الشاعر الطبيب د. محمد إياد العكاري: حياته، وشعره 1
(1957م – معاصر )
هو الشاعر الإسلامي المعاصر، محمد إياد بن صلاح الدين بن زاكي العكَّاري . الذي بذل عصارة فؤاده وفكره في خدمة دينه، وكتب، ونظم الأشعار، وسافر، وهاجر، وعانى من شقاء الغربة، ولكنه بقي شامخاً كالطود لا تزعزعه الرياح، ولا يحني هامته إلا للذي رفع السموات والأرض، إنه د. محمد إياد العكاري، ويكفيه فخراً أنه شاعر خدم الأدب والشعر والدين، فضلاً عن معالجة الأمراض، وخدمة المجتمع من خلال مهنة الطب والبيان والدعوة...فمن هو الشاعر محمد إياد ؟ وما هي سيرته وسريرته ؟ وما هي دواوين شعره ؟ وما هي الموضوعات التي عالجها، وكيف كان أسلوبه في تناول تلك الموضوعات..
ولادته ونشأته :
ولد الشاعر الدكتور محمد إياد صلاح الدين العكاري في مدينة دمشق عاصمة سورية عام 1957 م، ونشأ في كنف والده الشاعر صلاح الدين زاكي العكاري ( 1926- 2002م) الذي كان معلماً، وأميناً للسرّ في ثانوية أمية في دمشق، وكان رئيساً للتحرير في جريدة (بردى) الصادرة في دمشق، وقد تهجّم عليه أنصار حزب البعث حتى أوشك أن يقتل، وله ديوان: عرائس الأحلام، قدّم له د. عبد الرزاق حسين، وله شعر إخواني، أهدى إحدى قصائده إلى وجيه البارودي يقول فيها :
أوجيه مالك سادراً في حبّ ربات الخدور
غنيت للســـــــــــــــــــمراء والشقـــــــــــــــــــــراء أبكار الشعور
كتب الشاعر صلاح الدين العكاري الشعر الوجداني، والغزلي، حيث وصف (غادة من الغرب) :
مكملة الأوصاف: أما عيونها فدعجٌ وأما عودها فرطيبُ
ملأت عيوني حين مرّت بنظرة بها كدت عن دنيا الأنام أغيبُ
ففيها فتون لم أرَ العمر مثله ومعنى لحسن لم يصفه أديبُ
وله في الحكمة قوله :
ولم أرَ كالمعروف ؛ أما مذاقه فحلوٌ ، وأما وجهه فجميلُ
إن هذا الأسلوب لا يعرفه الكثير من شعراء الأصالة، وحقهم أن يعرفوه .
وقد حوى الديوان على قصائد رائعة مثل : الفيلسوف العاشق، والشاعر الشقي، ومن ضفاف نهر الخابور إلى ضفاف نهر العاصي كتبها عام 1947م، وعامان، وعدت يوماً بوصل، والفجر الوليد، وقد رثى الشيخ محمد الحامد وأخاه بدر الدين شاعر العاصي بقصيدة يقول فيها:
من بعد بينكما البيان مشردُ والعبقرية، أين باتت ..تقصد ؟
فقد النظيم بفقد بدر عرشه والمنبر الخالي ..بكاك .. محمد
أحماة روضك قد ثوى صدّاحه وجفا منابرك الخطيبُ المرشد
بدر وأي الخالدين شبيهه شعراً تقوم له الحياة وتقعدُ
شعر هو السحر الحلال منضد سيظل يروى ياحماة وينشد
أما محمد ..من ترى كمحمد يهدي إلى الخلق الكريم ويرشد
صوت يجلجل كالرعود إذا انجلى لا ينثني في الحق أو يتردد
بحر من الخلق المصفى والتقى والمسلمون لنهل بحرك ورّد
أين الفصاحة والمهابة والتقى ذهبت ؟ وأين الناسك المتعبد
قد غاب عنك وذكره لما يزل شمساً مطالع نورها لا تخمد
وقد تعلّم الشاعر (محمد إياد) من أبيه حبّ المطالعة، والأدب والشعر والدين، وعشق الوطن، ولنستمع إليه، وهو يقول :
