تكريم الأديب الناقد عبد الله الطنطاوي(1)
ملف تكريم الأستاذ الأديب الناقد
عبد الله الطنطاوي
تكريم الأديب عبد الله الطنطاوي (إعداد
: صالح البوريني
تكريم
حافل للأديب عبد الله الطنطاوي
عبد الله الطنطاوي كما عرفته
تكريم الأديب عبد الله الطنطاوي
إعداد : صالح أحمد البوريني
أقام مكتب رابطة الأدب الإسلامي العالمية في الأردن حفلا تكريمياً للأديب الكاتب والروائي الناقد الأستاذ عبدالله الطنطاوي شهده جمهور غفير من أعضاء الرابطة ومحبي الأديب الطنطاوي .
وقدم فيه الدكتور مأمون فريز جرار رئيس مكتب الرابطة الإقليمي في الأردن درع الرابطة هدية للطنطاوي ، عرفاناً بفضله وتقديرا لأعماله الروائية والمسرحية والنقدية التي رفد بها مسيرة الأدب الإسلامي المعاصر .
وقد رحب عريف الحفل الشاعر صالح البوريني بالأديب الطنطاوي وبجمهور الحاضرين في بداية الحفل وأشاد بجهود الأديب الطنطاوي في مجال الأدب الروائي والمسرحي والقصصي ، وكان مما قال : " نحن أيها الجمع الكريم مع أديب عالي الهمة ، رحب الفكر ، بعيد الغور ، عميق الفهم ، قوي العزم ، رائد ، قائد . أبدع يراعه في رسم صفحات نجوم الإسلام ، وتجلى نوره في وصف سير النوابغ والأعلام ، والدعاة والمجاهدين العظام ، ولا سيما رائد الجهاد في فلسطين الشيخ عز الدين القسام .
إن يراعا هذا شأنه ، ليستحق صاحبه التكريم والإجلال على ما قدم من أعمال ، وأسدى من أيادي وأفضال ، ستظل على الطريق علامات ، وفي حديقة الأدب الإسلامي ورودا يانعات ، وللمتأمل والدارس عبرا خالدات ، وصورا صادقات ، وتحفاً مؤنسات ممتعات :
أعبد الله طاب لنا المقــــام وقد حفت بك النجب الكـرام
برابطة لها الإسلام نهــــج وخط واعتقـاد والتـــزام
تنادى الصحب واحتشدوا ليـوم يكرم فيه ذو فضـل همـام
وقدم الأديب الطنطاوي شكره العميق لرابطة الأدب الإسلامي رئيسا وأعضاء ، وللسادة المشاركين بكلماتهم وقصائدهم وللحاضرين جميعا على ما أحاطوه به من تبجيل وإكرام ، وما أبدوه نحوه من وفاء وتكريم واحترام .
وقد تولى الدكتور عثمان قدري مكانسي ـ وهو صديق حميم للأستاذ الطنطاوي ـ تقديم عرض عن بطاقته الشخصية وسيرته الذاتية ، وأفاض في الحديث عن أعمال الطنطاوي ومؤلفاته الكثيرة المتنوعة ، وأظهر نقاط تميزه وجوانب تفوقه فيما أنتج من أعمال عبر مسيرة عطائه الممتدة إلى ما يزيد على نصف قرن ، إذ قدم عدداً من الأعمال الإبداعية في مجال القصة والرواية مثل : ذرية بعضها من بعض ، أصوات ، القسام ، وغيرها .
وأسهم بنصيب وافر في مجال النقد الأدبي من وجهة النظر الإسلامية ، وقدم عدداً من المقالات والدراسات والمشاركات والمؤلفات في مجال النقد التطبيقي للقصة والرواية .. ومن أشهر مؤلفاته النقدية كتاب :
- في الدراسة الأدبية : تذوق النص الأدبي ( بالاشتراك مع الأستاذ الحسناوي ).
- فلسطين واليهود في مسرح علي أحمد باكثير.
- وكاتب وما كتب.
- وشاعر وما شعر.
كما كان له إسهام واضح وإنتاج قيم في مجال أدب الأطفال تجلى في الأعمال التالية :
- عشر روايات عن أطفال الحجارة (بالاشتراك).
- 28 رواية عن نجوم الإسلام .
- حكايات الآنسة إعراب (10 كتب) .
- وغيرها كثير .
وتحدث عن رئاسته لتحرير ثلاث مجلات للفتيان والفتيات وهي : مجلة فراس _ ومجلة الرواد _ ومجلة سلام.
