تقبل الله عزاءكم أبا عمر عصفور

تقبل الله عزاءكم أبا عمر عصفور

خليل الصمادي

[email protected]

عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين/ الرياض

 أرجع عشرين سنة للوراء وفي مدينة الرياض بالذات ،صادفت الأقدار أن أعمل في مدرسة المستقبل للبنين مع أخي عبد الحكيم عصفور أبي عمر وقد عرفت في الأب وابنه سجايا ومزايا قل نظيرها في هذا العالم المتهالك إلا من رحم ربي.

واليوم وفي بداية اليوم الأول من الشهر الأول من عام 2008 جاءت الأنباء بخبر استشهاد عمر عصفور نجل زميلي أبي عمر.

تذكرت السنين التي خلت وتذكرت عمر وأبا عمر ومر شريط الذكريات والانتفاضة الأولى ، وتذكرت حماس الابن وأبيه في فعاليات الانتفاضة  الأولى، فقد كان عمر وأبوه مادتين أساسيتين للإذاعة المدرسية كل يوم ينبآنا بأخبار الانتفاضة وفعالياتها نثرا وشعرا وحكمة وحماسا.

وتذكرت اللقاءات الفكرية التي كنا نخوض فيها ـ نحن المدرسين ـ الفلسطينيين والسوريين والمصريين والأردنيين والمغاربة وغيرهم  في كل ما يتعلق بفلسطين والعرب والمسلمين ، أتذكر الكتب التي كان أبو عمر يشجعنا على قراءتها ، وأتذكر مجلة فلسطين المسلمة التي كان يصورها ويوزعها على زملائه المدرسين ، وأتذكر حث أبي عمر  وتربيته لطلاب المدرسة  ومدرسيها على بذل الفكر والمال والنفس والغالي والنفيس من أجل دعم الانتفاضة 

لم يركن أبو عمر مثلنا لزخرف الدنيا وزينتها وريالاتها فأبى إلا أن يرجع لغزة داعيا ومدرسا ومرشدا بالرغم من ثني الكثيرين منا على إحباط عزيمته وصرفه عن السفر إلا أنه عزم على السفر مع عمره وأهله إلى حيث الرباط والجهاد. وبقينا نحن هنا نرابط بالكلام والخطب الرنانة التي قد لا تسمن ولا تغني من جوع.

قال أبو عمر وفعل ، وصدق في دعوته وضرب لنا مثلا في حب فلسطين والأقصى وغزة وعبسان، فكان ممن قال فيهم رب العزة والجلالة { وما بدلوا تبديلا}

هنيئا لأبي عمر بشفيع ينتظره يوم لا ينفع مال ولا بنون، وهنيئا لعمر الطالب النجيب الشهادة والعلو والارتقاء،

وهنيئا لجميع الشهداء الذين سقطوا بالسلاح الفلسطيني الضراري وبالسلاح الإسرائيلي الغادر.

لا تحزن أخي أبا عمر ، إن الله معك ومع ذوي الشهداء ومع الحجاج العالقين بين الأشقاء العرب الذين عجزوا عن إدخال من لبوا نداء ربهم طائعين مختارين.