الشيخ الداعية محمد فؤاد شميس

(1918ـ 1996م)

هو العالم العامل، والمجاهد المخلص، والخطيب المصقع، والتاجر الصادق، والمربي الفاضل محمد فؤاد شميس.

نشأ في كنف والده الشيخ رشيد بن محمد بن أحمد بن نجم الدين شميس العمري، من علماء الشام في عصره فقيه، فرضي ، عامل، عامل، كان من خيرة طلاب الشيخ المجدد جمال الدين القاسمي ، حتى أنه كان يمشي مع شيخه القاسمي يحمل مسدساً خوفاً على الشيخ من بعض الغوغائيين الذين حاربوه في بعض الأوقات، نشر العلم الشرعي في حي قبر عاتكة، وكان يحضر الدرس العام للمحدث الأكبر الشيخ بدر الدين الحسني ، وله صحبة أثيرة مع الشيخ علي الدقر ، مارس بيع الشراشف والصايات في محله التجاري بسوق الخياطين، مقابل جامع نور الدين زنكي .

و درس في جامع الحيواطية الذي تعين فيه بموجب براءة صدرت عن السلطان رشاد عام 1313 ـ 1895م، لا زالت موجودة عند ورثته، ودرس في جامع الفاخورة في الحي أيضاً، وممن قرأ عليه الشيخ أبو غازي الموازيني في وادي بردى، و الشيخ أبو عمر النداف، والشيخ أبو الخير القصار، وأولهم الشيخ الحافظ الجامع أبو الحسن محيي الدين الكردي، كما ذكر في تقديمه لكتاب الفرائض الذي وضعه الجد، و قد قمت بتحقيقه، وغيرهم.

وأما والدته: فهي الحاجة فاطمة بنت عبد الفتاح البني من حي الميدان، صالحة طيبة تقية عابدة، لا يغادر المنزل كل يوم إلا يطلب منها الدعاء، فتكرر له الدعاء وانا أذكره ( الله يأخذ بيدك ويعطيك من عطاياه )، توفيت عام 1976 .

ولادته، ونشأته:

ولد الشيخ محمد فؤاد شميس عام 1918 بحي قبر عاتكة، و هو من أحياء دمشق، و يقع خارج سورها، في أسرة علمية تجارية، ونشأ في الحي، وترعرع فيه، حتى عام 1965 انتقل منه إلى حي غربي المالكي.

طلبه للعلم:

في سنته السابعة دفع به والده الشيخ رشيد إلى أحد الكتاتيب الموجودة في الحي، فتعلم القراءة والكتابة، وحفظ شيئاً من القرآن الكريم، وختمه بالتجويد قراءة على شيخ الكتاب، ثم رغب والده أن يلحقه بإحدى المدارس الأهلية، فنفره منها الشيخ علي الدقر لابتعادها عن الدين وأن فيها تقليداً للأجانب، ثم بدأ بتلقي العلم الشرعي عن والده، فأخذ عنه الفقه الحنفي، و قرأ عليه مراقي الفلاح، ثم مختصر القدوري، و مجمع الأنهر شرح ملتقى الأبحر، وحاشية ابن عابدين، كما قرأ عليه النحو من كتاب الكواكب الدرية شرح متن الأجرومية، و شرح ابن عقيل، و كتاب المفصل للزمخشري، وغير ذلك من العلوم كالصرف والتوحيد والمصطلح، وكان يتعهده والده بالطلب في البيت والمسجد وفي محله التجاري الصغير في سوق الخياطين، ورباه على الجمع بين التجارة والعلم الشرعي، فهو لا يريد منه أن يتكسب من علمه، لأن تكسب العلماء من خلال علومهم يفقدهم عدم الجرأة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويحملهم على التذلل للأغنياء والسكوت عن أخطائهم، فلذلك كان يصدع بالحق، لا يبالي، ولا يستحيي من الموعظة في أي موضوع كان.

وكان يقرأ أيضاً على العالم الأصولي الشيخ محمود العطار، فقد قرأ عليه الكثير من الكتب، وأفاد منه فائدة كبيرة. 

وكان يتمنى وتتوق نفسه للذهاب إلى الأزهر، ولكن حب أبيه له حال بينه وبين ذلك الأمر .

بعد وفاة والده عام 1943 تابع طلب العلم فقرأ على العالم الفقيه الورع الشيخ محمود الحبال، وقرأ حاشية ابن عابدين على العلامة الشيخ الطبيب محمد أبو اليسر عابدين.

وتابع خلال ذلك المدارسة مع ثلة من أقرانه العلماء، كالشيخ احمد نصيب المحاميد، والشيخ محمد أبو الفرج الخطيب الحسني، والشيخ بشير الخوجة، والشيخ عبد السلام القصيباتي، والشيخ أحمد العطار، والشيخ علي عمار... وغيرهم .