وقد تحدث الدكتور مكانسي عن مراحل حياة الطنطاوي الأسرية والتعليمية والوظيفية والإبداعية وأسفاره وتنقلاته وإسهاماته ومشاركاته في المؤتمرات والندوات الأدبية ، في سورية ، وفي العراق (المربد وغيره) ، والأردن ، وألمانيا ، وفرنسا ، وأوكرانيا ، وغيرها .
وتناول الدكتور مكانسي الحديث عن الوظائف التي تقلدها الطنطاوي والصحف والمجلات التي ساهم في إنشائها والتحرير فيها ، ونوه بجهوده في إنشاء وتأسيس عدد من الجمعيات والروابط الأدبية منها : رابطة الوعي الإسلامي مع الشاعرين المبدعين : محمد منلا غزيّل ، ومحمود محمد كلزي ، والجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون في حلب ، ورابطة أدباء الشام التي أسسها عام 2000 مع إخوانه الأدباء : محمد الحسناوي، وزهير سالم ، وعثمان مكانسي ، ومحمد صالح حمزة ، واختاروه رئيساً لها ولها موقع على شبكة الإنترنت العالمية ويرأس تحرير هذا الموقع .
أما الأستاذ محمد صالح حمزة فتناول الحديث عن الطنطاوي في أعماله المسرحية والتلفزيونية ، والإذاعية ، وفي مجال أشرطة الكاسيت ، ولم يخف إعجابه بعطاء الأديب الطنطاوي في مجال المسرح والتلفاز والإذاعة من حيث النوع والكم ، واستعرض قائمة طويلة من الأعمال التمثيلية والبرامج الثقافية عبر الإذاعة والتلفاز إضافة إلى الأعمال المسرحية .
وقال الأستاذ محمد صالح حمزة : " أود أن ألفت إلى أن أديبنا المكرّم تقحم هذه
الميـادين ، واستشعر أهمية هذه الوسائل يوم أن كان العديد من الإسلاميين يتأثمون
منها ويعدونها من خوارم المروءة ، فله فضل السبق إلى جانب فضل الإجادة والإبداع " .
الشاعر : محمد الخليلي
وكان تألق الشاعر محمد الخليلي حين ألقى ثلاث قصائد في تكريم الأديبين الطنطاوي والحسناوي عنواناً للوفاء والمحبة لأستاذيه الكريمين ، ومن إحداهما بعنوان " ولد البيان " كانت هذه الأبيات :
ولد البيان بمولد الطنطاوي وسما القريض بصنعة الحسناوي
يا يوم تكريم الأديب محمـد الشعر فيــه والمديح سماوي
وأبو أسامة في البيان عميدنا وهو المـؤرخ والأديب الراوي
وقال من قصيدة طويلة بعنوان " الفردوس المفقود " بدأها بنسق المقدمات الطللية التي اشتهر بها الشعر العربي القديم ، فجاءت معلقة أو هي بنت المعلقة :
ضنـت علـى أدبائها الشـهباء فبكـت عليـهم أنجم وسـماء
قف نبك من ذكرى الحبيب ومنزل إذ جف في جسر الشغور الماء
دار لنا في (ميسلون) تأبــدت وغـدت كرسم شابـه الإعيـاء
درست بلادي وامّـحت عرصاتها لمـا جفـاها العلـم والعلمـاء
عشرون عامـا أو يزيد من النوى متشــردون تشفنــا اللأواء
لقـد اعتصمت بحبل حبك دائما لا تقطعيـــه فالقطيــعة داء
وكان للعاصمة الأردنية ( عمان ) ذكر طيب في " الفردوس المفقود " حيث قال الخليلي :
حضنتكم عمان حاضرة الـدنى فهي الملاذ وأمنا المعطـاء
فغدت لكم ظئراً رؤوماً تبتغى والرأم منهجه القويم وفــاء
عمان يا مهوى القلوب تكلمي فاليوم عيد للوفا وثنــــاء
أما الجانب الاجتماعي من حياة الطنطاوي فتناوله الأستاذ طعمة عبدالله طعمة ، وذكر عدداً من المواقف والأماكن والأسماء اللامعة التي كان للطنطاوي معها ذكريات طيبة وعهد جميل . وذكر أيام التعليم ومتابعة المكتبات ومجالس الأدب والعلم والأمسيات الشعرية والقصصية والمسرحية ، وذكر أن منزل الأديب الطنطاوي كان مهوى لأفئدة الشعراء والأدباء ومنتدى للقاءات الأدبية والعلمية والدعوية ، يأنسون فيه بأحاديث الأدب والفكر ويلاقون فيه بشاشة الوجه وكرم الضيافة ، وما يزال كذلك هنا في عمان .
