الشيخ الداعية المفكر الدكتور محمد السيد الجليند
هو الشيخ الداعية المفكر الاسلامي، أستاذ ورئيس قسم الفلسفة الإسلامية في كلية دار العلوم – جامعة القاهرة.
المولد، والنشأة:
ولد الدكتور محمد السيد الجليند فى قرية منشأة الأمراء مركز المحلة الكبرى محافظة الغربية – مصر – فى يوم السابع من شهر فبراير 1940م.
الدراسة، والتكوين:
حفظ القرآن الكريم وأتمه فى مكتب تحفيظ القرآن، وكان مكتب التحفيظ هو مقر لكبار علماء المسلمين الذين كانت لهم مدارسات وحلقات دروس علمية مسائية وأحاديث دينية كنا نأخذ فيهم عن كبار العلماء، فنأخذ عنهم علمهم ونقتدى سلوكهم.
التحق بالأزهر سنة 1953م بمعهد سمنّود الدينى حيث حصل على الشهادة الابتدائية، انتقل منه إلى معهد المحلة الكبرى حيث حصل على شهادة الثانوية الأزهرية سنة 63/1964م. ثم التحق بكلية دار العلوم فى نفس العام. تخرج فيها سنة 1976م بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف.
التحق بالسنة التمهيدية للماجستير 1968م وحصل عليها فى نفس العام، ثم نال درجة الماجستير فى الفلسفة الإسلامية فى موضوع «الإمام ابن تيمية وموقفه من قضية التأويل» بإشراف المرحوم الدكتور محمود قاسم سنة 1971م.
حصل على الدكتوراه فى الفلسفة الإسلامية فى موضوع «قضية الخير والشر بين المعتزلة والأشاعرة» سنة 1975م».
الوظائف، والمسؤوليات:
عين معيدًا بقسم الفلسفة فى 29/9/1972م
ثم مدرسًا مساعدًا فى 29/11/1972م
عين مدرسًا 24/2/1976م
ثم أستاذًا مساعدًا فى 27/10/1982م
ثم عين رئيسًا لقسم الفلسفة فى 1/9/1987م
ثم عين أستاذًا فى 24/2/1988م
عمل أستاذًا للدراسات الإسلامية فى:
1- جامعة الملك فهد بن عبد العزيز بجدة 1979/1983م
2- جامعة أم القرى بالطائف 1983/1984م
3- جامعة قطر فى الفترة ما بين 1990/1993 و1999/2000م.
شارك فى العديد من المؤتمرات العلمية فى العديد من البلاد العربية والإسلامية.
انتخب عضوًا بمجلس إدارة الجمعية الفلسفة المصرية عام 1988م كما شارك فى العديد من نشاطها الثقافى خلال الندوات والمؤتمرات السنوي، واستطاع بعون الله أن يحول نشاط الجمعية من الاتجاه العلمانى إلى الاتجاه الإسلامى، وذلك من خلال موضوعات الندوة ومؤتمراتها، وكان آخر مؤتمراتها فى رحاب الأزهر الشريف، وكان موضوعه نحو صياغة جديدة لعلم الكلام .. القضايا والمنهج.
أولاً: المؤلفات:
1- الإمام ابن تيمية وموقفه من قضية التأويل- طبع بمجمع البحوث الإسلامية عام 1973م، ثم طبع بعد ذلك عدة طبعات بمصر وخارجها.
2- قضية الخير والشر فى الفكر الإسلامى – ط الحلبى 1977م.
3- نظرية المنطق بين فلاسفة الإسلام واليونان – ط الزهراء 1986م.
4- من قضايا التصوف فى ضوء الكتاب والسنة – ط التقدم 1987م.
5- فى علم الأخلاق قضايا ونصوص – ط التقدم 1977م.
6- من قضايا علم ا لكلام فى ضوء الكتاب والسنة – 1988م.
7- دراسة أساسية لمشروع قانون إسلامى لحماية البيئة بتكليف من الاتحاد العالمى لحماية البيئة التابع للأمم المتحدة – ط بالإنجليزية والفرنسية بجدة بالاشتراك مع آخرين 1985م.
