الأستاذ الدكتور الداعية عبد السلام أحمد الراغب
(1952- معاصر )
هو الأستاذ الدكتور الداعية عبد السلام أحمد الراغب من مواليد مدينة الباب في ريف حلب الشرقي عام 1952م.
الدراسة، ومراحل التعليم:
حصل على الثانوية الشرعية ( الخسروية )، وجمع بين التعليم الشرعي والنظامي في المرحلة الإعدادية والثانوية .ونهل العلم على شيوخها:
عبد الرحمن زين العابدين، ونجيب خياطة ، وأحمد قلاش ، وطاهر خير الله ، ومحمد أديب حسون ، ..وغيرهم .
وكان من أقرانه فيها: الشهيد محمود قناعة .
حصل على إجازة جامعية في اللغة العربية وآدابها من جامعة حلب عام 1975 .
وأبرز أساتذته في الجامعة:
الدكتور عمر دقاق
الدكتور محمد حموية .
الدكتور فخر الدين قباوة .
حصل على دبلوم الدراسات الأدبية العليا من جامعة دمشق عام 1976.
ثم حصل على شهادة الماجستير في الأدب العباسي من جامعة حلب حول موضوع (الأديرة وأثرها في الشعر العباسي)، وقد أشرف عليه الدكتور محمد حموية.
ثم حصل على شهادة الدكتوراه الأولى في الأدب والنقد من جامعة أم درمان الإسلامية عام 1982، وكانت بعنوان ( الصورة الفنية في القران الكريم )، ويعتبر البحث متمماً لبحث التصوير الفني في القرآن للشهيد سيد قطب.
ثم حصل على شهادة الدكتوراه الثانية في الأدب العباسي من جامعة حلب عام 2006 . بعد مناقشة ( الصورة الفنية في شعر علي بن الجهم ) .
أعماله ومسؤولياته:
مدرس الأدب العباسي في كلية الآداب بجامعة حلب.
عضو الهيئة التدريسية لكلية إدارة الأعمال في جامعة الشهباء الخاصة.
عضو اتحاد الكتاب العرب بدمشق عام 2007م.
عضو في الجمعية السورية لتاريخ العلوم عند العرب في جامعة حلب عام 2003م.
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية منذ عام 2007 م وحتى تاريخه.
عضو جمعية العاديات بحلب من عام 1998 وحتى تاريخه.
عضو في اللجنة الثقافية في احتفالية حلب عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2006
مشاركاته:
شارك في ندوة تعليم العربية لغير الناطقين بها
وحضر المؤتمر الدولي حول دراسات اللغة العربية وآدابها .
كما حضر ندوة (المصطلح النقدي): نحو بلاغة جديدة .
وحضر ندوة ( الرؤية الاصلاحية للكواكبي ) التي عقدت في سورية، وقدم فيها بحثاً بعنوان الكواكبي ورسالة الصحافة
وحضر ندوة الموسيقى البيزنطية قدّم فيها مداخلة بعنوان: خبرات عربية وإسلامية تحدث فيها عن أصول النغم .. .
الجوائز التي حصل عليها:
حصل على جائزة دمشق للدراسات القرآنية عام 2003 عن كتابه ( وظيفة الصورة الفنية في القران الكريم ) ..وهي جائزة مقدمة من وزارة الأوقاف السورية .
ثم حصل على جائزة الأدب الإسلامي للرواية لعام 1992 على روايته ( دماء على أبواب القدس )، وحصلت على الدرجة الثالثة في مسابقة الرابطة .
وحصل على شهادة (شكر وتقدير) من جامعة حلب للمشاركة في ندوة الحياة الفكرية والأدبية في بلاط سيف الدولة .
كما حصل على شهادة (شكر وتقدير) من وزارة الأوقاف للمشاركة في ندوة الإسلام وحقوق الإنسان .
مؤلفاته:
1/ الأديرة وأثرها في الشعر العباسي.
2/ التذوق الجمالي للغة العربية.
3/ البنية الأسلوبية للأمثال القرآنية.
4- دماء على أبواب القدس – رواية.
5- وظيفة الصورة الفنية في القرآن الكريم.
وكنموذج على فكره وكتابته وأسلوبه نورد ما يلي:
التذوق الجمالي للغة العربية والدكتور عبد السلام الراغب:
ضمن احتفالية اللغة العربية التي تقيمها محافظة حلب وبدعوة من مديرية أوقاف حلب دعت المكتبة الوقفية في الجامع الأموي الدكتور عبد السلام الراغب لإلقاء محاضرة حول أهمية اللغة العربية .. تناول فيها الدكتور الراغب سر الإعجاز القرآني .
فنزول القرآن الكريم باللغة العربية يؤكد أن في اللغة العربية خصائص وميزات لا توجد في غيرها من اللغات العالمية فاكتسبت قداستها منه وارتبط بقاؤها ببقائه وقد ضمن لها الله هذه الديمومة والاستمرار، فاللغة العربية هي هوية الأمة وهي تاريخها وحضارتها وشخصيتها، فكانت الرابطة القوية التي توحد الشعوب العربية وتقوي روابط التواصل الثقافي والاجتماعي والسياسي فيما بينهم . لذلك ـ كما يقول الدكتور عبد السلام ـ يحق لنا أن نعتز بلغتنا ونفخر بها ونؤمن بقدرتها على مواكبة العصر الحديث ومرونتها في استيعاب مستجداته والسبيل إلى ذلك هو معرفة خصائصها ومزاياها وتذوق أسرارها البيانية ثم بين الدكتور الراغب أن العلماء اختلفوا في نشأة اللغة فمنهم من نسبها إلى مدينة (عربة) في تهامة وبعضهم نسبها إلى يعرب بن قحطان وبعضهم نسبها إلى فصاحة لسان العرب في الإعراب . وبظهور الإسلام اكتسبت اللغة العربية القداسة لكونها لغة القرآن الكريم، قال تعالى: "بلسان عربي مبين" وقوله: "إنّا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون" واللغة العربية تمتاز بثروة لغوية هائلة ومفردات لا حصر لها وإن مرونتها واتساعها لجميع الأغراض أكسبها سراً تجلى في المعنى الحقيقي والمعنى المجازي للمفردات . ثم قسّم الدكتور المحاضر محاضرته إلى نقاط أولها موسيقا الحروف والكلمات فهي لغة إنسانية وقد قسمت الحروف بمخارجها الصوتية وصفاتها وترتيبها وحركاتها وهذه تعد اللبنة الأولى في التذوق الجمالي لهذه اللغة المتميزة . ثم أتى المحاضر على بعض الأمثلة من القرآن الكريم، يقول تعالى: "ألم تر أن الله يزجي سحاباً" فكلمة يزجي بجرسها الموسيقي ترسم حركة السحاب البطيئة في السماء وما فيها من امتدادات رخية متطاولة بخلاف ما لو استعمل كلمة: دفع أو ساق مكانها. فكلمة يزجي تم تأليفها من مقطعين ( يُزْ، جي) جعل إيقاعها رخياً ممتداً كرخاوة السحاب وامتداده في السماء . وثانيها: جرس الكلمات، يقول تعالى: "يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله أثّاقلتم إلى الأرض" فكلمة أثّاقلتم توحي بالثقل من خلال وزنها على عكس كلمة "تثاقلتم" التي توحي بالخفة لاختلاف الوزن بين الكلمتين إذ أن كلمة "أثّاقلتم" توحي بالشدة وترسم بجرسها صورة المتثاقل . وثالثها: أبنية المصادر مثل فعل خسر مصدره خُسْراً وخساراً وخسراناً وقد استثمر القرآن الكريم هذه الأبنية المتعددة للمصادر في أسلوبه للدلالة على المعاني المختلفة التي يقتضيها السياق الواردة فيه . فالقرآن استخدم المصادر الثلاثة: الخُسْر والخسار والخسران في الدلالة على المعاني المتباينة فالخُسر هو لعموم الخسارة، قال تعالى: "والعصر إن الإنسان لفي خُسر" . وأما الخسار فاستعمله للزيادة في الخسارة، قال تعالى: "ولا يزيد الظالمين إلا خساراً" وأما الخسران فهو لأكبر خسارة وأعظمها، قال تعالى: "خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين" . ورابعها: أبنية الصفات ورد (السميع) في وصف الله سبحانه "السميع العليم" السميع البصير أما السمّاع فاستعمل وصفاً للإنسان فقط " وفيكم سمّاعون لهم" . وخامسها: جمالية التحول في الصيغ والأوزان وهذا ـ كما يقول الدكتور الراغب ـ يكسب اللغة العربية ثروة لغوية جديدة وثراء واتساعاً لاستيفاء المعاني المقصودة فمثلاً حين أريد المبالغة في وصف طوفان نوح عليه السلام اعتمد التعبير القرآني على تحويل الوحدة الصرفية من مفعول إلى فاعل فذكر صيغة الفاعل وأراد بها صيغة المفعول كقوله تعالى: "لا عاصم اليوم من أمر الله" أي لا أحد معصوم