وكان الحديث عن الطنطاوي الإنسان من نصيب الأستاذ المهندس المربي محمد عادل فارس ، الذي لم يأل جهداً في تجلية هذا الجانب من شخصية وحياة الأديب الطنطاوي الذي اتصف بصفاء النفس ورقة الشعور ورهافة الحس وسعة الصدر والحلم والصفح والتعالي عن السفاسف والهنات مما أكسب شخصيته مهابةً وجلالاً ودماثة جعلت الجميع يأنسون به ويشتاقون للقائه .
وعن عاطفته الجياشة ورقة شعوره ؛ قال الأستاذ فارس : " ولعل هذه الروح الشاعرة في نفس الطنطاوي واحدة من أهمّ مفاتيح شخصيته فهو شاعر بالفطرة " .
وشهد الأستاذ فارس بأن إنسانية الطنطاوي تجلت في علاقاته مع إخوانه وأصحابه ومعارفه ، وانحازت دائماً لصالح كفة الحب في الله تعالى .
ثم ألقى الشاعر الدكتور عبد الحق الهواس مقطوعة شعرية هنأ بها الأديب الطنطاوي جاء فيها :
تهانٍ من الأعماق ضمت شذى العطر وعمراً مديداً يا أخـي أمـد الدهر
وألف سلام من محب ومخلــــص تزف لعبد الله فـي أعـذب الشعر
ومثلك عبد الله في النـــاس نادر ومثلَـك عبد الله في الكون لا أدري
رعاك مليك العرش أحلــى رعاية وأسبغ من نعمائه أجمـل العمــر
وأتبعها بقصيدة خاطب فيها سوريا بعنوان ( آهات مغترب ) نقتطف منها هذه الأبيات :
سكبت عيني على الخدين جذلانا وجئت أعزف أنغاماً وألحانــا
وطرت نحوك مشتاقاً ومنتشيـاً وسرت قصدك مزهواً وثملانـا
أشم تربك رحالاً ومقتفيــــاً أعب مجدك مفتوناً وحيرانــا
وبعد ذلك فتح المجال لمشاركة الجمهور في التعبير عن تفاعلهم مع المناسبة.
وكان مسك الختام بياناً مشرقاً رقيقاً ، تجلت فيه عواطف الأديب الطنطاوي ومشاعره الصادقة التي امتزج فيها السرور بالأمل والرجاء في القبول والعفو الذي نمّ عنه ( سيد الاستغفار ) الذي تردد على لسان الأديب الطنطاوي وهو ينكر ( الأنا ) التي ينتفخ بها إهاب كثير من الناس ، وتشرئب بها أعناقهم عُجباً وتفاخراً .
حمَد الله تعالى ، وأثنى عليه ، ثم شكر الجميع ..
وانقضت بذلك أمسية من أجمل الأماسي التي استنارت بها رحاب رابطة الأدب الإسلامي العالمية في عمان .
صالح البوريني
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
تكريم حافل للأديب عبد الله الطنطاوي
مسيرته الحافلة بدأت بتأسيس رابطة الوعي الإسلامي قبل نصف قرن
عمّان - خدمة قدس برس
الخميس 18 كانون الأول (ديسمبر) 2003
حسن حيدر
إن كانت حفلات التكريم تبدو رتيبة أحياناً، فإنها عندما تخصص للأدباء تكتسي حلة خاصة وتصبح بمثابة أمسيات عطرة يتمنى حاضروها أن تطول وتطول حتى حلول الصباح. فتكريم الأديب ليس أقل من احتفاء بالأدب، وهو يسهم في تنمية الحس الأدبي الذي يبدو مهدداً بالضمور في مجتمع الاستهلاك على نحو مقلق.
ومرة أخرى؛ اختارت رابطة الأدب الإٍسلامي العالمية، عبر مكتبها الإقليمي في الأردن، أن تقيم حفل تكريم لأديب بارز، هو عضو الرابطة، الأديب عبد الله الطنطاوي، والذي يرأس رابطة أدباء الشام.
عقد الحفل في مقر رابطة الأدب الإسلامي في عمان، وتحدّث فيه عدد من أعضاء الرابطة والأدباء والشخصيات العامة. وقد قدّم المتحدّثين الشاعر صالح البوريني، وكان تقديمه متميزاً بسجعاته، وأشعاره، وخفة دمه.
كان المتحدث الأول الدكتور الشاعر عثمان قدري مكانسي، صاحب الكلمة الرئيسة في الحفل، تحدّث فيها عن الحياة الأدبية للطنطاوي، عن تأسيسه مع الشاعرين محمد منلا غزيل، ومحمود محمد كلزي؛ رابطة الوعي الإسلامي في عام 1955، وعن رئاسته للجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون بحلب.