8- المشكلة الأخلاقية لدى مفكرى الإسلام – ط دار النهضة.
9- قضية التوحيد بين الدين والفلسفة – ط التقدم 1984م.
10- قضية المنهج عند الكندى – دار العلوم 1987م.
11- الغيب والشهادة كما تحدث القرآن.
12- قضية الألوهية بين الدين والفلسفة.
13- من قضايا الفكر الإسلامى فى مواجهة التغريب واستلاب الهوية.
14- الإمام الغزالى دراسات وبحوث.
15- التمهيد لدراسة علم الكلام.
سلسلة تصحيح المفاهيم صدر منها:
16- الاستشراق والتبشير.
17- منهج السلف بين العقل والتقليد.
18- تأملات فى منهج القرآن فى تأسيس اليقين.
19- الأصولية والحوار مع الآخر.
20- فلسفة التنوير بين المشروع الإسلامى والمشروع التغريبى.
21- الوحى والإنسان قراءة معرفية.
22- خلل فى مسيرة الأمة.
23- الصراع العربى الإسرائيلى قراءة فى الجذور التوراتية.
ثانيًا: فى مجال تحقيق التراث:
1- كتاب التوحيد وإخلاص العمل لوجه الله لابن تيمية – ط دار الفكر الحديث سنة 1973م.
2- مشكاة الأنوار الهادمة لقواعد الباطنية الأشرار للإمام يحيى بن حمزة العلوى – ط الدار السعودية للنشر جدة 1983م.
3- دقائق التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن تيمية – جمع وتحقيق (6أجزاء فى ثلاث مجلدات) ط أولى – دار الأنصار مصر 1977م، ط مؤسسة علوم القرآن ببيروت 1986م.
4- عيوب النفس ودواؤها للسلمى.
5- الانتصار فى ذكر أحوال قامع المبتدعين وآخر المجتهدين شيخ الإسلام ابن تيمية – ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
6- كتاب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لابن تيمية – ط دار المجتمع جدة 1985م.
7- تقريب درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية – ط مؤسسة الأهرام 1988م وهو نصوص فى المنهج من التراث الإسلامى.
8- أصول أهل السنة والجماعة المسماة برسالة أهل الثغر لأبى الحسن الأشعرى – ط التقدم 1987م.
9- الإشارة إلى مذهب أهل الحق – ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
10- موسوعة العقيدة الإسلامية – رئيس اللجنة – إعداد بالاشتراك ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
ثالثًا: بحوث ودراسات نشرت بالمجلات الثقافية:
1- الدين والدولة بين التاريخ والواقع – مجلة الثقافة – مصر 1977م.2- رسالة إلى حكومات العالم الإسلامى – مجلة الدعوة – 1976م.
3- الله والعالم بين النظر الفلسفى والحقائق الدينية مقارنة بين منهجين – دار العلوم 1983م.
4- المنطلقات الفكرية للأصولية المتطرفة – ط مجلة الدراسات العربية للعلوم الإنسانية – الكويت 1995م.
5- لغة الحوار بين الإسلام والغرب – المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 1996م.
6- أزمة عقل أم أزمة أنظمة – مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 1997م.
7- الفلسفة الإسلامية بين التقليد والتجديد – مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 2010م.
8- نحو قراءة كونية لكتاب الله تعالى – وزارة الأوقاف – قطر.
9- فلسفة التحكيم وأثره فى استقرار الأسرة المسلمة – مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا – مؤتمر الكويت 2010م.
10- دار العلوم وتاريخ الدرس الفلسفى فى مصر – ط الجمعية الفلسفية المصرية 2001م.
11- نحن والآخر حوار أم صراع – ضمن أعمال المؤتمر الدولى السابع – ط دار الهانى 2002م.
12- الخطاب الدينى المفترى عليه – المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 2003م.
13- ابن تيمية الإمام المفترى عليه – جامعة الملك عبد العزيز – كلية الآداب 1982م.
14- الحضارة الإسلامية وتكريم الإنسان – منبر الإسلام يوليو 2003م.
15- ابن رشد وأثره فى الفلسفة اليهودية – حولية كلية الشريعة 1993م.
