احتفال أكاديمية القلم للغات السنوي
احتفال بتخرج أكاديمية القلم للغات لعام 2023/2024
تهتم الشعوب في مختلف بقاع العالم بالعلم لما له من آثار إيجابية عميقة في حياة الفرد والمجتمع، فنحن نعيش في زمن يشهد تقدمًا حضاريًا تتزايد فيه أهمية العلم ودوره في جلب المنافع لمختلف جوانب حياتنا.
إن توعية الأجيال منذ نعومة أظفارهم، ورعايتهم على مدارج مراحل التعليم، وتوفير الأجواء المناسبة لمسيرتهم التعليمية هي مسؤولية عظيمة. ونحن، ولله الحمد، نسعى جاهدين لإنجاح عملية التعليم في كافة مساراتها، من خلال المناهج والبرامج التي يقدمها المعلمون والمعلمات بكل إخلاص في هذا الشأن الهام.
من هذا المنطلق، نظمت جمعية المرأة العربية في جويلف (AWSOG) احتفالًا كبيرًا يوم السبت، الموافق 26/10/2024، لتكريم طلاب المدرسة والاحتفاء بجهودهم، وكذلك تكريم الهيئة التدريسية التي حملت على عاتقها هذه المهام النبيلة. شهد الحفل مشاركة نحو 260 طالبًا مع أولياء أمورهم، من مدن عديدة مثل جويلف، كامبريدج، أونتاريو، ميسيساغا، برانتفورد، لندن، وغيرها، تقديرًا للجهود المبذولة في تعليم اللغات الأصلية.
تميز الحفل بتفاعل الحضور الذين استمتعوا بفقراته المتنوعة التي امتدت على مدى خمس ساعات. افتُتح الحفل بتلاوة من القرآن الكريم، تلتها أنشطة طلابية تضمنت إلقاء الأناشيد الهادفة والقصائد الشعرية حول أهمية العلم والتعلم، وأهمية القيم الأخلاقية التي ينبغي أن يتحلى بها الإنسان. كما شملت الفقرات عروضًا ثقافية عربية نالت إعجاب أولياء الأمور، وتوزيع شهادات تقديرية وهدايا مدرسية وحقائب ظهر للطلاب.
وقد شرف الحفل الأستاذ الشاعر شريف قاسم، الذي أضاف بجمال كلماته وأشعاره لمسة مميزة للاحتفال، مفعمًا الحفل بعبق الأدب العربي الأصيل. إن حضور الأستاذ الشاعر شريف قاسم كان مميزًا، حيث يتمتع بإرث غني من الأعمال الشعرية التي تمثل الأدب العربي الأصيل. وقد أسعدنا كثيرًا أن نراه فخورًا بأحفاده وهم يلقون قصائدهم باللغة العربية. لقد جلب حضوره الفرح والحيوية إلى احتفالنا، ونحن فخورون بالتعبير عن امتناننا ومساهماته الدائمة في تعزيز الأدب العربي. وقد ألقى الشاعر كلمة وقصيدة شعرية خصيصًا لهذا الاحتفال، مما زاد من جمال المناسبة وعمّق أثرها على الحضور.وكانت لحظة تكريمه من قبل الأكاديمية مع الهيئة التدريسية تقديرًا لجهوده النبيلة التي ساهمت في إحياء روح اللغة العربية
والجدير بالذكر أنه منذ عام 2022، عملت أكاديمية القلم بالتعاون مع مجلس المدرسة الفرنسية في أوتاوا على توسيع نطاق برامجها، مما أسهم في إنشاء مجتمع مزدهر يضم ما يقرب من 1000 طالب في مختلف أنحاء كندا. وبفضل هذا التعاون، نواصل بناء مساحة ثقافية علمية تلتقي فيها اللغة مع الثقافة. فعندما يتعلم أطفالنا في كندا لغتهم الأم، تتسع آفاقهم ورؤاهم، وتزداد ارتباطاتهم بمجتمعاتهم، ويصبحون أكثر وعيًا، ويستمتعون بجمال التنوع الثقافي، مما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويجعلهم أفرادًا ناجحين يخدمون المجتمع بحب عميق من خلال هذا التنوع الثقافي القائم على حب الخير للجميع.
هذا التقدم المثمر جاء بفضل الجهود المخلصة للمعلمين والمعلمات الذين يعملون على تثقيف طلابهم في مختلف المراحل. نفخر بمثل هذا الاحتفال الذي يوثق إنجازات الطلاب من جهة، ويكرم جهود المعلمين والمعلمات من جهة أخرى. لقد استحق الجميع الشكر والتكريم، بدءًا من أفراد الهيئة التدريسية الرائعة وصولًا إلى إدارة الأكاديمية.
وقد شمل الحفل تكريمًا خاصًا ومفاجئًا لي شخصيا من قبل الهيئة التدريسية، وكانت لحظة تكريم مؤثرة ومميزة. ولم تنس إدارة الأكاديمية تقديم وجبة غداء لجميع الحضور بعد الاحتفال، الذي امتد لعدة ساعات، حيث تناول الجميع طعامهم في جو من الألفة والامتنان والحمد لله
نشكر الجميع على مساهماتهم التي جعلت هذا الاحتفال مميزًا بكل تفاصيله.
الجدير بالذكر أن أكاديمية القلم وسعت برامجها منذ عام 2022 بالشراكة مع مجلس المدارس الفرنسية في أوتاوا، لتغطي مجتمعات في مختلف أنحاء كندا. وبفضل هذه الشراكة، تواصل الأكاديمية بناء مساحة ثقافية تعليمية تجمع بين اللغة والثقافة، وتساعد الطلاب على تعزيز ارتباطاتهم بمجتمعاتهم وجذورهم.
في ختام الحفل، قدمت الأكاديمية وجبة غداء للحضور امتنانًا لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث المميز.
أختم كلمتي بشكر وتقدير لكل من ساهم في إنجاح هذا الحفل، ولكل من عمل بجد وإخلاص على تقديم إمكانياته في هذا المجال، سواء في التعليم أو التوجيه. وبالمناسبة، فإن تعليم الأطفال منذ الصغر، سواء من خلال تعلم لغات مختلفة، بما فيها لغتهم الأم، أو من خلال معرفة تقاليد مجتمعاتهم والاطلاع على ما تفخر به الشعوب عامة من قيم وعلوم وثقافات، يغرس فيهم مشاعر الفخر والفرح والانتماء. ومن خلال رعايتنا لهم والاحتفاء بنجاحاتهم، و بجهودنا المستمرة نطمح إلى تأسيس جيل مستعد لخدمة المجتمع بروح التعاون والمحبة، جيلًا مستقبليًا يحمل لغته وهويته وعاداته ونخلق مجتمع واعٍ يعيش بروح المودة والتعاون.
الدكتورة سندس اللامي
مديرة المدرسة ورئيسة جمعية المرأة العربية في جويلف
وسوم: العدد 1101