الشاعر المحامي الداعية محمود دلّلي آل جعفر- 1

(1940م – معاصر )

هو الشاعر، والأديب، والحقوقي، والمؤرخ، والداعية الإسلامي العراقي المعاصر.

يعد شعره امتداداً لشعر الدعوة الإسلامية الذي حمل رايته أخوه شاعر الدعوة الإسلامية في العراق وليد الأعظمي- رحمه الله-، ويحمل معه راية الاتجاه الإسلامي في الشعر  العراقي المعاصر، الشاعر الداعية فاضل فرج الكبيسي -حفظهما الله-، شعره وفكر يستحقان دراسة علمية جامعية جادة، ولكن نحن نعيش في زمن العقوق الفكري، ولو كان محمود دللي آل جعفر شاعراً قومياً أو علمانياً، أو يسارياً ملحداً، لتهافتت عليه الصحف والقنوات الإعلامية، وأقيمت له حفلات التكريم، وأخذت عن حياته وشعره رسائل الماجستير والدكتوراه، وسوف نتوقف عند سيرة حياته، وسوف ندرس ما تقع عليه أيدينا من شعره الإسلامي الجميل ...

الولادة، والنشأة:

ولد الأستاذ المحامي الشاعر محمود دللي إبراهيم داود آل جعفر في مدينة حديثة الفرات إحدى مدن محافظة الأنبار في العراق سنة 1940م.

ونشأ في كنف أسرة مسلمة ملتزمة،  فأحبّ الأدب والتراث، وتلقاهما على يد والده الشيخ دللي بن إبراهيم بن داوود بن دللي بن إبراهيم بن محمد بن جعفر. والى الاسم الأخير تنتسب فروع عشيرة آل إجعفر في مدينة حديثة في العراق، والوالد الكريم من مواليد عام ١٨٨٩م. توفي سنة ١٩٦٥م ، وقد تزوّج للمرة الخامسة، وله من زوجاته عدة أولاد وبنات، وأما  أولاده فهم من الزوجتين الأخيرتين أي من الثالثة والرابعة، فله من الزوجة الثالثة:

1-             الشاعر الداعية محمود: وهو الأكبر من بين الإخوة الذكور، وصاحب المواقف الإسلامية المشهورة.

2-             وشقيقه الأستاذ المدرس صائب دللي: الذي مارس التدريس حتى أحيل على التقاعد، وهو متزوج، وله أبناء وبنات

وللشيخ دللي آل جعفر من الزوجة الرابعة:

3-             الدكتور ماهر دللي آل جعفر: وقد حصل على شهادة الدكتوراه عام ١٩٩٧م.

ثم أصبح أستاذاً جامعياً، ورئيس اتحاد الأدباء (فرع الأنبار)، اثم كان عميداً لكلية في جامعة الأنبار، ومن بعدها عُين وزيراً للثقافة عام ٢٠٠٨م حتى أحيل على التقاعد، وهو صاحب الكتاب المشهور (البناء الفكري والفني للقصيدة الإسلامية): وقد تضمن الكتاب مقدمة وأربعة فصول، تناول خلاله علاقة الدين بالشعر، والتي تستمد مقوماتها من ارتباط كل منهما بعالم الغيب من جهة، وبالحياة من جهة أخرى، حيث يؤكد المؤلف أن الشعر مرتبط أصلاً بالدين، ويستمد مكانته المقدسة من أصله الديني ومن بقايا ارتباطه بالعوالم الغيبية ومخلوقاتها الأثيرية من ملائكة، وجنّ، وشياطين، أضفت على الشاعر صفة الكاهن والساحر!! وهنا يستشهد الكاتب بعدد من الشعراء الذين يؤكدون ذلك منهم: الأصمعي، وحسان بن ثابت، ويؤكد المؤلف بأن الشعر الإسلامي ليس شعر مرحلة زمنية فرضتها حتمية التطور التاريخي، ولا شعر جماعة معينة تعيش في دار الإسلام فحسب، ولكنه شعر (فكرة) تبلورت في ظلال القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وقامت على أساس قواعد التصور الإسلامي للوجود0

