كلمتي في وداع زملائي وزميلاتي

كلمتي في وداع زملائي وزميلاتي

في مدرسة الإيمان  جنين

صالح محمد جرار/جنين فلسطين

[email protected]

وذلك في 20 ربيع الآخر سنة 1426 للهجرة، الموافق 28 /5 / 2005 م

بسم الله الرّحمن الرّحيم

 إخوتي ، وأخواتي ، في مدرسة الإيمان الشامخة ،

 السّلام عليكم ، ورحمة الله، وبركاته ، وحيّاكم الله وبيّاكم ، وجعل الجنة مأواكم ، وبعد،

 فهل لي ، أيّها الإخوة والأخوات ، أن أتنسّم قليلا من أنسام روضكم النديّ ، لعلّي أقوى على آلام فراقكم ، فتظلّ ذكراكم الجميلة تسقي روحيَ الظمآى بعد الفراق ؟!

تمتّع من شميم عرار نجدِ فما بعد العشيّة من عرار!!

أيّها الأحبّة ،

يا مَن عشنا سويّاً ، نبني، باسم الله ، الأجيال !

نبنيها بالعلم المسترشد، والخُلُق الرّاشد، والإيمان !

نبنيها بضياء العين ،ونجيعٍ يجري في الشريان !

نُهديها عمراً في مثل الزّهر ، تبدّى في البستان !

فتُؤَرّج كلّ مكانٍ في وطني،وتكون ربيعاً في الأزمان!

*********

أيّها الإخوةُ والأخوات ،

بكم لقيتُ الوفا ،يا صفوَ إخواني مِن بعد غربتنا في عصرنا الجاني !

لطالما مرّت الأيامُ مقفرةً من الوفاء ،فيا لله للعاني !

وكم حننتُ إلى دوحٍ يظللني من الهجير ! فكنتم خيربستان!

إنّ الحياةَ بلا خِلّ نخالطه مثلُ الجحيم ، فنصلى حرّ نيرانِ !!

********

بكم دخلتُ رياض الأنس منتشياً فأنتمُ الطّيبُ من وردٍ وريحانِ !

يجزيكمُ اللهُ عنّي كلّ عارفةٍ أهلَ الوفاء، فإحسانٌ بإحسانِ!

فإن ذكرتم لنا جهداً ومكرمةً فطيب ما في الثرى بشرى لجنّان!

أنتم رفعتم لهذا العلم رايته هل يُنكر الشّمسَ إلا الأحمقُ الشّاني؟

فعلّموا النّاس أنّ العلمَ يحرسُهُ جهدُ المعلّم في سرّ وإعلان!

بل إنّه صانع الأجيال قاطبةً وهو المنارُ لفتيانٍ وشبّانِ!

وقد أقام لدنيانا حضارتها وحارب الجهل حرب المعتدي الجاني

فليته نال تقديرا وتكرمة عند الورى ،فيلاقي خيرعرفانِ!

لكنّه ذاق أنواعاً منوّعة من الجحود ومن قيدٍ وطغيانِ!!

لا خيرَ في أمّةٍ تسلو معلّمها فينقضي العمرُ في بؤسٍ وحرمان!

 *********

أعيذكم أيّها الأبرارُ من عمَهٍ فأنتمُ قادةٌ في كلّ ميدانِ!

وأنتُمُ اليومَ لحنٌ راح يعزفه قلبي المحبّ لكم ،يا حلو ألحاني!

بل أنتمُ اليومَ سفرٌ من مفاخرنا وأنتمُ اليومَ من أركان أوطاني!

وها هو الوطن المحزون منتظرٌ يستصرخ الصِّيد من أبناء عدنان!

أوطاننا يئست من كل ساستنا فليس معتصمٌ فيهم لعدوان!

وهل نحقق آمالاً تراودنا! ونحن نلقى العدا من غير قرآن!

إن ننصرالله ينصرْنا فلا تهنوا وحققوا أملاً يا جندَ رحمان!

*********

أيّها الإخوةُ والأخواتُ ،

ما بال كلماتي هائمةً؟ أفلا أسأل ؟

ما بالكِ ،أيّتها الكلمات ،

حرّى ، ولهى ، تنطلقين،

من صدرٍ تلهبه الحسَرات ،

من قلبٍ تكويه الجمرات،

من فيهٍ تشعله الآهات ؟!

 ********

ما بالكِ ، أيّتها الكلمات ؟!

أعيونكِ فاضت بدموعٍ ،

لتخطّ حكاية محرومين ،

حُرِموا رؤية أحبابٍ ،

في فجرِ شبابٍ وفتوّة !

في عمريتفجرّقوّة!

وطموح ٍ يبغي الحريّة!

يفديها،والنّفس رضيّة!

لا يرضى عيشاً بدنيّة!

 *******

ما حالكِ، أيّتها الكلمات ؟!

في يوم وداعٍ وعناقٍ!

لسنينٍ مرّت كاللحظات؟!

أترى كلماتي ذاهلة

من قَدَرٍ يقضي بفراقٍ ؟!

من كأسٍ أتجرّعها كرهاً؟!

لا حيلة في ردّ الكأسِ!

ولها طوعاً أحني رأسي!!!

والآن يا إخوتي ، يُقضى الفراقُ لنا فسامحوني على زلات إنسانِ!!

إني أحبكمُ حباً تقرّ به عينُ الصّديقِ، فإنّ الحبّ عنواني!

أستودع الله ديناً في قلوبكمُ ثمّ الأمانة ، والأعمالَ ، إخواني!!

 بارك الله فيكم ، وأحسن إليكم ، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته !

 واسلموا للمحبّ لكم  صالح محمد محمود جرّار

 جنين  فلسطين