كما أشار الدكتور مكانسي إلى البدايات الأدبية لعبد الله الطنطاوي في الصحف والمجلات السورية، والأردنية، والسعودية، وفي أواسط الخمسينيات، ومنها مجلات كبيرة رصينة، كمجلة التمدن الإسلامي، ومجلة المسلمون، ومجلة حضارة الإسلام، وجريدة الكفاح الإسلامي (الأردنية). ثم تطرق مكانسي إلى الكتب الكثيرة للأديب الطنطاوي في القصة، والرواية، والنقد، والتراجم، علاوة على صحافة الأطفال التي كان يرأس تحريرها، وهي "فراس" و"الرواد" و"سلام"، وعن تأسيسه رابطة أدباء الشام مع ثلة من أصدقائه، ذكر منهم الأساتذة محمد الحسناوي، وزهير سالم، وعثمان مكانسي، ومحمد صالح حمزة، الذين اختاروا الطنطاوي رئيسهاً لها، وتحدث عن موقعها المميز على الإنترنت الذي استقطب عشرات الأدباء والشعراء من كل مكان، وتحدث عن جهود الطنطاوي في رئاسة تحريرها.
أما المتحدث الثاني فكان الأستاذ محمد صالح حمزة، الذي تناول أعمال الطنطاوي في الإذاعة، والمسرح، والتلفزيون، وأشرطة الكاسيت، وكانت كلمته مركّزة، لكنها حفلت بالكثير من المعلومات الموثقة.
وقد اعتلى الشاعر محمد الخليلي منصة الحفل ليقدم ثلاث قصائد في تكريم الطنطاوي، ورفيق دربه الأستاذ محمد الحسناوي.
بينما تحدث الأستاذ طعمة عبد الله طعمة عن الجانب الاجتماعي في حياة الطنطاوي؛ عن مولده في مدينة عزاز ونشأته فيها، ودراسته في معهد العلوم الشرعية التابع للجمعية الغراء في دمشق، وعن تدريسه الناجح لمادة اللغة العربية في ثانويات حلب، وصلاته بالأدباء في حلب وسواها من المدن السورية والعربية.
أما المهندس المربي محمد عادل فارس فاختار الحديث عن الجانب الإنساني في حياة الطنطاوي، "ذي النزعة الإنسانية في علاقاته مع الآخرين، من الأدباء، والسياسيين، والمفكرين، والدعاة"، وعن بعض الذكريات معه في المعتقل، مصوراً الطنطاوي في حال الرضا والغضب، وسمة التسامح التي تمّيز بها، وكسب قلوب إخوانه بها، كما ذكر في الكلمة.
ثم ألقى الشاعر الدكتور محمد هواس مقطوعة بمناسبة التكريم، ثم ألقى قصيدة جميلة بهذه المناسبة، وكان إلقاؤه لافتاً، في حين اقترح الدكتور عودة أبو عودة أن تُجمع كلمات التكريم التي جرت لعدة أدباء من أعضاء الرابطة، وتُنشر في كتاب توثيقي احتفاء بهؤلاء.
وفي الحفل ذاته؛ أثنى الدكتور مصطفى الفار على جهود الطنطاوي في المجالات الأدبية والفنية، وطالب بأن توضع كتبه بين أيدي أعضاء الرابطة، وفي مكتبتها. وتحدث صفوان زيزان، صهر الطنطاوي؛ عن حياة عمه الطنطاوي من الداخل، وعن بعض صفاته التي عرفها عن كثب، بحكم قرابته منه.
في حين استعرض الأستاذ حسان الصفدي تجربة الطنطاوي في تربية الكوادر العاملة معه، حتى برز منهم صحفيون كتاب بارزون.
أما الأستاذة هيام الضمرة، فقد شكرت الرابطة على هذه المبادرة في تكريم الأدباء، وعبرت عن تقديرها للمتحدثين لما سلطوه من أضواء على جوانب متكاملة من حياة عبد الله الطنطاوي الأديب والإنسان، بينما علّق الشاعر المهندس غازي الجمل على بعض ما ورد في شعر الشاعرين بحق الأديب المكَّرم.
وكانت المفاجأة في الكلمة التي قدّمتها طالبة الثانوي الآنسة نور زيزان عن جدّها الذي، والذي، والذي، من الصفات التربوية الحميدة التي ربّاهم عليها، ثم ختمت كلمتها بقولها للجمهور: "هذا هو جدي، فمن عنده جدّ كجدي؟"، فضجّت القاعة بالتصفيق والتعليق اللطيف.
وكانت كلمة الختام للأستاذ الطنطاوي، استذكر فيها أستاذين من أساتذته، أراد أن يشاركاه فرحته، وهما: الشيخ علي الطنطاوي، أديب العربية في عصره، والفنان الكبير الشيخ بكري كردي الذي اعتزل الفن، ورضي أن يكون مؤذناً في الجامع الأموي الكبير بحلب.