الخطابة:

لما أن بلغ الثالثة عشر من عمره صار والده يكلفه بخطبة الجمعة في جامع الحيواطية، فكان يخطب من خلال قراءة خطبة مكتوبة، ثم عرف الشيخ فؤاد بعد ذلك بتفوقه في الخطابة المرتجلة، وكان قلة من الخطباء من يرتجل في ذلك الوقت، وأول خطاب ارتجله امام الشيخ تاج الدين الحسني رئيس الجمهورية السورية عندما زار حي قبر عاتكة عام 1939، فقد كلف رجالُ الحي بعضاً من مثقفي الحي بالخطابة أمام الشيخ الرئيس، و لكن عندما بدأ حفل الاستقبال، هرب المكلفون بالترحيب به رهبةً وخجلاً من الحضور الذين غصّت بهم الدار، فاستنجد الحضور بالشيخ فؤاد، وكان عمره بحدود العشرين عاماً، فتجرأ متوكلا على الله ووقف يخطب مرحِّبا بالشيخ الرئيس وبضيوفه ،وأكرمه الله بطلاقة لسانه، فخطب خطبة عصماء، جعلت والده الشيخ رشيد يتقدم من الشيخ تاج ولعدة مرات، وهو يقول له مزهواً به: سيدي هذا ابني، سيدي هذا ابني، ولما عاد الى المنزل قال له والده: والله لازم أعطيك خمسين ( عصملية ) أي 50 ليرة ذهب عثمانية، على خطابك، ثم صار يخطب الجمعة مرتجلاً . ولم يحمل ورقة بعدها .

كان أهل الشام عندما يحتفلون بعقد قرآن أحد أبنائهم يقومون بقراءة بعض الأناشيد الدينية، ويتبادلون الكلام، فمرة حضر أحد هذه الحفلات، فانقدح فكره عن استغلال هذا الوقت بالوعظ والإرشاد، فقام و جمع الحضور وخطب فيهم وكانت تلك أول خطبة في هكذا مناسبة، وتوالت بعدها في الحي، ولما أن علم بعض خطباء دمشق سألوه عن ذلك، منهم الشيخ عبد الرؤوف أبو طوق والشيخ عبد الرحمن بركات، فأخبرهم عن نجاح الأمر، فصارت عادة محمودة في حفلات دمشق إلى يومنا الحاضر، و كان الشيخ فؤاد أول من سنّها.

فتن بخطب الدكتور عبد الرحمن الشهبندر، وأحبه، حتى أنه عندما زار الشهبندر حي قبر عاتكة عام 1940 وقف الشيخ فؤاد يرحّب فيه، فنمي إليه أن هناك جماعة جاءت لتغتال الضيف، فعلم الشيخ فؤاد، فأطلق صيحات مدوية، وانطلق لسانه يقذف الحمم، ففرَّ أولئك الأشخاص، وأُكمِل الاحتفال، وقد ذكر ذلك الأستاذ الصحفي نصوح بابيل في مذكراته، التي نشرتها جريدة الشرق الأوسط.

ومن خطبه المشهورة والتي شهدها أكثر علماء الشام ، هي التي كانت في الملعب البلدي عام 1956 إبان العدوان الثلاثي على مصر ، فتنادى العلماء للتدريب على السلاح فيما يعرف بالمقاومة الشعبية ، وزارهم يوم التخرج رئيس الجمهورية شكري القوتلي وخطب فيهم ، ولما أن انتهى وهمَّ بالمغادرة، انتظر الشيخ فؤاد أن يقوم أحد العلماء بالرد على الرئيس، فلما أن رأى أن أحداَ منهم لم يقم بذلك، تقدم الوالد من الصفوف الخلفية ، ونادى الرئيس، وانبرى يخطب في الجمع خطبة مؤثرة، جعلت الرئيس يستدعيه في اليوم الثاني إلى القصر الجمهوري ويشكره عليها، ويعمل على تفعيل بعض النصائح التي وجهها له.

النشاط الدعوي: 

كان من المؤسسين لجمعية أرباب الشعائر الدينية، التي تأسست لرفع مكانة العلماء والخطباء، وتأدية حقوقهم، ووضعَ نظامَها التأسيسي مع ثلة من العلماء العاملين منهم، الشيخ محمد الهاشمي، والشيخ جميل الشطي، والشيخ محمد أبو الفرج الخطيب الحسني، وغيرهم رحمهم الله.

وكان عضواً في رابطة علماء الشام. وكان رئيس الرابطة الشيخ أبو الخير الميداني يقول له: يا شميس يا حُبَيب، لما عرف من نشاطه و تفانيه في خدمة العلماء، ثم انتخب أمين سر خطباء الشام، وكان هو أصغر خطيب بينهم.

