الأستاذ المجاهد المفكر حسن التل
(1932-20 يناير 2001)
هو أستاذ ومجاهد ومفكر ومناضل إسلامي أردني من مدينة إربد، يعدّ من ابرز المفكرين الاسلاميين وروّاد الصحافة الأردنية في مطلع السبعينيات من القرن الماضي أسس صحيفة اللواء.
ولد حسن التل سنة 1932م في مدينة إربد في الأردن.
وكان تاريخ الوفاة في 20 يناير 2001 م عن عمر ناهز (68–69 سنة).
حياته:
ولد حسن التل في العام 1932م؛ وعمل في سلك التعليم؛ ثم مديرا للإذاعة الدينية في الأردن.
ثم صار ملحقا ثقافيا في وزارة الخارجية.
ثم استقال ليؤسس إلى جانب ابنه الأكبر بلال صحيفة اللواء (صحيفة كل المسلمين) التي رأس تحريرها حتى وفاته والتي شعارها ايمان-اخاء-حشد-تحرير.
شارك في تأسيس رابطة الوعي الإسلامي؛ وجمعية العروة الوثقى، وشغل منصب الأمين العام لخمسة أعوام.
شارك في تأسيس الجبهة الإسلامية لمواجهة نتائج حرب 1967، وشغل منصب سكرتير اللجنة التنفيذية للمؤتمر الإسلامي العام لبيت المقدس، وكان عضوا مؤسساً في حزب جبهة العمل الاسلامي ومكتبها التنفيذي والسياسي، ورئيسا للجنة القضايا العربية في الحزب، وعضوا في مجلس التوجيه الوطني لأكثر من دورة.
دخل شريكاً في جريدة الدستور، قبل أن تتحول إلى شركة مساهمة عامة. شارك في المئات من المؤتمرات والملتقيات الإسلامية، وكتب وحاضر وحاور في مختلف القضايا التي تشغل المسلمين في شتى انحاء العالم، وعرف بمقدرته على التقريب بين الاتجاهات الفكرية والسياسية المختلفة. التقى التل كبار القادة السياسيين وابرز المفكرين في العالم، وتصدى للهجمات التي استهدفت الإسلام، وحظي باحترام كبير في الاوساط الفكرية، ووُصف بانه كان محوريا، تلتقي حوله كل اطياف العمل الوطني والإسلامي.
أعماله:
ألف عدة كتب من ابرزها:
التلوث الفكري
الانبياء الكذبة
الهزيمة اسباب ومبررات
عصام العطار : الزعامة المميزة.
لكنكم غثاء
الشهود
المخابرات الأمريكية
تدبيرات السماء.
جُمعت مقالاته بعد وفاته في عدة كتب منها:
امة على الطريق: رؤى فكرية،
كتاب «حسن التل: الفكر السياسي والتجربة الإعلامية.
حسن التل.. المفكر المهموم بوحدة المسلمين:
حسن التل مفكر أردني نشط بقوة في مجالات الصحافة والسياسة والدعوة والثقافة والتعليم، وقد عرف بكتاباته حول الشأن العام وحضوره البارز في المؤتمرات والندوات بمختلف أنحاء العالم.
المولد؛ والنشأة:
ولد حسن بن ارشيد بن علي التل عام 1933 في مدينة إربد الأردنية.
الدراسة؛ والتكوين:
أنهى تعليمه الثانوي في الكلية الإبراهيمية في القدس، وتخرج في قسم اللغة العربية والشريعة الإسلامية بدار المعلمين في عمّان سنة 1954.
الوظائف؛ والمسؤوليات:
عمل بقطاع التعليم في الفترة من 1955 إلى 1962، ثم انتقل إلى وزارة الإعلام الأردنية، فعمل مديرا للبرامج الدينية في التلفزيون الأردني، كما شغل منصب المستشار الثقافي في السفارة الأردنية بدمشق.
التجربة الإعلامية
بدأ التل مساره السياسي والإعلامي بالاحتكاك بشخصيات إعلامية وسياسية مثل محمد سعد الدين خليفة وعبد الحميد ياسين، فقد كان لهذه الشخصيات أثرها في انضمامه لصفوف الإخوان المسلمين وعمله في مجال الصحافة.
