ساعات في غليزان
معمر حبار
زرت اليوم غليزان، وكلما سلكت طريق السيار من الجهة الغربية، إلا ورددت بأعلى صوتي.. اللهم إرحم من كان السبب إن كان ميتا ، وإحفظه وكن له إن كان حيا..
لكن تبقى الملاحظة عالقة.. لماذا طريق السيار تجاه الشرق، سيّىء وصعب، ويستغرق وقتا يفوق الحد المطلوب.
وأطرح هذا السؤال، لأن الأسبوع الماضي، إتجهت صوب البليدة، فكانت المعاناة عبر الطريق السيار، ورأيت بأم العين ، السيارة التي كانت أمامي، وكادت أن تنقلب بسبب حفرة في وسط الطريق السيار.
إحياء قطار الاستدمار.. قلت لمن جلس بجواري، خط السكة الحديدية الرابط بين محطة القطار بالشلف وميناء تنس متوقف، رغم أنه بني في عهد الاستدمار الفرنسي، وإحياءه الآن يتطلب أموالا وجهدا، بسبب التأخير المتعمد، وغير المدروس ..
إقترب مني، وقال.. سأحدثك بما هو أفضع، باعتباري كنت عضوا في الفدرالية الوطنية للسكك الحديدية، ثم راح يعدد الخطوط المعطلة، والتي بنيت في عهد الاستدمار الفرنسي، وهي..
بليدة - الجلفة. المحمدية - بشار. غليزان - تيارت.
المحمدية - مستغانم. وهران - أرزيو.
رحمة الله عليه .. في مدخل ولاية غليزان.. لوحة توجيهية، كتب عليها، مسجد عمر بن عبد العزيز، رحمه الله. والمعتاد أن اللافتات، تكتب دون الرحمة، أو الرضا، وأعترف أنها لأول مرة في حياتي، لافتة توجيه مكتوب عليها رحمة الله عليه، فتحية لأهل غليزان، الذين أعادوا إحياء الرحمة لدى زائرها، وسكانها.
سنن كونية.. قال الأستاذ من غليزان، بعدما عرض الشريط الخاص بالنشاطات .. هذه دروس كان يقدمها الشيخ حيرش ، حول.. سنن الله في الكون..
قلت.. لو حصرتها في الأرض، لأنقصت من قدر السنن. فسنن الله في الأرض، وسنن الله في السماء، وسنن الله في البحر. والصعود إلى المريخ، وإستغلال الفضاء، والاستعانة بالبحار، يدخل دوما ضمن سنن الله التي يجب على المرء إحترامها.
السيارة كذلك رزق.. الإمام الذي حملناه من غليزان إلى سيدي محمد بن علي، حدثنا عن معاناته مع المسافة البعيدة، وصعوبة المواصلات، فقال..
سأشتري السكن بما إدخرته، لأن السيارة ليست رزق .
فأجبته قائلا.. السيارة رزق.. والسكن رزق.. والإنسان يقدم ويؤخر، بما يناسب وضعه، وظروفه ، وحالاته.
الرياضيات الغبية.. في مقهى سيدي امحمد بن علي.. إستقبلنا مدير متوسطة، فحدثته عن الإبن المقبل على إمتحانات الرابعة المتوسط، فأجاب ..
التلميذ في المرحلة المتوسطة، لايدرس الرياضيات، إنما يدرس ماكنا نسميه قديما بالحساب، وما يقدم له من حساب، لاعلاقة له بالرياضيات.
فالتلميذ اليوم، لاتوجه له أسئلة كالتي كانت توجه له، كحلل، وإثبت، وناقش، إنما تلقن له نظريات لا علاقة لها بالذكاء، وما يلقن له لايستطيع أن يوظفه في الفهم والتحليل .
البناء فوق الطريق.. مازلت أتساءل باستغراب شديد، لماذا الناس يبنون مساكنهم بمحاذاة الطريق، فإذا بها تزداد ضيقا مع الزمن، وخنقا للعابرين، وإستحالة التخفيف على مستعملي الطريق، وهذا مالاحظته وأنا أجوب الطريق الوطنية القديمة بين شلف وسيدي امحمد بن علي، وإلى غاية غليزان.