16- محمود قاسم فى صحبة ابن رشد – كتاب تذكارى صدر عن قسم الفلسفة – دار العلوم 1995م.
17- الإمام الجوينى وتطور الفكر الأشعرى – مؤتمر الجوينى – قطر 1997م.
18- المنهج والمنهجية فى فكر الشيخ يوسف القرضاوى فى (الكتاب التذكارى بمناسبة بلوغه 75 عامًا).
19- الإنسان فى الفلسفة الإسلامية.
20- الحضارة الإسلامية (خصائص ومميزات).
21- العقيدة الإسلامية والأقليات الإسلامية .. دراسة فى حالات النوازل (مؤتمر كند 2009م).
22- المنهج الإسلامى فى تربية الطفل (حقوق والتزامات) مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا – مؤتمر تركيا 2011م.
23- أثر علماء السلف فى التجديد والإصلاح – مؤتمر رابطة ا لعالم الإسلامى بمكة 2011م (مؤتمر مكة الثانى عشر).
صفحات من ذكريات رائد الفلسفة الإسلامية
الدكتور محمد السيد الجليند
حاوره في تجربته/ أبو الحسن الجمال
الدكتور محمد السيد الجليند، أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، رجل له تاريخ ناصع في تتبُّع الأفكار ومناقشتها في ميزان النقد الهادئ دون ضجيج أو صوت عال؛ تجلس إليه فيحدثك في وقار العلماء الأوائل، فهو عالم – علمًا وعملًا – كما قال عنه الأستاذ الدكتور عبدالعظيم المطعني.
والدكتور الجليند من مواليد قرية منشأة الأمراء بمركز المحلة الكبرى في مصر سنة 1940، تعلَّم في الأزهر حتى حصل منه على شهادة الثانوية عام 1963، ثم التحق بدار العلوم حتى حصل على شهادتها عام 1967، وواصل دراسته العليا في قسم الفلسفة، وحصل على الماجستير في الفلسفة بتقدير امتياز في رسالة بعنوان: “الإمام ابن تيمية وقضية التأويل” سنة 1971، وحصل على الدكتوراه في رسالة بعنوان: “قضية الخير والشر في الفكر الإسلامي … المعتزلة والأشاعرة نموذجًا”، وحصل عليها عام 1975، وتدرَّج في المناصب حتى تولى رئاسة قسم الفلسفة، وعمل بالعديد من الجامعات العربية.
أثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلَّفات التي تنوَّعت بين التأليف والتحقيق؛ منها: “في نظرية المنطق بين فلاسفة الإسلام واليونان”، و”من قضايا التصوُّف في ضوء الكتاب والسنة”، و”دقائق التفسير، الجامع لتفسير شيخ الإسلام ابن تيمية” في ستة مجلدات جمعًا وتحقيقًا، و”الإشارة إلى مذهب أهل الحق” للشيرازي (تحقيق) ستة أجزاء، و”من قضايا الفكر الإسلامي في مواجهة التغريب واستلاب الهوية”، وغيرها، كما كتب العديد من الأبحاث والمقالات في المجلَّات المتخصصة والثقافية.