أبتاه لحنٌ لا أمل نشيده أبتاهُ يا أمّاه برُّ أمان ِ
وبعد وفاته رثاه ولده الشاعر محمد إياد العكاري بقصيدة تحت عنوان: ( يا رحمة الله هبّي فوقه سُحباً ) يقول فيها :
أبتاه يا أنشودة بجناني طيفاً تسامى في سنا الوجدان
صرحاً عظيماً بالمآثر يعتلي فوق الثريا رسمه بكياني
أبتاه يا أبتاهُ قلبي مفعمٌ حُبّاً عظيماً للذي ربّاني
ويعدّد صفات الراحل الكريم، فيقول :
أبتاه يا نبعَ الصفاء عذوبةً ومعين حبّ فاض بالسلوانِ
ونقاء فكرٍ ما اعترته شوائبٌ وفضاء شعرٍ سابحٍ بمعان ِ
فالفضل أنت وبحرُ آدابٍ سمتْ والأنسُ منك قلائدٌ بجمان ِ
والنبل منك على الدوام معالمٌ ولقد سموتَ بعالم الإيمان ِ
وأما الوالدة الفاضلة فهي السيدة (خديجة الحسيني) من أسرة حموية الأصل، كانت موظّفة في البنك المركزي في دمشق، وقد توفيت – رحمها الله – عام 2006م . وقد عبّر عن فيض المشاعر وزخم العواطف تجاه أمه في قصيدته (صدى الفؤاد)، فهي سيمفونية برّ تصدحُ بترنيمات العطاء :
أمّاه يا أماهُ أيُّ بيان ِ يصفُ الشعورَ بمهجتي وجناني
ويستمر هذا العزف الشجي؛ ليقف عند هذا الدعاء النابع من الأعماق:
فارحمهما ربي دواماً رحمة ً أكرمهما فهما هما رعياني
أسبغ إلهي فضل جودك منّة ً واحفظهما ربي مدى الأزمان ِ
ألبسهما ثوبَ الكرامة والتقى والعزَّ في الدارين بالرضوان ِ
وترعرع شاعرنا الحبيب مع إخوته الخمسة في ظلّ أسرة مسلمة علمية محافظة تعود في أصولها إلى مدينة حماة، كانت هي المحضن التربوي الأول له ولإخوته، وقد برز من إخوته د. معتز العكاري ( استشاري في طب العيون)، ود . هيثم العكاري ( مختص بالأمراض الهضمية).
دراسته، ومراحل تعليمه :
درس (محمد إياد العكاري) مراحل التعليم المختلفة في دمشق، حيثُ تلقى العلم في المرحلة الابتدائية في مدرسة الملك فيصل في السبع بحرات في دمشق، وحصل على شهادتها عام 1967م، ثم انتقل للدراسة الإعدادية في مدرستي جودت الهاشمي، وأحمد أمين في دمشق، وحصل على الشهادة الإعدادية عام 1970م .
وأما الشهادة الثانوية (الفرع العلمي)، فقد حصل عليها في مدرسة جول جمال في دمشق عام 1973م، 1974م، وكان متفوقاً بين أقرانه طيلة سنوات دراسته.
ثم أكمل دراسته الجامعية، فتخرج من جامعة دمشق في كلية طب الأسنان 1978- 1979 م .
والشاعر محمد إياد العكاري من المحبين للمطالعة، وقد تلقى الدروس الدينية في مسجد الدلامية عن الشيخ عمر ريحان، وكان يحضر دروس العلامة وهبي سليمان الغاوجي، ودروس الشيخ د. محمد بن لطفي الصباغ، وتعرف على د . منير الغضبان، كما لازم د. محمد فاروق بطل، والشيخ العربي كشاط، ود. محمد سليم العوا في مصر، ...وقد التقى مع العديد من العلماء الأعلام منهم: الشيخ د. منير الغضبان، وأسمعه بعض قصائده، وتعرف على د. محمد حميد الله (باكستان) في فرنسة، والشيخ د. عبد الله علوان... وغيرهم كثير .
أعماله، ومسؤولياته :
عمل د. محمد إياد العكاري في مشافي وقطعات الجيش العربي السوري من تاريخ آب 1979 حتى تشرين الأول 1981م .
