صلصلة الجرس
صلصلة الجرس
د.حسن الأمراني
لـمـا الـتفتُّ وقلتُ: من يـا طـيـبَ فارانٍ وطيبَ هوائِها مِـنْ غـير ذي زرْعٍ تفيضُ سنابلٌ صوتٌ من الصّحْراء جلجل خاشعاً قـمـرٌ أطـلّ على الخلائقِ نورهُ غـيـث يـغارُ المزنُ من وكَفانه يـا نـورَ صلصلةٍ قد ارتعدتْ لها عـرقٌ تـحـدّر مـن جبينِ محمّدٍ لـولا سـنـاه لـما استبانتْ أنجمٌ هـو رحـمةٌ، هو نعمةٌ، هو نسمةٌ مولاي جئتُ حماكَ مضطربَ القوى قـد وطّـد الـعـشّاقُ من أركانِهِ يـأتـي إلـيـك العاشقون تقرّحتْ يـأتـي إلـيـك العاشقونَ تزوّدوا وأنـا أتـيـتـك والفؤاد بأضلعي شـطّـت بزورقي الرياح مرافئي الـويلُ لي، جئتُ الحمى فطردتني أو لـيـس تـصقَلُ طيّباً؟ يا طيبةً يـا لـيـتني كنت الترابَ بروضةٍ أشـكـو لـك اللهمّ ما صنعتْ يدي وأنـا الـضعيف تهزّ جذعي نسمةٌ ولـئـن عـفوت فأنت أهلٌ للتقى | ناداني؟جـاء الـنـداءُ الـحقّ من وتـرابِـهـا وجـمـالـها الرّيّانِ مـلأى فـقد ضرب الهدى بجِرانِ فـأجـابـه لـمّـا دعـا الـثّقَلانِ فـعـنـا لـنـور جـلاله القَمَرانِ هـل لـي إلى العينين من وكفان؟ بُـصْـرى، وهُدّ الركنُ في الإيوانِ طـيـبـاً فـأذكـى غيرة الريحانِ لـولاه لـم نـبـرحْ مـع العميانِ يـأوي إلـيـهـا خـائفٌ أو جانِ خَـلِـقـاً ثـيـابي، واهياَ بنياني وهـدمـتـه بـالـذّنب والعصيانِ أكـبـادهـم كـتـقـرّح الأجفانِ فـي لـيـلـهـم بالذكْر والأشجانِ كـالـصـخْر ما فاضت له عينانِ مـجـهـولـةٌ، وتقطّعت أشطاني أخـشـى أكـون نـفـاية الكيرانِ وإلـيـكِ تـأرز طـاقـةُ الإيمانِ أو كـنـتُ بعْضَ حجارةِ الجدرانِ هـل لـي على وقر الجبالِ يدانِ؟ أأطـيـق لـسعاً من لظى ودخانِ؟ ولأنـت أهـلُ الـعـفو والغفرانِ | فارانِ
في أرض فلسطين
إقـبـال في الأقصى أسير إنـي رأيت وإن تباعدَتِ الخطى والـطـيـر عـاكفة على لذاتها يـا أمّـةَ الـطيرِ الصلاحُ بوحدةٍ لا تـجـعلوا القنّاصَ فيكمْ ناصحاً غـضـبُ الرياحِ وفورةُ البركانِ مـن قـصّ أجنحتي وقيّد همّتي وأنا ..أنا الأقصى،أنا المسرى، أنا أنـا قِـبْلةُ الرّسُلِ الكرامِ، وموئلٌ سل بخْتَنَصْرَ وسلْ رماحاً أشرعتْ لـكـنّ مـسجدي المباركَ دُنّستْ يـا رُبّ مـؤتـمـرٍ يُـجَمّعُ قادةً أخـذتْ بـمعصمي القيود وليتها صـور الـقـيـودِ كثيرةٌ وأشدّها إن الـذنـوبَ على العيونِ غشاوةٌ قـال الـمعري، وهْو أحكم شاعرٍ (مُـلّ الـمـقامُ فكمْ أعاشر أمّةً) (أمـرتْ بغير صلاحها أمراؤها) (ظلموا الرعيّةَ واستجَازوا كيْدَها) (فـعَدَوْا مصالحها وهم أجراؤها) ذرْ سـاسـةً تـلعبْ بها أهواؤها وأعـرْ سماعكَ صِبْيةً في مهدهمْ جـعـلوا الحجارة في اللقاء أسنّةً إنّ الـحـجـارةَ إن توضّأ ربّها (يـا مـوت زر إنّ الحياة ذميمةٌ) يـا ربّ فـأْذن بالصلاح والتقى | معانيعـيـنـاه بـالآمـال فأسَ الأذى تهوي على الأغصانِ والـشـرّ مـمـدود إلى الأكنانِ لـو تـدركـيـن، ونبهة اليقظانِ وإن اسـتـعـار ملابسَ الرّهبانِ تـسـتنهضان الرّوح، تصطخبانِ ظـلـماً وبي شوق إلى الطيرانِ؟ سـرُجُ الـلـيالي، تَاجُ كلّ زمانِ لـلـخـائفين، ومصرعُ الطغيانِ بـاسـم الصلاح لنصرِة الصلبانِ سـاحـاتُـهُ مـن بعدِ طول أمانِ لـيـفـرّقوا، ويضاعفوا أشجاني زُبَـر الـحـديدِ،ووطْأة القضبانِ مـا صيغَ من ذنبٍ ومن عصْيانِ فـاصـقلْ عيونَ القلْب بالإحْسانِ قـد أنـجـبـتـه معرّة النّعمانِ: سـلـكـتْ طريقَ غوايةٍ وهوانِ فـتـدثـرتْ بـمـباذل الإذعانِ نـشـروا شراع الزور والبهتانِ هـل تـسـتـقيم قوائم الأركانِ؟ مـا بـين سمْسارٍ وميْس غواني رضـعـوا من الأقصى أعزّ لَبانِ يـا طـيـبَ أفـئدةٍ وطولَ سنانِ مـن خـشـيةٍ نطقتْ بغير لسانِ ظـهـر الـفـساد فساد كلّ مكانِ أو عـجّـلـنْ يـا ربّ بالطوفانِ | تـتّـقدانِ