الإخوان المسلمون: 

لما أن بدأت دعوة الإخوان المسلمين انتشارها الطيب المبارك في دمشق، كان من أوائل من انضمّ إليها، وكان مع الشيخ الدكتور مصطفى السباعي، وكان من أوائل مستقبلي الإمام الشهيد حسن البنا عندما زار دمشق عام 1948، وسافر مع الأستاذ السباعي إلى عدة محافظات، وتطوع معه عام 1948 للجهاد في فلسطين، وكان السباعي يكلفه بمهام كثيرة، وقد حدثني بذلك الشيخ محمد لطفي الصباغ، والشيخ منير الغضبان، والشيخ زهير الشاويش.. وغيرهم، حتى أن الشيخ زهير رحمه الله قال في عام 2004 : 

إن الشيخ فؤاد كان يحضر اجتماعات مع كبار الإخوان، أنا كنت لا أُمَكن من حضورها، وحدثني الشيخ محمد كريم راجح حفظه الله قائلاً:

كان يحضر الى دمشق في الخمسينات كبار خطباء الإخوان المسلمين، وتقام لهم مهرجانات كبيرة بالجامع الأموي او بجامع تنكز، فيقوم خطباؤهم كالشيخ سعيد رمضان، وعبد الحكيم عابدين ، فيدهشوننا بكلامهم، فكان والدك الشيخ فؤاد ينبري لهم و يرحب بهم مع السباعي، فأغبضه وأقول في نفسي: متى أصير خطيباً مثل الشيخ فؤاد ؟

قال عنه الأستاذ عصام العطار في تغريدة له عام 2013م: ( محمد فؤاد شميس "أبو عادل"..كيف لا أذكره أم كيف أنساه؟! كأنّني أراهُ أمامِيَ الآن، لقدْ كنتَ تلقاهُ بحيويَّتِهِ وشجاعتِهِ وسَبْقِهِ في كُلِّ ميدانٍ من ميادينِ العملِ النّافِعِ والجهاد، رحِمَهُ الله ).

صلى عنده مرة السيد محمد بك العايش نائب رئيس المجلس النيابي السوري عام 1947 في جامع الشنواني فتأثر بكلامه، وقال له: لقد ابكيتني بكلامك، فذهب في اليوم التالي إلى مديرية الأوقاف وقال لهم: لن أخرج من هنا حتى ترفعوا درجة الشيخ فؤاد في وظيفته، إلى أعلى درجة عندكم، فتم ذلك، وعين بعد ذلك مدرساً دينياً.

كان يتبرع بمرتبه كله لبناء المساجد ولا يأخذ منه أي شيء، وترك حقيبة ملأى بإيصالات التبرع لمساجد كثيرة.

موقفه أمام الحكام: 

في عام 1946 كُلف بإلقاء خطبة الجمعة من جامع المرابط بالمهاجرين، والخطبة منقولة من خلال إذاعة دمشق، وأخذ يعنف الحكومة على موقفها من بيع القمح السوري لفرنسا البلد التي تحتل الجزائر ، وكان رئيس الوزارة وقتها الأستاذ صبري العسلي، فقام احد المصلين بعد الخطبة، وهو من عائلة العسلي يرعد، ويزبد في وجه الوالد، وحصلت ملاسنة بينهما، فلم يسكت الوالد وذهب في صباح اليوم التالي، واستأذن بالدخول إلى مكتب رئيس الوزراء، وقال له: أنا بعرف إذا كان واحد من بيت العسلي رئيسا للوزراء، فينبغي على جميع عائلة العسلي أن يكونوا خداماً للشعب السوري، وحدثه بما جرى معه، فهدأه الرئيس العسلي ووقف، ونادى مدير مكتبه الأستاذ محمد علي بن الشيخ هاشم الخطيب، واعتذر منه أمامه، وصار بعدها من خُلص أصدقائه .

عرف بجرأته وصدعه بالحق أمام أي إنسان، وقد عزل أول مرة عن الخطابة عام 1953 في عهد أديب الشيشكلي لما أن خطب يتحدث عن أخطائه.

في عام 1958 وخلال الوحدة مع مصر رشح نفسه بناءً على رغبة رابطة علماء الشام للانتخابات الاتحاد القومي، وكان بيانه الانتخابي التالي: ( إن لكل جسم روحاً، وإن روح العروبة الإسلام، وإني نذرت نفسي للدفاع عن العروبة الحقة، انتخبوا صوت الإسلام الداوي، محمد فؤاد شميس )، ونجح بأعلى الأصوات، وسافر الى مصر، وهناك كان له الموقف البارز مع جمال عبد الناصر في قضية التلفزيون ، التي تناقلها الناس حتى صارت حديثهم، وقد ذكر الموقفَ الدكتورُ محمدُ سعيد رمضان البوطي في رثاء الشيخ شميس يوم وفاته، فقال: 

 كنت أدرس في مصر عندما صار الطلاب الأزهريون يتداولون فيما بينهم موقف الشيخ فؤاد أمام عبد الناصر، ويقولون لي: انظر ماذا قال هذا الشيخ الشامي لعبد الناصر؟.

