باقة من نبض القلب
باقة من نبض القلب
على ضريح الشهيد كامل شياع
يحيى السَّماوي
كان غصنا ً فوق الأرض ...
هو اليومَ جَذرٌ في رحمها ، سيَلدُ بستانا ً في الوطن الحرّ ، يتفيّأهُ أطفال الغد السعيد ..
سقط مضرَّجا بحب العراق .. مخضبا ً بنور الشهادة .. تحفُّ به قلوبُ الشغيلة ِ ، وسنابلُ دجلة ونخيل الفرات ..
لن أرثيه ... فالآمرون بالديمقراطية والحرية ، الناهون عن الديكتاتورية والإستبداد ،" أقوى " من الطلقات المخاتلة ، و"أعلى " من دخان ضغينتهم ...
إستهدفه الطائفيون لأنه لم يكن طائفيا ..
ولأنه آمن بالشعب والغد والنور ، وكفرَ بالأباطرة والعتمة وبأمس ِالجهالة ، فقد كانت ريح الظلاميين ومسدسات أعداء الطفولة ، وعاشقو الظلام ، تبحث عن قنديله لإطفائه ..
خطيئته أنَّ يده أنصع من مَراياهم ... وسريرته أطهرُ من صلواتهم ... وأنه يعجن طحينه بعَرَق جبينه في زمن الرزق السَّحْت ِ والنضال المستأجر والجهاد المفخخ ...
عرَفهُ محرابُ الحرية ِ سادنا ً ... وخبَرَهُ حقلُ المحبة ِ فلاحا نبيلا ً ، يحرث ُ ويزرع ُ من أجل أنْ تمتليء مائدة ُ الفقراء بخبز ٍ
يليق بكرامة الإنسان فلا عجبَ أنْ يستهدفه أعداء الإنسانية وجلادو العصافير أولئك الذين يكرهون رائحة البرتقال ويعشقون دخان الحرائق ..
**
نم يا " كاملا " ً في محبته ... و" شائعا " في هواه ..
نم يا صديقي مُتدثرا بتراب الوطن الذي حَمَلته ُ في " صُرَّة " قلبك وأنت تنتقل من منفىً إلى آخر .. ورجائي حين تستيقظ في دار الخلود أن تبلغ تحاياي إلى جميع أحفاد عروة بن الورد وأبي ذر الغفاري وسفيان الثوري .. وقل لهم إنَّ الظلاميين قد ينجحون في اغتيال الأحبة ولكن : هيهات لهم أن ينجحوا في اغتيال المحبة التي كتبتم أبجديتها بدم الشهادة .
أيها المترجِّل عن صهوة الأرض ، ها أنت تغدو قلبا في صدرها ، فأنعمْ بك " منجلا ً " لم يتعب وهو يجتثُّ دغل الخطيئة ذودا ً عن القمح والعشب والياسمين ... وأكرمْ بك " مطرقة ً" ما وهنت يوما وهي تقرع باب الحرية ..