نائب الرئيس المصري عمر سليمان
في التاسع عشر من تموز عام 2012 توفي نائب الرئيس المصري السابق اللواء عمر سليمان الذي عرف خصوصا لترؤسه لفترة طويلة جهاز المخابرات خلال حكم الرئيس السابق حسني مبارك، وكانت وفاته في الولايات المتحدة، كما أفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وقالت الوكالة ان "نائب الرئيس السابق اللواء عمر سليمان توفي في وقت مبكر من صباح يوم التاسع عشر من تموز 2012 في مستشفى بالولايات المتحدة" عن 77 عاما.
وأضافت الوكالة نقلاً عن دبلوماسي مصري في واشنطن أن سليمان توفي جراء أزمة قلبية مفاجئة أصابته أثناء اجراء فحوصات طبية.
وقال مساعده حسين كمال لوكالة فرانس برس إن سليمان "كان يخضع لفحوصات طبية في كليفلاند. وتبذل جهود على أعلى مستوى لنقل جثمانه الى مصر".
وذكرت الوكالة ان سليمان كان يعاني منذ أشهر من مرض في الرئة، كما حدثت له مشاكل في القلب.
وأضافت الوكالة ان صحة سليمان تدهورت فجأة قبل ثلاثة أسابيع ما استدعى نقله الى مستشفى في كليفلاند بولاية اوهايو حيث توفي.
وكان سليمان قد عين نائبا للرئيس خلال الانتفاضة التي أدت الى الاطاحة بحسني مبارك في شباط2011.
فقد عينه مبارك في 29 كانون الثاني 2011 في أوج الاحتجاجات الشعبية على نظامه وفي محاولة لتهدئة خصومه، نائبا للرئيس، المنصب الذي كان شاغرا منذ ثلاثين عاما.
وغادر سليمان مصر بعدما استُبعد عن السباق الرئاسي في أول انتخابات رئاسية تُجرى في البلاد في فترة ما بعد مبارك التي جرت في 23 و24 ايار.
وكان قد غادر الى دبي قبل ان يتوجه الى ألمانيا ومنها الى الولايات المتحدة لتلقي العلاج، كما قال أحد مسؤولي حملته الرئاسية سعد العباسي لوكالة فرانس برس.
من جهتها قالت ريم ممدوح عضو فريق حملته الانتخابية ان "صحته تدهورت في الآونة الأخيرة حينما كان في الولايات المتحدة مع عائلته".
وهناك رواية تناقض رواية وكالة فرانس برس حيث تحدث الخبير العسكري والاستراتيجي المصري اللواء محمود زاهر، عن كواليس جديدة خاصة بوفاة رئيس المخابرات العامة المصرية الأسبق ونائب الرئيس المصري سنة 2011، اللواء عمر سليمان.
وأكد زاهر، خلال برنامج "بالميزان"، المذاع على شاشة "ltc"، أنه سبق وخدم مع اللواء عمر سليمان حينما كان رئيس أركان اللواء 116 وبعدها خدم معه في أماكن أخرى، مضيفاً أن "اللواء عمر سليمان قتل ولم يتوف بمرض نادر كما هو متداول".
وتابع أن الكثيرين نصحوه بعدم الحديث في واقعة مقتل عمر سليمان، ولكنه أصر على الحديث، لافتا إلى أن اللواء سليمان قتل في سورية في مركز المخابرات السوري ومعه مجموعة ضخمة من عناصر مخابرات العديد من الدول، وحدثت خيانة داخل المركز وتم تفجيره وقتل في هذه الواقعة.
وأوضح زاهر أن عمر سليمان كان في ذلك الاجتماع لوضع خطط للمنطقة، "لو تمت ما شهدت المنطقة ما تشهده الآن"، بحسب زاهر. (سبوتنيك عربي-9/6/2018).
وسليمان الذي كان أحد دعائم النظام المخلوع، أثار مفاجأة عند إعلانه في نيسان ترشحه للانتخابات الرئاسية بينما كان قد أكد سابقا أنه لن يشارك في السباق.
لكن تم استبعاده بعدما أكدت اللجنة الانتخابية أنه لم يتمكن من الحصول على دعم 15 محافظة كما ينص عليه القانون.
ويرى الكثيرون في مصر أن سليمان يشكل جزءاً من الدائرة التي كانت مقربة سابقا من مبارك.
ولد عمر سليمان في الثاني من تموز 1935 لعائلة ميسورة في قنا بصعيد مصر وانخرط في الحياة العسكرية قبل ان يصبح في عام 1991 رئيسا لجهاز المخابرات.
وتلقى سليمان تدريبا عسكريا في الاتحاد السوفياتي السابق، وكان شخصية غامضة بالنسبة للعالم وكذلك في مصر التي تتميز فيها نشاطات الجيش المتنفذ بالسرية.
إلا أنه برز على الساحة في السنوات الماضية حيث دار حديث عن احتمال خلافته لمبارك حتى قبل الثورة.
وبسبب علاقاته الجيدة مع الأمريكيين أوكلت الى هذا الرجل "مهمات خاصة" وكلف خصوصا ملفات تتعلق بالسياسة الخارجية لا سيما ملف النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني.
ورعى سليمان العديد من الاتفاقات بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني في الأعوام 2001 و2002 و2005. كما لعب دورا مهما في وقف إطلاق النار بين الدولة العبرية وحركة حماس إثر حرب غزة في عام 2009.
وفي عام 1995 نصح سليمان مبارك بركوب سيارة مصفحة خلال زيارة كان يقوم بها الى أديس أبابا، وقد أدى ذلك الى إنقاذ حياته بعد ان تعرضت السيارة إلى نيران مسلحين إسلاميين ما أسفر عن مقتل سائقها.
وخلال التسعينات عقب محاولة اغتيال مبارك الفاشلة، شارك سليمان في جهود وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي اي ايه) وغيرها من أجهزة الاستخبارات الأجنبية في قمع الإسلاميين داخل مصر وخارجها.
وسوم: العدد 925