ثم غادر سورية في الثمانينات، فعمل مع الحرس الوطني السعودي في المنطقة الشرقية لمدة أحد عشر عاماً 1402- 1413 هـ .
ثم حصل على استثناء خاص من وزير الصحة السعودي عام 1993م، ومنذ ذلك التاريخ، وهو يمارس مهنته في عيادته الخاصة في الأحساء، ثم شارك في تأسيس مركز طب الأسنان (شركة ومؤسسة قلائد الدرّ)، ويشغل منصب المدير العام فيه . وهو عضو مجلس الأمناء في الجامعة العثمانية، وهو عضو مؤسس في إدارة سيما لمدة سبع سنوات، ثم انتخب عام 2018م عضواً في مجلس الأمناء في شركة (سيما ) التي تلعب دوراً كبيراً في تقيم الدواء في المناطق المحررة .
وكان المشرف العام على موقع المرايا، ورابطة الواحة الثقافية، والعديد من الأروقة الأدبية على مواقع التواصل الاجتماعي، وله شعر منشور في رابطة أدباء الشام، وله مقالات منشورة في موقع رابطة العلماء السوريين ..
رحلاته :
زار الشاعر د. محمد إياد العكاري العديد من البلدان، وكان له نشاط علمي وثقافي في كثير منها :
حيث زار المركز الإسلامي في فرنسا عام 1975م، وتعرف هناك على د. محمد حميد الله .
كما زار إيطاليا، واليونان، وألبانيا، وبريطانيا، وزار أمريكا، وكتب شعراً فيها، وقد زار تركيا كثيراً، كما زار آسيا، والعديد من دول إفريقيا مثل: جزر القمر، ومصر، وزار جميع دول الخليج .
وهذه الرحلات والزيارات وسّعت آفاق الشاعر، وجعلته يطّلع على الثقافات المختلفة، ويشاهد أصناف الحضارة العالمية في العمران، وتنظيم الحدائق، والطرق والمنشآت فضلاً عن الآداب والعلوم والجامعات ..، وأكسبته غنى ومعرفة وتنوعاً في الفنون .
عضويته ومشاركاته :
-شارك محمد إياد العكّاري في عدد من الأمسيات الشعرية، والمحاضرات العلمية والأدبية فهو :
-عضو النادي الأدبي في المنطقة الشرقية .
-عضو الجمعية السعودية لطب الأسنان .
-عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية .
- عضو مجلس الأمناء في الجامعة العثمانية، التي يرأسها د. عبد الجبار الزيدي.
-وعضو مؤسس في إدارة مؤسسة سيما لمدة سبع سنوات، وانتخب عضواً في مجلس الأمناء في مؤسسة (سيما) عام 2018م .
وله مساهمات في المواقع الإلكترونية، فهو المشرف العام على موقع المرايا، ورابطة الواحة الثقافية .
وقد شارك في الحركة الأدبية في المنطقة الشرقية في السعودية:
فهو عضو في ندوة الشيخ أحمد آل المبارك التي تقام كل يوم أحد .
وعضو ندوة محمد نعيم الثقافية التي يقيمها في يوم الاثنين .
وعضو ندوة العفالق الأدبية التي يحضرها كل يوم ثلاثاء .
شارك في الندوات الشعرية التي أقامتها مدرسة بدر التي يشرف عليها د. عبد العزيز الرفاعي وكان يحضرها الشاعر أحمد براء الأميري، وحيدر الغدير، وعبد القادر حداد، وأحمد الخاني ، ...
كما شارك في ندوة شعرية تحت عنوان (عزف الحنين)، أقامها مركز همة لتربية الشباب في كليس التركية بتاريخ 9 / 9 / 2018م ، وشارك فيها الشاعر الإسلامي د. عثمان مكانسي، والأستاذ بشير الصالح، وأدارها أ. عمر محمد العبسو .
