وادي الانحدارات الصخرية والاحواض المائية والسلالم العملاقة طبيعة ساحرة في النمسا
وادي الانحدارات الصخرية والاحواض المائية
والسلالم العملاقة طبيعة ساحرة في النمسا
سيميرياخ.. رحلة إلى عمق التاريخ وفن التصميم في القرن السادس عشر
بدل
رفو المزوريالنمسا\غراتس
اقليم شتايامارك النمساوي الساحر بجباله الشاهقة وبحيراته الساحرة وشلالاته الهادرة يعد قبلة السواح والزوار من النمسا واوربا واما سواح الدول العربية والشرق فليست لهم معلومات واهتمامات سوى التقاط الصور في فيننا وعلى نهر الدانوب وقبالة كاتدرائية شتيفان في قلب فيننا واما الوجه الحقيقي للنمسا فيكمن في سحرها عبر طبيعتها وكيف تمكن النمساوي ان يحفر في الصخر من اجل هوية بلاده الحقيقية عبر الطبيعة!وادي الانحدارات الصخرية والاحواض المائية يقع في بلدة (سيميرياخ) والتي تبعد عن مدينة غراتس عاصمة اقليم شتيامارك 52 كيلومترا شمالاً.بلدة صغيرة لكنها قبلة السواح والزوار من الاقليم والاقاليم الاخرى وفيها يقع ايضا كهف( لور) والذي يعد بدوره اجمل كهف يقطر من سقفه الماء في اوربا.رحلة الى الوادي الخانق كما يسمونه في النمسا نظراً لضيقه عبر الانحدارات والتمتع بالاحواض المائية والشلالات،فالسلالم في قمة واعلى درجات جودتها.يضم الوادي السلالم العملاقة و52 جسراً مشيداً بين جانبي الوادي الضيق الخانق وبين الصخور ولكنها بعيدة جداً عن الخطر ويمكن التنزه والمشي والتفسح في الوادي بامان والذي يبلغ طوله 2,7 كيلو متراً ويضم اكثر من 2800 لوحة خشبية وعلى ارتفاع مئات الامتار برفقة الشلالات الهادرة والماء وخريره والشلال الذي يرافق الزائر وحيث جدول الماء في اعوجاج دائم نظراً لأن الوادي ليس في استقامة بل اعوجاجات في الدرب نحو القمة بالاضافة الطريق خلال الغابة.
الطبيعة البرية والرومانسية الشاعرية هما محيط مدينة غراتس النمساوية عاصمة اقليم شتايامارك ويعد وادي الانحدارات والسلالم والاحواض المائية في بلدة (سيميرياخ )من خفايا الجمال الطبيعي بين غابات الاقليم ويعد بدوره الاخ الاصغر لوادي سلالم حماية الدببة والذي سبق ان كتبت عنه ضمن استطلاعاتي.يترك الوادي الشيق لدى الزائر انطباعا رومانسياً وخاصة عند الاطفال بعد عودتهم من رحلة شاقة واللعب في المنتزه المخصص لهم عند اقدام بوابة الوادي.تكثر النباتات في الوادي بالرغم من كثيرة الصخور وحتى اني ابصرت اشجاراً تنبثق من قلوب الصخور العملاقة .شلالات كبيرة في الوادي واحواض مائية ولهذا سمي بوادي الاحواض ولكن اطول شلال فيه يبلغ ارتفاعة 38 متراً ويصب في حوض كبير وبمحاذاة الشلال الكبير يمكن صعود 50 سلماً في الوادي وبهذا يكون المنظر مثيراً للسائح.هناك العدد الكبير من التشكيلات الصخرية الغيرعادية وقد تم الحفر في الصخور من اجل تركيب وتشيد السلالم .يستغرق الزائر ساعتان للوصول الى قمة الوادي ولكن البعض يحتاج وقتاً اكثر للاستمتاع بالمناظر الخلابة عكس وادي حماية الدببة والذي استغرق 5 ساعات.
بعد الوصول الى قمة الوادي ومن خلال المزارع والبيوت الجميلة تكون القبلة الى بلدة(سيميرياخ) ومن هناك الى اكبر كهف من الحجر الجيري يقطر من سقفه الماء في اوربا وهو كهف (لور) ولكن نظراً لجودة ونقاء وطيبة الهواء في الوادي فهناك من يقضي النهار كله هناك.في بلدة (سيميرياخ) والتي هي اشبه بمتحف للكهوف والبيوت القديمة وكانها رحلة انتقلت من الوادي الى عمق التاريخ وفن التصميم في القرن السادس عشر.لقد لعبت الايادي الفنية الرومانية في نقش مدينة جميلة في (سيميرياخ) حيث كاتدرائية البلدة الساحرة والتي شيدت على الاسلوب القوطي المتأخروعلمت بان الخيول الايسلندية تعشق المروج السيميرياخية وتقدر عدد الخيول الايسلندية في هذه البلدة ب 90 خيلاً ايسلندياً والتي تعد من اجود خيول اوربا والعالم وتعيش في (سيميرياخ).
فكرة الوادي بان يكون قبلة للناس والسواح وللمشي والتنزه ترجع الى عام 1904 والى جمعية سلسلة جبال شتايامارك بعد ان قررت تحويل الوادي الى مشروع للمشي وتشييد السلالم.الاعاصيرالهوجاء والرياح العاتية والفيضانات التي لا تفارق النمسا عام 1975 دمرت الجسور واللوحات الخشبية فقد دمرت العواصف والرياح 6 جسوراً ولكن بعد العمل من قبل المتطوعين تم ترميمهم ثانية وفي عام 1986 اخذ السيد (الفريد كشباندل) مسؤولية السلالم والوادي على عاتقه وهو من جمعية الالب للجبال وكذلك ولده (هارالد )يعالج الاضرار التي تلاحق الوادي.
(سميرياخ) بلدة صغيرة ولكنها ساحرة ولها مكانة كبيرة عند الفنانين والكتاب والادباء حيث رسمت الفنانة العالمية (ايمي هيسلاتنر سينجر)والمولودة في الاقليم كاتدرائية المدينة ولها مؤلفات ادبية كثيرة.قبل الدخول الى الوادي بعدة مئات من الامتار حيث المقهى والمطعم الشعبي والذي يقدم وجبات اقليمية لزبائنه المتوجهين الى الوادي او العائدين من رحلة الوادي.
نزهة جميلة ورومانسية عبر الشلالات البرية والتمتع بالينابيع والشلالات الهادرة وجولة عبر الانحدارات في الوادي الخانق.