فيما يلي نص الكلمة التي ألقاها الأديب والمربي الأستاذ عبد الله الطنطاوي، في حفل تكريمه الذي أقامته له رابطة الأدب الإٍسلامي العالمية – المكتب الإقليمي في الأردن، في مقرها في عمان يوم السبت الثالث عشر من كانون الأول (ديسمبر) 2003. وعبد الله الطنطاوي هو عضو الرابطة ورئيس رابطة أدباء الشام.
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله، والصلاة والسلام على مصطفاه.
اللهم سدّدني بالإيمان، واحفظه عليّ في حياتي، وعند وفاتي، وبعد مماتي.
يا غافر الذنب، اغفر لي ذنبي.
يا قابل التَّوب تقبَّلْ توبتي.
يا شديد العقاب لا تعاقبني.
يا ذا الطَّول، تطوَّلْ عليّ برحمة من رحماتك.
أيها الإخوة الأحبة؛
أيتها الأخوات الفاضلات؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حدّثني شيخ المنشدين، وأستاذ الفنانين في حلب، الشيخ بكري كردي قال:
حدثني أمير البزق محمد عبد الكريم قال:
زرت الفنان الكبير سيد درويش في القاهرة، في بيته المتواضع، وهو الفنان الشهير العبقري، الذي لحّنَ مئات الأغاني والأدوار للفرق المسرحية المصرية والسورية، خلال عمره القصير، الذي لم يتجاوز الحادية والثلاثين، وفي المساء، قال لي سيد درويش:
- قم يا أبا العبد، لنشاهد مسرحية أو أوبريت، تزيح الهمَّ عن القلب .
خرجنا إلى الشارع، ودخلنا دار الأوبرا، وإذا هي تقدّم أوبريت "شهرزاد" من تلحين سيد درويش، فقال لي سيد درويش:
- دعنا من سيد درويش، ولنذهب إلى مسرح آخر.
وإذا المسرح الآخر يقدم أوبريت "العشرة الطيبة" من ألحان سيد درويش أيضاً.
فقال سيد درويش:
- هيا بنا إلى مسرح آخر، ودعنا من سيد درويش.
فخرجنا إلى مسرح الأزبكية، وإذا هو يقدّم أوبريت "كليوباترا" من ألحان سيد درويش، فأمسك سيد درويش بيدي، وانطلق بي إلى الشارع، ثم وضع كفّيه في جيبي بنطاله الفارغين، وأخرج باطنيهما، وهو ينظر إليّ ويقول:
- أرأيت يا أبا العبد؟ القاهرة كلها تسهر على ألحان سيد درويش، وسيد درويش ليس في جيبه ما يكرمك به.
ويتابع أمير البزق حديثه فيقول:
- ثم ما لبث أن توفي الشاب العبقري سيد درويش، فتحدثت عنه الصحافة في إسهاب، وأقيمت السرادقات في القاهرة والإسكندرية وغيرهما بمناسبة أربعينه، وألقيت الكلمات والقصائد، وأقيمت له التماثيل، وتذكرت الحال البئيسة التي كان يحياها، وقلت في نفسي:
- ألم يكن من الأكرم والأجدر، أن تُنفق هذه الأموال على سيد درويش في حياته؟ .. إذن .. لعاش عيشة كريمة ..
وعلقت على كلام أمير البزق:
يا حسرة على العباد.
هذه واحدة..
والثانية.. أنني كنت مرة في السعودية، وعلمت من الإخوان أن الشيخ عبد المقصود خوجه يرغب في تكريم الشيخ علي الطنطاوي، كعادته في تكريم الأدباء، والعلماء في اثنينيته في جدّة، والشيخ علي يأبى ذلك.
وهذه عادة حميدة لدى بعض أثرياء الخليج، في تكريم العلماء والأدباء والصحفيين ومن إليهم في حياتهم.
زرت أستاذي الرائع الشيخ علياً، تغمده الله بفيض رحمته وعفوه ورضوانه، وسألته:
- لماذا تأبى التكريم يا سيدي؟
أجاب الشيخ:
- تريدني أن أجلس ساعتين، يا عبد الله، أستمع إلى من يتحدث عني؟
تريدهم أن يقصموا ظهري، ويقطعوا عنقي، ويدقّوا رأسي، وأنا أستمع وأنظر؟
ثم أحدَّ النظر إليّ وسألني:
- هل ترضاها لنفسك يا عبد الله؟
فابتسمت وقلت بصدق:
- كنت أظن – يا سيدي – أن أخاكم الشيخ سعيداً (الطنطاوي) وحده الذي لا يحمل "أناه" في عينيه، ولا في قلبه وأذنيه، ولا على لسانه وشفتيه، ولا على صدره وفي نجديه، وإذا الشيخ علي كالشيخ سعيد، خلّف "أناه" وراء ظهره، وأقبل على الناس بوجه، وقلب من عهد الحسن البصري، وسعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير.
