الشيخ الداعية محمود أبو رية.. جهاد المعلم
(١٩٢٢_ ٢٠٠٤م)
كتب عن دعوة الإخوان المسلمين الكثيرون؛ فمنهم من أنصف ومنهم مَن تحامَل، ومنهم من ضعف في الدفاع عنهم، ومنهم من تحرَّى العدل والحياد، وما زالت هذه الدعوة تحتاج إلى مزيد من الدراسة؛ فهي الدعوة الأم لكل الحركات الإسلامية المعاصرة على اختلاف مناهجها، وهي الدعوة التي قدمت الشهداء والمفكِّرين والعلماء والفقهاء والباحثين، ويرتبط أفرادها بمنهج ودعوة، ولا يرتبطون بأفراد ولا شيوخ بعينهم، ولم تتنازل عن شيء من منهجها إيثارًا للسلامة وتجنُّبًا للمحن.
فقد تعرض رجالُها ونساؤها للفتن والحصار والتضييق، لكنهم أبَوا التفريط في أي مَعلَمٍ من معالم الدين، وقدموا في سبيلها الشهداء الذين لم يغيِّروا أو يبدِّلوا حتى وهم على أعواد المشانق، وضربت زوجاتهم وأبناؤهم أروع الأمثلة في الصبر.
وما الأستاذ محمود أبو رية إلا ثمرة من ثمار هذه الدعوة، والذي حملها بصدق وإخلاص وسقاها بمعاني الحب والتضحية والفهم الشامل.
بداية النهاية:
وسط حشود من أناس قدموا متجردين لله، وقد هتفت قلوبهم بالإخلاص لله شيَّعت هذه الحشود جثمان المجاهد والمربي والأستاذ محمود أبو رية عن عمر ناهز الثانيةَ والثمانين عامًا مساء الأربعاء 14/7/ 2004م، بعد عمر في الدعوة قضى نحبه بعد أن صدق ما عاهد الله عليه، وقد صلى عليه حسب وصيته فضيلة المرشد العام محمد مهدي عاكف، ود. محمد حبيب والمهندس خيرت الشاطر نائبا المرشد وأغلب أعضاء مكتب الإرشاد والأستاذ طلعت الشناوي الذي خلفه في قيادة الإخوان في محافظة الدقهلية.
المولد؛ والنشأة:
وُلد في 22 فبراير 1922م، بقرية ميت خميس مركز المنصورة محافظة الدقهلية، وتُوفيت والدته وهو لم يزل صغيرًا في المهد، وكان والده كما يصفه: "حنونًا وعلى أعلى درجة من الخلق، وخير مربٍّ، ولا أذكر أنه في يوم من الأيام ضربني أو شتمني"، وتزوَّج والده بزوجة صالحة كانت هناك بينها وبين والدته صداقة حميمة، وقامت على رعايتنا حق قيام، يقول عنها: "وكانت امرأة مُصلية، وتصوم أكثر الأيام، ونشأتُ في حجرها كابنها وكنتُ أناديها أمي، نشأتُ بين والدين تَقيَّيْن بحمد الله، والوالد يصلي ويصوم كثيرًا، وأحسب أنه كان على قرب من الله تعالى، يتسم في وسط الناس بالصلاح والظاهر والباطن في تصرفاته، والكل يحبه ويلجأ إليه في الملمَّات، ونشأتُ ووجدتُ البيت بهذه الصورة من صلاة وصيام".
تعهَّد أخوه الأكبر عبد الحميد أبو رية بتعليمه، وكان يعمل مدرسًا ثم ناظرًا لمدرسة ابتدائية، وأخته السيدة أمينة "أم شوقي" واعتقلت عام 1965م في سجن المنصورة وعذِّبتْ كثيرًا، ثم سرعان ما توفيتْ بعد خروجه من المعتقل، والسيدة هانم "أم عبده"، والتي اعتُقلتْ أيضًا عام 1965م من بيت زوجها بالمحلة ثم رُحِّلت لطنطا فسجن القناطر، وأفرج عنها بعد العيد، وأتمَّ دراسته الابتدائية بالقرية سنة 1936م، وعلى الرغم من صغره إلا أنه اشترك في المظاهرات التي كانت تندلع ضد المحتل الإنجليزي، وتأثَّر بالطرق الصوفية الروحية منذ وقت مبكر؛ مما ترك أثرًا في تنشئته، وحصل على البكالوريا من مدرسة الرشاد بالمنصورة عام 1940م، وكان زعيمًا للمدرسة مدةً طويلةً، ثم حصل على التوجيهية عام 1942م.