مؤلفاته، وإنتاجه الشعري :
-نشر د. محمد إياد العكاري العديد من قصائد شعره، ومقالاته الطبية، والأدبية، في الصحف والمجلات العربية والإسلامية، وطبع له المكتب الإسلامي وغيره من دور النشر العديد من الكتب والدواوين الشعرية نذكر منها:
1-صدى الأعماق: – دار الخاني – الرياض – السعودية – 1990 م، ويقع الكتاب في 91 ص من القطع الكبير، وقد احتوى على 30 قصيدة كلها في فلسطين وأفغانستان .
2-عزف الحنين : مطابع الكفاح – الأحساء – السعودية – 2000م، تقديم د. عبد الرزاق حسين، ويقع الديوان في 80 ص من القطع الكبير . ويحتوي على 25 قصيدة من الشعر العمودي الذي حافظ فيه على الأوزان الخليلية .
3-لبيك يا أقصى: ديوان شعر – ط1، المكتب الإسلامي – بيروت – لبنان – 2001م . ويقع في 104 صفحات من القطع الكبير . وقد احتوى على 20 قصيدة كلها تدور على قضية فلسطين، وعودة صلاح الدين، وفضح جرائم اليهود والانتفاضة في فلسطين ...
يقول فيه :
"لقِّم سلاحك يا أبي جواباً واجعل سلامك لليهود حرابا
وانفر عزيزاً، وامتشق بعزيمة فالأرض ظمأى للكريم سحابا
وارم العداة كبرقها ورعودها سلم الخداع هوى وصرا خبايا
فاجل الرؤى بزناد أخمص ناطق والحرّ يعرف ما يريد صوابا
فحقوق شعب قد أفاق مزمجراً ليست بـ(أوسلو) كالسراب هبابا
كلا وليست سلعة لتفاوض فالأرض أرضي وأسأل الأحقابا
لغة التغطرس والتكبد لقمت مجد الفداء مراجماً وخطابا
والغاصبون وإن بغوا سنزفهم بشرى تدك كيانهم إرهابا
والانتفاضة أي بركان به حممٌ تطاير تطرد الأوشابا".
وكلمات هذا الديوان موجهة إلى أطفال الحجارة ملهمي الشعر، مثيري الحس الوطني والإقدام، عمالقة الرجال في الألفية الثالثة، الذين قلبوا الموازين رأساً على عقب، وتصدر والأحداث بانتفاضتهم المباركة التي زلزلوا بها كيان بني صهيون، وأوهنوا جيشه بحجارة الحق قذائف السجيل، ملهبين بها أحاسيس الأمة، محيين وجدانها معيدين لها هويتها حيث أفاقت، وانتبهت لحقها الضائع، وكيانها السليب، وحالها السقيم، بعد عقود عجاف من الظلم والقهر والبطش والإرهاب، وبريق السلام الزائف، وسرابه الخادع.
وها هي أنوار الانتفاضة المتألقة تضيء الطريق رغم التضحيات، وتشحذ الهمم رغم العقبات وتلهب المشاعر والأحاسيس بعزف مثير على أوتار الخلود إلى أن تعود الحقوق لأصحابها، وتندى مآذن الأقصى الشريف ومنابره بالنداء الخالد الذي ردده الصحابي الجليل بلال بن رباح عليها ذات مرة، وما أعذبه نشيداً يدغدغ القدس، ويشف أسماعها، ويعانق الخليل ليضم ثرى جميع أرض فلسطين.
وإن غداً لناظره قريب..
4-أشواق الروح : ديوان شعر – المكتب الإسلامي – بيروت – لبنان – 2004م، ويقع الديوان في 136 ص من القطع الكبير . ويحتوي على 35 قصيدة، يقول في قصيدة أشواق إلى طيبة :
ما للفــــــــــــــؤاد ونبضه حـــــــــــــــــــــــــدُّ ؟ ووجيبه، والقــــــــــلب ينقدُّ !!
والنفس ولهى ، هاجت الذكرى والشوق فيها، والهوى وقدُ
تحدث فيها عن أشواقه إلى طيبة مدينة الرسول ويصور أخلاق النبي وصفاته .
ومن قصائد الديوان: يا فؤاد ترفقاً، روحي بقربك، شرعة الله كوكبٌ وقّاد، أبشر بدار العزّ، مناجاة مع القمر، هي بذرة، صدى زفير الناي،
5-ومقال التاريخ الله أكبر: ديوان شعر – المكتب الإسلامي – بيروت – 2005م، ويقع الديوان في 136 ص من القطع الكبير . وقد احتوى على 25 مقالة وقصيدة .
