وداعاً ... مجدي مهنا
محمود أحمد عاطف محمد أمين الشيخ
رحل عن دنيانا الصحفي المشهور الجرئ مجدي مهنا بعد معاناة مع المرض .. و لاعجب عندما نقول أن الإعلام و الصحافة المصرية و العربية خسرت الكثير و الكثير بوفاته ، فلقد كان يمثل الحرية و الوطنية و الوفاء ، و دائماً ما أمتعني بكتاباته التي تتسم بالبساطة و الوضوح و كثيراً ما أمتعني ببرامجه و أحاديثه الشيقة على شاشة التلفاز .. ولقد مات مجدي مهنا و لكن إرثه الأدبي و الإعلامي سوف يظل ينبض و ينادي بصوته و سوف تظل مقالاته حية خالدة واسعة الصدى .
مجدي مهنا صحفي بارز تميز بأسلوبه الجرئ و اهتمامه بالقضايا الشائكة و محاربة الفساد فكان لا يخاف لومة لائم ، عمل في مجلة " روز اليوسف " و ثم عمل بجريدة " الوفد " أصبح رئيس تحرير لها ثم تركها بعد و التحق بالعمل في جريدة " المصري اليوم " المستقلة اليومية منذ خمسة أعوام و كان يكتب تحت عنوان " في الممنوع " و هو نفس الاسم الذي اتخذه عنواناً لبرنامجه الحواري على قناة "دريم 2" الفضائية .
أصيب بمرض شديد و خطير في الكبد و لكنه رفض جميع محاولات الدكتور أحمد نظيف لعلاجه على نفقة الدولة و أصر على الإنفاق على علاجه من جيبه الخاص ، حتي جاءته الأزمة الأخيرة من فشل كلوي و كبدي فوافته المنية مساء الجمعة المباركة من يوم الثامن من فبراير عام 2008 م بمستشفي وادي النيل بالقاهرة .
أخفي مجدي مهنا أخبار مرضه حتي أنه كتب في بابه " في الممنوع " بالمصري اليوم : " لا أرغب في الدخول في تفاصيل حياتي الصحية.. المشوار طويل.. وعلي أن أتقبله بنفس راضية مرضية، وأن أشكر الله في السراء والضراء.. فليس أمامي طريق آخر لمشوار غيره، لكي أسلكه، وسوف يؤيدني الله بنصر من عنده " .
و أخيراً أحب أن أقول وداعاً مجدي مهنا ... اللهم أغفر له مغفرة واسعة و أدخله فسيح جناتك و أجعله في الدرجات العلا يا رب العالمين .