أبو رية والإخوان:
اختير في المدرسة زعيمًا للطلبة، وفي إحدى المرات اصطحبه بعض الطلبة لسماع محاضرة يلقيها الدكتور محمد خميس حميدة رئيس الشعبة، ومن يومها تعرَّف على الإخوان، وبعد حصوله على التوجيهية اتجه صوب القاهرة لتكملة دراسته في الجامعة وللبحث عن عمل ينفق منه على نفسه، فعمل كأمين مخزن في الجيش البريطاني بالقاهرة، وفي الورش كان مواظبًا على صلاته، فتعرَّف عليه أحد السعاة في المخزن الذي كان يعمل فيه، واسمه "إبراهيم علي السيد"، والذي دعاه إلى دعوة الإخوان، وأخذ يمده بمجلة "الإخوان المسلمون"، ثم صحبه إلى شعبة الإخوان بالعباسية وأصبح عضوًا فيها، بعدها انتقل للعمل في سلاح المهندسين التابع لوزارة الحربية.
أبو رية؛ والنظام الخاص:
ظل مواظبًا على حضور اللقاءات في شُعبة العباسية، حتى أصبح نائب شعبة "الكولي"، واختير عضوًا في النظام الخاص، وكلِّف بعدها ليكون حارسًا للإمام البنا، حتى اندلعت الحرب الفلسطينية، وتحركت قضية فلسطين بأشكالها، فكان الإخوان يجمعون النقود والسلاح لدعم الشعب الفلسطيني، وقد كان الإخوان يجمعون من الصحراء الغربية السلاح من مخلَّفات الحرب العالمية الثانية، وكان هناك مركز في شارع محمد علي لتلميع السلاح وإعداده وتجهيزه، وكان يذهب بعد عمله مع بعض الإخوة إلى هناك ليعمل في إعداده، وبعد إعداده يرسلونه إلى فلسطين، وحاول السفر لفلسطين غير أن الإمام البنا منعه، وأخبره أنه سيسافر مع الكتيبة التي يعدها وسيخرج على رأسها هو، غير أن الإمام البنا- رحمة الله- اغتيل قبل أن يحقق هذا الحلم.
ويُذكر أنه صاحب الإمامَ البنا في رحلته إلى محافظة المنوفية ليواسي أهالي الشهداء، فيقول: "خرجنا في يوم بعد الفجر وليس معنا إلا عربة الجريدة، فركب فيها الإمام الشهيد وبجواره المرحوم "يوسف طلعت" والسائق للعربة الأخ "أحمد حسنين"، وركبتُ أنا في الخلف داخل العربة، ووصلنا "إسنا" ووجدنا الأخ الشيخ عشماوي وهو المسئول عن المنوفية، فركب معنا في الخلف، وواصلنا السفر حتى وصلنا "شبين الكوم"، وطوال الطريق كان الشهيد "يوسف طلعت" يحكي ظروف المعركة وكان الإمام الشهيد يبكي، حتى وصلنا للمنوفية ومررنا على البلاد وكان منها "ميت خاقان"، دخلنا وأخذنا الإخوان إلى منزل الأخ الشهيد "جبريل" رحمه الله، وكان طالبًا بالأزهر في كلية أصول الدين بالسنة النهائية على ما أذكر، وكان هو أمل والديه، فوالده كان فلاحًا كبيرًا في سن السبعين، فنزلنا في البيت، وعندما رأى الرجلُ الإمامَ الشهيد أخذه بالأحضان، وأخذ يقبل رأس الإمام الشهيد، وجلسنا عند الرجل، وأخذ الإمام الشهيد يتحدث عن فضل الشهادة والشهداء، حتى إن الرجل كان عنده ولد صغير غير ابنه الكبير يسمى "علي" فأخذه وألقى به في حضن الإمام الشهيد وقال له: هذا "علي" يا إمام، خذه ليأخذ بحق أخيه؛ فأخذ الإمام الشهيد الولد واحتضنه وقال له: إن شاء الله سوف تأخذ بحق أخيك وخرجنا من عند هذا الرجل".
