شاعر الأرض المحتلة يرحل عنا بعيدا
الشاعر محمود درويش |
ربحان رمضان كاتب وناشط سياسي |
رحل صديق شعبنا الكردي ، الشاعر والمناضل الفلسطيني محمود درويش الذي كان قد قرر ذات مرة بأن لايخرج من الأرض التي ولد عليها لكن القدر عاجله في بلد لم تكن له وطن ، في إحدى مشافي جراحة القلب بالولايات المتحدة الأمريكية ، وهنا أسمح لنفسي أن أشبهه بالقائد الخالد مصطفى البارزاني حيث أن كلاهما عشقا الأرض التي دافعا عنها ، وناضلا من أجلها لكنهما توفيا في أرض غريبة ..
رحل من كرَه الموت فقط ، كي لاتبكي أمه .. فأبكانا ، وأحزننا فراقه .
تركنا هذا الرجل الذي أحب الوطن حتى درجة العشق ، أحب الناس ، وتعاطف مع شعوب العالم ..
معكم .. معكم قلوب الناس
معكم عيون الناس
معكم عبيد الارض
معكم أنا .. معكم أبي وامي
معكم عواطفنا .. معكم قصائدنا ..
جنودا ً في القتال
ياحارسين الشمس ..
من أصفاد أشباه الرجال ..
هل خرَّ مهرك يا صلاح الدين؟
هل هوت البيارق؟
في أرض كردستان
حيث الرعب يسهر والحرائق
الموت للعمال .. إن قالوا لنا ثمن العذاب
الموت للزرّاع ، إن قالوا لنا ثمن العذاب
الموت للأطفال ، إن قالوا : لنا نور الكتاب .
الموت للأكراد ،إن قالوا لنا حق التنفس والحياة
ونقول بعد الآن فلتحيا العروبة .. ؟؟!!
مري إذن في أرض كردستان ..
مرّي يا عروبة ..
هذا حصاد الصيف هل تبصرين؟
لن تبصري إن كنت من ثقب المدافع تنظرين ..
كان والد الدرويش يملك منزلاً متواضع ، وقطعة أرض أثمرت تينا ، وزيتون :
إنّا سنقلع بالرموش
الشوك والأحزان... قلعا!
وإلام نحمل عارنا وصليبنا!
والكون يسعى...
سنظل في الزيتون خضرته،
وحول الأرض درعا!!
رحل صديق الكرد الذين قال عنهم :
" فإن الكرد يقتربون من نار الحقيقة ,
ثم يحترقون مثل فراشة الليل الشٌعراء .."
ثم تابع قصيدته قائلا ً :
" .. ليس للكردي إلا الريح
تسكنهُ و يسكنها ...
و تدمنه و يدمنها ..
لينجو من
صفات الأرض و الأشياء .." .
رحل من قال عن الموت :
حياتنا عبء على الجنرال..
“ كيف يسيل من شبح دم ؟”
وحياتنا ..
هي أن نكون كما نريد
نريد أن ..
نحيا قليلاً، لا لشيء…
بل لنحترم القيامة بعد الموت.
واقتبسوا ، بلا قصد كلام الفيلسوف:
“ الموت
لا يعني لنا شيئاً ..
يكون فلا
نكون”
وفعلا زاره ملاك الموت ذات مرّة فقال عن الموت: "لم يعد الموت مسألة تخيفني بتاتا، لأنه اذا كان الموت مثل هذا النوم، فهو ليس مشكلة، وخصوصا أنني مررت بتجربة سابقة عام 1984 عندما تعرضت لموت سريري، وقتها كنت أرى نفسي نائما وسابحا على غيوم بيضاء".
.. لا أعرف ماذا جرى لي، لكن بعد الصحو قيل لي إنني مررت بخطر الموت الحتمي، بل حتى جرى البحث في ترتيب جنازة، لكني كنت غائبا، هذا لم يكن عذابي ولا المي، كان عذاب اصدقائي، هم الذين كانوا يعذبهم هذا الموت، اما انا فكنت نائما، لكن بعد ان صحوت وعرفت ما حدث لي "كانوا اناموني نحو أربعة ايام تنويما اصطناعيا" صرت احس بهلوسات، وهذيان" .
رحل شاعر فلسطين ، الأممي ، الإنسان .. صديق الكرد ..
رحل تاركا ً لنا قصائد خالدة ، جياشة بالحب والأمل :
قلبي على أطفالنا"
وكل أم تحضن السريرا!
يا أصدقاء الراحل البعيد
لا تسألوا: متى يعود
لا تسألوا كثيرا
بل اسألوا: متى
يستيقظ الرجال
* كاتب وناشط سياسي ، عضو قيادي في حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا.