تهنئة من جماعة الإخوان المسلمين في سورية
تهنئة من جماعة الإخوان المسلمين في سورية ..
إلى كافة أبنائها وعموم أبناء الشعب السوري ..
بعيد الفطر المبارك
كل عام وأنتم بخير...
كل عام وأنتم بخير تحية تزجيها الجماعة الأم لأبنائها جميعا ، وكل الأخيار البررة المناصرين للحق والحقيقة على امتداد الساحة السورية هم أبناء هذه الجماعة من عرفها منهم ومن نكرها بسابق تصور مموه ، أو بوهم صنعه مكر الماكرين ، أو ادعاء المدعين ..
كل عام وأنتم بخير ...
أبادركم بها ، وإن جاءت متأخرة خمسة أيام ، ذلك لأني انتظرت أن تحوزوا دوني قصب السبق إلى الفضل ، وخيرية الأولوية ، فلما تأخرت منكم التحية ، وطال الغياب كان لا بد للأدنى أن يسد الثغرة ويملأ الفراغ وينفي عن الساحة ما خيل لبعض الناس جهلا منهم أنه الفوت أو الموت ويعذرني فيما أقدمت عليه ( ويجير عليهم أدناهم ...) وها أنا أفعل أو قد فعلت ..
كل عام وأنتم بخير ...
وللخير معالم ، وللحياة عناوين ، وخلف الأبواب والأسوار ، كما قال الإمام أحمد يوما ، آلوف بل ملايين من الناس يحملون القراطيس والمحابر والأقلام ليسطروا ما يقول الرجل المشبوح تحت السياط بين النطع والجلاد ، أو ينتظرونكم ماذا عن أمكم ، غير الصمت المبهم ، ستقولون ..؟! أبادركم بها لتعلموا أن الأم لا تنسى أبناءها وإن نسوا ، ولا تنشغل عنهم وإن تشاغلوا ، وهم مع نبضات قلبها وإن جنوا أو قلوا أو بعدوا أو عقوا ...
كل عام وأنتم بخير من أمكم استقبلوها ..ثم رددوها وتبادلوها ولا تبخلوا بها عن أرض الشام الظمأى يعمها البلاء وتغمرها الدماء والأشلاء ..
( فحيوا بأحسن منها ..) بكلمة صادقة معبرة هادية باعثة على العزيمة مبددة لظلمات اليأس ، مفندة لترهات المبطلين وأكدوا : ( ألا إن نصر الله قريب ) .
( فحيوا بأحسن منها ) بكلمة حق تقال بحقها من الصبر والمصابرة ، وباستحقاقها من العزيمة ومن العمل والتضحية ، ثم من الترفع عن الصغائر ، والانصراف عن بنيّات الطريق ، ثم بالتوقف عن الانشغال بلعاعات الدنيا ...
كل عام وأنتم بخير يا أبنائي أتقدم بها إليكم جميعا نيابة عنكم جميعا ...
أتقدم بها ..
إلى كل سوري يريد سورية وطنا آمنا لا قتل فيه ، ولا اعتقال ، ولا رعب ، ولا خوف ولا تخويف ، ولا استعلاء ، ولا امتيازات طائفية أو عرقية ولا إقصاء فيه ..
أتقدم بها كل سوري يريد سورية وطنا جميلا لا عبودية فيه ، ولا ظلم فيه ، ولابغي ولا عدوان ولا استغلال فيه ، لا ولا فقر ولا جوع فيه . ..
كل عام وأنتم بخير ..
تبريكة أبادر بها إلى ثكلى مكلومة أو ارملة مصدومة أضم دعائي إلى دعائها ( فإنه أندى لصوت أن يدعو داعيان ) أن يتقبل الله ربنا كل الأبناء والبنات الذين قضوا ومضواء شهداء ، وأن يكافئهم على نواياهم ، وأن يعفو ويغفر ، وأن يحقق لهم وعده كأحسن ما وعد الشهداء والصالحين وأن يرزقهم مقعد الصدق عنده ( في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) ..
كل عام وأنتم بخير ...
دعوة صالحة ترسلها أم رؤوم برة مرهما للقلوب والنفوس والأجساد: اللهم شاف من أبناء سورية كل جريح ، وأنزل السكينة والرضى على القلوب والأجساد حتى يكون الرضا خير ما يؤوب بها الصابرون ..
كل عام وأنتم بخير ..
هدية عيد أتخلل بها الأكواخ والشعاف والمخيمات أحمل أمنيتي دعوة إلى الرحمن الرحيم أن يلقي في قلوب أطفال سورية الأمن والحب والسلام ولتحمي وسائدهم وإن كانت من حجر أو من تراب أو بقايا حذاء ملائكة الرحمن ..
اللهم اعزم لأهل الشام أمر رشد تعز فيه أهل طاعتك ورضوانك وبغاة الحق وطالبيه. أيها السوريون لا يدخلنكم يأس مما ترون ، ولا ضعف من كَلَب الزمان وتداعي أمم الأرض عليكم فكم كنتكم في تاريخكم الطويل المنتصرين أو الكرار ..
كل عام وأنتم بخير ..
وإن اعتذروا إليكم أن الجن الأزرق والأحمر قد اجتمعوا عليكم فاعلموا أنهم لن يضروكم ما كنتم مع أنفسكم ، وما كان خياركم لقضيتكم وتذكروا: ( لن يضروكم إلا أذى ) وكل ما ينزل بنا في جنب حسن وعد الله لنا هو مجرد أذى ..
ثقوا بالله أيها السوريون واعلموا ان الله معكم ولن يتركم أعمالكم ...وستبقى جماعة الإخوان المسلمين برجالها قريبة منكم مدافعة عن حقكم ، رافعة للواء الصدق الذي يجمعكم وقل رب افتح بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون ...
4 / شوال 1436 – 21 / تموز / 2015
زهير سالم : مدير مركز الشرق العربي
وسوم: العدد 625