الشاعر الداعية محمد جميل جانودي
( 1947م – معاصر)
عرفَ الناسُ الأستاذ (محمد جميل جانودي) مدرساً، ومربياً، وداعية، ولم يعرفوه شاعراً، ومنذ أيام قليلة كنتُ أجلس مع أحد تلامذته، وتطرقت إلى ذكره شاعراً إسلامياً، فاستغرب صاحبنا، وقال: هو مدرس رياضيات، وﻻ أعلم إن كان شاعراً، ولم أقرأ له، فقلت له: الحق عليّ، وعلى أمثالي لأننا قصرنا في تعريف هؤﻻء إلى أبناء سورية، وكنا نعتذر بالخوف من الأمن والاستبداد السياسي والفكري ..
وها قد جاء يوم وحاجز الخوف قد ارتفع، ودولة اﻻستبداد والطغيان تلتقط أنفاسها الأخيرة – إن شاء الله - .
ونودّ أن نعرف أبناء سورية الحبيبة بشاعرٍ غامرَ بحياته من أجل حرية هذا الشعب المظلوم ...أﻻ وهو شاعرنا الإسلامي المحبوب (محمد جميل جانودي) ...
المولد، والنشأة:
ولد الأستاذ الشاعر ( محمد جميل جانودي) في قرية هتيا (الحسانية)- في الريف الشمالي لمدينة جسر الشغور التابعة لمحافظة إدلب في شمالي سورية على الحدود مع تركيا في 29/آذار/1947م، ونشأ في كنف والده الحاج مصطفى بن حسن جانودي عام 1901م، وكان يعمل في الزراعة، ولم يتعلم إلا عند شيخ الكتّاب، حيث قرأ القرآن كاملًا. ويستطيع أن يقرأ العربية، ويكتب ما يفي بما يريد. وكان ملماً باللغات التركية، والكردية، وقليلاً من الفرنسية.
تعلم الشاعر من والده الكريم الحرص على الاستفادة من الوقت، وعدم هدره، والحرص على ترتيب الأمور وتنظيمها، وكانت فيه شدة، تعدّ غلافاً لما تنطوي عليه نفسه من حب ورحمة وحنان.
تعرّض لمضايقات من "أجهزة الأمن" البعثية، من أجل ولده، وكان يُسأل عنه بأسلوب غير لائق، فردّ عليهم مرة بقوله: إن الفرنسيين كانوا إذا بحثوا عن مطلوب لديهم، يسألون أي شخص ما عدا الأب والأم إكرامًا لمشاعرهما، فكونوا مثلهم. فكفوا بعد ذلك.
وقد توفي – رحمه الله تعالى- في 1/10/1991م.
ونشأ الشاعر محمد جميل جانودي في بيت ترعاه أم فاضلة هي ( آمنة بنت أحمد الغين) التي ولدت عام 1922م، وكانت أمية، وربة بيت ناجحة، وتساعد زوجها في بعض الأعمال الزراعية.
وقد توفيت – رحمة الله عليها - في الأحد 30 نيسان 2000م.
دراسته، ومراحل تعليمه:
وتلقى علومه الأساسية في بلدته، ثم درس:
1- بكالوريوس من كلية العلوم (رياضيات بحتة وتطبيقية)- جامعة دمشق- 1968م.
2- دبلوم عامة في التربية – كلية التربية في جامعة دمشق- 1970م.
وكان في دمشق يتردد على بعض الدروس في المساجد، لتعلم الأمور الشرعية، واللغة العربية.
أعماله، ومسؤولياته:
عمل الأستاذ محمد جميل جانودي مدرساً لمادة الرياضيات في سورية من آخر عام 1969م حتى آخر 22 أيار 1980م، ثم غادر سورية منذ 1980م إلى المملكة العربية السعودية، فتابع عمله مدرساً لمادة الرياضيات في مدارسها من أيلول 1980م حتى 26 / 9 / 1996م .
وبعد ذلك لم يكن له عمل محدد.. ولكن ما خرج في عمله عن مجال العلم والتعليم.
أحواله الاجتماعية، والأسرية:
والأستاذ الشاعر محمد جميل جانودي قد تزوج من السيدة الفاضلة هيفاء حاج يوسف من جبلة، وهي امرأة متعلمة حصلت على الشهادة الإعدادية، وقد تزوج منها في 13 كانون الثاني عام 1972م، وله منها ثمانية أولاد، وهم:
1- مصطفى : ولد في جسر الشغور عام 1973، طبيب، في ألمانيا حاليًا.
2-أسامة : ولد في جسر الشغور عام 1975م، مهندس مدني، في كندا حاليًا
3- أمينة: ولدت في دمشق، 1978، مدرسة لغة عربية، لا تعمل الآن. مقيمة في المملكة العربية السعودية حاليًا.