كانت الحكومة تترصَّد السوء بالإخوان، ورَاقَ لها الأمرُ عندما سقطت السيارة الجيب في قبضة البوليس السياسي في 15/11/1947م بمنطقة العباسية بشارع القوادرية أمام المنزل رقم 37 وكُشفت كل أسرار النظام الخاص، فكانت فرصة للحكومة لإصدار قرار حلّ الجماعة والذي تم في 8/12/1948م، ثم بعدها أمر النقراشي باعتقال كل أفراد الإخوان؛ بل أصدر قرارًا باعتقال المجاهدين في أرض المعركة، وكان من ضمن المعتقلين الأستاذ محمود أبو رية، والذي اعتُقل عام 1948م، وزُجَّ به في قسم الوايلي ثم معتقل الهايكستب ثم معتقل الطور، وظل هنالك 8 شهور، ثم أفرج عنه ضمن الدفعة الأولى أول يوم العيد عام 1949م.
أبو رية والمهام الصعبة:
بعد خروجه كلَّفه الإمام الهضيبي بإعادة تنظيم الإخوان بمحافظة القاهرة، فتحرَّك بحذَر، وأخذ يتصل بأهل الثقة، حتى كوَّن أربع مناطق في القاهرة "غربًا وشرقًا وشمالاً وجنوبًا"، وأخذ يتابع الأسر التربوية فيها، غير أنه تم نقله من عمله إلى العريش، وهناك عمل مع إخوانه، لكنه استقال من العمل في الجيش، وأسس شركةً للأدوات الكتابية والمنزلية حتى يتفرَّغ للدعوة في منطقة العباسية التي كان مسئولاً عنها.
ويذكر موقفًا له مع المستشار الهضيبي، فيقول: "دعت شعبة العباسية المرشد العام لإفطار لديها فلبَّى المستشارُ الدعوة، وعندما حضر وقف الأستاذ الهضيبي منتظرًا في أي مكان سوف يجلس، فقلت له: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اجلس حيث ينتهي بك المجلس"، ففوجئت أن الأستاذ الهضيبي جلس مكانه، وقام بتنفيذ الحديث على الفور؛ فشعرت بالخجل الشديد حتى إن بعض الإخوان كادوا أن يقعوا بي لولا مكانتي عندهم، فقلت لهم: والله إنني فوجئت بسرعة استجابته لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدت أنه رجل مربٍّ ومؤدب، حتى إن هذا الموقف قد حفر لي حفرةً تربويةً لن أنساها".
وقامت حرب القنال سنة 1951م وأبلى الإخوان فيها بلاءً حسنًا، واستُشهد إخوة كثيرون أمثال: عمر شاهين، الذي كان طالبًا في الجامعة، وكانت جنازته كبيرة جدًّا، وجمعت عددًا من الوزراء ورؤساء الجامعات، وعددًا لا حصر له من الشعب.
وكان أبو رية أحد الشهود على حريق القاهرة؛ حيث كان عمره آنذاك 29 عامًا، واشترك مع إخوانه في ثورة يوليو 1952م، بعدها عقد العزم على الزواج فتزوَّج في عام 1953م ورُزق بابنه الوحيد محمد أسامة، وله منه أربعة أحفاد؛ ثلاثة أولاد وبنت.
أبو رية؛ والمحن:
عندما اختلف الإخوان ورجال الثورة في طريقة التفكير بدأ اعتقال الإخوان، وعلى الأخصّ العسكريون منهم، وفي هذا الوقت أيضًا حُلَّت الأحزاب.
تم اعتقال الإخوان أوائل عام 1954م، فاعتُقل المرشد ومعه مجموعةٌ من الإخوان، ولقد اعتُقل أبو رية عقب مظاهرة الشهيد عبد القادر عودة، في فبراير 1954م لمدة شهر؛ حيث معتقل روض الفرج، ثم معتقل العامرية، ثم أفرج عنه في أواخر مارس 1954م.