من أمر الله ومنه قول الحطيئة في هجاء الزبرقان: دعِ المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي أي المطعوم المكسو وسادسها: تذوق الفروق اللغوية بين الألفاظ، هناك مفردات لغوية تشترك في المعنى وتختلف في الألفاظ مثل (جاء ـ أتى) فالمجيء تستعمل لما هو أصعب وأشق مما تستعمل له (أتى) قال تعالى: "وجاء ربك والملك صفاً صفاً" "وجيء يومئذ بجهنم" أما قوله تعالى: "إلا من أتى الله بقلب سليم" فقد وردت في سياق مختلف فيه دعاء وتقريب للمحبة فتناسب الفعل (أتى) الدال على سهولة المجيء. وسابعها: تنوع دلالة المفردة لاستيفاء المعنى فكلمة (دحاها) تدل على معان متنوعة وقد استثمر القرآن ما في المفردة من دلالات في وصف الأرض "والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها" فهي تدل على التمهيد ليستقر عليها الإنسان وتدل على الامتلاء والحشو لأن الله ملأها بالأرزاق والمياه والمعادن وتدل على شكلها البيضوي لأن (الأدحية) مبيض النعام وتدل أيضاً على حركتها لأن (المدحات) هي عصا الصبي . وآخرها الدلالة الحسية والمعنوية للمفردات فاللغة العربية تسمى المجاز لأنها تجاوزت بتعبيرات المجاز حدود الصور الحسية إلى حدود المعاني المجردة فالقمر بهاء والغصن اعتدال ورشاقة والطود وقار وسكينة . ثم ختم المحاضرة بقوله: هناك الكثير من الخصائص والمزايا تدل على ثراء اللغة وغناها ودقتها وجمالها لذلك علينا الذود عنها ضد حملات التشويه والتشكيك ونسعى إلى تعزيزها وتمكينها في حياتنا العامة والثقافية ولا يتحقق ذلك إلا بتضافر الجهود وصدق النيات والإخلاص في العمل .
د. "الراغب".. يبحث عن "آيات في الإعجاز العلمي":
كتب (نضال يوسف) الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2009م تقريراً يقول فيه:
(في إطار نشاطاته الثقافية للربع الأخير من العام /2009/ استضاف المركز الثقافي العربي بمدينة "جنديرس" الدكتور "عبد السلام الراغب" - كلية الآداب قسم اللغة العربية في جامعة "حلب"- الذي تحدث للحضور عن الإعجاز العلمي في "القرآن الكريم" وذلك عبر قراءاته لعدد من الآيات القرآنية والاعتماد على الدلالات اللغوية لمفرداتها للوصول إلى ما قاله بأنها إشارات إلى حقائق علمية وذلك قبل اكتشافها من قبل العلم الحديث بحوالي /1500/ سنة.
موقع eSyria كان حاضراً في ثقافي "جنديرس" وسأل الدكتور "عبد السلام الراغب" حول الهدف من البحث الذي قدمه اليوم للحضور فأجاب:
«الهدف هو توجيه الناس إلى العقلانية والعلم لأنهما أساس كل نهضة في حياة الشعوب والأمم، فحين يتجه الناس للعقل والعقلانية والتفكّر بالكون والحياة واستخراج قوانين وتسخيرها في خدمة الإنسان يحدث بعث الروح العلمية والعقلانية في نفوسهم».
«الكثيرون يظنون أنّ القرآن بعيد عن العقل والعلم وهذا خطأ، وحين نثبت لهم أنّ القرآن أعطى للعقل مكانة وقيمة وبأنهما لا يتناقضان نكون بذلك قد استخدمنا المحرض والحفز الديني في بعث النهضة من جديد».
وحول المنهجية التي اعتمدها في إثبات الإعجاز العلمي للقرآن قال:
«الاعتماد على الدلالة اللغوية في المعاجم العربية ودلالة المفردة القرآنية على هذه الإشارات العلمية والمفروض دائماً -وهو الاتجاه السليم- أن ننطلق من القرآن الكريم إلى العلم وليس العكس، فالقرآن نزل بلغة العرب والمعيار في الحكم على دلالة الكلمة يكون عند العرب وفي معاجمهم اللغوية، فإن كانت الكلمة تشير إلى الحقيقة العلمية فهذا هو الإعجاز وإن كانت الكلمة المستخدمة في القرآن والمعاجم لا تشير إلى ذلك فعلينا عدم تحميل القرآن ما ليس فيه».
