تصريح حول اغتيال العميد وسام الحسن
شهيد جديد في لبنان
من المسئول عن القاتل الطليق؟
تصريح حول اغتيال العميد وسام الحسن
زهير سالم*
أكثر من أربعين ألف شهيد في سورية . بينهم الآلاف من الأطفال والنساء . عمليات قتل السوريين تتم جهارا نهارا . تتم بطائرات حربية تحلق في السماء ، وبقنابل عنقودية معروفة المورد والمصدر . يقتل الإنسان السوري في جريمة كاملة الأبعاد واضحة المعالم ؛ ومع ذلك يصر ما يطلق على نفسه مجلس الأمن الدولي والدول الدائمة العضوية فيه مجتمعة ومنفردة على إدارة ظهرها للجريمة ، في نوع من التواطئ الظاهر مع المجرم ، والسماح له وفق مخطط مرسوم أن يذهب أكثر في ارتكاب الجرائم ..
وبعد ما يقرب من خمسة وعشرين تفجيرا في لبنان استهدفت شخصيات لبنانية متقدمة على خلفيات سياسية وأمنية لا تخفى ، كان في مقدمتها رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري ؛ تأتي اليوم عملية التفجير التي أدت إلى مقتل العميد وسام الحسن . ضابط الأمن اللبناني الذي كشف مخطط الفتنة الخطير الذي كان يدبره القاتل الطليق في المنطقة ، والذي تحمل مسئوليته الوزير السابق ميشيل سماحة ، والذي كانت ضالعة فيه مستشارة القاتل نفسه ..
لقد طفح الكيل بأبناء سورية وأبناء لبنان وهم يتابعون هذا الموقف الدولي المتواطئ على دمائهم . دماء قادتهم . ودماء رجالهم ونسائهم وأطفالهم ..
لقد طفح الكيل بأبناء سورية وأبناء لبنان وهم يتابعون في كل مرة الحديث عن التحقيقات والمحاكم والشهود والقاتل الذي تعربد طائراته في سماء سورية اليوم هو نفسه الذي قتل منذ سبعينات القرن الماضي في باريس وفي مدريد وفي آخن وفي عمان وفي بيروت وما يزال وريثه يقتل حتى الساعة طليق اليد خالي البال ..
ولن يكون من الحكمة في شيء بعد كل هذا السيل من الجرائم أن يخرج أحد في هذا العالم ليستنكر الجريمة على مجرم تجاوز عدد ضحاياه من أبناء سورية وأبناء لبنان مئات الآلاف ..
إنما الذي يجب أن يُحمّل مسئولية الجرائم الجماعية والفردية على السواء المجتمع الدولي بكامل هيئته القانونية ، ومجلس الأمن ودوله دائمة العضوية مجتمعة ومنفردة على السواء . كل واحدة من هذه الدول تتحمل اليوم وزر كل قطرة دم تسقط على الأرض السورية والأرض اللبنانية وعلى كل أرض يمكن أن تسقط عليها قطرة دم من يد هذا القاتل بعدُ ..
الذي يتحمل المسئولية عن سيل الدماء وعن دم الضابط اللبناني وسام الحسن الذي وقى لبنان شر فتنة مدمرة منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية ودولهما مجتمعة ومنفردة بسكوتهم عن قاتل طليق ما يزال يقتل الأبرياء ولا يواجه إلا بالمزيد من المدارة أو المزيد من الهرب من تحمل المسئولية ..
إن شعبنا في سورية وشعبنا في لبنان الذي وقع في غفلة من الدهر أسير هذا المجرم القاتل يحمّل كل تلك الدول والهيئات مسئولية الدماء المسفوكة ظلما على أرضنا . ويعتبر هذه الدول بتواطؤها أو بتخاذلها أو بصمتها شريكة فيما يسفك على أرضنا من دماء ...
نستنكر الموقف الدولي المتواطئ مع المجرم ، والصامت عن الجريمة . وندين كل الأطراف الدولية الضالعة بالاشتراك أو بالصمت فيما يدور على أرضنا من حروب إبادة ، وجرائم ضد الإنسانية وندعو شعوب العالم أجمع أن تهب للانتصار لحق شعوبنا في الحياة الكريمة التي تليق ببني الإنسان ..
من خيمة عزائنا بعشرات الألوف من أبنائنا السوريين نتوجه بأحر مشاعر العزاء إلى كل اللبنانيين الأباة الأحرار وإلى تيار المستقبل وإلى كل المدافعين عن الحق والعدل فيه ..
رحم الله العميد وسام الحسن وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان .
لندن : 3 / ذو الحجة 1433 – 19 / 10 / 2012
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية