يا نجمَ الدُّجَى

يا نجمَ الدُّجَى

في رثاء الدّكتور كمال رشيد

د. كمال رشيد رحمه الله

د. أيمن العتوم

دَرَجَـتْ إلـيك قَواصمُ الأهوالِ
وَتَرَكْتَ جُرحًا عَنْ رَحِيلِكَ iiنازفاً
وَمَـضَيْتَ في طُهْرِ الغَمَامِ iiيَحُفُّهُ
نَـادَيْتُ بِاسْمِكَ والسِّهامُ iiتَنُوشُنِي
وَهَـتَفْتُ يَا نَجْمَ الدُّجَى iiوَضِيَاءَهُ
وَحَطَطْتُ مِرْساتِي بِبَحْرِكَ iiمُتْعَبًا
فَـأنا أَمَامَكَ كَالصَّغيرِ هَوَى دُجًى
إِنَّ الـشّموسَ إذا تَهاوَتْ مِنْ iiعَلٍ
وَإِذا الدُّروبُ مِنَ المَعالِمِ قَدْ خَلَتْ
فَـلِمَنْ إِذَنْ – لِلْحالِكاتِ – iiتَرَكْتَنا
إنّـي مَـشَيْتُ إِلى هَوَاكَ iiأَحُثُّهَا
وَنَـظَـرْتُ لِـلنَّجْمِ البَعيدِ iiإِخَالُهُ
وَسَأَلْتُ أَقْمارَ الصَّحارَى مَنْ iiرأى
وَصَـلَ الـشَّجِيُّونَ الّذين تَرَكْتَهُمْ
فـكـأنّني فِي البِيْدِ وَحْدي iiتائِهاً
وَكَـأنّني الهَيْمانُ مِنْ عَطَشٍ ولا
* * ii*
يَـا طَـاهِـرًا صَنَعَ الحَياةَ iiبِكَفِّهِ
الفَضْلُ أَنْ تَصِلَ الفَضَائِلَ iiأَهْلَها
سَـبْـعٌ وَسِتّونَ السُّنونُ iiمَشاعلاً
قَـامَتْ بِها عَزَماتُ بَأْسِكَ iiدُونَها
رَفّـتْ عَـلَيْكَ مِنَ الفُؤادِ iiشِغافُهُ
وَقَفَتْ عَلَى الجَسَدِ المُسَجَّى iiأنفسٌ
إِنَّ الكِبارَ إِذَا قَضَوا نَهَضَتْ iiبِهِمْ
فَـاعْلمْ بِأنّكَ إنْ رَكَنْتَ إلى iiالدُّنا
قُمْ وَامْضِ نَحْوَ الغَايَةِ العُظمَى فَمَا
وَاغْـنَـمْ دَقَائِقَكَ القِصار، iiفإنَّها
* * ii*
يـا سابقًا، والفَضْل يُذكَرُ iiفَضْلُه
عَرَفَتْكَ ساحاتُ القَصِيدَةِ iiصَادِحًا
وَلَـقَـدْ شَدَدْتَ مِنَ القَصِيْدِ iiأعِنَّةً
وَمَضَيْتَ لا نِكْسًا ولا جَزِعَاً iiولا
والـلّـيـثُ تَعْرِفُ بَأْسَهُ أقرانُهُ
يَـا شَـاعِـرًا عَـزّتْ عَلَيْهِ أُمّةٌ
تَـرَكَـتْ سَـبِيلَ نَبِيِّها وَتَنَكّبَتْ
رَكَـنَتْ لِصَحْراءِ الضَّياعِ iiتَظُنّها
وَتَـلَـمَّسَتْ لَمْعَ السَّرابِ iiلِرِيِّها
أنـتَ الأَمينُ على مَدارِجِ حُلْمِها
غـنّيتَ أَعْصُرَها المَجِيدَةَ iiشَادِيًا
هِـيَ أُمّـتي وَغَدًا تَعُودُ لِمَجْدِها
هِـيَ أُمَّتي حتّى وإنْ عَثَرَتْ iiفما
هِـيَ كَالخُيُولِ إِذا اعْتَلاها فَارِسٌ
لَـكِـنّها وَرَدَتْ عَلَى جَدْبٍ iiوما
يَـا بْـنَ الـكِرامِ ويا أَباهُمْ والِدًا
وأسـامـةٌ ومُـحمّدٌ وفِراسُ طَا
* * ii*
يَـا شَـاعِرًا سَيظلُّ لَحْنُ iiقَصِيدِهِ
وَلَـئِـنْ رَقَـدْتَ مُـغيَّبًا iiفَلَطالما
عَـانَـيْتَ مِنْ أَلَمٍ أَمَضَّكَ أَشْهُرًا
حـتّـى تُـلاقِـي اللهَ أَنْقَى iiطِيَّةً
فَـجَزاكَ رَبُّكَ خَيْرَ ما تُجزَى بِهِ
إنّ الـجِـنانَ إلى الكِرامِ iiتَزَيَّنَتْ
لَـمَّـا تَـعَـجّبتِ المَلائكُ iiزِينَها





















