والموقف الذي سجله له التاريخ، أنه كان عضواً في لجنة التوجيه والإرشاد في الاتحاد القومي، وكان من جملة المشاريع المحالة للجنة مشروع إدخال التلفزيون لمصر وسورية، وحضر جانباً من اجتماعهم الطاغية عبد الناصر ، فقدم الوالد ورقته يستأذن في الكلام حول ذلك، فطفق مدير الجلسة الصحفي فكري اباظة، كلما مرت عليه ورقة مداخلة الوالد، يواريها تحت الأوراق، فلاحظ الوالد ذلك، فهبّ واقفاً يقول للرئيس: سيادة الرئيس، أود الكلام في هذا الموضوع، ولكن رأيت مدير الجلسة يغيب ورقتي، وقد فعل ذلك غير مرة، فسمح عبد الناصر له بالكلام، فبيّن الوالد أن هذا الجهاز سيدخل بيوتنا، وهو كالمعلم للأجيال، فيه الخير والشر، والمفيد للأمة أن يحمل الخير، بعيداً عن سفاسف الأمور وترهاتها، فردّ عبد الناصر : أن لجنة هي التي ستقرر برامجه، فأشار الوالد أن يكون من ضمن أعضاء اللجنة بعض علماء الشريعة والتربية، وحدثت مساجلة، فأسقط بيدي عبد الناصر، فقال للوالد: طيب يا شيخ أنت لا تشتريه !، هنا هبَّ الوالد، وقال : شو أنت لا تعرف معنى نائب، ولا تعرف أني لا أتكلم عن نفسي ؟! 

أنا ممثل عن دمشق المدينة المؤمنة الطيبة الصالحة التقية، والقضية لا تقف عندي، القضية قضية أمة وقضية إسلام وقضية إيمان وقضية آلاف ممن انتخبني ورشحني وأمنني، فردّ عليه عبد الناصر : أنت جاي تعلمني، فرد الوالد: و هل أنت وصلت إلى أعلى درجات العلم، أنت حتى لا تعرف ماذا يمثل النائب وباسم من يتكلم، فنهض الطاغية عبد الناصر غضبان، وفضت الجلسة، وقد توتر الجو العام ، حتى تنكر له من معه من علماء سورية خائفين على أنفسهم، ولم يبق معه إلا الشيخ محمد على مشعل من علماء حمص المجاهدين، ولم يبال، وعاد إلى الشام، وعلم علماؤها بموقفه، فمنهم من وقف معه، ومنهم من كان على غير ذلك.

ثم زار الرئيس شكري القوتلي وكشف له هدف عبد الناصر من الوحدة، فلم يستمع إليه القوتلي، ولكن عندما تحقق الانفصال، قام وفد من أحياء دمشق بزيارة الرئيس القوتلي في منزله، فعندما شاهد الشيخ، أدناه منه، وقال له: أشهد أنك يا شيخ فؤاد كنتَ على حق، وأنا كنتُ على باطل ! .

وكذلك موقفه مع أنور السادات عند وفاة الشيخ إبراهيم الغلاييني، حدثني والدي رحمه الله: في عام 1958 أيام الوحدة مع مصر ، توفي العلامة الشيخ ابراهيم الغلاييني، وقررت رابطة علماء الشام أن يُصلى عليه في جامع بني أمية، ولكن المكتب الثاني ( المخابرات ) منعت ذلك، قال: فاجتمعنا في بيت السيد المكي الكتاني، وصرنا نتداول بالأمر ، فأخذتني الحمية، فأخذت الهاتف، واتصلت بالقصر الجمهوري، وطلبت أكبر شخصية فيه، فرد عليَّ أنور السادات، فقلت له: رابطة علماء الشام قررت أن تكون الصلاة على الشيخ ابراهيم الغلاييني بالجامغ الأموي، وإن كنتم رجال فامنعونا، وأغلقت الهاتف، وخرجنا بالجنازة كما أردنا وخرست الدولة. 

فسألت الوالد عن مصدر قوته ؟

فقال لي: يا بني كان معي الله، ثم علماء أقوياء لا يخافون إلا الله، وتركوا الدنيا، وخطباء صدق لم يخافوا على منابرهم .

وموقفه من عبد الحكيم السراج ممثل الطاغية عبد الناصر في سورية، حتى عزله السراج من الخطابة لبرهة قليلة، وذلك أنه في عام 1958 زار العبد الخاسر جمال دمشق ليسرق سورية باسم الوحدة، فقام خلال تلك الزيارة بدعوة علماء سورية لحفل إفطار رمضاني، وطُلب من العلماء التجمع بجامع تنكز منتظرين سيارات تقلهم إلى القصر الجمهوري، ولكن الذي حدث أنه قبيل المغرب بنحو نصف ساعة، جاءهم هاتف يخبرهم أن الدعوة قد تأجلت! دون اعتذار ودون شرح الأسباب، فانصرف علماء دمشق عائدين إلى بيوتهم، مصطحبين معهم بعض علماء المحافظات، بينما طفق بقية علماء المحافظات الأخرى، يبحث كل واحد منهم عن مطعم يفطر فيه، مما تسبّب بحدوث حرجٍ كبير لهم. 

