محمّد جوهر يترجّل

جميل السلحوت

[email protected]

اختطف الموت صباح هذا اليوم الثلاثاء 19-5-2015 النقابيّ البارز محمّد حسين جوهر"أبو نبيل" عن عمر يناهز الخامسة والثمانين عاما، والفقيد من مواليد جبل المكبر عام 1932، درس حتى الصّف السابع في كليّة النهضة في حيّ البقعة في القدس، عمل مدرّسا في مدرسة السّواحرة الغربيّة للبنين  بداية خمسينات القرن العشرين، وقد كان له فضل بتسجيلي في المدرسة في العام الدّراسي 1955-1956 وأنا في السّادسة من عمري، بدل السّابعة كما كانت تقضي القوانين، وتلك قصّة لسنا في مجال تسجيلها الآن. ثمّ ما لبث أن فصلوه من التّدريس في نفس العام، ليعمل خيّاط ملابس في سوق القطّانين في القدس القديمة، وليبدأ بتأسيس نقابة للخيّاطين، ولينتخب رئيسا للنّقابة، وفي العام 1957 جرى اعتقاله لبضعة شهور حيث كان القيادي الرّاحل بهجت أبو غربية يختبئ في بيته في عمّان.

ليخرج بعدها ويواصل عمله النقابيّ الذي تدرّج فيه ليصبح الأمين العام المنتخب لاتحاد نقابات العمّال في الأردن لعدّة سنوات، ولأكثر من دورة.

 وللفقيد أيادٍ بيضاء على كثيرين نقابيّين وغير نقابين، ففي بلدته ومسقط رأسه "عرب السّواحرة" كان قدوة يقتدى، وقفز على كثير من العادات البالية، شجّع التعليم –خصوصا تعليم الاناث-، وساعد في تعليم الأقربين من أفراد عائلته، وحرّض وحفّز الآخرين على تعليم أبنائهم. وشكّل في خمسينات وستينات القرن العشرين ثالوثا مع الدّكتور داود عطيّة حسن عبده، والمرحوم داود علي أحمد عبده للنهوض بالبلدة وتطويرها.

وعندما اندلعت حرب حزيران 1967 كان النّقابي جوهر يقيم وأسرته في عمّان، ولم يعد إلى الوطن إلا مرّة واحدة عام 2011 لوداع شقيقه المرحوم أحمد"أبو بسّام" قبل رحيلة بأسابيع قليلة.

 عمل الفقيد على تثقيف نفسه منذ البدايات، فقد كان محبّا للمطالعة...يشهد عى ذلك مكتبته البيتيّة التي تركها عام 1967، وتشكّل الآن جزءا من مكتبة أخيه ابراهيم، وكان لهذه المكتبة دور فاعل في تنمية وصقل المواهب الابداعيّة لأخويه الكاتبين ابراهيم وحليمة.

ورغم انشغالاته الكثيرة، فقد كان إلى ما قبل أشهر قليلة مديرا لمصنع الأجواخ الأردنية.

إلا أنّه لم يستطع كبت مواهبه الابداعيّة، فصدر له كتابان هما:

من الذاكرة- سيرة عمالية سنة 1993م.

فتاة الكرمل - رواية سنة 1996.

وله عدّة مخطوطات روائية لم تنشر.

رحم الله الفقيد رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناّاته، والعزاء لذويه.