6- إنها الشام: ديوان شعر مخطوط، قد حوى أكثر من عشرين قصيدة، أرسله للطباعة بعد الثورة، ثم سحبه ليضيف إليه بعض القصائد، يقول في إحدى قصائده:
نسيبٌ ودّه خطبا هواهُ بها سرى لهبا
ويقول عن أخيه د. معتز العكاري تحت عنوان أعيش الحلم أغنية :
أعيش العمر لا أنسى مرابع أمسي الأخضر
وقد حلّق في قصائده جامعاً بين الخيال والواقع، وبين المضمون والشكل، ..
7-الإسلام رقي وحضارة ونظافة وطهارة: كتاب مخطوط .
8-سعادة المرء في صحة فمه: كتاب مخطوط .
9- عالم الفم والأسنان بين الإسلام والعلم والأدب- مخطوط .
وله العديد من المقالات والقصائد الشعرية التي نشرها في الصحف، والمجلات، والجرائد اليومية، والأسبوعية، والشهرية، منها: مجلة الفيصل، والمنهل، والمجلة العربية، والقافلة (السعودية)، والأمان (اللبنانية)، والجامعة (الأردنية)، والمشكاة (المغربية )، والمجتمع ( الكويتية)، والشرق الأوسط، كما نشرت له المجلات الإسلامية العديد من قصائد الثورة والجهاد مثل: البنيان، والجهاد، والمسلمون الدولية، وجريدة اليوم، وجريدة الجزيرة، وموقع الأحساء نيوز، وموقع رابطة العلماء السوريين... وغيرها .
أحواله الاجتماعية :
تزوّج الدكتور محمد إياد العكاري من ابنة اللواء عبد المعين الشيرازي الصباغ، وأمها هي الابنة الكبرى للشيخ توفيق الصباغ، وأخوالها الشيخ عبد الله توفيق الصباغ، والشيخ عبد اللطيف الشيرازي الصباغ، وقد رزق الشاعر محمد إياد العكاري من زوجته بتسعة أولاد ( 6 ذكور، و3 بنات)، وهم :
1-نور العكاري: من مواليد 1983م طبيبة أسنان، تخرجت من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، متزوجة، ولها 3 أولاد، ومقيمة في السويد .
2-علياء العكاري: من مواليد عام 1985م، درست أدب إنجليزي، ثم درست الأدب العربي، وتكتب الشعر، وتتذوقه.
3-د . أنس العكاري: من مواليد 1986م، درس طب الأسنان في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، ويعمل الآن مديراً طبياً في مركز قلائد الدرّ، ويقيم في السعودية.
4-معاذ العكاري: مواليد 1987م، طبيب بشري، مقيم في السعودية .
5-عمار العكاري: من مواليد 1989م، مهندس معماري، يعمل في السعودية .
6-قتيبة العكاري: من مواليد 1992م، طبيب أسنان، معتقل من قبل النظام المجرم، منذ أكثر من 5 سنوات .
7-آية العكاري: من مواليد 1994م، هندسة تصميم داخلي من الجامعة الإلكترونية في البحرين .
8-سعد العكاري: من مواليد عام 2005م، ذلك الفتى الوسيم، صاحب العيون الزرقاء، الذي يدرس في الصف الثامن، ويحفظ 3 أجزاء من القرآن الكريم.
9-زيد العكاري: من مواليد عام 2007م، يدرس في الصف السادس، ويحفظ 3 أجزاء من القرآن .
التكريم والجوائز :
أقام له أدباء الأحساء حفلاً تكريمياً بعد مرور 25 سنة على الإقامة في المنطقة الشرقية، وقد حضره 28 عالماً وأديباً، تكلم في الحفل: زهير شاويش، نبيل محيش، وأحمد المبارك، ود. عبد الرزاق حسين، وغيرهم، أشادوا فيها بعلمه وشعره وأخلاقه .
وأقام النادي الأدبي (ندوة محمد النعيم الثقافية ) أمسية تحت عنوان: الطبيب الإنسان .