ذهبنا إليه في منزله ليقصَّ علينا ذكرياتِه وآراءه في بعض القضايا العلمية التي تخصُّ تخصُّصَه الرفيع أستاذًا للفلسفة الإسلامية، كان حديثًا من القلب، تحدَّث فيه عن نشأته في قرية منشأة الأمراء وحفظه لكتاب الله وهو دون العاشرة، ثم دخوله الأزهر الشريف واستيعابه علوم العربية والشرع الحنيف، وتعلُّقه بعلم التوحيد والمنطق؛ ليتسلَّح به ويرد على الآراء الباطلة التي كانت تُثار في عصره، وتبغي القضاء على الدين، والتهوين من أمره، فقرَّر أن يتخصَّص في مجال الفلسفة الإسلامية والثقافة الإسلامية بعد حصوله على الليسانس من كلية دار العلوم سنة 1967؛ كي يرد على هذه الآراء، كما تناولنا في هذا الحوار ذكرياته مع أساتذته في الأزهر وفي دار العلوم وفي الجامعات الأخرى، ومنهم الإمامان الراحلان عبدالحليم محمود ومحمد بيصار، وقد تولَّى كلٌّ منهما شيخ الأزهر – فيما بعد – وذكرياته مع رائد الفلسفة الإسلامية في مصر والعالم الدكتور محمود قاسم، وأيضًا علاقته بالدكتور محمد كمال جعفر، ثم عرجنا للحديث عن مدرسة دار العلوم الفلسفية، ثم قارن بينها وبين مدرسة الأزهر (كلية أصول الدين) والجامعة المصرية (كلية الآداب)، وتحدَّث أيضًا عن قضايا الفلسفة في التراث العربي، وكيفية الاستفادة منها، وموضوع تحقيق كتب الفلسفة والمنطق والتوحيد التراثية، ومستقبل الترجمة، وموضوعات أخرى سوف نطالعها في الحوار التالي…
كيف كانت للنشأة دورها في حياتك العلمية فيما بعد؟
- ولدت في قرية منشأة الأمراء مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية عام 1940، ونشأت في أسرة متدينة تقدِّر حقَّ العلم، وحفظت القرآن الكريم وأنا دون العاشرة في كتَّاب القرية، ثم التحقت بالأزهر الشريف في المرحلة الابتدائية، وكان لا يتم الالتحاق بالأزهر إلا بعد عمل امتحان يسمَّى امتحان القَبول، وفي هذا الامتحان لا بد للطالب أن يكون حافظًا للقرآن كلِّه، وتجرى فيه امتحانات شفوية بالإضافة إلى المواد الأخرى، ثم يلحق بالمرحلة الأولى الابتدائية … درسنا المرحلة الابتدائية، وهى كانت أربع سنوات ابتدائي في معهد سمنود الديني، ثم أمضينا خمس سنوات ثانوي درسناها في معهد المحلة الكبرى عند افتتاحه، ومن ظروف حياتي أن منزل الأسرة كان مجاورًا لأكبر مسجد في القرية يسمى “مسجد الشيخ سعيد الأنصاري”، وكان لهذا المسجد دور في اهتمامي بالعلوم الدينية؛ كالقرآن، والتفسير، والفقه، والسيرة، والحديث؛ حيث إنني وأنا في المرحلة الابتدائية طلب مني أهل القرية أن أجلس بعد المغرب في رمضان من كل عام لإعطاء درس ديني من صلاة المغرب إلى أذان العشاء، ثم يكتمل بعد صلاة التراويح، وقد جعلني هذا الموقف على علاقة وطيدة جدًّا بالقراءة، فكان أهل القرية يجتمعون في هذا المسجد باعتباره أكبر مسجد، يستمعون إلى هذا الدرس، ومن خلال الأسئلة الكثيرة والمتنوعة بعد إلقاء الدرس، فُتِحت لي مدارك عديدة في القراءة.
كيف كانت الدراسة بالأزهر في هذا التوقيت؟
- كانت الدراسة في الأزهر تميل إلى التأصيل، وليس إلى التسطيح، وكنا ندرس في المرحلة الابتدائية كتب التراث؛ مثل: “قطر الندى” لابن هشام بشرح وتحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبدالحميد، وفي الفقه كتب من التراث، وليس مذكرات كما يفعل البعض الآن، وتمرُّسنا على قراءة هذه الكتب أعطانا نوعًا من الحصانة لفَهم الجملة التراثية في العلوم الشرعية وفي العلوم العربية، ولما انتقلنا إلى الثانوية تعرَّفنا على مادة المنطق ومادة التوحيد، وهاتان المادتان كانت لكلِّ واحدة منهما نكهة خاصة في تدريب العقل على قضايا أشبه بالقضايا الرياضية، فالمنطق عبارة عن رياضة عقلية، وأدلة التوحيد على الألوهية، وأدلة العقل على البعث وعلى الوحي وعلى المعجزة، وقد كوَّنت هذه الأدلة عندنا ما يسمَّى بملكة البرهان وليس الجدل … المنطق ربما تعلمنا منه فن الجدل، أما مادة التوحيد التي هي أقرب إلى الفلسفة منها إلى المنطق، تعلمنا منها كيفية إقامة البرهان للاستدلال على ما نريد.
