الدكتور حسن هويدي رحمه الله
د. حسن هويدي رحمه الله |
عصام العطار |
فاجأني وأوجعني وأحزنني أشدَّ الحزن هذا اليوم: ( الجمعة 16 ربيع الأول 1430ﻫ - 13 آذار / مارس 2009م ) نبأ وفاة الأخ الجليل الحبيب العالم العامل التقيّ الصالح الدكتور حسن هويدي (أبي محمد) رحمه الله تعالى
أكثرُ من خمس وستين سنة من التعارف والتآلف والأخوّة والمحبة والصداقة والتعاون في مجالات الدعوة والتربية والعمل الاجتماعيّ والسياسيّ..
أكثرُ من خمس وستين سنة تَفَرَّقَتْ بنا في بعضها البلدان، واختلفتِ الظروف والأحوال والاجتهادات؛ ولم تتفرّق فيها القلوب، ولم تَهِنْ فيها الْوَشَائج، بل ازدادتْ على الزمن والتجارب بصيرةً وقوةً وعمقاً، فكان يحرص أشدّ الحرص في سفراته الدعوية إلى أوروبا على أن يلقى أخي الدكتور محمد الهواري ويلقاني في المدينة التي نقيم فيها في ألمانيا: مدينة آخن، فنقضي في كلّ زيارة من زياراته ساعات من أثمن الساعات وأحلى الساعات، في جوٍّ من المحبة الخالصة، والثقة الصادقة، والشوق والبوح بما في السرائر.. ساعات فيها العامّ والخاصّ، والعلم والفكر، وحديثُ العاطفة والقلب، وعِبَرُ الماضي، ومشكلاتُ الحاضر، وتطلّعاتُ المستقبل
بعضُ حياتي جُزْءٌ من حياة حسن هويدي
وبعضُ حياة حسن هويدي جزء من حياتي
بعضُ تاريخي جزء من تاريخه، وبعضُ تاريخه جزء من تاريخي
وأبو محمد وبعضُ من بقي لنا من شيوخنا الأجلاء هم صلتنا بأصول دعوتنا، ونشأة حركتنا، وشبابنا وجهادنا، ونهوضنا وعثراتنا، ونجاحاتنا وإخفاقاتنا، وتجاربنا ودروس تجاربنا، وذكريات من فقدنا على الدرب من أساتذتنا وإخواننا وأحبابنا.. فلا غَرْوَ أن نشعر بفراغ كبير بعده في معرفته وتجربته وأمانته، وهمته وعطائه وقدرته، وأن نحزن هذا الحزن لفقده، وحرماننا وحرمان أجيالنا من مثله
نحزن لفقده ولا نحزن له، فقد كان ما علمنا (ولا نزكّي على الله أحداً) مؤمناً صادق الإيمان، محبّاً لله ورسوله، مجتهداً في ذكر ربه وشكره وحسن عبادته، عاملاً بطاعته مجانباً لمعصيته، وإننا لنرجو له ما وعد اللهُ به عباده المتقين الصالحين من المغفرة والكرامة والثواب، والآخرةُ خير للمتقين الصالحين وأبقى
«اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس.. وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النار»
«اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده، واغفر لنا وله»
والسلام عليك يا أخي الحبيب يا أبا محمد ورحمة الله وبركاته
وإلى اللقاء في ظلّ عرش الله تبارك وتعالى إن شاء الله
وتعزيتي إلى السيدة الجليلة أم محمد صبّرها وأعانها الله، وإلى أبناء الفقيد وبناته وأحفاده وحفيداته وأصهاره وإلى سائر أسرته وأهله، وإلى «إخوانه» وأصدقائه حيثما كانوا من الأرض
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.