شاعرة وخجولة
فيصل أبو قاعود
كم كانت رائعة تلك الكلمات التي سقطت بين يدي مصادفة، ولكم تمنيت في مرة أقرأ فيها تلك تلك الكلمات نسيانها لأعاود قرائتها مرّاتٍ ومرّات..
ولكن مما يثير الاستغراب خجل صاحبة تلك الكلمات ، ولا أعلم كينونة ذلك الخجل . أهو تواضع تضيفه على كلماتها لتزداد جمالاً على جمالٍ ، أو خوف من عالم أزدحم مما يدعون الإنتماء إلى عالم الشعر.
لا شك يا شاعرة كثر من يطرقون أبواب الشعر من حولنا ، لكن ثمة نخبة قليلة هم المهرة الذين يمتلكون العزف على أبجديات العربيّة شِعراً رائعاً مثل كلماتك.
والذي يجعل كلماتك تزهو روعة وبهاءً هي قدرتك السحرية في إضفاء شيئاً من رذاذ أنوثتك الرائعة على كلماتك النرجسية مما جعل حروف العربية تزدحم أمامك كلها تريد شرف الإنتماء إلى ثنايا أشعارك
حتماً يا صديقتي سأكون أول من يشجع خجلك أن يشدد قيوده عليك إن وضعتي شيئاً من الإجابة لبعض أسئلتي.
اذا ما راود خلدك خاطرٌ جميل من كلمات تريد من البوح بها ، فماذا ستفعلين بها ؟ أتتركينها تغوص في بحرٍ لجي متلاطم الأمواج ؟ أم تُتمتميها مع نفسك فتذهب أدراج الرياح ؟
إذا ما كنتِ في مكان رائع جميل – كالذي يحيط بك – وتوسل إليك بأن يكون له نصيبا من وصفك ، كيف تصمته ؟
لربما نصيحة من أخٍ عذبٍ هي للأذن أصفى من كلام فيلسوف ، فيا شاعرتنا الكريمة ، صُبي شيئاً من شعرك على سُفوحِ ضانا ، واسقي العربية شذىً من عطر كلماتك الذهبية ، ولا تتكلفين الصمم ، فما خُلق الشعراء ليكونوا بعلماء ، فبداية كهذه البداية جديرة أن تجعلك دنيا من رايات خفّاقة في عالم الشعراء.