وعَـدَتْ عـليكَ نَوائبُ iiالآجالِ
مِـنْ بَـعْـدِ جُرْحٍ ثاعِبٍ iiسيّالِ
جَـمْـعُ الـمَـلائِكِ حُفَّلاً iiوالآلِ
وَصَرَخْتُ مِنْ فَقْدِ الحَبِيْبِ iiالغَالِي
إِنّـي أَرَاكَ عَـجِـلْتَ iiبِالتِّرْحالِ
وَضَـمَمْتُ طَيْفَكَ في بَدِيعِ خَيالي
فِـي نَـاظِـرَيْهِ صَانِعُ iiالأجيالِ
رَدَّتْ ضِـياءَ الصُّبْحِ سُودَ iiلَيالِ
ضَـلَّ الـدَّلِـيْلُ بِهِنَّ أيَّ iiضَلالِ
والـنّـائباتِ السُّودِ والأَهْوالِ ii!!
إِبِـلِـي وَأُقْـرِي بِالحُدَاءِ iiجِمَالِي
قَـدْ غَابَ، وَالدّنيا الغَرُورُ iiحِيالي
قَمَرِي الفَقِيْدَ ؟! فَمَا أجبْنَ iiسُؤَالي
وَأَنـا الّـذي خُلِّفْتُ دُونَ iiوِصَالِ
قَـدْ قُـطّـعَتْ فِي تِيْهِهِنّ iiحِبَالِي
وِرْدٌ، ولا أَمَــلٌ مِـنَ iiالآمـالِ
* * ii*
مَـجْـدًا يَسُودُ المَجْدَ دُوْنَ iiكَلالِ
وَتَـجُـودَ – لا مَنًّا – بِكُلّ iiنَوالِ
ضَـاءَتْ بِـلَـيْلٍ حَالِكٍ iiمِمْحَالِ
حَـزْنُ الرّواسي الشّمِّ iiوالأَجْبَالِ
وحَـنَـتْ عليكَ غَلائِلُ iiالإِجْلالِ
قَـطَـرَتْ تَـذُوبُ بِمَدْمَعٍ iiهَطّالِ
آثـارُهـم، فَـسَـمَوْا بِعُمْرٍ iiتالِ
فَـلَـقَـدْ رَكـنْتَ لِخادِعِ iiخَتّالِ
سَـهْـمُ الـمَـنيّةِ يَا خَلِيُّ iiبِسَالِ
فـي عَـالَمِ العُظَمَاءِ غَيْرُ iiطِوالِ
* * ii*
أَبَـدًا لِـكُـلّ مُـبـادِرٍ iiمِفْضَالِ
بـالـحَقِّ لا تخشى أذى الجُهَّالِ
وَحَـمَـلْـتَ كُـلَّ أسنّةٍ iiوَعَوالِ
هَـلِـعًـا، ولا كَـلاًّ بِكُلّ iiمَجالِ
وَالـغـابُ تَخْشَى صَوْلَةَ الرّئبالِ
رَسَـفَـتْ بـذلِّ القَيْدِ iiوَالأَغْلالِ
دربَ الهُدَى، وَغَدَتْ مِنَ iiالأَذْيالِ
خَـضْـراءَ وَهْيَ جَلِيَّةُ iiالإِمْحالِ
هَلْ يَرْتَوِي الظّامي مِنَ iiالأَوْشالِ؟
بِـصَـوادِقِ الأَفْـعَالِ iiوَالأَقْوَالِ
وَمُـبـشِّـرًا بِـحـقائقِ iiالآمالِ
وَمَـقامُها الشَّرَفُ الرّفيعُ iiالعَالِي
مِـنْ عَـاثِـرٍ إلاّ لَـهُ مِنْ iiقَالِ
خَـاضَتْ غِمارَ المَجْدِ iiبِالأَبْطالِ
مِـنْ قـائـدٍ يَـحْدو ولا iiخَيّالِ
الـصّـادِقـيـنَ بَدَأْتَهُمْ ii(بِبِلالِ)
رِقُ أَحْـمَـدٌ، هُمْ خِيرةُ iiالأَشْبالِ
* * ii*
نُـورًا يُـضِيْءُ الدّربَ لِلأَجْيالِ
شَـهِـدَتْ لَكَ السَّاحاتُ بِالأَفْعالِ
وَصَبَرْتَ صَبْرَ المُؤْمِنِ iiالمُتَعالي
وَتَـؤُوبَ بِـالحَسَناتِ iiوالأَفْضالِ
عَـنْ صَيِّبِ مِنْ طَاهِرِ iiالأَعْمَالِ
وتـهـيَّـأَتْ وَتَـفـيَّأتْ iiبِظِلالِ
قَـالـتـ: فَإنّي لِلرَّشِيْدِ ii(كَمالِ)