وطنية دير

دير سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء في جمهورية مصر العربية واحدًا من أقدم الأبنية الرهبانية في العالم ويرجع تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي وقد منحه الإمبراطور البيزنطي جستيمان مرسومًا إمبراطوريًا باستقلاله استقلالًا كنسيًّا تامًّا، فصار ديرًا ومركزًا لإيبارشية سيناء وأصبح رئيس الدير مطرانًا ولُقِّب الدير بمطرانية دير طور سيناء كما سُمِّى هذا الدير باسم "جبل سيناء أو جبل المناجاة أو دير طور سيناء وترجع تسميته إلى دير سانت كاترين إلى أكثر من 600 عام تقريبًا عندما حُفظت فيه رفات أو الباقي من رفات القديسة كاترينا

كان دير سانت كاترين مصريًّا وكان يجمع جنسياتٍ مختلفة من الرهبان أهمها الرهبان الروم اليونانيون والتي أصبح بعدها الدير ديرًا للرهبان الروم ولكنه يخضع للسيادة المصرية

فقد ظهرت وطنية دير سانت كاترين في مسيرة مصر الوطنية فقد رفض الدير أثناء الحروب الصليبية على الشرق استضافة الملك بلدويني الأول ملك بيت المقدس ورفض مبيته في الدير وفقًا لطلبه عام 1116م والسلطان صلاح الدين الأيوبي كافىء دير سانت كاترين على الدور الوطني الذى قام به من رفضه لاستقبال ومبيت الحاكم الصليبي وزار السلطان صلاح الدين دير سانت كاترين أثناء جولته ما بين مصر والشام وأعجب به واستحسن التعاليق الموجودة فيه وكان قد تم بناء المسجد الفاطمي بجوار دير سانت كاترين وكان رهبان الدير يُقدِّمون للمسجد كل ما يحتاجه من زيت ووقود وإنارة ومع بداية القرن العشرين أمر الملك فؤاد بفرش المسجد وتعيين مرتبات للخدام وفي فترةٍ لاحقة وُضِع المسجد والدير في أولويات هيئة الآثار المصرية ورعايتها وأصبح الدير مثل آثار مصر التاريخية لما يحظى به من مكانة مرموقة ومركز ممتاز ومكتبة كبيرة قيل عنها إنها من أكبر المكتبات في العالم وتحتفظ بعدد كبير من المراسيم والتوقيعات الصادرة من حكام مصر بدءًا من العصر الفاطمي وحتى العصر المملوكي  وفي عام 1967 قام الدير بإخفاء جنود الصاعقة المصرية في الطاحونة المهجورة بعد استغاثتهم بالرهبان لإخفائهم في الدير وقد قام الجيش الإسرائيلى بتفتيش الدير بحثًا عن الجنود ولكن لم يعثروا عليهم ونجح الدير في إخفائهم كما حاول الجيش الإسرائيلي في فترة احتلاله لسيناء شراء أرض في منطقة دير سانت كاترين من البدو وفور وصول هذه المعلومات للمطران دميانوس مطران الدير اجتمع على الفور مع شيوخ قبائل سيناء واتفقوا جميعًا على رفض بيع أراضي سيناء وأكد لهم على أهمية الرفض التام لهذه الخطوة الخطيرة وعدم التنازل عن أي شبر من الأراضي للعدو الإسرائيلي

أيضا أثناء الاحتلال الإسرائيلي لسيناء عقد المطران دميانوس مع شيوخ القبائل مؤتمر الحسنة بوسط سيناء يوم 31 أكتوبر عام 1968 واتفقوا في ذلك الوقت على رفض تدويل سيناء من قِبل إسرائيل بقيادة موشي ديان واستطاعت قبائل سيناء بالتنسيق والتعاون من مطران دير سانت كاترين في إحباط وإفشال مخطط تدويل سيناء وكان ذلك سببًا في منح القوات المسلحة.

 منح الرئيس  محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام المطران دميانوس وسام نجمة سيناء باعتباره من المجاهدين الوطنيين وحمل لقب المطران المجاهد تقديرًا لدوره الوطني في معارك الاستنزاف ثم معارك ونصر أكتوبر 1973 م

كما قدَّم الدير للحكومة المصرية ما يقرب من 600 مخطوطة عربية في إثبات مصرية مدينة طابا والتي ساعدت كثيرًا في عودة طابا إلى حضن الأم مصر ولكل مغيب نقول : الرصاصة على الجبهة لحماية مصر لاتفرق بين بطرس ومحمد وكوب الماء ورغيف الخبز لايفرقا بين مسلم ومسيحي فالكل في حب الوطن سواء .  

وسوم: العدد 1110