غرَّدَ الهزارُ في ولادة وليّ العهد
مصطفى أحمد البيطار
في أحدى الليالي الحافلة بالأفراح, والأتراح, والتي تحمل في طياتها ما غاب عن الأنظار في رابعة النهار. سرحتُ في خيالي عبر بوابة الماضي البعيد.وقد كحل عيناي غبار السنين وأوهن فؤادي كثرة التصدع, وشتتَ فكري رهقُ الحاضر والمستقبل,وزاد ني يقينا بالله ثباتي وتمسكي بمجداف الصبر . فعبرت أبحُرَ الأوهام , وهموم الحياة متزوداً بالتقوى والأمل والحب. لابساً حنكة الدهر كطوق نجاة. فلاح لي عن بعد نورُ قارب يوصوص تارةً ويختفي أخرى, كخائف وجل. وبدا يقترب.. ويقترب حتى أبصرتُ على متنه زائرَين حبيبين عزيزين على النفس . الكلُّ يترقبُ قدومها .الأولُ معروفٌ مألوفٌ لدى الجميع قدم من سفر بعيد لكنه ما بعد يوما عن قلوبنا . لأنَّ ذكرَه وصورته لا تفارقُ ساحة الخيال ,ولم تعبر الكلمات في اليوم إلا محلاةً باسمه مرصعةً بشمائله. هو ولدي الدكتور( أحمد) الذي كونته أربعة أحرف من نور. الألف فيها الألفة والأمل,والحاء للحمد و الحسن, والميم للمودة والمحبة, والدال للدين والدعاء. هو أولُ مولود زرع بذور الحب في رياض الأمل.أما الزائر الثاني فهو الملاك الذي أضاءَ المكان وأدخل البهجةَ والسرورَ على الأهل والخلان. هو المصطفى الذي علت بولادته البسمات هو أول حفيد يحملُ اسم جده ويُتوج بأكاليل الغار, ويطيبُ مُحياهُ بطيب طيبة التي أشرق فيها نور المصطفى صلى الله عليه وسلم . طيبَ اللهُ ثراه تزينوا يا آل بيته بصفا صفائه, وأنتَ يا والده ( يمان). رأيتُ فيك اليُمنَ واليسرَ. كنتَ الأملَ المرجو, والحلمَ الذي أحلم به في سماء المستقبل, وكنتَ سفير فؤادي لمستقبلي الذي أراكَ فيه وجدتُ فيك الذكاء, والنجابة منذ طفولتك.لذا ما خاب ظني وها قد تحقق أملي الذي أنشده في ماضي وحاضري, ومازلت اطمع أن يتوجَ كل ما تحقق بنور التقوى والإيمان الذي يشع ضياؤه ويسري في دم أول مولود يحمل رمزَ الطهر, والاستقامة, والنجابة, والذكاء .هو أولُ فرع يزهو ويعلو في حديقة المستقبل المجهول...
فيارب بلغنا أشدَّهُ وارزقنا برهُ وأحفظه من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامه … فتنعموا برؤيته, وبهاء طلعته وتعطروا من روضه بشذا النسمات, وارشفوا من ورد وجنتيه أحلى القبلات . يا جيرة الحي …يا آل بيطار, ويا آل بيانو ني زغردوا. لقد سرت في قلوبنا أنوارُ المسرات وتحقق في رؤاها الأماني الباسمات, وشدَتْ البلابل وغرد الهزارُ بأعذب الألحان فوق الروابي والشطآن, فاسمعوا صدى الشدو والألحان بين الخمائل في الرياض, وعلى أفنان الحور المائسات. لك الحمد يا رب ... حنانيك بوالديه وجديه, وجدتيه كي يعينوه على طاعتك وحسن عبادتك وحمل أعباء دعوتك. هو قرة العين التي نرى بها صفو الحياة وعذبها بعد كدر, هو الديمة التي غسلت أزهار الربيع بعد انتظار. هو البدر الذي ضوأت سماء الليل بطلعته.وطاب السمر تحت ظلال أشعته. هو الفارس الذي بمشيئة الله يعيد للتاريخ مجده . وعليه المعول عندما يشتد ساعده. ويسمو ويعلو نجمه. ليعيد للإسلام عزه وكرامته. رباه أكثر ذريته, وارزقه حلالا طيبا, وأطل في عمره, وزده تقوى وصلاحا, وعلما يرافقه تواضعا ونجاحا.