وسكتُّ هنيهة ثم قلت:
- لستُ وحدي الذي أرضى ذلك يا سيّدي.. فقد رضي به، وجلس واستمع من هو خير مني من العلماء، والشعراء، والمشايخ.. أقبل بعضهم وهو يضمر "أناه" ولا يكاد يبديها، وأقبل سائرهم، وقد كُتبت "أناه" فوق محياه وعلى صدره، وأنا، يا سيدي، أحبُّ الصالحين، ولستُ منهم، و"أناي" أواريها خلف ابتسامات مهرمنة، أجارك الله منها، وغيري قد يواريها بسذاجة ذكية حيناً، وبذكاء ساذج حيناً آخر، وقد يتذاكى ببهلوانية، لا تخفى إلا على ذوي العاهات النفسية، فادع الله لنا، لعلنا نشفى من هذا الداء، فنكون من ميّتيه.
قال – رحمه الله تعالى -:
- دعنا من هذه الفلسفة، وهات حديث الأدب... ترى.. هل لما قلته، دخلٌ فيما نحن فيه، ربما.. أما أنا.. فأردت أن يشاركني فرحتي أستاذاي: الشيخ علي الطنطاوي والشيخ بكري كردي رحمهما الله.
أيّها الأحبة.. أيتها الفاضلات؛
يقول الرسول القائد أستاذ الحياة صلى الله عليه وسلم:
"لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحب لنفسه"
وأنا أحبّ لنفسي فيما أحبُّ: الكرامة والتكريم، وأحبُّهما لكم ولسائر من أحبُّ، ولكنْ.. بلا شطط ولا زهو ولا افتئات، وأدعو:
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت
خلقتني وأنا عبدك
وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت
أعوذ بك من شر ما صنعت
أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي
فاغفر لي
فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
و"الأنا" من جملة الذنوب الخفيّة.
قتلتْ من قتلتْ من عشّاقها.
وأهلكتْ من أهلكتْ
وأودتْ به إلى الجحيم
لأنها كانت عنده أناااااا
ولم تكن "أنَ" من دون الألف المقحمة..
وتسامى بها من تسامى على سحابة من عبير
فأحبَّ لغيره ما أحبَّ لنفسه.
كما أمرنا الرسول القائد أستاذ الحياة، عليه صلوات الله.
* * *
ويا ربي..
لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك..
لك الحمد على ما تفضلت به وأنعمت وأوليت..
سبحانك..
لا أحصي ثناء عليك.. أنت كما أثنيت على نفسك
تُرى.. هل أستطيع أن أفي الأحباب حقَّهم! إن قلت:
شكراً لكم أيها الأحباء
شكراً لرابطة الأدب الإسلامي العالمية ممثلة في رئيسها الدكتور: مأمون جرار، وإدارتها الكريمة، ولجنتها الثقافية الواعية
شكراً لسائر أعضائها، وأنصارها، وداعميها..
وخالص الشكر للأحباء الذين كللوني بأكاليل من عبير عواطفهم وكلماتهم اللطيفة..
الشكر للأخ الشاعر المجيد الأستاذ صالح بوريني..
والشكر كل الشكر للأديب الشاعر الناقد الأستاذ: مأمون جرار.
والشكر للأحبة الأدباء: الدكتور الشاعر عثمان مكانسي،
والأستاذ القاص والأديب الإعلامي محمد صالح حمزة،
والأستاذ الداعية الإداري الأديب طعمة عبد الله طعمة،
وللعالم المربي المهندس محمد عادل فارس.
وللشاعر الواعد: محمد الخليلي.
"رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ، وأن أعمل صالحاً ترضاه، وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين"، النمل: 19.
والسلام عليكم في الخالدين
19 من شوال 1424 هـ
13 من كانون الأول 2003م
عبد الله الطنطاوي
بقلم: طعمة عبد الله طعمة
عبد الله الطنطاوي من أسرة تُعنى بالإمامة، والخطابة، والدين، والعلم، والدعوة في منطقتي (إعزاز) و(عفرين) والمنطقة المحيطة بهما، ولهذا عُرف فرع من هذه الأسرة بالخطيب، وفرع آخر بالشيخ، وفرع ثالث بالطنطاوي. هكذا كنا نسمع من أهلنا، وأبناء قريتنا ومنطقتنا.
