رحل الجسد لتبقى الروح والمبدأ‎

رحل الجسد لتبقى الروح والمبدأ‎

صائل خليل *

لكل مرحلة تاريخية رجالها ، منهم من أثر في المرحله ومنهم من كان أفرازاً لها ، ولكن أمتزاج المرحلة بالرجال أثر ويؤثر بها لتكون أفرازاً تاريخياً ممتداً عبر الأجيال بل دروساً للأجيال القادمه بعيداً عن العواطف الشخصيه تجاه هذا الفرد أو ذاك ... أقول هذا بعد عامين من الدموع على رحيل القائد الوطني قبل أن يكون القريب الراحل عنا زهير خليل  أبا ياسر بمدرسة ننهل منها يومياً وتجربة أنسانيه جوهرها عمق الأنتماء الوطني ... أطفال كنا يوم النكبه وأكبرنا طفولة الطفل الرجل أبا ياسر ... يوم كان يتمه عندما نزف الأب حتى الموت دماً على الأرض التي سلبت وبين الطفولة والشباب عشنا معك قائداً في ما تبقى من الأرض ننظر هناك خلف الخط الأخضر نتسلل الى حيث بقايا بيت وبقايا بيدر .. نشتم رائحة أب وجد وتغرس فينا أنت مبادئ عرفنا بعد ذلك أنها حب وطن ... شباباً اصبحنا ننتظر بفارغ الصبر قائداً عائداً من القاهرة يحدثنا عن أتحاد طلبة فلسطين ومرحلة عبد الناصر وبوادر ثوره ، نتحلق حولك قاضياً تحدثنا عن الأستيطان والمعركة مع سماسرة الأرض لتدفع الثمن من لقمة عيشك في الوظيفة القضائيه ، لتكون شامخاً في مكتبك هناك في طولكرم مكملاً مشوار الدفاع عن الأرض ومعاركك مع سماسرة الأرض والأستيطان قائداً لشباب دير الغصون في الانتفاضة الأولى وليالي الحصار متنقلاً من موقع لأخر مردداً أصوات المآذن طالبةً النجده في القرى المجاوره لتكون معتقلاً رغم مرضك ،متنقلاً بين طولكرم والفارعه والنقب وقد جاوزت العقد الخمسين وتكمل المشوار في ظل السلطه الوطنيه ومؤسساتها ، أقول هذا من ذكريات الطفولة والشباب وأهم ما فيه حتى أوفيك حقك حرصك على الوحده الوطنيه مع مواصلة مشوار التحرر لتسقط وأنت في عز العطاء مع عهدنا لك أن نبقى الأوفياء لكل ما تعلمناه منك ووعد لك أن تبقى جذور الزيتون خلف الخط الأخضر قادرةً على أنبات زيتوناً جديداً يعانق زيتوناً نبت رغم أنف جرافات الجدار لأنه مرو بدم من سقطوا من اجل وطنك وبه ملح من عرقك وعرق من سبقوك باقين على درب الأباء والأجداد0   

               

    *عضو القيادة المركزية  للجبهة الديمقراطية