4-أنس : ولد في المندق في المملكة العربية السعودية عام 1981م، متخصص في الحاسوب، يعمل في مجاله، في تركيا حاليًا.
5- أحمد : ولد في الدوادمي في المملكة العربية السعودية عام 1983، متخصص في الرياضيات، يعمل في مجال الإعلام. مقيم في المملكة العربية السعودية حاليًا.
6- هدى : ولدت في الدوادمي، 1985م، إدارة أعمال، لا تعمل. مقيمة في المملكة العربية السعودية.
7- عبد الله: ولد في الدوادمي، 1989، درس حتى السنة الثانية في كلية الهندسة، وترك وقت قيام الثورة، لم يكمل بسبب ظروفه، مقيم في ألمانيا لا بسبب اللجوء المعهود. يعمل بصورة مؤقتة.
8- أروى: ولدت في الدوادمي 1993م، إدارة أعمال، لا تعمل، مقيمة في المملكة العربية السعودية.
وجميع الأولاد متزوجون عدا عبد الله.
ويقيم الشاعر في السعودية ثم انتقل ليقيم في تركيا.
أنشطة، وهوايات:
وأبرز هواياته المطالعة بمختلف مجالاتها، ومتابعة مقبولة لوسائل الإعلام، والأدب وفنونه العديدة، ولاسيما الشعر.
الإنتاج العلمي، والأدبي:
توجد للشاعر محمد جميل جانودي أعمال أدبية عديدة، منها:
1- قصائد متفرقة، في الغالب، مرتبطة بمناسبات.
2- مجموعة أدبية (شعرية ونثرية) للأطفال ذوي الأعمار المختلفة، مثل:
- بناء الجيل (شعر ونثر): جزآن .
- أنس العصفور (شعر ونثر).
- دفوف ورفوف (شعر).
- العابد والشيطان والشجرة. (قصة شعرية)
- في ظلال الهجرة (تمثيلية شعرية).
- الزبد (تمثيلية شعرية)،
- الأصالة (أو عمر بن عبد العزيز) – شعر.
- أحمد. قصة (غير كاملة)
- لوحة الشرف.. وقصص أخرى.
3- مجموعة أدبية عامة، ذات أغراض متفرقة:
- ديوان (خريف الغرقد في فلسطين). شعر.
- ديوان (من ثمرات الغربة). خمسة أجزاء.
- مع التحية إلى جامعة الإمام.(شعر).
- إلى ولدي (رباعيات) شعر.
- أنا من سراييفو (شعر)
- عفوًا أخا الشيشان (شعر ونثر)
- سقوط بغداد (شعر مع مقدمة نثرية).
- سُباعيات (شعر).
- رباعيات (شعر).
- نفحات وزفرات (شعر).
- رمضانيات (شعر ونثر).
- رواية (صبرة). تتحدث عن منطقة (قصير أنطاكية) في عهد الاحتلال الفرنسي لسورية.
- رواية (صبي حرّان وفتى الشام) شيخ الإسلام "ابن تيمية". (أكثر من 1500 صفحة) تقريبًا. أعدت مخصصة لتصبح مسلسلًا تلفزيونيًا. تعهده تلفزيون قطر.
- الخشبة (قصة).
4- مجموعة (أدب الثورة وثورة الأدب). مخصصة للثورة السورية منذ انطلقت مرحلتها الحالية. وقد جعلها أجزاء، (جزء عن كل سنة)، وقد أطلق عليها: الثورة السورية ...آمال وآلام. وانتهى من ترتيب وصف الجزء الأول منها. وبعض القصائد في بداية الثورة كان ينشرها باسم مستعار (ابن آذار). وقد كان ذلك لفترة قصيرة.
5- توجد أعمال أخرى مقاربة لما سبق ذكره، لكنها لم ترتب أو تُبوب.
وهناك العديد من القصائد تم نشرها في عدة مجلات، مثل: الإصلاح، والجندي المسلم، واقرأ، والمستقبل الإسلامي، وغيرها، كما توجد قصائد منشورة في بعض المواقع الإلكترونية.
وتوجد مدونة خاصة به اسمها "مدونة محمد جميل جانودي" ضمنها كثيرًا من القصائد.
غادر شاعرنا سورية في الثمانين .. وعانى الآم الغربة، وتحسس أحزان وهموم الناس، ومجد البطوﻻت، وأشاد بالتضحيات.
مصادر الترجمة:
1- رسالة من الشاعر بعثها يوم الخميس 23/جمادى الأولى/1437 ه / الموافق 3 آذار/2016م .
2- رسالة ثانية بعثها 26 آذار عام 2019م.
3- مدونة الشاعر محمد جميل جانودي.
وسوم: العدد 822