نهاية لابد منها
أعزاز فيها ولدنا وفيها ترعرعنا ، واشتد عودنا ، أقرباء ، وأولاد عم ، يجمعنا النسب ، ويقربنا الود والاخاء ، في سن متقاربة ، وفكر غض سليم استقبلنا الحياة العملية ، كل سار في طريق وفق ماهو مقسوم له ومقدر .
أما أكبرنا وهو محمد الشيخ محمود ، فقد كان رجلا شهما يتمتع بذكاء حاذق وانتباه شديد وفكر مبدع سديد .
اشترك في مسابقة لوزارة المعارف السورية لانتقاء محاسبين ، فنجح وعين محاسبا لدى مديرية معارف حلب ، وهو لم يتجاوز الشهادة الابتدائية . التي نالها بدرجة ممتازة .
كان محاسبا ممتازا وبارعا في تأدية واجبه الوظيفي ، كمحاسب للمديرية في مدينة أعزاز .
من رجالات أعزاز ، ذوي الفضل والكرامة الاستاذ الشيخ عبد القادر كريدي ، الذي عمل على تأليف جمعية لانشاء دار للأيتام ، تضم أيتام أعزاز وعفرين ، واختار الاستاذ محمد شيخ محمود عضوا فيها ، وكلف بأعمال اللجنة الحسابية .
قامت الجمعية بجمع التبرعات لانشاء البناء بتبرعات من المحسنين في سورية والبلاد العربية ،
فكان يسافر من أجل ذلك .
قام بناء دار الايتام الاسلامية ، واستقبلت أفواج الطلاب وتخرج منها خيرة الرجال ممن تعهدت تعليمهم في مراحل التعليم المتقدمة الثانوية والجامعية ايضا .
خدم الايتام باخلاص ، وقدم لهم كل معونة ومساعدة ، بالتعاون مع الاستاذ المرحوم الشيخ عبد القادر لكريدي .
واليوم وقد تجاوز الخامسة والثمانين ننعيه بكل لوعة وأسى ، طالبين له من الله الرحمة ، ولذويه الصبر والسلون ، وانا لله وانا اليه راجعون.
ونطلب له من الله أن يسكنه قصرا من قصور الجنة ، كما ساهم في رعاية الايتام واسكانهم واطعامهم ، ومساعدة الفقراء والمعوزين.
وسوم: العدد 707