في اليوم التالي، دعت رابطة العلماء لاجتماع عاجل برئاسة الشيخ ابي الخير الميداني، والشيخ السيد المكي الكتاني، وقرر المجتمعون إرسال وفد مؤلف من ثلاثة علماء بينهم الشيخ شميس للاعتراض لدى القصر، فكلف القصرُ، عبدَ الحميد السراج أقوى رجل لديه بلقائهم، يقول الشيخ محمد فؤاد: فدخلنا مكتبه، ونقلنا له شكوى رابطة العلماء، وعَتَبَنَا عليهم، فصار السراج يضحك، ويهوّن الأمر ، فأصررنا على الاعتذار من العلماء، فقال مهدداً: ما بدي أفتح الدرج وورجيكم مين هدول يلي عم تطلبوا منا نعتذر منهم !!

قال الشيخ: فقمت واقفاً، وضربت بيدي على الطاولة وصرخت في وحهه: ( أتحداك وأتحدى حكومتك وأتحدى رئيسك إذا ثبتت خيانة أو عدم وطنية على أي واحد من هؤلاء العلماء، فهؤلاء اشرف منك ومن حكومتك وعندهم وطنية توزع عليكم)، وتابع كلامه بهذه اللهجة، بينما كان الشيخان الآخران يرتجفان قائلين للسراج: ( سيدي نحن ما دخلنا، هذا الشيخ فؤاد عم يحكي لحالو وعن حالو ما دخلنا نحن)، فعندما وجد السراج إصرار الشيخ، صار يهدي الأمور، وأخذ يتكلم بلهجة لينة، ووعد خيرا وانفض اللقاء على خير ، فعاد الوفد إلى مقر الرابطة، فقام الشيخان اللذان كانا مع الشيخ يلومانه أمام الحضور على موقفه، فما كان من الشيخ أبو الخير الميداني إلا وقام بنهرهما وتعنيفهما على موقفها السلبي المخزي، وشكر الشيخ محمد فؤاد شميس، وأثنى عليه وقربه منه.

خطب مرة خطبة منقولة من خلال إذاعة دمشق عام 1957 عند افتتاح جامع ابن حجر، وقد حضرها الرئيس شكري القوتلي، وخطب فيها الشيخ محمد فؤاد بين فيها دور المسجد في الإسلام، وخطب فيها خطيب آخر، مدح فيها الرئيس وأطنب في مدحه، فخرج أحد العلماء، وهو الشيخ ياسين الفرا يقول: 

خطيب في الجنة وخطيب في النار، وفي اليوم التالي استدعى الرئيس القوتلي أمينَ عام وزارة الأوقاف الأستاذ عبد الرحمن الطباع، وقال له: 

أعط الخطيب الذي مدحني 100 ليرة وأعط الشيخ فؤاد 500 ليرة، فقال له الطباع: يا سيدي أعرف أن الشيخ فؤاد يرفض أخذ المال، فألحّ عليه الرئيس، فعندما وصل الطباع بالمال وعرضه على الوالد، عنفه الوالد، ونهره وقال له: قل للقوتلي الشيخ فؤاد لم يسبق له أن أخذ قرشاً واحداً من أحد.

وفي عام 1962 كان الشيخ يصلي الجمعة في جامع بلودان، وكان أحد الحضور الذين تبدو عليهم آثار النعمة، يطلب من الشيخ محمد فؤاد أن يخطب الجمعة، فاستأذن الشيخ خطيب المسجد الراتب، وقام وخطب خطبة طفق فيها يندد ببعض الأمور التي يقوم بها رئيس الجمورية وقتئذ الدكتور ناظم القدسي، وبعد أن انتهى من الخطبة وقف الشيخ مع ذلك الشخص وتكلما بعضاً من الوقت، وسئل عن ذلك الشخص ؟ فضحك، وقال: يا ابني هذا هو ناظم القدسي رئيس الجمهورية. 

وكان في المسجد مجموعة من تجار دمشق، وقد استغربوا من فعل الشيخ ! فقال لهم: فُتِح لي باب لنصح وإرشاد وليّ الأمر ، أفلا أقوم بذلك ؟ وقد فعل ما يمليه عليه واجبه، دون مدح أو إطراء.

