يا أخي

للشاعرة: هند هارون

حاول مدَّع حاقد لم ألتق به، ولم أسمع باسمه، أن يختلق حديثاً ذا شجون، ليوقع بيني وبين الصديق الأديب الأستاذ عبد الله الطنطاوي، فكانت هذه القصيدة:

هذي رسالتك المريـرةُ وَخْزُها يُدمي يديَّـا

عجباً تخطُّ –أبا أسامةَ- أسطراً –غضبى-عليَّا

أولستَ أدرى بالنفوسِ.. بحبكها قولاً فريَّـا

بالحقدِ في الدنيا يصولُ مكابراً نذلاً  عتيّـا

بالشرِّ يطوي الخير في برديهِ محتالاً  ذكيّا

        

عجباً.. يحيرني السؤالُ.. وأدمعي في مقلتيّا

مـا ذنبُ شاعرةٍ.. تغنّي للرياض.. وللثريّا

وتحبُّ كلَّ الناسِ.. تنشدُ شعرها.. عذباً نديّا

وتطلُّ فرحتُها.. من القلب الحزين سناً.. بهيّا

إن لاحت النعماء.. تُسعدُ متعبـاً مُضنى شقيّا

عجباً.. أمدُّ يدَ العطاء، وأزرع الغرسَ الحنيّا

وأعيدها حمراء.. تُصبغ بالنجيع..جرى زكيّا

وأعـودُ ثـانيةً لتبذلَ راحتـي دفقاً سخيّا

لكنني في غربة الآلامِ وحدي.. يا أخيّـا..!!

كفّنْتُ آلامي بدمع الروح محـزوناً شجـيّا

عجباً يصارعني الزمان يظنني صرحاً قويّا

وأنـا القـويةُ بالنـقاء يعودُ مـزهوّاً إليّا

بالقلب ينبضُ بـالوفاء، يجـلُّ إنسـاناً وفيّا

بالنور يشرقُ في الضمير مشعشعاً وهجاً سنيّا

بالحب يسري بين أضلاعي ويغمرُ مقلتيّـا

        

عجباً.. تصدّقُ. يا صديقُ مقالةً صغرتْ لديّا

أوَلستَ أرفعَ من حديثٍ بـات مكشوفاً  دنيّا

أنسيتَ "عائشةً" وإفك المخرصين.. بدا جليّا

أنـا لست أمَّ المؤمنينَ ولسـتَ مبعوثاً نبيّا

بالله.. عبدَ اللهِ، دعْ لؤمَ اللئيم.. وكنْ (قصيّا)

        

اليوم أعرف كيف يُرْدي الظلم محكوماً بريّا

وأحسُّ أنَّ العدل يرحلُ غاضباً.. وجلاً نسيّا

لا ذنـب لـي إلا الغـناء بنعمةِ الإبداع فيّا

أضرت لهيب الحقدِ يشرى والعداء غدا حميّا

واستأصـلَ الحسدُ الدفين، يعيث هداماً، بغيّا

        

لا.. لن أكون مطية الأحقاد. لا.. لستُ السبيّا

أنا.. فوق إرهاصِ الغزاة وأنت أسمى يا أخيّا

أنـا للمحبة قـد نسجتُ الشِعر بُرْداً مجدليّا

وسَفَـحْتُ آلامي أواسي الناس أبسطُ  راحتيّا

عجباً تصدّق يا صديق، مقالةً صغرتْ.. لديّاّ