وتنبع أهمية كتاب (البناء الفكري والفني للقصيدة الإسلامية) من كونه إضافة ذات أهمية للقصيدة العراقية الحديثة من حيث قيمتها الإسلامية بعيداً عن الأيدلوجية القومية أو  الأيدلوجية اليسارية، ورغم الفصول الأربعة الرائعة التي قدمها المؤلف في كتابه، إلا أنه كان في الفصل الثالث منه (الدعوة الى الجهاد في سبيل الله تعالى) أكثر روعة وجمالاً، حيث بين فيه موقف الشعر العربي في الدفاع عن أرض المسلمين، واستعرض الكاتب مواقف العديد من الشعراء في تمجيد المقاومة الشريفة ضد الاحتلال مشيراً إلى ثورة العشرين والشاعر عبد المنعم الفرطوسي، وعدنان الراوي في وصف حال الأمة العربية البائس، وخالد الشواف في وصف معركة (الجسر)، واغتصاب فلسطين، وقصائد عبد القادر الناصري، والشاعرة أم نزار الملائكة ومطالبتها بالحقوق المغتصبة، والشاعر وليد الأعظمي ومعاناة فلسطين والقدس الشريف، والشاعر فاضل فرج الكبيسي وارتكازه على الدين الإسلامي، ومحمود دللي آل جعفر المتشوق للقدس متوعداً اليهود الغادرين بزحف إسلامي عظيم 00 وغيرهم0

ويبقى هذا الكتاب عموماً إضافة جديدة للمكتبة الإسلامية في عراقنا الجريح الممزق، كشفت عن حالة الغياب شبه الكامل للعديد من الحالات الشعرية التي لخصها المؤلف  في كتابه 0وعلينا هنا أن نشير بأن هذا الكتاب هو رسالة أكاديمية منحت صاحبها الدكتور ماهر دللي  شهادة الدكتوراه في الأدب العربي الحديث من جامعة بغداد / كلية الآداب عام 1997م0

4-             وشقيقه الأستاذ طاهر دللي آل جعفر:  الذي يحمل شهادة بكالوريوس في الإدارة والاقتصاد من جامعة بغداد.

وقد شغف شاعرنا الحبيب محمود دللي آل جعفر بحبّ العراق، والتعلق بتراث نواعير الفرات، وهو ينحدر من عشيرة (آل جعفر) إحدى أفخاذ قبيلة (عبدة) إحدى بطون (شمّر) تلك القبيلة العربية الأصيلة والعريقة في نسبها ومواقفها العربية المشهورة عبر التاريخ التي يعجز البيان عن حصرها.

دراسته، ومراحل تعليمه:

ولقد تلقى محمود دللي آل جعفر مبادئ العلوم الدينية والعربية، وأكمل الدراسة الابتدائية، والمتوسطة في بلدته الحديثة العامرة، وهي إحدى جزر الفرات المعروفة.

وفي عام 1954م انتقل إلى مدينة الرمادي، والتحق بإعدادية الرمادي مركز محافظة الأنبار؛ لإكمال الدراسة الثانوية فيها غير أن صعوبة العيش في الرمادي حالت دون استمراره على مواصلة الدراسة هناك مما اضطره للالتحاق في دار المعلمين الابتدائية في بغداد- الأعظمية، حيث تخرج في هذه الدار عام 1958م.

ثم تابع الشاعر محمود دللي آل جعفر دراسته، فدخل الجامعة المستنصرية، حيث حصل على شهادة ( بكالوريوس قانون ) في كلية القانون والسياسة، وتخرج فيها عام 1974م.

أعماله، ومسؤولياته:

مارس (محمود دللي آل جعفر) مهنة التعليم منذ عام 1958م إلى عام 1982م، أي أنه خدم التعليم طيلة (22) سنة، وأحيل إلى التقاعد سنة 1982م.

ثم مارس مهنة المحاماة منذ انتمائه إلى نقابة المحامين في 31/7/1982م، وحتى إحالته إلى التقاعد، سنة 2005م.

أصبح عضواً في مجلس محافظة الأنبار. 

وعرف عنه حبه للأنساب العراقية وامتداداتها، نشر بواكير شعره خلال ممارسته مهنة التعليم في الخمسينات والستينات.

وشارك في العديد من المؤتمرات التي عقدت في سوريا، ومصر، ولبنان، وتركيا، واطلع على الحياة والمطبوعات الثقافية الموجودة هناك .

يجيد الخط والرسم والزخرفة وله لوحات فنية رائعة عرضت أثناء وجوده في دار المعلمين وخلال ممارسته مهنة التعليم .

لم تمنعه حياة التعليم ومهنة المحاماة من ملازمة ( ديوان ) والده الذي حرص عليه حفاظا ًعلى مآثر أجداده من عشيرة آل جعفر ومكانتهم .