وأضاف متحدثاً عن بعض الآيات وإشاراتها العلمية حيث قال:
«الآية الكريمة التي تقول <<ولو فتحنا عليهم باباً من السماء، فظلوا فيه يعرجون، لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون>> فيها إشارات إلى حقائق علمية، فكلمة الباب في اللغة تعني الدخول إلى مكان ما وبالتالي الصعود للسماء لا يتم إلا عبر أبواب ومداخل وهذه الحقيقة أثبتها العلم الحديث حيث لا يمكن لرواد الفضاء الصعود للفضاء إلا عبر مداخل معينة يتم تحديدها بناء على دراسات علمية، وأيضاً يشير إلى وجود خطوط ومسارات محددة تمر عبرها الطائرات وأي خروج عنها قد يسبب المخاطر لها، وفي الجملة القرآنية << فظلوا فيه يعرجون>> إشارات أخرى لحقائق علمية، فالعرج هو المشية المنحنية والصعود للفضاء لا يتم بشكل مستقيم وإنما بشكل منحنٍ كما تعرفون، أما كلمة << فظلوا>> فهي توحي باتساع الكون وعدم وجود حدود له، أما << سكرت أبصارنا>> فهو إشارة إلى الظلام الذي يشبه غمض العيون عند الخروج من الغلاف الجوي».
«وكذلك الآية< والسماء بنيانه بأيد وإنا لموسعون> التي تشير وتؤكد الحقيقة العلمية التي تقول بأنّ الكون في تمدد وتوسع مستمر وذلك بحسب النظريات الحديثة».
وتابع: «هناك حقيقة علمية تقول بضرورة عدم الانتقال من مكان مظلم إلى مكان مضاء بشكل فجائي إنما بشكل تدريجي وهذه الحقيقة أشار إليها القرآن في الآية التالية<< الليل نسلخ منه النهار>> فسلخ الشاة يتم بشكل تدريجي كما هو معروف لإظهار ما بعد الجلد وكذلك يكون التدرج في حركة الضياء الذي لا يتم فجأة وإنما بشكل متدرج بدءاً من الفجر وحتى الشروق حيث يأخذ وقتاً».
«وتقول الآية التالية < يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور>> الخسف يعني الإنزال للأسفل وتمور يعني الغليان والاضطراب وهي إشارة إلى أنّ الأرض تتألف من عدة طبقات وفي باطن قشرتها طبقة متلهبة مؤلفة من الحمم، علماً أنّ الإنسان القديم لم يكتشف سوى الطبقة المبردة التي يعيش عليها وتتراوح سماكتها بين /20 -30/ كم».
«وفيما يتعلق بالجنين في بطن أمه -والكلام ما زال له-فقد صوّر لنا القرآن مراحل نموه بشكل دقيق وذلك قبل اختراع الصور الإشعاعية وغيرها وبعد /1500/ سنة جاء العلم الحديث ليكتشف أطوار الجنين، فالقرآن يصف تلك المراحل بالقول << ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً>> ففي البداية كان الجنين علقة ثم تحول إلى مضغة وأخيراً << كسونا العظام لحماً>> و << ثم أنشأناه>> وذلك بعد اكتمال أعضائه واستقامة عموده الفقري وتخلصه من الانحناءات».
وختم الدكتور "عبد السلام الراغب" حديثه بالقول:
«لقد اكتفينا بذكر بعض الآيات في هذه المحاضرة لأنه لا يمكننا الإحاطة بجميع الآيات التي تشير إلى الحقائق العلمية في جلسة واحدة فهي تحتاج إلى محاضرات ووقت طويل، ولكن السؤال الذي قد يطرحه أي إنسان هو من أين للقرآن ورسوله الأمي بهذه المعرفة العلمية؟ خاصّة وأنها لم تكن معروفة في الحضارات السابقة للإسلام مثل "اليونان" و"الرومان" وحتى العرب أنفسهم، والجواب -برأيي-هو أنّ هذه المعرفة العلمية والإشارة للحقائق العلمية دليل على أنه كتاب غير بشري وإنما منزّل من عند الله سبحانه وتعالى».
في المركز الثقافي أيضاً سألنا بعض الحاضرين عن رأيهم بما قدمه الدكتور "الراغب" في بحثه اليوم، فأجاب الأستاذ "محمد نور خليل" -مدير مدرسة "عمر المختار" في مدينة "جنديرس" فقد قال: «المحاضرة كانت قيّمة وتأتي قيمتها من خلال دعوتها وتوجيهها إلى إعمال العقل والتدبر لأن العقل سبيل العلم الذي تحتاجه أمتنا للحاق بركب الحضارة المتسارع، وهي أيضاً دعوة إلى ربط القول بالفعل لأننا نملك الكثير من النظريات بما يكفي الكون ولكن ما نحتاجه هو العمل وترجمة القول إلى الفعل».