وفي عام 1954م قام رجال الثورة بتدبير المؤامرة الكبرى، والتي شهد العالم كله أنها بالفعل مؤامرة مدبَّرة؛ وهي "حادث المنشية"، وكان الهدف منها إدخال كل رجال الإخوان في السجون والمعتقلات، وجاءت محنة 54 وتم القبض عليه يوم 28 أكتوبر 1954 وحُكِمَ عليه بالأشغال الشاقَّة المؤبَّدة؛ فأصيب والده بالعمى الفجائي وهو جالسٌ يسمع الأخبار، ووقتها قال: هل سيخرجونه من البلد؟! فقيل: إعدام، فقال: إعدام أو غيره، سيكون أمره انتهى في سبيل الله، وظل فترةً هكذا حتى شفاه الله ثم تُوفي، وكان يذهب إلى المسجد يحضر كل الصلوات وكان صابرًا محتسبًا يدعو لابنه وإخوانه بالخير.
وكان عمر وليده الوحيد وقتها شهرًا واحدًا؛ حيث وُلد في سبتمبر واعتقل والده بعد حادثة المنشية، وعذِّب أبو رية تعذيبًا شديدًا في السجن الحربي؛ حيث تمَّ صلبه على "العروسة" ودُهِسَ بالأقدام، ويقول في ذلك: "فقاموا بتجريدي من ملابسي وتعليقي، ويقوم اثنان من العساكر بضربي بالسياط المنقوعة في الزيت أو الملح، وكنا نخشى أنا وإخواني أن نفقد الوعي فنذكر أسماء إخواننا، فدعونا الله عز وجل أن ينسيَنا أسماء هؤلاء الإخوان، ولقد كان لنا ما طلبنا، فضُرِبنا حتى فقدنا الوعي ونسينا كل شيء، حتى إنني لو قد مر عليَّ ولدي أو زوجتي لم أكن لأعرفه".
وفي موضع آخر يقول: "سألني أحد الإخوان ذات يوم عندما كنت تضرب كنت تقول: "الله"، فهل هذا لحلاوة الضرب أم ماذا؟! فقلت له: بل لحلاوة التضحية بالطبع؛ فإن الضرب كان شديدًا جدًّا فمن أين نجد حلاوته؟! وبالتالي لا بد لأي إنسان أن يكون موصولاً بالله في كل حركاته؛ كي يصمد عند الشدائد كما صمدنا، ولله الحمد، فقد فشلوا معي عندما عذبوني، وأرادوا مني أن أبوحَ بأسماء إخواني فزادوا في تعذيبي، حتى اشتد بي الألم، فوقفت أفكِّر في حلٍّ وأنا في كرب وهَمٍّ شديد، فجاءتني فكرة، وهي أني تذكَّرت رسالة الإمام الشهيد حسن البنا والتي تقول: "لسوف يأتي عليكم يوم تعذَّبون وتسجنون وتحاربون في أرزاقكم، عند ذلك تكونون قد بلغتم مبلغ أصحاب الدعوات"، ففرحت جدًّا عندما تذكَّرت مثل هذا الكلام، وفرحت كثيرًا وانكشفت عني الغمة والكرب العظيم، ووقفت وقفة قوية".
بعد السجن الحربي نُقل إلى سجن "القلعة" ثم إلى "ليمان طره" ثم رحل إلى "الواحات" فـ"المحاريق.. فقنا..."، وفي السجن أدار الإخوان معظم مرافق السجن، ومنها: المطبخ (عباس عبد السميع)، الغلاية (مالك نار، وعبد السميع عفيفي)، الملاعب الرياضية (محمد مهدي عاكف)، الكانتين (محمود أبو رية- محمد سليم وغيرهما)، معرض الرسم (علي نويتو، محمد رسمي سلامة، فتحي هاشم، السيد سليم)، ورشة النجارة (محمد العدوي، محمد الدسوقي بقنينة)، العيادة الطبية (د. علي شهوان)، ضابط الصف والعساكر (محمد علي الشناوي، أحمد عبيد)، الضباط (صلاح شادي).
