مدح أشقّائنا لأعدائنا
مدح أشقّائنا لأعدائنا
هو لخدمة مصالحهم .. لا لإيذائنا!
ماجد زاهد الشيباني
* يصعب القول ، حتى الآن، إن الناس وصلوا ، في بلادنا ، إلى ما يصل إليه الناس ، يوم القيامة : ( يومَ يفرّ المرء من أخيه * وأمّه وأبيه * وصاحبته وبنيه * وفصيلته التي تؤويه* لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه* ) !
* لكن ، قد لا يصعب كثيراً ، القول : إن الناس ، في بلادنا ، قد وصلوا إلى مرحلة :
وقال كلّ خليل كنتُ آملـُه : لا ألهينّـك .. إنّي عنكَ مشغولُ!
· أن يهتمّ المرء بأموره الخاصّة ، أولاً ، قبل أمور الآخرين .. فهذا أمر فطري ، طبيعي !
· وأن يهتمّ السياسي ، حامل أعباء وطنه و شعبه ، بأمور وطنه وشعبه ، أولاً ، قبل أمور الآخرين .. فهذا أمر طبيعي أيضاً !
· لكن .. أن يبادر سياسي عاقل ، إلى قطع حبال قويّة ، متينة ، راسخة .. مع أناس تربطه بهم صلات عميقة ، عريقة ، عقدية ، أو سياسية ، أو قكرية .. ليتشبّث بخيوط واهية ، من المصالح الآنية القريبة ، مع جهات ، يعلم أنها ليست منه ، وأنه ليس منها.. وأنها تتاجر به ، وتوظّفه ، لتحقيق مآربها .. ومن هذه المآرب : ضرب الناس الذين تربطه بهم حبال متينة .. ثم أن يبالغ في الاهتمام بهذه الخيوط ، حتى يجعل منها أساساً ، في التعامل مع الآخرين ، من أهل وعشيرة ، وأصدقاء ، وشركاء مصير .. ثم أن يجعل من أصحاب هذه الخيوط ، أولياء نعمة ، أحباباً ، يكيل لهم ألوان المديح والثناء ، صباح مساء .. لأنهم يقدّمون له ، أو لمن يواليه ، بعضَ العون الماديّ ، خدمة لمصلحتهم ، التي من بينها ، تدميرً الأسس التي تقوم عليها ، أصلاً ، سياسات هذا البائس الحائر، الذي تضطرّه ظروفه الصعبة ، إلى تلقّي العون ، من هذه الجهة المتاجرة به ، وبقضيّته ، وبدماء أهله ، وبقرارهم ، وبمصيرهم ..! أن يكون هذا ، كله ، فهذا من الأمور العجيبة ، الشاذّة ، التي فرضها اضطراب القيَم ، واختلال الموازين .. على أمّتنا المنكوبة الصابرة ، في هذه الأيام النحِسات !
ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم !