حامد أبو زيد ، وأبدى غضبه الشديد للتلاعب بكتاب الله ، تحت ذريعة القراءة الجديدة والنقد التاريخي ، وهي المدرسة التي يمثلها الدكتور محمد أركون الذي توفي مؤخرا

اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده ، واغفر لنا وله.