دموع روادية
02آب2008
فيصل الحجي
دموع روادية
فيصل بن محمد الحجي
| مـا هـذهِ الأنـبـاءُ يا أولادي ؟! هـلْ غـابَ رائِدُها .. فتِلكَ يَتِيمَة ٌ لـمَّا تعَرّجَتْ الدُّروبُ .. وَ أظلمَتْ وَ تلفتتْ ترْجو الدّلِيلَ .. وَ ما دَرَتْ بَـلْْ بـاعَها بكذا الحُطام ِ ..لوَ اْنهُ قـدْ كانَ يَعْشقها..فأيْنَ غدا الهوى؟ هـذا الـذي غـرَسَ المُنى بيَمِينِهِ وَ حَـنـا عـلـيْها مِثلَ أُمٍّ أوْ أبٍ وَسـخـا عـليْها مِنْ ضِياءِ عُيُونِهِ فـنـمَـتْ مَـحاسِِنها وَشعَّ جَمالها وَ تبَخترََتْ مِثلَ العَروس ِ.. بَلْ اِْنها حتى إذا اكتمَلَ السُّرورُ بها.. وَ قدْ ولـى .. و غـادَرَها تلوكُ مُصابَها وَلـى .. وَفي ذِهني سُؤالٌ حائِرٌ : هـلْ كـانَ بَـيْنهما رباط ُ تِجارةٍ هـلْ تـسْتطيعُ سُلوَّ رُوَّادي .. وَقدْ مـاذا أقـولُ لإخـوَةٍ وَ أحِـبَّـةٍ * * * دُرْ لِـلـوراءِ لِكيْ ترى ما سَطرَتْ وَ انـظرْ أمامَكَ كيْ ترى ما قدَّمَتْ أسْـعَـدْتـنـا بقِيادةٍ ... و بأننِي نـبْـني وَ يَرْتفِعُ البناءُ .. فتزْدَهي وَ ضـرَبْتَ أمْثِلة ً لِصِدْق ِ عَزيمَةٍ وَ نصَبْتَ في البَيْداءِ صَرْحَ حَضارَةٍ أنـشـأتَ لِلأجْيال ِ رَوْضاً زاهِراً وَ شَرَعْتَ تسْتصْفي الكفاءاتِ التي تِـلـكَ الكفاءاتُ التي نهضتْ لِكيْ وَفـرْتَ أسْـبـابَ النجاح ِ لِطالِبٍ حَـفـزْتـهمْ وَ نصَحْتهمْ وَ مَنحْتهُمْ وَ فـتحْتَ أجْواءَ الصُّعُودِ لِكلِّ مَنْ وَ جَـمَـعْتَ أشْتاتَ النشاطِ بخطةٍ وَ رَفـعْـتَ مِـيزان الأداءِ بجَوْدَةٍ وَ عُـنِيتَ بالأخلاقِ والتقوى وَ قد كـلُّ الـقـلـوبِ رَبَـطتها بمَوَدَّةٍ وَ ازْدانـتْ الـرُّوَّادُ حِينَ كسَوْتها * * * أرثـي لأُمْـنِيَتِي التي وُئِدَتْ وَ قدْ كيْفَ الرِّضا وَ طلاقها في عُرسِها ؟ لـوْلا الـرُّجُولة ُ وَ الحَياءُ تدَفقتْ مَـنْ أيْنَ لِي خلفٌ صَدُوقٌ صادِقٌ لِـلهِ – لا لِلناس ِ – نشْكو ما هوى وَ الله ُ يَـرْعـانا وإنْ شَط َّ النوى سَـنـظـلُّ بالأرواح ِ جسْماً واحِداً مـهـمـا تـفـرّقـنا تظلَّ قلوبُنا حَـقٌّ عَـلـيْنا لوْ دَعا داعي الوفا مـا هـذهِ الـدُّنـيـا وَ لا أحْوالها هـيْـهاتَ يا دُنيا .. نزيلكِ راحِلٌ | هـلْ حقاً انفصَمَتْ عُرى الروّاد ؟ فـقـدَتْ أباها في شِعابِ الوادي ؟ آفـاقـها .. وَ خبا الضياءُ الهادي أنّ الـدّلِـيـلَ نـأى عَنْ الإنجادِ مَـلأَ الـبـحـارَ لما وَفى بمُرادي وَ مَـنْ الـذي أوْهـاهُ بالإخمادِ ؟ وَ رعـى طـفـولـتها مِنَ المِيلادِ ألِـفـا عَـنـاءَ مَـشَـقةٍ وَ سُهادِ وَ رَوَى صَـداهـا مَـنْ دِماءِ فؤادٍ وَ زهـا الـصِّـبا ببَراعَةِ الإرشادِ أحلى العَرائِس ِ في رياض ِ بلادي غـصَّ الـزمـانُ بـكثرَةِ الأعْيادِ وَ كـأنـهـا فـي مَـأتم ٍ وَ حِدادِ أيُـطـيـقُ يًـوْماً فرْقة َ الرُّوَّادِ ؟ أوْ كـانَ بَـيْـنـهما رباط ُ وِدادِ ؟ خـلـفـتَ تـاريخاً مِنَ الأمْجادِ ؟ قدْ خلفوا جُرْحي بغيْر ِ ضِمادِ ..!! * * * يُـمْـناكَ في سِفر ِ الزمان ِ الغادي يُـمْـناكَ لِلوَطن ِ العَزيز الصّادي أصْـبَـحْـتُ جُـندِيّاً مِنَ الأجْنادِ أوْطـانـنـا بـحَـضارةٍ وَ رشادِ عَـزّتْ نـظـائِـرُها على الأندادِ شَـتـانَ بَـيْـنَ حَضارةٍ وَ بَوادٍ ! فـتـزاحَـمَـتْ آلافهمْ في النادي قـلـتْ نـظـائِـرُها بكلِّ بلادي تـعْطي .. نهوضَ مُجاهِدٍ وَ جَوادِ وَ مُـعَـلـم ٍ مِـنْ عُـدّةٍ وَ عَتادِ حـتـى يَـهـونَ تـحَمُّلُ الإجْهادِ مَـلـكَ الطمُوحَ وَ صِدْقَ الاسْتِعْدادِ مَـرْسُـومَـةٍ بـعِـنـايَةٍ وَ سَدادِ حـازَتْ رضـا الـخبَراءِ وَ النقادِ كـنـتَ الـمِـثالَ لِدَحْر ِ كلِّ فسادِ فـغـدَتْ قـلـوبُ الجَمْع ِ كالآحادِ ثـوْبَ الـجَـمال ِ برَوْضةٍ وَ مِدادِ * * * شـعّـتْ أزاهِـرُها على الأعْوادِ وَ وَفـاتـهـا فـي فترَةِ المِيلادِ ؟! عَـيْنايَ مِنْ حُزْن ٍ كسَيْل ِ الوادي لِيَنوبَ عَنْ خلفٍ .. بجَبْر ِ فؤادي ! بـسَـحـابـهِ الدّامي على الأكبادِ وَ نـأتْ مَـنـازلـنا عَن الأجْوادِ فـمُُـصـابُـنـا بـتباعُدِ الأجْسادِ لـهـفـى بمِحْرابِ الوفاءِ تنادي : لِـلِـقـائِـكـمْ أنـا على اسْتِعْدادِِ إلاّ طـريـقٌ مُـوصِـلٌ لِـمَـعَادِ وَ الـمُـسْتقرُّ لدى الكريم ِ الهادي! |