أرسله أبوه الشيخ محمود للدراسة في معهد العلوم الشرعية التابع للجمعية الغراء بدمشق، ونال من المعهد شهادتيه: الكفاءة الشرعية، والثانوية الشرعية، بالإضافة إلى الكفاءة العامة، والثانوية العامة اللتين درسهما حراً، ونالهما معاً إلى جانب الشهادتين الشرعيتين.
حتى إذا كنت طالباً في المرحلة الثانوية، تعرفت في حلب، أواخر عام 1964 على الأستاذ عبد الله، فإذا هو مدرس لغة عربية ناجح، وداعية مرموق، يشار إليه بالبنان.
في أواخر الستينيات، وأنا طالب في الجامعة، أتذكر أبا أسامة بين أقرانه: أحمد حميدة، ومحمد عارف، ومحمد الحسناوي، وغيرهم، منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدّلوا تبديلاً.. ثلّة تجتمع على الخير، وتدعو له.
أتذكّر أنهم كانوا يتدارسون إنتاج الأديب الكبير علي أحمد باكثير، ويعدّون دراسة نقدية عن مسرحه.
أتذكّر أبا أسامة صديقاً صدوقاً للكتب وأصحابها.. أتذكّر، يا أستاذنا، مكتبة عجان الحديد، والأصمعي، والحضارة، وأحمد شامية، والحاج نهاد، وغيرهم..
في أواسط الستينيات أتذكر الأستاذ عبد الله الطنطاوي من أشهر مدرسي اللغة العربية في الشهباء، في أيام تصحيح أوراق الشهادات صيفاً، يتجمع حوله المدرسون في الاستراحات، حتى إذا حان وقت الانصراف مساء، يمّموا وجههم شطر الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون كان يرأسها الطنطاوي، يستمعون لما يُلقَى فيها من شعر، وقصة، وينقدون ما يسمعون ويقيّمون.
في تلك الآونة كان بيت أبي أسامة محجاً للأدباء والشعراء ومحبي الأدب والفن حيناً، وللدعاة وأبناء الدعوة حيناً آخر.
وكان أبو أسامة يوفّق بين هذا وذاك وذلك.. كيف؟ إنها الطريقة الطنطاوية الفريدة، وأعان الله أمَّ أسامة وأولادها، فقد كان أبو أسامة كثير الرماد، لا تنزل قِدْره عن النار.
شاء الله عزّ وجلّ أن يحدث ما حدث في بلادنا، وحطّت بنا الرحال في هذا البلد الطيّب أهله، وعاد أبو أسامة إلى عادته القديمة. وهل يملك تغييرها؟
كان بيته في جبل الحسين كخلية نحل، وهاتفه دائم الرنين، يستقبل ويودّع، مائدة تُرفع، وأخرى تُوضع..
أتذكُر –يا أبا أسامة- صاحبنا أبا مجاهد: الشيخ أبا النصر البيانوني، عليه رحمة الله، يوم قال في ذلك البيت، بلهجته الحلبية المحبّبة:
"أبو أسامة فتح بيته تكيّة"
جزى الله إخواننا في رابطة الأدب الإسلامي هنا على تكريمهم لأخينا وأستاذنا عبد الله، وأسأل الله تعالى أن يكرمه إخوانه وأحبابه في الشهباء، بل وفي (إعزاز) أيضاً.. (إعزاز) القائد أبي عبيدة بن الجراح، و(إعزاز) القائد صلاح الدين الأيوبي، وما ذلك على الله بعزيز،
"إن قلبي بالتلّ تلّ عزاز"
والسلام عليكم ورحمة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
لعلّي في هذه الأسطر القليلة أستطيع أن أفي بعضاً من أفضال عمّي، وأستاذي الإنسان.. المربي.. الداعية.. الأديب.. الكريم.. الودود.. الهادئ.. الصابر.. كاظم الغيظ حتى على خصومه، وتعرفون..
والصابر على مصائبه لم أر مثله، وقد تعلمون..
الهادئ الذي من الصعب أن يستثيره أحدٌ، وتشهدون..
والودود مع كل الناس حتى مع أعدائه، ويشهدون..
هو الكريم ينفق بلا حساب ولا قلق؛ امتلك أم لم يمتلك، ولو سئل لأجاب حتى لو استدان، مضياف، سخي لا أظنه إلا من القلائل، ما رأيت له مثيلاً سوى الشيخ سعيد حوى رحمه الله..
وهو الأديب سهل العبارة لا لبس فيها ولا غموض، وتعلمون..
وهو الداعية الذي همّه الأكبر لمُّ الصفّ المسلم كبيرهم وصغيرهم.. مربّي الأجيال، متتبعاً خطوات الإمام حسن البنا رحمه الله..