وفي عام 1964 عزل مرة ثالثة عندما ألقى خطبة لاهبة عن المأفون إبراهيم خلاص وحكومة البعث بعد مقالة في مجلة جيش الشعب يتعرض بها للذات الإلهية، وعزلت دولة البعث خلالها أيضا الشيخ المجاهد حسن حبنكة، والشيخ الدكتور محمد عوض، والعلامة الشيخ أسامة الرفاعي، والشيخ أحمد عوض، والشيخ أبو الفرج الصلاحي، وغيرهم. ثم أعيدوا في عام 1970 

وكان له مواقف مع الطاغية حافظ الأسد عندما عزل بعض المدرسين في ثانويات دمشق، وتم نقلهم إلى وظائف غير اختصاصاتهم، حيث اجتمع مع ثلة من العلماء، وناقشهم في الأمر ومما قال له الوالد: انك في حركتك التصحيحية نويت أن تقضي على الفساد، ولكن ما زال الفساد مستمراً ( لم تحسن حلاقة ذقنك جيداً )، والأمر الثاني، أنكم كل موظف فاسد مرتشي يقضي ليله بالسهرات الحمراء تقربونه، وترفعون درجته، وتسلمونه أكبر المناصب، اما الموظف الخلوق المجتهد النظيف تبعدونه، وتطمسون عمله، وتنقلونه خارج اختصاصه، فهل من المعقول أن أكفأ معلم في مادتي الفيزياء والكيمياء، تخرجونه من سلك التعليم، وتزجّون به للعمل في مكتب دفن الموتى ( وكان يقصد الأستاذ هشام الناشف )، وأكفأ معلم رياضيات في سورية يصبح مجرد موظف إداري في البلدية ( ويقصد الأستاذ تيسير العيتي )، فرد الطاغية: أبداً إنما أقرب أصحاب الدين، حتى أن الرفاق في الحزب، يتغامزون بينهم قائلين عني أني صرت شيخاً، فخلع الوالد عمامته وقرَّبها من رأس الطاغية، وقال له متهكماً: يعني صرت شيخ ولازمك لفة، أي: ضع عمامتي .

كذلك عندما كلف الطاغية الأسد الأمن باقتحام بعض مساجد دمشق، وذلك خلال لقاءات معه. حتى أنه استدعي للتحقيقات الأمنية عدة مرات، واعتقل في عام 1979 لمدة أسبوع، لموقفه من أحداث تلك الثورة .

كما أنه في فترة الاعتقالات التي قام بها الطاغية حافظ الأسد، لم يتوان الشيخ في الحديث عن همهم والسعي لإطلاق سراحهم، وكان يغشى موائد الطاغية في رمضان حتى يكلمه عنهم، وكذا في لقاءاته معه، حتى ضاق ذرعاَ به الطاغية، وقال له: لماذا تسألني عنهم ؟ 

 شو أنت واحد منهم ؟ 

وشو إلك علاقة معهم ؟ 

وكاد أن يبت له أمراً، مما حدا بالوزير الشيخ عبد الستار السيد أن يدفع الوالد، ويبعده عن الطاغية.

ويوم مات الشيخ محمد فؤاد شميس قالوا : لن نجد اليوم من يسعى لإطلاق سراح المعتقلين المظلومين. 

بقي الشيخ خطيبا في جامع الحيواطية حتى عزل عام 1964 ( خطب الشيخ محمد فؤاد، ووالده 70 عاما في الحيواطية).

كما كان يدعى للخطابة في الكثير من مساجد دمشق، ثم عين خطيبا عام 1970في مساجد مصايف دمشق كالزبداني، و بلودان، وحاليا ومضايا، إلى أن استقر عام 1973 خطيبا في جامع الإسعاف الخيري بحي الشعلان وبقي فيه حتى وفاته. 

كان الشيخ محمد فؤاد شميس ركناً فعالاً في الدعوة التي أطلقها المربي الشيخ عبد الكريم الرفاعي رحمه الله من مسجد زيد بن ثابت الأنصاري، وكان الخطيب الأبرز في احتفالاتهم، ويكلفه الشيخ عبد الكريم ومن قام بعده على العمل، في الكثير من القضايا وخاصة بينهم وبين وزارة الأوقاف ولعدة عقود، فكان يقوم بذلك خير قيام، فكم من خطيب مسجد أو إمام في محراب، إلا وقد قام الوالد بالتوسط لتعيينه، وهم يستحقون ذلك، لأنهم تخرجوا في مدرسة جامع زيد، أنقى مدرسة دعوية موجودة في دمشق، علماً وعملاً ودعوةً.

لذلك تحدث الكثير كيف أن الشيخ محمد عوض كان كثيراً ما يذكر مآثر الشيخ محمد فؤاد شميس في مجالسه والثناء عليه، وكذلك شهد له الشيخ أسامة الرفاعي، وقال: " الشيخ فؤاد شميس من العارفين بالله "، ولا يعرف الفضل إلا أصحاب الفضل.