ومارس التعليم مدة (٢٢ عام) في عدة مدارس كان فترة التعليم يلقي المحاضرات في اللغة العربية. ويلقي قصائده في بغداد ومدن الانبار المختلفة مما عرضه للملاحقة من قبل السلطات والأنظمة التي تتعارض مع عقيدة ومبادى (الشاعر محمود) مما عرضه إلى الاعتقالات لعدت مرات فهو كان معارض لتلك الانظمة من خلال التغيرات السياسية التي تعرض لها العراق فقد اضطر ان يترك  وظيفته في التعليم وحصل على التقاعد من مهنة التعليم عام ١٩٨٢م وفي سنة ١٩٧٠م انتسب إلى كلية القانون الجامعة المستنصرية حيث حصل على شهادة البكالوريوس وعلى أثر هذه الشهادة انتسب إلى ( نقابة المحامين) ومارس مهنة المحاماة منذ تأريخ (١٩٨٢/٧/٣١) إلى سنة (٢٠٠٥) حيث أصبح عضواً في مجلس محافظة الانبار لمدة خمس سنوات وبعدها أحيل على التقاعد عام (٢٠١٠)، وهو الآن متفرغ لإدارة الديوان الذي ورثه عن والده الشيخ دللي إبراهيم، وهو ديوان عشيرة آل إجعفر الشمرية المعروفة..

أحواله الاجتماعية والأسرية:

والأستاذ الداعية محمود دللي آل جعفر متزوج، وله ولدان متزوجان هما: معاذ، وأحمد، ويكنى (أبو معاذ)، حفظه الله، ورعاه، وأطال لنا في عمره.

مؤلفاته:

وله العديد من الكتابات الأدبية، والقصائد الشعرية إضافة إلى عدد من المؤلفات في التراث والأمور الاجتماعية والأدبية لا تزال تنتظر طريق النشر.

ساهم في إعداد مواضيع تراثية، تتعلق بتاريخ المدن الفراتية وجمالها من خلال برنامج (رحلة نهر ) الذي عرض على قناة العراق الفضائية، وبرامج أخرى ضمن الفضائيات التي اهتمت بالتراث العربي والإسلامي.  

أ-كتبه النثرية:

1_كتاب مبدأ الصلح في الإسلام.

2 _ كتاب جزر فراتية.

3_ المعلّم في التاريخ والأدب.

4_ عشيرة آل إجعفر ( تراث، وتاريخ، ونسب).

5_ الشاعر إبراهيم طوقان.

6_ (جنانٌ: غمرتها مياه سدّ الفرات): ومن ضمنها ما يقارب من اثنتي عشر قرية ملكيتها لوالد الشاعر المرحوم دللي إبراهيم، والتي ورثها عن آبائه وأجداده.

7_ وله عدّة محاضرات في مواضيع اجتماعية مختلفة.

ب- إنتاجه الشعري ودواوينه:

1-ديوان (حنين الى الفجر): الذي قدمه صديقه الشاعر وليد الأعظمي الذي طبع في بيروت عام 1968م، ووزعته الدار الكويتية للطباعة والنشر، وهو أول ديوان يصدر له، وقد حوى 55 قصيدة، ويقع في 195ص، وهذه عناوين القصائد: بين الألم والأمل، سفينة النور، نفوس ثائرة، يا شرق نداء، رجل العقيدة، هجرة، فلسطين، من أيامنا، لن ننسى، يوم كركوك، سأخوضها، يا قاتل الثعبان، المسلم الثائر، ذكرى ودرس، رغم الأنوف، هكذا نحن، في الطريق، أخي، ذكرى، أيها الشباب، لم لا تثور، القاعدون، إلى المجد، لبيك يا صوت، أيها التأريخ، إلى العون، يوم الهجرة، لن ننام، فتى الإسلام، دماء ودموع، الصدى الخالد، الصوت العظيم، ذات يوم، حنين إلى الفجر، هيا ننصف الحق، هتف الزمان، شكوى، إلى حيران، نحن ورمضان، قالوا، أخو جهل، هتاف الكتائب، خير أمة، أمة التحرير، ما هكذا، مع الصبر، إليك بغداد، يا إلهي، العراق الثائر، الجبهة الساجدة، فقيد العلم، الفكر المشنوق، إلى الداعية، درس في الكرامة .

2- ديوان (بشائر الصبح): وهو ثاني ديوان له طبع بمطابع أنوار دجلة/ بغداد في الستينات أيضاً.  ثم طبع في بغداد عام 2004م.

3- ديوان (هموم أمة): صدر في السبعينات عن مطبعة دار السلام في دمشق.

وقد أهدى الشاعر (سلسلة هموم أمة):

إلى كلِّ أديبٍ ملتزم ٍ بعقيدتهِ الإسلامية، غيور ٍعلى لغة القرآن وآدابها.

