دعوة حسن البنا زادت من أمل المسلمين
(1)
الإمام الشهيد حسن البنا
الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي (*)
حينما نذكر الشهيد المرشد الأستاذ حسن البنا نذكر أمجاد الإسلام ورجاله الأبرار الذين كرسوا حياتهم لخدمته والذود عن حياضه.
ولقد كان للفكرة الإسلامية النقية التي دعا إليها الأستاذ البنا صدى كبير في العالم الإسلامي زاد الآمال في عودة الإسلام إلى مجده السالف وعزته الماضية.
وإن العالم الإسلامي ليرقب اليوم مصر العزيزة – التي نعدها لوطننا – في عهدها الجديد ونهضتها المباركة، فيرجو لها – كما نرجو – كل تقدم ونهضة وسؤدد.
أما الإمام الشهيد فحسبه أنه قضى في سبيل أسمى فكرة، وأنبل غاية، وهي الدفاع عن الإسلام والدعوة إليه والموت في سبيله.
)وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ((آل عمران 169 – 171).
رحم الله حسن البنا بقدر ما جدد للدعوة الإسلامية رواءها ولفكرتها نقاءها وسموها.
(*) زعيم ومجاهد إسلامي، ولد سنة 1300هــــ/19882م في قبيلة "بني ورغايل" بالمغرب، تلقى دراسته الأولية بجامعة القيروان، واطلع على الثقافة الغربية، قاد قبيلته بعد وفاة والده عام 1920م ضد الاستعمار الإسباني، واستطاع أن يهزم الجيش الإسباني في معركة "أنوال" 1921م، هزم القوات الفرنسية أيضاً في معركة "تازا" 1925م، ولكن نجحت فرنسا في القبض عليه ونفيه إلى جزيرة "ريونيون". وحبس فيها 21 عاماً، نجح في الهرب أثناء نقله على سفينة تمر بقناة السويس بمساعدة شباب مغربي وجزائري، ومنحته الحكومة المصرية حق اللجوء السياسي، توفي عام 1963م.
(1) الدعوة – السنة الثالثة – العدد (104) – 25 من جمادى الأولى 1372هــــ/ 10 من فبراير 1953م.