كيف كانت علاقتكم بالأساتذة؟
- كانت علاقتنا بالأساتذة الذين يدرِّسون لنا هاتين المادتين – المنطق وعلم التوحيد – علاقة أبوية أكثر من علاقة الأستاذ بتلامذته؛ لأن الأستاذ إذا أخلص لله في مادته التي يلقيها على الطلاب، ترى بينه وبين الطلبة نوعًا من العلاقة الرُّوحية التي لا تقتصر على مجرَّد اللقاء الجسدي داخل المحاضرة أو الدرس، وإنما قد تمتدُّ إلى خارج الدرس الأكاديمي؛ حيث كانت جلسة أساتذتنا المفضَّلة – ونحن في الثانوي – في السكن الخاص بنا ونحن طلبة: (أستاذ التفسير، وأستاذ المنطق، وأستاذ التوحيد، وأستاذ النحو…)، كنا نجلس في سكننا على حصيرة، وبعد صلاة المغرب تبدأ المناقشات العلمية المستفيضة بقراءة كتب التراث، ومناقشة المسائل الدقيقة التي تحويها وكانت اللقاءات حميمة … كان الأساتذة يحضِّرون دروسهم القادمة في شقتنا، وتعلَّمنا منهم فَهم الجملة التراثية في علم النحو، وكتب التفسير على اختلافها من كتب التراث، وليس من المذكِّرات… يعني قرأنا تفسير البيضاوي، وتفسير ابن كثير، وقرأنا الزمخشري والقرطبي … لم نقرأ الكتاب كلَّه، وإنما السور المقرَّرة علينا وتفسيرها من هذه الكتب، وكان يدرِّس لنا مادة التفسير شيخٌ ضرير يدعى إبراهيم خميس، وأذكر هذا الرجل جيدًا .. تعلمنا من تدريسه لنا مادة التفسير، وتعلمنا النحو والصرف وعلم البلاغة والبيان … كان هو عبارة عن كشكول … يطرح الآية ويتناولها بالتحليل اللغويِّ والبلاغيِّ والبيانيِّ والإعجازيِّ؛ حيث تخرج من الحصة وأنت تعلم كلَّ ما يتعلَّق بتلك الآية من علوم البيان واللغة والنحو والصرف، وأقوال السلف في هذه الآية.
الدوافع التي جعلتك تقرِّر دراسة الفلسفة؟
- تعلُّمي المنطق والتوحيد خَلَق عندي الرغبة غير المبررة من وجهة نظري – في هذه المرحلة – في الاستجابة لهذين العِلمين؛ فبدأنا نقرأ في علوم المنطق كتبًا تراثية؛ مثل: “الشمسية في المنطق”، و”الخبيئة في المنطق”، وكانت هذه الكتب تدرَّس في كلية أصول الدين، وأعتقد أن هذه الكتب لا يسمع الأساتذة بأسمائها الآن، ودرسنا في كتب التوحيد “العقيدة العضدية”؛ لعضد الدين الإيجي، وهي كانت تدرس في كلية أصول الدين، وتم الإلمام بالمسائل العلمية بما قرأنا، فوسَّع ذلك من مداركنا، وهذا شجعنا على استكمال المسيرة فيما بعد بالتخصُّص في الفلسفة الإسلامية.