شارك في تأسيس رابطة الوعي الإسلامي، وجمعية العروة الوثقى عام 1965، والجبهة الإسلامية عام 1968.
أصدر صحيفة اللواء الأسبوعية في عمّان، وواظب على نشر مقالاته فيها وفي جريدة الدستور الأردنية.
يرى التل أن العلاج الوحيد للهزائم العربية والإسلامية هو العودة إلى الدين والالتزام بأصوله الفكرية والمسلكية التي يقوم عليها البناء الاجتماعي والفكري للإسلام.
رأى أن الصحوة الإسلامية تحتاج الزعامة الراشدة والمرجعية الفكرية والفقهية والسياسية.
وقد نقل عن التل قوله "نحن بحاجة إلى حركات إسلامية إصلاحية تضع الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي والعربي في مأزق مفاده: نحن نستطيع أن نحقق وأنتم لا تستطيعون".
آمن بأن "الغزو الفكري" يجتث المسلمين من جذورهم ويوسع الفرقة بين صفوفهم، وينزع من نفوسهم الإخلاص للوطن.
تميز بالجرأة في طرح الموضوعات والقدرة على استيعاب الرأي الآخر والتقريب بين الاتجاهات الفكرية والسياسية المختلفة، ودعا إلى الوحدة بين أبناء الدين الإسلامي بمختلف فرقهم وتوجهاتهم.
حمل هم الدعوة والإصلاح، وأعجب بالمفكر الإسلامي حسن الترابي وبدوره في ترشيد "الصحوة الإسلامية"، وفي خضم ذلك ظلت القضية الفلسطينية هاجسه الأول، ويعتبرها أم القضايا الإسلامية.
أتاحت له مهنة الصحافة زيارة العديد من دول العالم والاختلاط بالشعوب ومفكريها وساستها والمشاركة في المؤتمرات والندوات.
المؤلفات
أصدر كتبا سياسية وفكرية، بينها: "خارج الزمان الرديء .. الشهود"، و"التلوث الفكري"، و"الهزيمة.. أسباب وتبريرات"، و"قضية رجل"، و"الزعامة المميزة"، و"المخابرات المركزية وتدبير السماء".
الوفاة:
في 20 يناير/كانون الثاني 2001 توفي حسن التل بالعاصمة الإيرانية طهران أثناء حضوره أحد المؤتمرات الإسلامية العالمية، ونقل جثمانه إلى الأردن ودفن بمدينة إربد.
رثاه الشاعر ذياب الشاهين فقال:
جرداء إربد لا مرج ولا أجم
قد مسها الجدب لما مسك العدم
الكاتب المفكر حسن التل:
عمان جو - بقلم الدكتور تيسير ابو عرجة
تعرفت على الكاتب الصحفي والمفكر الاستاذ حسن التل أولًا من خلال متابعة أعداد صحيفة اللواء الاسبوعية التي أصدرها عام ١٩٧٢ وكنت أتابعها وأنا أعمل وقتئذ في الصحافة الكويتية. وشاء القدر بعد سنوات طويلة ان ألتقيه شخصيا في اكثر من مناسبة سواء في مقر جريدته بجبل عمان أو في مركز الدراسات الذي كان يملكه ويديره نجله الأكبر الاستاذ بلال .
وقد تميز الراحل الكبير بأنه كاتب متميز ومفكر له رسالة ومنهج فكري يبثه في مقالاته بصحيفته وبالكتب التي أصدرها.
وتميزت مقالاته الصحفية بالأسلوب النقدي اللاذع لأوضاع الأمة وخصوصًا بعد هزيمة حزيران عام ١٩٦٧ .
وكان يرى أن الهزيمة العسكرية هي مظهر لهزيمة النفوس وان رجال الفكر باعوا أنفسهم بأبخس الأثمان .
