رِثاءٌ ووَفاء
14آب2010
د. شفيق ربابعة
د. شفيق ربابعة
قسم العلاقات العامة والإعلان
كلية الإعلام / جامعة اليرموك
| يـا شـاعـرَ اليرموكِ هذا كوكبٌ قَـدْ كـانَ فـيـنا بَسمَةً وضّاءَةً كـم يـغـلـو فينا كلّ فقدٍ مثله عُـذْراً أخي ما في المراثيَ ما بِهِ * * * حُـلْـوُ الشمائِلِ هَلْ غِيابُكَ طائِلُ يـا ذا الـودَاعَةِ والمُروءَةِ والتُّقى بـربـيعِكمُ جَاءَ الخريّفُ مُسارِعاً لا لاعْـتِراض على المُقدَّرِ فالذي * * * أمْضَيتَ فَصْلَ الصيفِ في يَرْمُوكِنا وَكَـذا الـمَـشافي كَمْ تَئِّن رَحِيلُكُم ثُـمَّ الأَسِـرَّةُ قَـدْ بَـكَتْ لِغِيابِكُمْ مـاتَ الـكَلامُ وَغَرْغَرْتْ أنْفاسُهُ يـا أَهْلَ جُمْحا ما المُصابُ بِهيّنٍ إنْ كـانَـتْ اليَرْمُوكُ ناحَتْ فَقْدَهُ هَـذي عُمَيمَتُكَ التي بِكَ رُوِّعَتْ قَـدْ لـفَّـها الحُزْنُ الكَبيرُ بِحُرْقَةٍ * * * يا ابنَ النَسيبِ أَهَلْ صَحيْحٌ لَمْ تَعُدْ؟ أمْ لِـلْجِنانِ طَفِقْتَ تَسْعى مُسْرِعاً؟ خَـلّـفْـتَ بَعْدَكَ كُلَّ ذِكْرٍ طَيبٍ مـهـمـا أقُولُ فَلنْ أُوفّي ما بِكُمْ كَـمْ فـي حَـياتِكَ مِنْ مَأَثِرَ حُلْوَةٍ لَـوْ أنَّ عُـمْـرَكَ يُشْتَرى لَرأيْتَنا أوْ تُـفْـتَـدى لَـرأيْـتَ مِنَّا ثُلَّةٌ لَـكِـنَّـهـا الآجَالُ إنْ حَانتْ فَلا * * * يـا لِـلـحَوادِثَ كَمْ أُلوفٍ يَتّمَتْ قَـدْ كَانَ في العشْرين أعْزَبَ طَالِباً إنَّ الـنُـفُـوسَ لِـفـقْدِهِ مُلْتَاعَةٌ يـا خَـالِـقِ الأكْوانِ إلهِمْ صَحْبَهُ وارحـم إلـهي مِنْ عِبَادِكَ مُؤْمِناً | فـي اللّحدِ أمسى عَنْ ذُرانا رَاحِل والـيـوم غابَ وما لِقاؤُهُ حَاصِلُ لـكـنَّـهـا الأقْـدارُ تُنْهي, تَقْتُلُ تـقْـواهُ فـاقَـتْ ما تَراني قَائِلُ * * * أم أنَّ كُـلَّ الـكَـونِ مِثْلُكَ زَائِلُ يَـبْدو غَدوْتَ ,وحالَ دونَكَ حَائِلُ فـالـحُـزْنُ خَيّمَ والفَجِيعةُ تُذْهِلُ يُـعْـطـي العَطاءَ مَتى أرادَ يُبَدِّلُ * * * أمّـا الـشِّـتـاء نَرَاهُ عَنكَ يُسائِلُ والـعَـامِـلونَ وَكُلُّ شَخْصٍ نَازِلُ وَتَـضـوَّرَتْ ألـمَـاً لأنَّـكَ آفِلُ عَـفْـواً إلـهـي أَنْتَ أَنْتَ العَادِلُ فَـحُـسـيّـنُ بـانَ وإنَّهُ لمَفُضَّلُ فـالصحْبُ كَمْ نَحَبُوا وَلمْ يَتَحمَّلوا قَـدْ نـابَـهـا فَزْعٌ ,أتتكَ تُولوِلُ وأتـتـتَ لِدارِكَ والدمُوعُ هَواطل * * * هَـلْ يُـرْتَضى للوَرْدِ بَعْدَكَ يَذْبُلُ؟ وَلِـرحْـمَـةِ الباري تَسيرُ وَتأمَلُ رُغْـمَ الـبـيانِ فما صِفاتُكَ تَكْمَلُ حَـسَنُ الصَفاتِ , ونُبْلكم مُتَأصِّلُ إنَّ الـعـزاء بِـأنَّ ذِكْـرَكَ مَاثِلُ نَـشْـريـهِ بِالأمْوالِ كيْ لا تَرْحَلُ رَغِـبُـوا المَنُون وما بِلحْدِكَ تَنْزِلُ رَدٌّ لـهـا أو مِـنْ قُـوى لِـتَعْدِل * * * زَادتْ حَـوادِثُ سَـيْـرِنا فَتَعقَّلوا سَـمْـحِ الـمُحَيّاَ ,بالتُّقَى يَتَسرْبَلُ وَقُـلـوبَـنـا عَن ذِكْرِه لا تُشْغَلُ وَذَويْـهِ صَـبْـراً إنْـنَـا نَتَوسَلُ وَافـاكَ رَاضٍ طَـاهِـراً يَـتَبْتَلُ |
(1) نظم الشاعر هذه القصيدة يرثي فيها الطالب الجامعي حسين حافظ طاهات من جامعة اليرموك اثر تعرضه لحادث صدم بسيارة مما ادى الى وفاته حيث كان يعمل ممرضا في مستشفى ويدرس طالبا في الجامعة /قسم اللغة الانجليزية. وهو ابن أخ زوجة الشاعر, والتي وافتها المنية بعده بفترة رثاها الشاعر بقصيدة بعنوان: مرثاة زوج.وجمحا قرية المتوفى ..