عندما التحقْنا بالجامعة في العصر الناصري، وكان المد الشيوعي يتمُّ على قدم وساق، وكان الصوت العالي لهم في الإعلام وفي الثقافة وفي بعض المواد التي كانت تُلقى في حلقات الدرس الأكاديمي في التعليم والجامعات، من خلال مواد الاشتراكية والنفوذ الثقافي الشيوعي، كنا نواجَه بقضايا وآراء صادمة في العقيدة الدينية وصادمة للعقل المفكِّر، وكان مصطفى محمود في قمة إلحاده في هذه الأيام، قِسْ على هذا أن التفَّ حول عبدالناصر مجموعة من الشيوعيين وزيَّنوا له ما شاء من التوجُّهات التي بثُّوها خلال برامج الإعلام وبرامج وزارة الثقافة، وقصور الثقافة في الريف المِصريِّ وبعض المناهج التعليمية، كل هذه العوامل خلقت عندنا مجموعة من ردِّ الفعل لهذا التوجُّه، وهذا دعانا أن نتسلَّح بما نستطيع أن نتسلح به لمواجهة هذا المدِّ الشيوعي الرافض لما هو ديني والرافض لما هو مقدَّس، وكانت “وزارة الثقافة والإرشاد القومي” تقوم بعملية إحلال وتبديل لعقلية الشباب، وأظن – وبعض الظن حق – أن الجيل الذي تربَّى على هذه الثقافة هو الذي خرب مصر وأوصلنا إلى النتيجة التي نعيشها الآن، وأذكر أن مصر كانت قوية، وكانت بريطانيا مَدِينَةً لمصر، وكانت قيمة الجنيه قوية جدًّا، وكنا نُحَيِّي في نشيد الصباح علم مصر والسودان، وظل الشباب الذي تربى في هذا العصر لا همَّ له إلا تحصيل المصلحة الخاصة على حساب مصلحة البلد تحت مسمَّى الاشتراكية، والجيل المعاصر الآن يعيش نتيجةَ هذه التجربة…كل هذا خَلَق عندنا ردَّ فعل للتزوُّد من العلوم لمواجهة هذا الفكر الشيوعي، وبعدما حصلت على الليسانس من دار العلوم تخصَّصت في قسم الفلسفة.
الطريق إلى دار العلوم:
ويواصل الدكتور الجليند حديثَه، فيحدثنا عن قصة التحاقه بدار العلوم، فيقول:
- كانت دار العلوم تأخذ من الأزهر من 30 إلى 40 طالبًا من مجاميع متقدِّمة، وعندما حصلت على الثانوية، قدمت أوراقي إلى الأزهر وإلى دار العلوم، وتم قَبولي في كلية تجارة الأزهر في عامها الأول وفي دار العلوم … ففضَّلت دار العلوم على تجارة الأزهر، وكان من توفيق ربنا سبحانه وتعالى، وتلقيت العلم على كوكبة من العلماء؛ منهم: أستاذنا الدكتور محمود قاسم الذي انبهرت به من اللحظات الأولى، وهو درعميٌّ ابتُعِث إلى السربون، ونال درجة الدكتوراه عن فلسفة ابن رشد، وكان يواجه القراءة اللاتينية لابن رشد التي تبنَّاه مراد وهبة .. وابن رشد له قرءاتان: قراءة لاتينية، وهي التي قالت بأن ابن رشد كان ملحدًا وقائدًا للتنوير، وتجعله آخر شمعة في تاريخ الفلسفة العربية الإسلامية من منطلق أن ابن رشد نقد الأشاعرة، وظنوا أنه لما نقد الأشاعرة، فقد نقد الدين والتدين، ولما نقد الدين والتدين، أصبح شعلة استنارة لدرجة أنهم يسمونه في أوروبا “رائد التنوير”، وفي بداية القرن العشرين كتب الأفغاني ومحمد عبده رسالة “الرد على الدهريين”؛ نتيجةً لما كتبه رينان عن “ابن رشد والرشدية”، الذي