وقد كتب معرّفاً بدواوينه الشعرية: بسام دعيس، محمد الجلواح، ود. محمود الحليبي، كما كتب د. ربيع عبد العزيز دراسة وافية عن (شعر الأطفال في شعر محمد إياد العكاري) .
الأناشيد الملحنة :
وقد لحن له المنشدون عدة أناشيد: أبتاه، وحنايا الليل، ومرآة العيون، ولن أركع، ومناجاة مع القمر، وماذا أقول ؟ : تحكي قصة طفلة أفغانية فقدت أهلها .
ثناء الكتاب والنقاد عليه :
كتب الأستاذ (سعيد أبو نعسة ) تحت عنوان: ( محمد إياد العكاري يروي مقالة التاريخ ):
إذا كانت القصيدة مرآة ذات الشاعر فإنّ ( محمد إياد العكاري ) يكثّف ذاته في عنوانها فقط .
فلقد اختار لديوانه الأخير عنوان ( ومقال التاريخ الله أكبر ) ضاغطاً قصائده وشخصيته في كلمات أربع شاهراً هويّته مفاخراً بها على رؤوس الأشهاد؛ مقرراً أن التاريخ لا يزهو إلا بمقال واحد تختصره كلمتان : الله أكبر .
تاركا للقارئ أن يرحل في استحضار الدلالة واضعاً كل أشياء الوجود في مرتبة أدنى من هذه العبارة .
كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، تتوضآن في فم الشاعر قبل أن يشعّ سناهما منارات على طريق الحيارى .
عنوان مكتملٌ معنى وإعراباً ودلالة، يرتضيه الشاعر في مباشرة مقصودة تشي بمضمون القصائد والمقالات التي ضمّها الديوان بين دفتيه.
يطلق الشاعر فيه الصرخة وكأنه أذان ٌ يهمز الغافلين، ويحثّهم على المسارعة إلى الاصطفاف في محراب الجهاد قبل أن تحلّ الكارثة .
يقف فيهم شاعراً منبرياً مفوّهاً يشرّح الواقع المزري والتخاذل المهين، مسمّياً الأشياء بأسمائها دون خوف أو وجل، ودون تقاعس أو كسل؛ مستنهضاً الهمم؛ غارزاً مبضعه كطبيب في أورام الأمّة، ناكئاً جراحها :
واليوم طاغية الزمان مزمجـرٌ قطبٌ يعيث وتستطير شرور
في الشرق في اليابان أهلك أمّـة هدّ العراق وعمـّه التدميـر
وهُو لا يشخّص الحالة، ويترك حبل الأمّة على غاربه بل يحمل لها بلسم الشفاء وقاتل الفيروس المسبب للعفن والأورام المستعصية :
ذروة العــزّ للعقـيدة بـذلٌ بدماء وأن تـرى صنـديدا
في سبيل الرحمن نحيا ونفنى وجنان الفردوس نعم جدودا
هو ذا الحلّ إذاً : الإسلام بنورانيته وإشعاعه يقدّمه الشاعر على طبق من الأصالة والالتزام بحروف زاهية واضحة المعالم وكلمات سهلة تنساب سائغة للمتذوّقين؛ لا غموض فيها ولا إبهام ؛ تنثال كما يتوقّعها السامع؛ لا منمّقة ولا مزوّقة ؛ تأتلق في موقعها الصحيح لترسم المشهد المؤلم في توصيف دقيق وتحليل سياسي معمّق منكشف للعيان :
سئمَتْ منطق السلام جحودا لحقوقٍ فلـقَّـنَـتْه ردودا
الصورة الشعرية تأتي على مقاس الواقع لا تترهل عليه، ولا تنحسر عنه تفضح سُبات الأمّة وعجز الأنظمة وتغطرُس الغازي، وتنطِق بلسان العاجزين عن قول كلمة الحقّ في وجه سلطان جائر ؛ يجلوها الشاعر عن سابق تصوّر وتصميم في وضوح يبعدها عن التكثيف المُخلّ بالمعنى ،هو الذي هدفت قصائده إلى قرع ناقوس الخطر ودعوة المتلكّـئين كي يهبّوا هبّة رجل واحد إلى ميدان الوغى في العراق وفلسطين .