حَيِّ الجزيرة

محمد عبد الكريم النعيمي

الباحث / محمد عبد الكريم النعيمي - المدينة المنورة

[email protected]

مَـنْ  لِـي بِـسَابِيَةِ الفُؤادِ الأَعْزَلِ
لَـمْ يَـكْـفِـها أنِّي رُشِقْتُ بِسَهْمِها
وَلَـكَمْ  جَفانِي النَّاسُ في لَهَجِي iiبِها
إنَّ  الـتـي تَـجْفُو وَأَهْوَى iiطَيْفَها
هَـلْ أَشْـكُـوَ النَّارَ اتَّقَيتُ iiأُوَارَها
أَمْ أَسْـلُـوَ الـخِلَّ الذي يُهْدِي iiإلَيَّ
مَـنْ  أَخْـرَجَ المَخْبُوءَ مِنْ iiأَقْدارِنا
مَـنْ أَظْـهَـرَ المَسْتُورَ مِنْ أَنيابِهِمْ
مَـنْ  أَبْرَزَ السَّوْءَاتِ نَحْمِلُ iiعارَها
مَـنْ  أَوْرَدَ الآسـادَ صَـفْواً iiبَعدَما
مَـنْ أَسْـفَرَ الإصْباحَ عَنْ iiأَحْلامِنا
مَـنْ  ذَا أَقـامَ مَـنابِرَ الرَّأْيِ iiالتي
نِـعْـمَ  الـجَـزِيرَةُ لِلطُّغاةِ iiمُنازِلاً
حَـيِّ  الـجَـزيرةَ رِدْءَ كُلِّ iiمُشَرَّدٍ
كَـمْ  رَدَّ بَغْياً خَوْفُ لَذْعِ سِياطِها ii؟
وَلَـكَـمْ كَـبَتْ في سَيرِها iiمُجْتازَةً
اذكُـرْ  شَـهِيداً في العِرَاقِ iiمُجَندَلاً
وَاذكُـرْ سُـجُـوناً أَقْحَمَتْ iiأَبناءَها
يـا لائِـمِـيَّ عِـتَـابُكُمْ لَنْ يَثْنِنِي
قـالـوا وقد يَئِسُوا وَحارَ أُساتُهُمْ ii:
مـا  قَـدْ رَأَيـنـا مِثلَ هذا iiمُبتَلىً
ضُـمُّـوا إلـيـهِ مَتاعَهُ iiفَلْيَعْتَزِلْـ
قـدْ جُـزْتُ آفـاقـاً رِحاباً يَحْدُنِي






















وَمُـذِيقَتِي  البَلْوَى بِطَرْفٍ أَكْحَلِ ii؟
حَـتَّـى أَذاقَـتْنِي كُؤُوسَ iiالحَنْظَلِ
حَتَّى  هَتَفْتُ أَنِ اصبِرُوا يا عُذَّلِي ii!
حَـقٌّ  عَـلَـيَّ جَـفاؤُها وَتَذَلُّلِي !
إنْ كُنتُ مِنها أَسْتَضِيءُ وَأَصْطَلِي ؟
مَـعـايِبِي  مَشْفُوعَةً بِالنُّصْحِ لِي ii؟
عَـبَـثَتْ  بِها أَيْدِي العُثَاةِ الثُّمَّلِ ii؟
وَمَـكـائِـدٍ  نُـسِجَتْ بِلَيْلٍ أَلْيَلِ ؟
ظُـلْـماً  ؟ وَقَدْ لُفِعَتْ بِسِتْرٍ iiمُسْدَلِ
وَهَـنَـتْ عَزَائِمُها لِخُبْثِ المَنْهَلِ ii؟
حتَّى  بَدَتْ وُضْحاً لِعَينِ المُجْتَلِي ii؟
رَامَ  الأَبِـيُّ هَـلاكَـهُ أَوْ يَعْتَلِي ii؟
أَنْـعِـمْ  بِـهـا لِمُغَرَّبٍ مِنْ iiمَوْئِلِ
وَمُـهَـجَّـرٍ  وَمُـكَـبَّـلٍ iiوَمُنَكَّلِ
وَلَـطـالَـما  أَخْنَى وَهَاضَ iiبِكَلْكَلِ
وَعْـرَ  الـمَسالِكِ لَمْ تَحِدْ أَوْ iiتَنْزِلِ
قَـدْ لُـفَّ فـي ثَوْبِ العُلا iiمُتَرَهِّلِ
حُـرِّيَّـةٌ  زُعِمَتْ بِوَهْجِ المِشْعَلِ ii!
عَـنْ حُـبِّـها وَطَبيبُكُمْ لَنْ iiيَفْصِلِ
نَـخْـشاهُ مِنْ عَدْوَى تُصِيبُ iiبِمَقْتَلِ
أَوْ قَـدْ رَأَيـنـا مِـثْلَها مِنْ iiمُبتَلِي
ـنـا أَوْ إلـيـها صَاغِراً iiفَلْيَرْحَلِ
شَـوْقٌ  قَـدِيـمٌ آنَ عَـنهُ iiتَرَجُّلِي

               

* عضو رابطة أدباء الشام، ومراقب إعلامي بقناة المجد.

البيت الأول: الفُؤاد الأعزَل: أي فُؤاداً خِلْواً مِن أَيِّ عِشْقٍ سابِقٍ وَتعلُّق.

البيت السادس: السُّلُوّ: طِيبُ نَفْسِ الإلْف عَنْ إلْفِه.

البيت الثامن: مكائد: ممنوعة من الصرف، ولكن نُوِّنَت للضرورة الشعرية.

البيت الخامس عشر: أَخْنَى: أَهْلَك.  هَاضَ بِكَلْكَل: أثقل الصدرَ وكسره.