صرَّح فيها بالقراءة اللاتينية لابن رشد، فكانت رسالة محمود قاسم ردًّا على هذه القراءة، وأن ابن رشد مالكيٌّ قاضٍ للقضاة، وله المصنفات الرائعة؛ منها: “فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من اتصال”، و”مناهج الأدلة”، وهذان الكتابان يمثِّلان نقطةً فارقةً في تاريخ علم الكلام، وليس نقد ابن رشد للدين ولا للتدين، وهو يصحح مسار علم الكلام، و”توما الأكويني” الذين يعتبرونه زعيم الكنيسة في السربون أخذ آراء ابن رشد وبنى عليها مجده في الفلسفة اللاتينية في القرون الوسطى، وكان هذا بمثابة قنبلة فجَّرها محمود قاسم، وبالنسبة لعاطف العراقي الذي يهاجم كتاب ابن رشد لمحمود قاسم، فهو تلميذ نجيب لجورج قنواتي الذي يتبنى أيضًا القراء اللاتينية لابن رشد، وهي مواقف شخصية قديمة؛ حيث كان يعمل عاطف العراقي مدرسًا في المرحلة الإعدادية في الجزائر، فأحضره قاسم ليعمل بدار العلوم، ولما تمَّ انتقاده بسبب آرائه، نُقِل إلى كلية الآداب، فسار يسب قاسم وتلامذته والمدرسة الفلسفية لدار العلوم، وتعرفت في هذه الفترة على الشيخ عبدالحليم محمود، وكان يأتي إلى دار العلوم، وكنت أزوره عندما كان أمينًا عامًّا لمجمع البحوث الإسلامية، وكذلك الدكتور محمد عبدالرحمن بيصار الذي ناقشني في الدكتوراه، ولما ناقشت رسالتي للماجستير عن “الإمام ابن تيمية وقضية التأويل” سنة 1971، وناقشني فيها إبراهيم بيومي مدكور، والدكتور محمود قاسم المشرف على الرسالة، والدكتور يحيى هويدي … كان يحضر المناقشة تلامذة بيصار وعبدالحليم محمود، وكانوا يأخذون موقفًا حادًّا من ابن تيمية، ونقلوا ما سمعوه للدكتور عبدالحليم محمود، ولما قرأ رسالتي قال لي: هناك جوانب كنا نجهلها في ابن تيمية، فابن تيمية على هذا النحو كان متصوِّفًا، ولم يكن عدوًّا للتصوُّف كما أُشيع عنه، فابن تيمية له رسالة بعنوان: “رسالة المحبَّة” تقرأ فيها كأنك تعيش مع أحد أقطاب التصوُّف، وابن تيمية عندما هاجَم الحلَّاج ما كان يقصد مهاجمة التصوُّف الإسلامي، ولكن كان يقصد مهاجمة غُلو الحلاج، وغلو السهروردي، وابن الفارض، وابن عربي، والشاهد في الموضوع أنه على الرغم من أن كل أستاذ كان له رأيه ومذهبه، فإنهم كانوا أصدقاء، فالتزاور بينهم مستمرٌّ؛ فمحمود قاسم يزور عبدالحليم محمود، وهو يردُّ له الزيارة، وكذلك كان مع علي سامي النشار في جامعة الإسكندرية، وكل له اتجاهه ومذهبه، فالاحترام هو الحل.
ومن ذكرياتي مع الأساتذة الدكتور محمد كمال جعفر الذي درس لي مادة التصوُّف، وبعد وفاة الدكتور محمود قاسم كان مشرفًا عليَّ في مرحلة الدكتوراه، وكان الدكتور جعفر في إعارة لليبيا، فتولت الدكتورة فوقية حسين الإشراف؛ لأنه لم يكن عندنا أستاذ بالقسم إلى أن جاء الدكتور جعفر من ليبيا، فانتقل إليه الإشراف، وكانت رسالة الدكتوراه “قضية الخير والشر في الفكر الإسلامي… المعتزلة والأشاعرة نموذجًا”، وحصلت عليها عام 1975.
