رثاء

إلى روح الشاعرالكبيرعبد الرزاق عبد الواحد

ادميت قلبي 

عندما جمدت في قلبك الدماء

وجفت الدموع في عيوني 

عندما اردت عليك البكاء 

وجفت كل سواقي الحب في جوانحي 

واردت ان ارثيك 

فكانت كل الحروف رثاء 

ليتني سقيت قلبك من دمائي 

حين جمدت في قلبك الدماء 

فأن كان الموت لك أجل 

فأني احب الموت معك سواء 

احتويت العراق في قلبك حبا 

فكان كل العراق لك احتواء 

طرزت وجه العراق بكلمات مجد 

وضمك العراق في ثراه وفاء 

ليت حزني يدوم لبعدك دهرا 

ولكن يوما فيها سأكون وراء 

كنت طفلا تلعب ولك اقران 

فلا تكل وكنت لاقرانك كفاء 

ومضت بك الايام فكنت حلما 

واكتمل فيك سمو الرجال كبرياء 

كنا نترقب طلعتك للدرس معلما 

ونترقب متى ينطق فمك عطاء 

لله درك من معلم نذر عمره 

لتربة العراق فصار عندك هناء 

حتى آخرنبضة في قلبك الصغير 

تحكي لنا قصة الاجيال حزن ووفاء 

فكنت سائحا وليس مشردا ابدا 

فكل ارض العرب كانت لك رداء 

صورة بلادي في عينيك دمعة 

كلما سقطت ضمها صدرك اباء

كنت ابيض الوجه صادق الوعد 

وروحك يملئها الحنان نقاء 

رحلت عنا ولم ترحل ابدا 

فلذكراك في قلوب الذاكرين بقاء 

لنا فيها حزن ليوم فراقك 

وفي قلوبنا غصة وحرة حراء 

تظل ذكراك للاجيال شريعة 

وتبقى في ضمائر المحبين اسماء 

كان لفقدك حزن في قلوبنا 

ولكن أمر الله فلبيت النداء 

والحزن لا يكفي لفقدك مربيا 

لكل نفس يوما وموعد وانتهاء 

لمن سلمت الراية بعد رحيلك 

هل هناك فارس بعدك فيه رجاء 

صمتت قوافي الشعر بعد رحيلك 

وجفت بحوره وتاه بعدك الشعراء 

فلا اجد بعدك لاحد فارس شهم 

يحمل لواء الشعرلثقل ذلك اللواء 

دفنوا قميص يوسف مخافة فضيحة 

ويا لحزن يعقوب في شعرك نداء 

اخذت قميص يوسف معك شاهدا 

تشكو الى الله جريمة الابناء والدخلاء 

ودعتك وفي قلبي حسرة تقتلني 

كيف ضاعت تلك الايام هباء 

وسوم: العدد 644