كلمات عزاء متأخرة

كلمات عزاء متأخرة

ثناء محمد كامل أبو صالح

[email protected]

"يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي"

غرباء

نحيى ونموت ..غرباء ..

فطوبى للغرباء

غريب هو

نبتة عطشى في قاحل الصحراء 

حيث لا ظل ..لا نسيم .. لا شربة ماء

يتحسس الشفاه المشققة

يرنو إلى عالم الضياء

يتيه في الدروب

مظلمة الأرجاء

يبسم علناً..ويحذر البكاء

يرقب أملاً . .

يتلمس خطاً.. يعانق الرجاء

اليوم لا عزاء

فقد حط الرحال

وانتهت ...

 مسيرة العناء 

 أنا ما عرفته قط .. ما عرفته إلا على صفحات الرابطة

فماذا أكتب عنه؟ وماذا أكتب له ؟ ..

ولكن .. أو ما عرفته حقاً ؟؟

قد عرفته ..من كتاباته وشعره , ومما كتب عنه , فأحسست أني أعرفه من زمن..

لما طالعتٌ صورته على صفحة الرابطة, أحسست أني أعرف هذه الملامح الهادئة السمات, المطمئنة القسمات..ومنذ زمن بعيد..تراها الأرواح الجنود المجندة ؟؟

ومع ذلك ما شعرت بالأسى لموته !!

أو لم يمت ثابتاً على ما عمل له واغترب لأجله ؟؟

أو لم يكفه ما لاقى من عناء في حياته ؟؟

فلم لا نفرح بخلاصه وعتقه وتحرره ؟!!

أو لسنا جميعاً على هذا الطريق ؟ فلم نحزن إن سبقنا إلى غايته التي ينشد وننشد ؟؟

عندما قرأتُ الخبر, ذُهلتُ لوهلة .. لا حزن .. لا دموع .. لا مشاعر

فقط .. إنا لله وإنا إليه راجعون

وما دمنا إليه جميعاً راجعون فلم الأسى أو الحزن ؟؟

أو ما كفاه اغتراب جسد وروح ؟؟

فليرقد هانئاً مطمئناً بجوار ربٍ رحيمٍ كريم .

ولك أخي - عبد الله - أقول ..

قلت أنك تواري أخوة خمسين عاماً الآن في التراب ..

واسمح لي ..أظن أن التعبير خانك.. فالأخوة لا تموت ولا تُوارى

وحتى لو توارى الجسد- وهو عرض- بقيت الأخوة حية, في الفكر في القلب وملء الروح, إلى أن يبعثنا الله سبحانه, ونلتقي في جنته " إخواناً على سرر يتقابلون " بإذن الله .

ستفتقد يا أخي وبالتأكيد صباحه, ولقاءه, ورفقته .. ستفتقد ذلك كله, ولكن.. ألن يحفزك هذا على أن تحث الخطا للحاق بعمله في الدنيا, فتنال رفقة الحبيب المصطفى مع رفقته في الآخرة؟؟

 ستفتقده زوجه وأولاده .. فما من أحد قادر على ملء الفراغ الذي يخلفه راحل حبيب حبيب .. لكن بصيص الأمل الذي يتوهج في سرعة اللحاق به, وعلى ما يحب الله ويرضى, سيخفف من ظلمة الحزن وغيهب الفراق ..

ألا فلنأمل جميعاً برحمته سبحانه, ونرجو ألا تنقطع قوافل الغرباء عن العودة إليه, وهي ما زالت تحمل بين جنباتها ذاك الذي اغتربت لأجله.

اللهم ثبتنا على ذلك إلى أن نلقاك وأنت عنا راضٍ ..يا كريم .