وإلى كلِّ شاعر ٍ أحسًّ بآلام الأمة العربية التي شرفها الله بحمل أعظم راية، هي راية الإسلام

وإلى أرواح شهداء فلسطين والعراق الحبيب، الذين سالت دماؤهم زكية من أجل أن لا يبقى محتل ٌوطامع في خيرات هذه الأمة.

وإلى الأوفياء المخلصين من أبناء امتنا ممن ارخصوا أنفسهم وأموالهم من أجل إعلاء كلمة الله العليا .

.... لكل هؤلاء جميعا ً أقدم مجموعتي الشعرية الثالثة هذه.

محمود دللي آل جعفر

وكتب الشاعر مقدمة لديوانه جاء فيها: بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان .

وبعد ... فقد كنا بالأمس القريب نتطلع إلى يوم تزول فيه النكبات التي توالت على هذه الأمة ويبزغ الفجر حيث تنجلي سماؤنا من تلك الغيوم التي لبدتها طويلا ً، وكان لي مجرد أمل في رؤيتي للدعوة الإسلامية وهي تتحرك إلى أمام وسط ضجيج الدعوات المنحرفة عن نهج الإسلام ، لنعبر عما يختلج في نفوسنا من معان ٍ سامية ضمت كل ما حبانا الله من حب ٍ للطبيعة ، ولما في هذا الكون من سحر ٍ وجمال وإبداع ، وقد خرجت مجموعتي الأولى وهي تحمل الصورة التي عاشت في النفس حاملة كل مشاعري لتلك الفترة التي استطعت أن اعبر عنها وهي غير خافية على القارىء الكريم بل وجدّتُ من الشباب المسلم من راح يترنم ببعض قصائدي جاعلا ً منها نشيدا ً يحرك المشاعر التي كان يحن إليها مثلما كنت احن وأهوى ، وقد اخترت لمجموعتي تلك اسم ( حنين إلى الفجر ).

ويوم رأيت نسائم الفجر تبشرنا بتقدم ركب الدعوة الإسلامية، وهو يكشف مخططات الأعداء ويفضح أقاويلهم وأحابيلهم، وان روح الإسلام راحت تملأ الكون بهجة وسرورا ً وان شبابا ً في كل أرجاء عالمنا الإسلامي المبتلى بالظلم والظالمين قد شمر الساعد ليدفع عن أمته كل ما أحاط بها من خطر، فقد توسمت الخير، واستبشرت للنصر القادم، وهنا قدمت لأخوتي وأبنائي من الشباب مجموعتي الشعرية الثانية إهداء مني إليهم والتي هي الأخرى قد رأت النور والحمد لله باسم ( بشائر الصبح ).

ويوم اقتربت ُ من أعوام السبعينات وما بعدها من سنوات، وإذا بي أمام صورة مذهلة، صورة ذلك الغزو ( الأمريكي ) القادم جالبا ً معه كل وسائل الهدم والتخريب والدمار، ليحتل العراق ويهدم صرح عاصمة الرشيد ودار الخلافة الإسلامية، التي تغنى بها الشعراء وأنارت الطريق لكل من أحب أن يسلك طريق العلم والمعرفة. ولو لم تكن بغداد أم الحضارة حقا ً لما تكالب عليها الطامعون من كل حدب وصوب، وها هي أمريكا ومن تحالف معها تدمر – وأنا أكتب هذه السطور – عراقنا الحبيب وتعبث بساحاته وحدائقه وشوارعه وتهدم ما تشاء أن تهدم، وحسبها ذلك فان جراح الغرب لم تلتئم بعد من ضربات سيوف ورماح صلاح الدين وجنده الأبرار .

وعلى ضوء هذا الحال فقد قلت ما قلت في كل المناسبات التي أملت عليَّ أن أقول لأسمع أخواني في كل أرجاء العالم الإسلامي ما حلَّ ويحل بأوطاننا وديارنا وما يصيب أبناءنا من قتل وسجن وتشريد، كل هذا سيقف عليه القارىء الكريم من خلال مجموعتي هذه التي تحمل إليه عنوان ( هموم أمّـة ) وحين أضع مجموعتي الأخيرة هذه بين يديه فأنني اترك له كل مشاعري هدية مني ، لأحس بان كل أبناء وطننا الإسلامي الكبير قد شاركوني همومي بعد صحوة ، ويقظة لهذه الأمة ، لم تستمر لان أعداءنا ما ناموا كما نمنا بل أسهرهم وأقظ مضجعهم رؤيتهم للإسلام، وهو ينشر فكره وروحه وهدي نبيه في الآفاق ولما للشعر من دور مؤثر في النفوس، فقد قدمت قصائدي هذه إلى شباب الأمة في كل مكان لتتحرك الضمائر وهي تسمع صرخات الثكالى وانين الأطفال واستغاثة الشيوخ . وأن قصائدي هذه لا تحتاج إلى شرح ٍ وتبيان لأنها نقلت الصورة الحية الصادقة إليك أيها القارىء الكريم .