صورٌ لا تحتفي بالمجاز والخيال وقد صار الواقع أغرب من الخيال، يطرّزها الشاعر بأسلوب متأنّق يرفل بثوب كلاسيكي قشيب ؛ يتغنّى بالمفردة المضمّخة بعبق الأجداد وعزّهم التليد وتراثهم المجيد ،كي يتلقّفها القارئ في يسر وسهولة ودون عنت؛ فإذا الشعر يستعيد مع ( محمد إياد العكاري ) أَلـقهُ القديم، وينصّب نفسه صناجةً للعرب و ديواناً يسطر ملاحم البطولة والفداء والشهادة، متهادياً في سفين الإبداع على صفحة البحور الخليلية متناغم الجرْس تفعيلات ورويّا وقافية؛ مشحوناً بموسيقاه الداخلية الرائقة :
بغداد صوتك في الزمان مجلجل و إليك تاريخ الحضارة يُنسب
تغيب الثنائيات الضدّية في القصائد مفسحة للوحدة أن تصبغ الأبيات ذاك أنّ الشاعر يقف مرشداً و موجّهاً أمام جماهير المتلقّين الذين لا يجدون ما ينطقون به إلا الإقرار بالعجز و سماع الموعظة حتى النهاية، في تدرّج عقلي منطقي مدروس تطلّ معه الفكرة برأسها شامخة صامدة كاشطة إبهام الخيال عنها مدفوعة بعاطفة دينية جيّاشة وحسّ إنساني مرهف يمجّد العدل والحقّ والخير والسلام، ويشجب الظلم والباطل والشرّ والحرب ؛ كلّ ذلك بأسلوب سلس متين يتقصّد الواقعية المباشرة بعد أن عجزت السوريالية والرمزية عن تبليغ الرسالة .
يعلن الديوان فحواه انطلاقاً من الغلاف، وقد نفرت عبارة ( الله أكبر) في مسح أفقيّ شمل خريطة العراق، تسندها مئذنة السامراء في إشعاع يطوّق الكون، وينثر درراً من عبارات القصائد تشكل تفاصيل اللوحة المعبّرة .
وتأتي عناوين القصائد مكملة لبيانات الهويّة في مباشرة محمودة :
( عيون الفلّوجة - فرعون العصر – أنا يا عراق – فلوجة العزّ – ملحمة الشهادة غربة أمّة ) يجاهر الشاعر بها مختصرا مقالة التاريخ التي لا مراء فيها والمدوية في كلمتين اثنتين : الله أكبر .
سيقال الكثير في هذا الديوان ولكن مهما قيل فإنه سيظلّ قاصراً عن مقال التاريخ: الله أكبر .
وها هو الدكتور عبد الرزاق حسين أستاذ الأدب والنقد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً ثم في جامعة فهد للبترول، يقول في مقدمة الديوان الثاني ( عزف الحنين ): (وعزف الحنين هو الديوان القابع بين يديّ هو الثاني لشاعر طبيب وابن شاعر لم تصرفه مهنة طب الأسنان عن متابعة شؤون قلبه وشجون عاطفته، فها هو يزرع لنا هذه الشجرة الثانية في حديقة شعره فتنمو غرسة بهيّة ذات فرعين آسرين يلفان بين أوراقهما وأزهارهما عاطفتين حارتين هما العاطفة الأسرية والعاطفة الدينية والشاعر إن كان في ديوانه الأول يحمل هموم أمته ومجتمعه فإنه في هذا الديوان وإن لم يتخل عنها فقد ألحت ذاته ومجتمعه الصغير عليه فانساب يعبر لنا بلسان قلبه عن معاناته الذاتية العاطفية فالنبوة والأبوة والأخوة والحياة الزوجية هي الغصن الأول من هذه الشجرة وأكاد ألحق بها أغانيه الوطنية لموطنه .
وأما الغصن الثاني فيفصح عن دفق المشاعر الدينية من خلال وقفات تأملية قريبة واضحة وإن غلب عليها الوصف والدعاء مثل: تباريك، وطائر الدنيا، وإشراق، وماء الحياة، ومركب النجاة، ونسيج العنكبوت .