مع الأستاذ التلمساني:
خرج أبو رية من السجن عام 1974م، وعمل لمدة سنة في المنصورة بإحدى الجمعيات التعاونية، ثم انتقل للقاهرة وعمل في الجامعة العربية حتى أُحيل إلى المعاش.
كلفه الأستاذ التلمساني بإعادة تنظيم القاهرة من جديد، فيسَّر الله له واتصل بإخوانه الذين ثبَّتهم الله في المحنة، وتمت إعادة التنظيم، وظل ينظِّم العمل لمدة 6 سنوات في القاهرة من سنة 1976م إلى سنة 1982م؛ حيث اعتُقل على إثر معرفة أمن الدولة برحلة شبابية في المقطَّم، وتم القبض عليهم وضغطوا عليهم ووصلوا لمسئولهم أحمد توفيق الذي اعترف تحت ضغط العذاب وتهديد الأمن له بالإتيان بأهل بيته عرايا؛ فاعترف أن محمود أبو رية هو المسئول، فاعتُقل أبو رية لمدة أربعة أشهر.
وبعد خروجه عاد للمنصورة؛ حيث عمل أمينًا لمخازن دار الوفاء للطباعة والنشر لمدة 11 سنةً من 1984 وحتى 1995م، وأصبح مسئولاً عن محافظة الدقهلية، وظل كذلك حتى اعتُقل عام 1995م.
أبو رية والمحاكمات العسكرية ثانيةً:
ظل محمود أبو رية يعمل وسط إخوانه في الدقهلية؛ حيث قررت الجماعة إجراء الانتخابات الداخلية لها، وفي ذلك يقول الدكتور إبراهيم الزعفراني: "في عام 1990 عاد الإخوان من جديد لنظام اختيار قيادات الجماعة من القاعدة إلى القمة بطريق الانتخابات، وتمت أول انتخابات في هذا العام، وكانت ثاني انتخابات تجري في صفوف الإخوان تمت عام 1995 بانتخاب مكتب الإرشاد المكوَّن من خمسة عشر عضوًا من بين خمس وسبعين عضوًا يمثِّلون مجلس شورى الجماعة العام بمصر وذلك بمقر الجماعة الرئيسي 1 ش التوفيقية بالقاهرة يوم 19 يناير 1995؛ مما أثار حفيظة النظام من وصول الجماعة لهذا المستوى من الدقة والتطور.
غير أن ذلك لم يرُق للنظام، فتحركت جحافل الأمن في ليلة 21/1/1995م، وتم القبض على أبو رية ضمن عدد من أعضاء مكتب الإرشاد وقيادات الإخوان، وبلغ عدد الذين قدِّموا للمحكمة العسكرية في القضيتين رقم "8 و11" لسنة 1995 ثلاثة وثمانين من الإخوان المسلمين من كافة الأعمار والمحافظات والمهن.
وحُكِمَ على الأستاذ محمود أبو رية بثلاث سنوات، خرج بعدها ليواصل العمل بين الصفوف المؤمنة، فعاد مرةً أخرى إلى قريته "ميت خميس"، واستمر في ممارسة دوره في الدعوة بالدقهلية، التي ارتبط اسمها ببصماته في التربية؛ باعتباره مسئولاً عن الإخوان بها.
ومن كلماته التربوية التي كان يقولها: "إن من اللافت للنظر أن الصابرين في المحن من أفراد الصف كانوا من الذين لا يحملون مسئوليات؛ لأنهم لم يتخلَّفوا عن أي محضنٍ تربوي بخلاف بعض القادة الذين لم يمروا على هذه المحاضن، فإن دعوتنا في المحن فضَّاحة".
وفاته:
تُوفي في 14 يوليو عام 2004م عن عمرٍ يناهز 82 عامًا قضى منها 62 عامًا حاملاً لواء دعوة الإخوان المسلمين.
المراجع
1- موقع "من تراث الإخوان".. حوار مع محمود أبو رية.
2- مدوَّنة الدكتور إبراهيم الزعفراني.
3- "الإخوان المسلمون.. أحداث صنعت التاريخ" لمحمود عبد الحليم، دار الدعوة، 1998م.
٤_ إخوان أونلاين: ترجمة بقلم عبده مصطفى دسوقي.
٥_ مواقع إلكترونية أخرى.
وسوم: العدد 1033