وعسى أن تمتلىء الساحات والشوارع والقاعات وان تصدح المنابر بكل من يحس أو يستطيع بعث الروح في هذه الأمة وإثارة العواطف الزكية التي في نفس كل حي ٍ شريف حينما يسمع أو يرى ما يحل بأمتنا من كوارث ونكبات. وأن الشعراء دائما ً هم في طليعة هذه النخبة وعليهم المعول في إذكاء الروح وتحريك المشاعر ما دمنا أمام عدو ٍ غاشم لا يرحم.

وقبل أن أنهي مقدمتي هذه أعود لأتحدث عن هذه المجموعة التي أتعبت ولدنا ( أحمد ) الذي تحرك معها، وتحركت معه، وهو يريد لها أن ترى النور ما دامت بصحبته ورهن حقيبته، وقد باركت له رأيه وهو يقول لأصحاب المطابع في مصر : " أطبعوها ووزعوها كما شئتم فان والدي لا يبتغي من وراء ذلك أي نفع مادي " ، سوى أن نرى هذه القصائد قد وجدت طريقها سهلا ً حيث يتناولها القارىء في الوقت المناسب لسماعها وقراءتها ، وما أحوجنا لسماع كل صوت يحرك في هذه الأمة مشاعرها نحو مجدها وعزها وتأريخها المشرق علـّها تستمر في مسيرتها كي تسد الطريق في وجه الشامتين والحاقدين ممن أغاضهم الدين بشرعته المشرفة السمحاء وبحَمَلتهِ من أبناء وشباب هذه الأمة التي كانت خير أمةٍ أخرجت للناس .

وقد باركت ( لأحمد ) أيضا ،ً وهو يحسن عرض قصائد هذه المجموعة لمن يستحسن قراءتها ونقدها، إذ جعلني فخورا ً حينما أجد مسلماً غيوراً متتبعاً لما في الساحة من شعر لشعراء ملتزمين بأهدافهم غيورين على لغة قرآنهم وأمتهم أمثال الأخ ( أحمد الهواس ) الذي راح يدرس قصائدنا دراسة حية صادقة، فله ولأمثاله من الشباب كل الحب والتقدير .

ولن تموت أمة أنجبت ( وليد الأعظمي )- رحمه الله- ومن سار على طريقه الذي رسمه وهو يجعل من ( حسان بن ثابت الأنصاري ) شاعر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحامي حمى دعوته ورسالته قدوة في كل كلمة، يبتغي من ورائها نصرة هذا الدين لإحقاق الحق وإزهاق الباطل .

.. ومن الله نستمدّ العون، والنصر، والتوفيق.

محمـــود دللي آل جعفـــر

الأول من رمضان / 1428 هـ

الثالث عشر من أيلول/ 2007 م

4-كتاب (مبدأ الصلح في الاسلام): الذي صدر عن مطابع دار السلام في دمشق عام 2009 م.

5- من على منبر الصمود.

6- رحلة شاعر في بلاد الشام.

ملحمة كتبها في ( سورية ) عندما هاجر إليها بعد حرب العراق ( الأليمة ) !!

كما ألقى محاضرات عديدة في أماكن متعددة أبرزها عن شعر المقاومة، وإبراهيم طوقان.

وبين يديه الآن ديوان سيجعله ضمن المجموعة الكاملة لشعره المعدّ للطبع بإذن الله تعالى

نال اهتمام الكتاب والمؤلفين في أمور الدعوة الإسلامية أمثال الأستاذ ( الراشد ) والمهتمين بالأناشيد الإسلامية في داخل العراق وخارجه من الدول العربية ولإسلامية.

نشر قصائده في الصحف والمجلات العراقية كالجهاد والحياد، ومجلة التربية الإسلامية ومجلة البلاغ النجفية، ومجلة المجتمع في الكويت.

وهو من ضمن من ضمهم ( معجم الأدباء الإسلاميين ) في العالم .

عضو في اتحاد الأدباء في الموصل، ومساهم في ( ملتقى البردة ) للأدب الإسلامي الذي ينعقد سنويا ً في الموصل الحدباء، وله بحوث وقصائد منشورة في مجلة البردة .