الشباب بين الواقع والمستقبل:
وكتب (مازن بغدادي) تقريراً نشره يوم الثلاثاء 01 نيسان 2008م يقول فيه:
( أقامت رابطة الحقوقيين بحلب محاضرة بعنوان (الشباب بين الواقع والمستقبل) ألقاها الدكتور عبد السلام الراغب في مقر الرابطة بحضور الدكتور محمود مرشحة رئيس الرابطة وعدد كبير من المهتمين الشباب.
وقد تحدث الدكتور الراغب عن واقع الشباب المعاصر وأوضاعه وعن المسؤول عن أحوال الشباب وعما آل إليه الشباب المعاصر وعما سيؤول إليه مستقبل الأمة، وأضاف بأنه حين يتكلم عن الشباب فإنه يتكلم عن كل الشباب في البلاد العربية، وأن المجتمع لم يستطع أن يقدم مشروعاً نهضوياً في العصر الحديث لأن المشاريع التي قدمت في مطلع العصر الحديث للحاق بركب الحياة المعاصرة كلها فشلت ولم تحقق الحلم المنشود للشباب على الرغم من اختلاف الإيديولوجيات، وذلك لأنه لم يتم التفكير بها بعقول مخططة وواعية على أساس معرفي.
وتطرق المحاضر إلى عرض بعض النقاط الهامة التي يمكن من خلالها توجيه الشباب بشكل سليم والحفاظ عليه والتي تتمثل بثلاث معايير هي الفكر والديمقراطية والتقانة، وأضاف الدكتور الراغب: لا بد من إحياء الفكر والتفكير العلمي فلا ينمو الفكر الصحيح إلا في مناخ ديمقراطي ولا تُبنى التقانة إلا في مجتمع حر، لذلك علينا أن ندرك هذه المعايير وعلينا أن ننظر بجدية إلى مسألة الشباب لعلاجها وإصلاح أوضاعها من خلال المجتمع ومن خلال النماذج المستقيمة على كافة المستويات.
وقد تحدث الدكتور عبد السلام الراغب لموقع ( (eAleppo، فقال:
نحن بشكل عام نثق بالشباب وبطاقته وبعطائه وبانتمائه ونثق بحبه لأمته وخدمة وطنه ومجتمعه، لكنه يعيش في مناخ خانق ويعيش في أزمة حضارية مضطربة ويعيش في هذا التلوث الفكري والبيئي والاجتماعي والأخلاقي والاقتصادي، لذلك نطلب من الشباب أن لا يتأثر بواقعه المتلوث وأن يكون نموذجاً نظيفاً في فكره وتفكيره وفي سلوكه وعطائه وفي تعامله مع الأشياء وفي تعامله مع الواقع.. ونستطيع أن نقول أن المجتمع هو الذي يتحمل المسؤولية الكاملة عن أوضاع الشباب، وأتمنى أن نتعاون معاً في بناء مجتمع واحد بحركة الجسد المتكاتف المتعاظم الواحد نحو الأهداف المنشودة ونحو المستقبل المنشود.
كما تحدثت السيدة ثريا رمضان وذكرت:
أشكر رابطة الحقوقيين والدكتور المحاضر على هذه المحاضرة الشيقة وأتمنى أن تتكرر عبر حوار مفتوح مع الشباب بأي مجال من المجالات الاجتماعية أو الثقافية أو السياحية أو الأدبية أو الاقتصادية لأنه عبر هذه الحوارات الهامة نستطيع أن نبني شخصية الشباب نوعاً ما، وأعتقد بأن بناء الشخصية الإنسانية والعربية بالذات تعود إلى الأسرة وأنا أركز على موضوع الأسرة وثقافة الوالد والوالدة، لأن الأم هي المرأة التي تربي ويمكن أن تبني هذه الشخصية بشكل سليم.
وقد ذكر الدكتور عبد السلام الراغب الكثير من الذكريات حول الدكتور دقاق أثناء دخوله كلية الآداب والعلوم الإنسانية في حلب وكون الدقاق كان أحد أهم المدرسين في الكلية ورائد ومساهماً هاماً في تطوير وبناء كلية الآداب في حلب وكونه مثالاً يحتذى به في كثير من المواقف التي مرّت معه وتجلى فيها الصبر والحكمة ومستوى الوعي الذي تحلى به بالإضافة إلى كونه الوحيد الذي يمكن القول أن جامعة حلب استقطبت من خلال الكثير من الشعراء المعاصرين أمثال القروي ومحمود درويش وعمر أبو ريشة وغيرهم الكثير.
وسوم: العدد 810