هو أستاذي الإنسان الذي درسني في الثانوية العامة بحلب؛ حيث كنا لا نشعر بالملل والسأم من درسه لأنه يقصّ القصص القديمة ويربطها بالحاضر والمستقبل معرّجاً بها على السياسة من طرف خفي، والإعراب ديدنه بطريقة جذابة، وكنا أنا وزملائي نتبعه من صف إلى صف وقد لا يجد الواحد منا مكاناً يجلس فيه فنضطر للجلوس على الشبابيك، وكان لا يعنفنا أبداً ولا نسمع منه كلمة تسيء إلى مسامعنا ونحن طلاب!
ولعل عاطفته المشبوبة نحو الأطفال تأتي هنا لتعبر عن حنانه الفياض تجاه أحفاده ، بل وتجاه أطفال المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وسواها ، بل نحو أطفال العالم قاطبة ، وقد سمعته مرة يعبر عن حبه وافتدائه للأطفال أنه لو رأى طفلاً يهودياً أو صربياً يتعرض لحادث دهس لرمى بنفسه أمام السيارة وأنقذ ذلك الطفل ، وهذه حالة نادرة لا أكاد أراها في من رأيت.
وفي الختام أقول لكم أن هذه رؤيتي له من الداخل، لأني زوج ابنته الأديبة غرناطة..
وأرجو من الله أن أكون بكلامي هذا قد أديت بعضاً من حقه عليّ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
صفوان زيزان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحدثتم عن الطنطاوي كاتباً.. وأديباً.. وناقداً .. أما أنا فسأتناول جانباً آخر من شخصيته وهي الطنطاوي جَدّاً.
فهو جدي الذي له فضلٌ كبيرٌ علي.. منذ نعومة أظفاري.. بدءاً من اختياره لاسمي، إلى هذه اللحظة التي أتكلم فيها الآن.
حضرت هذا الحفل التكريمي لجدي الفاضل بعد انقطاع طويل عن حضور الأمسيات الشعرية والنثرية الممتعة، الدائمة في رابطة الأدب الإسلامي، بسبب انشغالي بالثانوية العامة.. والتي منعتني من حضور تكريم الأستاذ محمد الحسناوي، صديق جدي منذ الشباب.
وأنتهز هذه الفرصة لشكر جدي العزيز لحثّه لنا على القراءة والكتابة، وتزويدنا بالكتب المفيدة المتنوعة، ومساعدته لصديقاتي اللواتي يمتلكن هواية الكتابة.
وقد غرس في نفوسنا حبّ اللغة العربية والتكلم بها ما أمكننا.. فإذا احتجت له في أي سؤال، واتصلت به هاتفياً يُجيبني تارة.. ويطلب مني الاستعانة ببعض كتب اللغة التي أهداها لي أو لأمي تارة أخرى.
وأجمل ما في جدي ابتسامته الوضّاءة، وهو يستقبلنا نحن أحفاده في بيته، رغم مشاغله الكثيرة، وكظمه الغيظ من حفدته الصغار المشاكسين في كثير من الأحيان.
ختاماً أبوح لكم بخطط مستقبلية.. تجول في فكري منذ سنوات.. وبإذن الله سأبدأ بها بعد الانتهاء من دراستي، وهي تأليف كتاب عن جدي الغالي.. وأيامه.. وشبابه.. ومع أصدقائه.. وتلاميذه.. وأولاده.. ومن ثم أحفاده.. وما عاناه في حياته.
هذا جدي فأروني جدكم.
نور صفوان زيزان
السلام عليكم
الأخوة الأعزاء الأستاذ الشاعر الأديب المبدع محمد الحسناوي المحترم ، والأديب الكاتب المفكر المبدع عبد الله الطنطاوي المحترم
أهنئكم ومعكم كل محبيكم في بلاد الشام وبلاد الإسلام والعالم بتكريم على جهودكم المتميزة وحصولكم على درع رابطة الأدب الإسلامي العالمية فرع عمان الأردن وأتمنى لكم دوام التوفيق والتقدم والعطاء داعياً المولى عزّ وجل أن يحفظكم ويرعاكم ويسدد خطاكم
وشكري وتقديري لرابطة الأدب الإسلامي ورئيسها الأستاذ الدكتور مأمون الجرار
وندعو الله أن يكون تكريمكم الثاني والاحتفاء بكم بما أنتم أهل له في بلدكم سورية وبين الأهل والأحباب والتلاميذ ويومئذ يفرح المؤمنون
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
د. عبد الحق الهواس
يا أخا الفكر والرجالُ كثيرٌ وقليلٌ من الرجالِ الرجالُ