لم يتمكن من نشر مؤلفاته وقصائده في أوقاتها المناسبة للظروف السياسية التي أحاطت به طيلة فترة حياته الأدبية والسياسية، كونه قد جعل شعره رهن ما تمليه عقيدته الإسلامية التي تربى عليها.

لم تمنعه حياة التعليم ومهنة المحاماة من ملازمة ( ديوان ) والده الذي حرص عليه حفاظاً على مآثر أجداده من عشيرة آل إجعفر ومكانتهم.

من خلال الشعر ولجّ عالم الادب، وهو العاشق للتاريخ والتراث العربي والاسلامي وجلسات ( الديوان) العربي ومجالس الثقافة، كتب عن الجزر والنواعير والمساجد والمراقد الدينية واحب الكتابة التراثية والاسلامية، نشر بواكير شعره خلال ممارسته مهنة التعليم في الخمسينيات والستينيات ولديه الكثير من المشاركات في الندوات والمهرجانات الثقافية.

في عام ١٩٧٠ نقل إلى محافظة واسط _مدينة الكوت، وكانت له علاقة طيبة مع المعلمين ومع وجوه من عدة عشائر عربية في هذه المنطقة وخاصة العشائر الشمرية.

وكانت علاقاته مع أقران قوية حيث مارس معهم الكثير من القضايا الدينية والمدنية.

وتردد على مجالس الكثير من علماء وخطباء العاصمة بغداد أثناء وجوده في دار المعلمين فضلاً عن تعرفه وتواصله مع علماء وأدباء الأنبار، ومن أبرز علماء الأنبار الذين حضر دروسهم وتردد عليها: المرحوم الشيخ عبد الجليل الهيتي عالم الأنبار، والأخ الشيخ صبحي الهيتي المعروف، وبنى الشاعر محمود دللي علاقات طيبة مع نخبه من العلماء والدعاة في مدينة (عانه وراوه)، ومدينة هيت، وكبيسة، وما أنجبت هذه المدن من رجال وعلماء. لا يستطيع حصرهم وعدهم.

ومن الدعاة الدكتور الطبيب زياد شفيق الراوي، والذي أدار (حركة العدل والإحسان) في بغداد، وكانت له علاقات طيبة وقوية مع الكثير من علماء العراق وشعرائه وأدبائه.

وكانت لشاعرنا محمود دللي آل جعفر قصائد، وكلمات تلقى من خلال المناسبات الدينية في بغداد والموصل والأنبار.

كما أنه كان مشاركاً – ولا يزال- في أعمال أدباء الموصل وعلمائها في (ملتقى البردة للأدب الإسلامي) المشهور.

جهوده في الحركة الإسلامية في العراق:

انخرط الأديب الكاتب المؤرخ محمود دللي آل جعفر بالحركة الإسلامية في العراق منذ وقت مبكر في شبابه، وارتبط بعلاقة متينة مع الدعاة الكبار، وأبرز الشعراء والدعاة الذين كان قويّ الصلة بهم، وهم من رجال الحركة الإسلامية في العراق، فقد كانت علاقته كبيرة بالأستاذ المرحوم الشاعر الكبير الحاج ( وليد الأعظمي): الذي كانت له معه علاقة خاصة.

وله علاقة مع الأخ الشاعر الدكتور (فاضل فرج الكبيسي).

وكانت له علاقة مع الدعاة الكبار في مدينة الموصل، وشعرائها أمثال: الشاعر ذنون يونس مصطفى الأطرقجي، والأديب الداعية غانم حمودات -رحمه الله-، والشيخ العلامة إبراهيم النعمة.. وغيرهم.

ولعلّ أبرز من أخذ منه، وتأثر فيه، وبأسلوبه هو الشيخ الأستاذ المجاهد (محمد محمود الصواف) رائد الحركة الإسلامية في العراق، ..

ومن علماء بغداد الذين تعرّف عليهم، والتقى بهم: المرحوم الشيخ إبراهيم المدرس، وكتب عنه.

وكان محمود دللي آل جعفر عضواً في جمعية ( الشبان المسلمين) في العراق.

وعندما أجيز الحزب الإسلامي العراقي، وتأسس وأخذ الرخصة في العمل العلني عام ١٩٦٠م  أسندت للأستاذ محمود دللي آل جعفر مهمة إدارة مركز المنطقة الغربية في أعالي الفرات.