وهو ينتقد بحدة أولائك الذين يستغلون مواقعهم الوظيفية في العمل العام لتحقيق مآرب شخصية ولاأخلاقية.واننا لكي نكون على مستوى المعركة لا بد لنا من الدراسة الجادة ووضع الحلول الجذرية وذلك لأن الهزائم التي منينا بها واللطمات التي صفعت وجوهنا كانت أسبابها داخلية .
وكانت صحيفة اللواء تضع شعارًا لها هو :
ايمان-إخاء-حشد-تحرير.واستقطبت في المرحلة الاولى من صدورها عددًا من كبار الأدباء والمفكرين ومنهم :سعد جمعة. عبدالحليم عباس .عيسى الناعوري .عبدالعزيز الخياط.يوسف ابو ريشة.يوسف ابو ليل.سليمان المشيني.مأمون جرار.فايز جابر .ماجد عرسان الكيلاني.عمر ابو سالم .توفيق كيوان . وزهور الجندي .
وأصدر حسن التل عددًا من الكتب التي ركز فيها على قضايا فكرية مفصلية في حاضر الأمة ومعاركها ومصيرها .ولعل من هذه القضايا : العلاقة بين العروبة والاسلام وكيف يجب ان تكون العلاقات بين الدول العربية والدول الاسلامية وخصوصًا دول الجوار منها .واختار عددا من أبرز الشخصيات الفكرية الاسلامية المعروفة سواء أكانت عربية أو من الدول الاسلامية لكي يناقش أهم طروحاتها الفكرية ومواقفها وانعكاساتها على مصائر الشعوب الاسلامية .
واهتم الاستاذ التل بإيضاح خطورة التبعية الفكرية للغرب خصوصًا عند بعض أهل الفكر من العرب الذين ينكرون أصالة تراثهم وأهمية الاعتزاز بلغتهم العربية .مؤكدا على اهمية العودة الى الذات وعودة الوعي .
وقدم التل نقدًا لاذعا للاعلام العربي الذي تعصف به كما قال عوامل الضعف والعجز .ناهيك بغياب المعلومات والتعتيم الاعلامي.أو أحادية النظرة وقمع الآراء المخالفة . وهو يرى ان وسائل الاعلام العربية تحولت من مرافق توعية الى بؤر تضليل وأصبحت مؤسسات تجارية تبيع صفحاتها بالمزاد .
وهذا الاعلام العربي يتحمل مسؤولية كبيرة إزاء ما يقوم به الاعلام الغربي من إثارة الفتن الطائفية في بعض بلدان الوطن العربي .
والحق أن الصحافة كانت بالنسبة للاستاذ حسن التل رسالة محملة بالمعاني القيمية العالية التي أقرها الاسلام .وان هذه الصحافة لها رسالتها النبيلة قبل ان تكون مهنة تخوض في إشكالات الاعلان والطباعة والتوزيع .
وقد برزت هذه الرسالة من خلال اللواء التي أصدرها وعاش مسيرتها طيلة ثلاثة عقود يرسم سياستها التحريرية ويحدد خطوطها العريضة ويكتب مقالاتها الرئيسية.
وتميزت مقالاته بأسلوب تحريري واضح وعبارة مشرقة تميل في الغالب الى التعبيرات الأدبية.مع حرص دائم على الاستشهاد بآيات القرآن الكريم والاحاديث النبوية الشريفة.وبرز في اسلوبه الكثير من العبارات الساخرة.والجرأة والصراحة مع الحرص على تجنب أساليب التجريح والطعن الشخصي.
وكان رحيل الاستاذ التل الى رحمة بارئه عندما كان يشارك في أحد المؤتمرات الاسلامية في طهران وتم نقل جثمانه في طائرة اردنية خاصة ودفن في مسقط رأسه بمدينة إربد في جنازة مهيبة وذلك بتاريخ ٢٠ كانون الثاني يناير ٢٠٠١ .رحمه الله وأحسن اليه.
المصادر :
١_ موقع الجزيرة نت .
٢_ الموسوعة التاريخية الحرة.
٣_ موقع عمون في الأردن.
٤_ مواقع إلكترونية أخرى.
وسوم: العدد 1041