ومفتاح هذا الديوان يكمنُ في الانسجام والتآلف والتناغم الحفيّ بتلك العاطفة المتوهجة فإذا دلفت إليه وجدت الألفة، وستكتشف أنك لست غريباً عنه ولا هو غريب عنك فأفكاره وموضوعاته وألفاظه هي تحت سمعك وبصرك فهو لا يعترف بالغموض طريقاً ، ولا الغرابة لساناً ، ولا التمويه تشكيلاً ، وإنما يصرّ على الجلاء والوضوح منهجاً والقرب منالاً والسهولة مورداً .
نعم إنه لا يحتمي بمخابئ الكلمات تضليلاً ولا يرهق بنيات الأفكار ومضلاتها من خلال منهج إسلامي مستقيم إنه يأخذ بيدك إلى الفكرة والمعنى وينقلها إليك بأعيان تعرفها لتستقر في يديك وكأنك سقطت على خير .
ديوانه عزف الحنين ينطق بذلك، وخذ على ذلك مثلاً قوله من قصيدة ذكراك يا بردى :
لي في الشآم معالمٌ ومغان ومشاعرٌ حرّى وعرسُ أغان ِ
شوق المحبّ إلى الحبيب يخطّه قلبٌ يرفُّ بلهفة ٍ وحنان ِ
نامت عيون العاشقين بليلنا وعيوننا باتت بلا أجفان ِ
وإذا ما عبرنا حديقة شاعرنا لنجول فيها ما يصافح عيوننا في هذا الديوان قصيدة ( أحبّ الشعر )، وهي تبين العلاقة الحميمة بين الشاعر والشعر، وهي ليست علاقة هامشية أو عارضة إنما هي حبٌّ تغلغل في شغاف قلبه، وتمكن منه وهو التطلع إلى المعالي والاكتمال .
أحبّ الشعر أشواق المعالي بساطاً يرتقي أفق الكمال ِ
يجوبُ تأملاً برحاب كون ٍ ويسألُ خاشعاً حسنَ المآل ِ
وهذا الحبّ الممتزج بالدم يعودُ إلى وعي الشّاعر برسالة الشعر الخالدة لذلك قدّمه على مهنته الأساس في قوله :
أتوق إلهي تستقرُّ مشاعري وترسو سفيني شاعراً وطبيبا
وتورق أحلامي وتخضلّ فرحتي وتلقى فؤادي بلسماً وحبيبا
وتُصغي لهمس الروح عزفاً مؤنّقاً ويرسل لحني في الحياة طيوبا ) .
وهكذا نرى أن الشاعر يصعد في معارج الفن بأجنحة عديدة هي الذوق والأناقة والتجربة والفطرة الشعرية، وأهمس في أذنك، ولا أريدك أن تتخلى عن الشاعرية، وأنت تملكها لتنزل عن مرقبها مرشداً منظراً فسمو الوعي ورهافة الوجدان وامتطاء الخيال والصور المجنحة أدوات كافية للتحليق .
وسوف ندلف في المقال القادم إلى دراسة شعر شاعرنا المحبوب دراسة موضوعية وفنية معاً ..لعلنا نستنشق عبير أزهارها، ونستجلي بديع معانيها، ونقتبس فيض مشاعرها ونبل عاطفتها، ولا سيما في الشعر الذي يتعلق بــــــ(الوطن) الجريح.
مصادر البحث :
1- غلاف ديوانه أشواق الروح، وبقية الدواوين الشعرية .
2- مقدمة ديوان ( ومقال التاريخ الله أكبر ) للشاعر محمد إياد العكاري.
3- تقديم د. عبد الرزاق حسين لديوان عزف الحنين – ص 8 ، 14.
4- مقابلة مع الشاعر محمد إياد العكاري في منزله العامر في مدينة غازي عينتاب بتاريخ 5 أيلول عام 2018م .
5- موقع رابطة أدباء الشام .
6- موقع الإسلام اليوم .
7- موقع العصر ..فضلاً عن مواقع الكترونية أخرى مثل المرايا، ورابطة الواحة الثقافية، ...وغيرها .
وسوم: العدد 789