لكُم يا شهداء الوطن ...
حسن محمد نجيب صهيوني
يحضرنا ونحن نذكي بصائرنا بنور من رحلوا من شهداء الواجب طيف هائم يحوم في سماء أردننا الحبيب. هذا الطيف الباسق ما هو إلا صنيع سواعد مما حبت به سواعد الجيش المصطفوي الباسل الذي لم يأل جهداً وما انفك عطاءً بأن يهب نفسه فداءً للوطن وقياماً للواجب.
أولئك قوم قال فيهم القائل: (لو أرادوا خلع الجبال لخلعوها)، فهم لم يخلعوا الجبال فقط، وإنما خلعوا عن حشاشتهم أرواحَهم ليروا بها أرض هاييتي.
فهم القدوة وهم الشجرة الطيبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء، وهم الهامات التي يعلو بها شموخ العز، والشموخ لا بد له من تضحيات.
عرفناهم على قدر أهل العزم، وبصُرناهم بحجم فِعالهم، أثْرونا وأثروا الأردن بفيض ما قدموه هبة وعطاءً. فلا حُرمنا نورهم ولا انعدموا عن ذاكرتنا.
وإنه ليطيب لي هنا أن أتقدم بكل تهنئتي إلى أهالي الشهداء الخمسة الذين قضوا نحبهم إثر واجبهم، مهنئاً لهم أولاً ثم لنا رقادُهم تحت جناح الشهادة والعز، وحسبي بهم أن أدوا واجبهم بكل معنى الأداء والإخلاص، فطوبى لهم ولأهليهم للأردن بهم.
وندعو الله أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يلهمنا الشهادة في سبيل نصرة ديننا وأردننا الغالي، وأن يجعل منهم مثلاً لنا في طريق العز والمجد والكفاح، وما ذلك على الله بعزيز.