ثم تعرض الحزب الإسلامي إلى المنع والحظر، ولكن شاعرنا بقي وفياً على مبادئه، محافظاً على العهد، وعندما أجيز الحزب الإسلامي العراقي عام ٢٠٠٣م أسندت له نفس المهمة مع الشهيد البطل ( أبو سارة إياد العزي) -رحمه الله-.

إضافه إلى مشاركاته في المناسبات الدينية والثقافية حيث ألقى الكثير من الخطب في عدة مساجد ولاسيما عندما تكون تلك المساجد تفتقر إلى خطيب بناء  إلى طلب جماهير تلك المنطقة، وقد أحيى الكثير من المناسبات الدينية، وخاصة احتفالات المولد النبوي، وذكرى الهجرة، والإسراء والمعراج، وليلة القدر، وغزوة بدر... والمناسبات الأخرى.

وأخيراً ترك الأستاذ المحامي (محمود دللي آل جعفر) العمل السياسي، وتفرغ للتأليف ويعدّ أحد العاملين في مجال الحركة الإسلامية تحت لواء حركة العدل والإحسان، وما يزال يشارك في جهود الحركة الإسلامية السنية في العراق، بقدر الجهد والطاقة، فقد تقدمت به السنون، وتشابكت مشكلات العراق، وحالت دونه ودون ممارسة نشاطاته مصاعب الحياة السياسية في ظل الاحتلال الأمريكي والإيراني، ...

-كتب عنه:

وكتب عن حياته وشعره الكثير، ونشرت قصائده ومؤلفاته في العديد من الصحف العربية (الكويت، الأردن، سوريا، ليبيا، الجزائر)، وكتاباته أصبحت مرجعاً للعديد من الرسائل والأطروحات الجامعية، منها:

1-   رسالة الدكتوراه للدكتور ماهر دللي آل جعفر ( البناء الفكري والفني للقصيدة الإسلامية في العراق).

2-   ورسالة الماجستير للسيد حسام سعدي.

3-   وهناك رسالة ماجستير (محمود دللي شاعراً) للطالبة لقاء هاشم.

4-  وعن شعره وحياته لطالبة الماجستير (منى السامرائي).

5-   وهذا العام تناولت طالبة الماجستير (حنان حمزة صباح) عن شعره في الهجرة النبوية الشريفة.

كما أن الشاعر الإسلامي الكبير وليد الأعظمي كتب عنه في العديد من مؤلفاته منها كتابه ( ذكريات ومواقف): تناول فيه الكثير من ذكرياته عن الشاعر (محمود دللي آل إجعفر).

ولم يكن الشاعر محمود دللي آل جعفر مغموراً أو مجهولاً، بل حظي بالشهرة الواسعة والصيت الحسن، والسمعة الطيبة، ونال اهتمام الكتاب والمؤلفين الإسلاميين الذين كتبوا في أمور الدعوة الإسلامية أمثال الأستاذ ( محمد أحمد الراشد ) في كتبه، ولاسيما المنطلق، كما كتب عنه الكتاب المهتمون بالأناشيد الإسلامية في داخل العراق، وخارجه من الدول العربية والإسلامية.

وقد نشر قصائده في الصحف، والمجلات العراقية الإسلامية:  كالجهاد، والحياد، ومجلة التربية الإسلامية، ومجلة البلاغ النجفية، ومجلة المجتمع في الكويت ..وغيرها.

وكانت سيرة حياته مع نماذج من شعره من ضمن من ضمهم (معجم الأدباء الإسلاميين ) في العالم.

وله أناشيد منتشرة في العالم العربي والإسلامي، وأبرزها نشيده الواسع الانتشار (أنا الداعي بإيماني أنا الإسلام رباني )، ونشيده (سأخوضها)، و(فوق المنابر قف ونادي)، (المأخوذ من ديوانه حنين إلى الفجر) كما لحنت له أناشيد أخرى منشورة من كتاب أناشيد الدعوة  الإسلامية: للمؤلفين أحمد الجدع، وحسني أدهم الجرار.

لقاء، ومقابلة:

ساهم في إعداد مواضيع تراثية، تتعلق بتاريخ المدن الفراتية وجمالها من خلال برنامج (رحلة نهر ) الذي عرض على قناة العراق الفضائية وبرامج أخرى ضمن الفضائيات التي اهتمت بالتراث العربي والإسلامي.  

أجري معه لقاء خاص وبغداد تحقق إنجازاً كبيراً باختيارها ضمن شبكة مدن الإبداع في العالم، هو المحامي والشاعر والاديب محمود دلّلي آل جعفر.. ذاكرة تاريخ وتراث أحب الأدب والتراث على يد والده (دللي إبراهيم داود آل جعفر)، وشغف بتراث نواعير الفرات وعرف عنه حبه للأنساب العراقية وامتداداتها، خلال هذا اللقاء جرى معه الاتفاق على إقامة ندوة تخصُّ الأدب والتراث، تنظمها دائرة العلاقات الثقافية العامة.