وقال مرة الشيخ أسامة الرفاعي:

في عام 1964 تعرض الشيخ عبد الكريم لأمر من شرطي من شعبة التجنيد من أجل أحد إخوتي المدعو لخدمة العلم، فساق ذلك الشرطي الشيخ الوالد إلى شعبة التجنيد، فوصل الخبر للشيخ فؤاد، فغضب، واشتدّ غضبه واعتبرها إهانة للشيخ، فحرك دمشق كلها لتأتي إلى بيت الشيخ عبد الكريم وتقف معه، فكان الناس يأتون أفواجاً من كل أحياء دمشق، علماء وتجار ووجهاء، وأردف الشيخ أسامة قائلاً: والله ما هدأ والدك وما سكن غضبه، حتى أجبر أمينَ الحافظ رئيسَ الجمهورية ليأتي إلى بيتنا، ويعتذر من الشيخ ..

وتعرض الشيخ محمد كريم راجح منذ أعوام قليلة لفتنة من بعض الجهلة في أحد الأعياد، وغم غماً شديدًا ، فذهب الأستاذ أحمد فؤاد شميس لزيارته، فعندما رآه تأثر، وقال له: و الله يا شيخ أحمد ما افتقدت إلا والدك في هذه الأيام؛ لأنه الوحيد الذي يقف معي، وينتصر ويعيد الحق إليَّ .

وكان الشيخ محمد فؤاد شميس عضواً فعالاً في عدة جمعيات خيرية، وفي لجان بناء المساجد، كجامع زيد بن ثابت، وجامع عبد الرحمن بن عوف، وجامع الرازي، وجامع القاعة، وجامع الاحسان، وجامع مصعب بن عمير، وجامع التقوى في مشروع دمر .

ومن خلال جمعه بين الفقه الحنفي المشهود له بالمعاملات وممارسته لتجارة بيع الأقمشة، اكتسب بذلك معرفة ودراية في فقه المعاملات عن تجربة واحتكاك مع التجار ، لذلك غدا محله الكائن بالحي التجاري ( الحريقة )، كمحكمة للقضاء بين التجار، ولفض الخصومات بينهم؛ لأنه كان يدرك بحسه التجاري ما يريد أحد الشركاء إخفاءه عن الشيخ أو عن شريكه فيبتسم الشيخ محمد فؤاد، ويقول له: لا يا عمي أنت قصدك هيك و هيك، فيبهت ذلك الشخص، ويتلعثم، حتى كان الكثير من علماء دمشق يحيلون إليه بعض القضايا التجارية العويصة ليحل إشكالها، لمعرفته بغريب القضايا.

وكان محله محطاً لكبار العلماء، وممن زاره في محله: الأستاذ محمد المبارك، والأستاذ عصام العطار، والدكتور أمين المصري، والشيخ مصطفى الزرقا، والشيخ عبد الكريم الرفاعي، والشيخ حسن حبنكة، والأستاذ عمر بهاء الأميري، والشيخ محمد أبو الفرج الخطيب الحسني، و الشيخ عبد الوهاب دبس و زيت، والشيخ أحمد نصيب المحاميد، والشيخ عبد الستار السيد، وكان وزيراً، والدكتور شكري فيصل، والشيخ محمد علي مشعل، والشيخ عبد الغني الدقر.. وغيرهم كثير .

وذكر الكثيرون أن الدكتور مصطفى السباعي كان منهم.

وممن حضر في منزله: الأستاذ علي الطنطاوي، والسيد المكي الكتاني، والشيخ ملا رمضان، والشيخ محيي الدين الكردي، والشيخ عبد الرزاق الحلبي، والأستاذ أحمد راتب النفاخ، والدكتور عدنان زرزور، والأستاذ عمر عبيد حسنة، ....وغيرهم

كان يُكلَف من مجلس غرفة تجارة دمشق بإدارة شؤونها خلال انتخابات مجلس الإدارة، ثم لما أن دخل فيها في الثمانينات بعض ضعاف النفوس من الذين كانوا ومازالوا يشترون ذمم بعض التجار لانتخابهم، عنفهم تعنيفاً شديداً، وتخلى عن هذا الأمر.

وقد جمع بين المهابة ولين الجانب، وفي خطبه ومواعظه بين الترغيب والترهيب، يحسن انتقاء المواضيع في خطبه، حاضر الطرفة، سريع البديهة، يشجع الشباب على الجمع بين العلم والتجارة، وعلى الزواج المبكر.

كان بيته مفتوحاً للجميع، ولا يمر أسبوعين إلا وتكون هناك موائد عامرة يقيمها للعلماء والوجهاء، لزيادة آصرة الأخوة بينهم، أو لإصلاح ذات البين بين متخاصمين.

