رثاء اللواء محمود شيت خطاب، للأستاذ أحمد باشا حمزة رحمهما الله

عبد الله الطنطاوي

رثاء اللواء محمود شيت خطاب، للأستاذ أحمد باشا حمزة رحمهما الله

اللواء الركن: محمود شيت خطاب         عبد الله الطنطاوي

عندما اطلعت على رثاء اللواء الركن محمود شيت خطاب لأخيه في الله الأستاذ أحمد باشا حمزة صاحب مجلة (لواء الإسلام) القاهرية ذهلت من قول خطاب:

"ولقد بذل- أحمد حمزة- حياته في خدمة الإسلام والمسلمين، ولكنه مضى إلى لقاء ربه، دون أن يعرف بموته أحد..

وبذل غيره حياته في تخريب الإسلام والمسلمين فكان لنعيه دويٌّ هائل…

أهكذا يجازي المسلمون من خدم الإسلام بأمانة وصدق؟

"ولست أعتب على أحد، فأنا أعلم أن الإسلاميين أقل الناس التزاماً ووفاء لأصحابهم، في وقت يلتزم ويفي المنحرفون لأصحابهم في حياتهم وبعد موتهم.."

وعندما لحظ قلقي من هذا الكلام قال:

"أنت - يا بني - قليل الخبرة، ضعيف التجربة، وحماستك لجماعتك تعميك عن تقصير رجالها تجاه بعضهم البعض وإلا.. فقل لي:

ماذا كتبت عن إخوانك من القادة والأدباء والشعراء والمفكرين؟ وماذا كتبوا عنك وعن أعمالك!

ماذا كتبوا عن الأديب العظيم سيد قطب، وعن المودودي، وعن أمجد الزهاوي، وعن عبد الكريم الخطابي، وعمر المختار، ومحمد فرغلي، وعبد القادر عودة، والبطل يوسف طلعت، وسواهم.. قل لي ولا تخجل.

وأفاض اللواء، والتأثر يعتصر قسماته، وكنت أراجع في نفسي أسماء العمالقة: باكثير - الأميري- محمود حسن إسماعيل- الزبيري- المجذوب- السباعي- الفاسي- ابن باديس- القليبي- الورتلاني، وسواهم، سكتُّ سكوت المقر بما قال..

كان هذا قبل عشرين عاماً والأوضاع في تردًّ وليست إلى نهوض..