ابتدأنا معه وديوان ( حنين الفجر) أول ديوان طبع له، وضم العديد من القصائد الجميلة، وما لهذا العنوان من دلالة نفسية انعكست في أبيات الشعر والقصائد، وما لهذا الحنين من علامة فارقة في حياته، لنصل عند محطة ديوان ( بشائر الصبح)، فكان صباحاً بعد حنين فجرٍ، ليشجعنا هذا الأمر إلى سؤاله عن تحوله وميله إلى التاريخ والتراث، وهو الشاعر بطبيعته، ليخبرنا أنه  تحول فطري ولأنه يعشق التاريخ والتراث العربي والإسلامي،       ويميل كثيراً إلى جلسات ( الديوان ) العربي ومجالس الثقافة، موضحاً أن رجال (حديثة) الكبار السن أغلبهم أميّون، ولكن ذاكرتهم مخزونة بالقصص والروايات، ويحفظون الشعر، وكان يدون ما يقولون كهواية عشقها منذ صغر سنه، كما أن ممارسته للمحاماة طيلة العشرين عاما منحته اطلاعا ودراية أكبر في فنون الكتب وعناوينها، كما كتب في تراث محافظة الأنبار عن الجزر والنواعير والمساجد والمراقد الدينية المنتشرة فيها.

رحلة إلى بلاد الشام:

- أمضى محمود دللي آل جعفر مدة   عام ونصف في سوريا الشقيقة، وتجول في أماكنها التراثية والتاريخية، وزار قبرا الناصر صلاح الدين الأيوبي، وخالد بن الوليد، وقبور أخرى لقادة الفتح الإسلامي، ودهش بجمال سورية حيث إن سورية تتمتع بطبيعة خلابة، وكان كمجتمع عراقي مصغر يحمل ذات الهموم عن الوطن وشجونه والمآسي التي يمرّ بها في ظل الاحتلال والحكومات المتعاقبة التي تولت شؤون الحكم طيلة فترة الاحتلال، ويتذاكر مع إخوانه حلولاً وتجارب تاريخية مرت على الأمة منذ تأسيس الدولة العراقية.. وحتى الآن، وسجل كل تلك المكابدات في (رحلة شاعر في بلاد الشام).

وبعد:

يملك الشاعر محمود دللي آل جعفر صفحة على (الفيسبوك) نشر عليها بعض أشعاره، وقد تواصلت معه عبر الهاتف، وأهداني ثلاثة دواوين من شعره، ومن خلال تلك الساعات القليلة التي تواصله بها معه، فضلاً عن ثناء الدعاة عليه، أسمح لنفسي بوصف أخلاقه، فأقول: لم أتشرف بالتعرف عليه عن قرب، ولكني تواصلت معه، فوجدته رجلاً نبيلاً ، طيب القلب والنفس، لطيف المعشر، متواضعاً، يألف، ويؤلف، تتمثل فيه قيم الدعوة ومبادئها، دعوة الحق والعدل والحرية والجمال التي رفعت شعاراتها دعوة الإخوان المسلمين، وما زال شاعر الدعوة الإسلامية في العراق يعطي، ويكتب، وينشر، ويتفجر حيوية ونشاطاً رغم مرور الأعوام، وتشابك الأحداث، وكثرة الهموم السياسية والاجتماعية، وقبل أن ألقي قلمي أود أن أشكر حفيده الأخ (أسامة )، ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحفظ الشاعر الداعية محمود دللي آل جعفر، وأن يطيل لنا في عمره، وسلام على أبي معاذ في الخالدين، وسلام عليه يوم ولد، ويوم يموت، وحين يبعث حيّاً.

مصادر الترجمة:

1-عدد من الرسائل عبر الهاتف الجوال من الشاعر الداعية محمود دللي آل جعفر بتاريخ 2019م.

2-كتاب أناشيد الدعوة الإسلامية: أحمد الجدع، وحسني جرار، طبع دار الضياء في الأردن.

3-صفحة الأستاذ محمود دللي آل جعفر على الفيسبوك.

4-مقدمة ديوانه حنين إلى الفجر.. وغيره.

5-البناء الفكري والفني لبناء القصيدة الإسلامية: رسالة دكتوراه د. ماهر دللي آل جعفر.

-يتبع -