إلى روح الشهيد كامل شياع
كامل...
(إلى روح الشهيد كامل شياع)
يحيى السَّماوي
ما مات َ" كاملُ "
" كاملُ " انتدَبَتهُ دجلة ُ للخلود ِ
مُمَثلا ً نخلَ العراق ِ
وناطقا ً باسم االطفولة ِ
باسم حٌلم ِ الكادحينْ
والناهضين إلى الصباح ِ
وناسِجي ثوبِ المحبة ِ
من حرير ِ الياسمينْ
في مهرجان ِ الأمْر ِ بالأنوار ِ
في جَنات ربِّ العالمين ْ
ما مات " كاملُ "
" كامل ُ " اختصر الطريقَ
إلى السماءْ
من رأسهِ الضوئيِّ
والجسَدِ المُخضب ِبالدماءْ
مامات " كامل " ...
إن " كامل " لا يَموتْ
ما دارَ دولابٌ ..
وزغردَ مِنجَلٌ ..
وتوضأتْ بالشمس أبوابُ البيوت ْ
قد كان يدري أنّ " أبرهة َ الجديدَ "
أتى ليهدمَ عشَّ أفراخ ِ الحَمام ِ
وأنْ يدُك َّ الكوخَ في
وطن ِ الثكالى والأراملْ
لكنّ " كاملَ " كان كاملْ
فأبى الوقوفَ على رصيف ِالإنتظار ِ
أبى التخاذلْ
فاختار " كاملُ "
أنْ يقاتلْ
بالضوء لا بالسيف ِ..
بالمنديل ِ والريحان ِ ..
بالحرف ِ المناضلْ
ذودا ً عن العشب المُخَضَّب بالدماء ِ
وعن أراجيح الطفولة ِ..
والحدائق ..
والسَنابلْ
ولأن " كاملَ " كان كاملْ
فزعَتْ سَرايا " الناقصين َ"
وأسْرجَتْ خيلَ الضَغينة ِ
عصْبة ُ الليل المخاتل ْ..
لكنَّ " كاملَ "
سوف يطلعُ من ضلوع الأرض زيتونا ً..
ونورا ً من شبابيك ِ المعاملْ
ومن المحابر ِ ..
والدفاتر ..ِ
والحدائق ِ ..
والجداول ْ :
شجَرا ً جديدا ً
تسْتظِلُ به ِ الطفولة ُ
والبلابلْ !!