أسرته:

تزوج الشيخ محمد فؤاد شميس عام 1934 من السيدة الصالحة عائشة بنت عبد اللطيف المخللاتي، وعاشا معا بوئام ومحبة مدة 63 عاما، خلفا من الأولاد أربعة ذكور: هم المرحوم عبد الرحيم، والحاج عبد المنعم، وأحمد، " ورابعهم " عادل، وثماني إناث، ونحواً من 150 حفيداً وحفيدة ً، استشهد منهم اثنين عام 1982 هما البطل عدنان خوجة زادة، والبطل الحافظ غسان خوجة زادة، وقد وصل عدد أحفاده الآن لنحو 260، منهم الكثير من حفظة القرآن الكريم، بارك الله بهم وبآبائهم وأمهاتهم.

و أنسباؤه هم: المرحوم الأستاذ نور الدين خوجة زادة، وهو يمتّ بصلة قرابة قوية من الشيخ مصطفى صبري شيخ الإسلام، والحاج محمد هشام العوا، والحاج منير السيروان، والعميد الركن المتقاعد نذير السقا، والأستاذ الخطيب المفوه الشيخ جمال الدين السيروان، والشيخ المهندس مأمون الجويجاتي، والدكتور محمد منير أبو شعر، بارك الله بهم أجمعين.

توفيت زوجته قبيل وفاته بتسعة أشهر في 25 تموز 1995م، فحزن عليها، ثم تعرض بعد وفاتها بستة شهور لجلطة قلبية، أقعدته البيت 3 شهور ، 

وفاته:

وفي يوم الإثنين الواقع في 18 ذي الحجة: عام 1416/ الموافق في 6 أيار 1996م، وبينما كان يهمّ لصلاة الصبح أدركته المنية رحمه الله رحمة واسعة، فأسلم الروح لبارئها.

وقد شيعته دمشق بعلمائها ووجهائها وتجارها وغنيها وفقيرها بموكب مهيب انطلق من منزله في حي المالكي إلى جامع عبد الرحمن بن عوف حيث صلي عليه، وأمَّ المشيعين الشيخ صادق حبنكة، وقام برثائه الشيخ أحمد نصيب المحاميد، والشيخ محمد كريم راجح، والدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، والشيخ نعيم عرقسوسي، والشيخ عبد الرزاق الشرفه، و دفن في مقبرة الدقاقة بحي قبر عاتكة. 

وكان أكثر العلماء يؤدون فريضة الحج ، فصلى عليه أكثرهم في الحرمين الشريفين صلاة الغائب هناك.

وأقيم العزاء في منزله لمدة ثلاثة أيام، كان الناس يأتون أفواجا حتى أن حركة المرور تعطلت هناك، وممن رثاه في المنزل، الشيخ المحدث عبد القادر الأرناؤوط، والشيخ محمد راتب النابلسي، والشيخ احمد معاذ الخطيب الحسني، والشيخ سارية الرفاعي، والشيخ بدر الدين قهوه جي، وغيرهم كثير، وأرسل صهره زوج ابنته الشيخ جمال الدين السيروان خطبة مؤثرة من جدة قرأت بالنيابة عنه، وأقام له مجلس عزاء هناك.

وكتب صهره الأستاذ الشيخ جمال الدين السيروان الكلمة التالية: 

(قامة سامقة وهامة شامخة يعسر على الباحثين إحصاء فضائلها أو الإحاطة بشمائلها أجل تلكم الشخصية الفذة التي منَّ الله عليّ بصحبتها عن قرب فقرأت فيها ماتفرق في كثير من العمالقة مجتمعاً في ذات نادرة.

لقد جمع الجلال مع الجمال، والاقتصاد مع السياسة، والفقه مع الواقع، والرقة مع الحزم.

كان مقداماً في كل مقام لايتخلف عن منقبة خيرة، ولايتوانى بسعيٍ حثيث لتوطيد دعائم الحق غير هياب ولاوجل كذلكم كانت سيرة عملاق وهب حياته لنصرة دينه فهل نحن مقتدون والله تبارك وتعالى أمر بقوله فبهداهم اقتده ).

مؤلفاته:

وقد ترك مجموعة كبيرة من مخطوطات تفيد الخطيب مقسمة حسب المواضيع فيها الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وأفكار دعوية مهمة في هذا العصر ، وفيها قصص من السيرة النبوية، حيث كان يعتمد كثيراً على تدبيج خطبته بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، ملقياً الضوء عليها حول واقع المسلمين في هذا الزمن، لأنها الأبقى في ذهن السامع .

وكتب مذكراته فيها سيرته وأفكاره ومواقفه من بعض الشخصيات التي عاصرها، لا زالت مخطوطة، أرجو أن يقوم أولاده بنشرها.

وبذلك انطوت صفحة عالم مجاهد وخطيب مفوه وتاجر صادق، ترك بصمة في حياته.

رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .

مصادر الترجمة:

١- موقع رابطة العلماء السوريين: بقلم ولده د. أحمد فؤاد شميس.

٢- مواقع الكترونية أخرى.

وسوم: العدد 964