وقال صاحبه في السجن(14)

فاطمة محمد أديب الصالح

وقال صاحبه في السجن

(من ذكريات رجل غُيّب في سجن تدمر عشرين عاماً)

(14)

محمد فليطاني

فاطمة محمد أديب الصالح

[email protected]

كان تخصيص مهجع للمصابين بالسل حدثاً.. ولكن قد يخيّل إليك أن المرضى سينالون من العناية ما يحتاجون..

يقول المجربون أن الفترة الأولى خلت من التعذيب، لكن ذلك لم يستمر بحجة أن السجناء يختلفون ويتشاجرون( لأنا رفعنا عنهم التعذيب) ، أما عن الأدوية فقد تعطي حالة محمد فليطاني صورة عنها.

يقول صاحبه في السجن يومين ثلاثة:

بعد وصولي إلى المهجع35 الذي خصص لمصابي السل، مات أبو راشد محمد فليطاني، شاب من حمص في حوالي الثامنة والعشرين من عمره، كان معه سلّ أو قصور كلوي.

لما سمع أبو واقد(1) أنينه ليلاً، نهض إليه هو و المسؤول الصحي الآخر، ورجا الشباب أن الرجل بحاجة إلى قرص (أرشيدين) عله ينقذه، فلم يجد لأنهم كانوا أحياناً يقطعون الأدوية عن المهجع، مسألة مزاجية.

صار يئنّ طول الليل وأسلم الروح فجرا. صحا وتشهّد ومات.

              

(1) المسؤول الصحي الذي شارك في تأسيس مهجع السل، انظر الحلقة الأولى( زاهي العبادي)/ رحمه الله