كيف ترى مدرسة دار العلوم الفلسفية؟
- تأسست دار العلوم في 1871م، وكانت المدرستان اللتان يمكن أن يطلق عليهما فلسفة إسلامية: الأزهر من خلال تدريسه لمادة علم التوحيد، ودار العلوم من خلال تدريس مادة الفلسفة الإسلامية، ونزل جدول لمادة الفِرَق والتوحيد في أول سنة لدار العلوم، وعندما أُسست الجامعة المصرية سنة 1908، درس المستشرقون والأجانب مادة الفلسفة في كلية الآداب، ويرجع الفضل في استحداث مادة الفلسفة الإسلامية إلى مصطفى عبدالرازق الذي جعل الشافعي أول الفلاسفة الإسلاميين، وقد اعتبر مادة أصول الفقه مِن الفلسفة الإسلامية، ويعد كتابه “التمهيد” من الكتب المؤسسة والرائدة في هذا المجال، وكان يدرس هذا العلم في قسم الفلسفة، وكان إبراهيم عبدالمجيد اللبان رئيسًا للقسم قبل محمود قاسم، ولما ضمت الكلية إلى جامعة القاهرة عام 1946، كان الدكتور قاسم قد حصل على الدكتوراه من السربون، ورجع من بعثته، وبدأ القسم يأخذ حيثياته قسمًا من أقسام سبعة فرضتها الكلية على الجامعة، ويعتبر محمود قاسم هو مؤسس رئيس لقسم الفلسفة؛ من حيث المنهجُ، ومن حيث الموضوعاتُ التي تطرح في هذا المجال؛ مثل: دراسة الفلسفة العامَّة مقدمةً للفكر الإنساني، والتزوُّد بالفكر اليوناني مدخلًا لمعرفةِ أثره في الفلسفة الإسلامية؛ مثل: ابن سينا، والفارابي، وابن رشد أيضًا، وجاء الدكتور محمد كمال جعفر ليضع مادة التصوف الإسلامي ومقارنة الأديان، وأول من وضع كتاب في هذا المجال هو الدكتور جعفر بعنوان “الإسلام والأديان” مدخلًا لمادة مقارنة الأديان، ونعتبر نحن الجيل الوسط بعد الدكتور قاسم والدكتور جعفر، وتوليت القسم بعده، وتولَّى القسم بعدي الدكتور حسن الشافعي، ومن بعده الدكتور مصطفى حلمي، وبعده الدكتور حامد طاهر، وبعده الدكتور محمد عبدالله الشرقاوي…ومنذ بداية الثمانينيات وحتى الآن عاش القسم عصره الذهبي على مستوى العالم، وانتشر خريجو القسم في دول جنوب شرق آسيا كلها، وفي دول شمال إفريقيا، وفي العالم العربي كله، عن طريق الرسائل العلمية وإشراف أساتذة القسم، حتى أخونا الدكتور حسن الشافعي لما ذهب إلى باكستان وتولى إدارة الجامعة الإسلامية مدة طويلة جدًّا، وصحِبه في هذه الرحلة الدكتور محمد عبدالله الشرقاوي وأبو اليزيد زيد العجمي، ومن قسم النحو الدكتور محمد حماسة عبداللطيف رحمه الله، وهذا كله يعد امتدادًا لدار العلوم، ورسالة دار العلوم وقسم الفلسفة.
الفرق بين الفلسفة في دار العلوم والأزهر والجامعة المصرية؟
- هناك فرق؛ فمدرسة دار العلوم تأخذ من الأزهر الجانب التراثي، وندرسه ونعيش به ولا نعيش فيه، وتأخذ من الجامعة المصرية (كلية الآداب) المنهج المعاصر في الفلسفة الحديثة؛ فنجمع بين الاثنين في مناهجنا الدراسية للطلاب، وفي الرسائل العلمية؛ أي: نجمع بين ما يسمَّى بالأصالة والمعاصرة؛ لذا فنحن غير مرضيٍّ عنا من الأزهر، ولا من كلية الآداب؛ لأن لنا مآخذَ على منهج الأزهر، ولنا مآخذ على منهج كلية الآداب، وآخر كتاب لي “عقيدة بلا مذاهب” قد أغضب إخواننا في الأزهر؛ لأنهم أشعرية العقيدة، أما سؤال الهوية فقد أغضب كلية الآداب… هذا منهجي فيه من محاسن الأزهر، ومن محاسن كلية الآداب، وفيه الإضافات الدرعمية… وفي قسم العقيدة والفلسفة بأصول الدين بالأزهر أضاف الأعلام – أمثال: محمد البهي، ومحمد غلاب، وعبدالحليم محمود، ومحمد بيصار، ومحمود زقزوق – إضافات كثيرة من حيث المنهج؛ حيث إن القضايا القديمة يقدمونها في منهج حديث وعصري، والحقيقة أن بعضهم يفعل هذا، وما زال البعض متمسكًا بالقديم.
كيف نستفيد من تراثنا الفلسفي؟
- التراث الفلسفي زاخر بالمعارف، ويجب أن يتم تحقيقه تحقيقات علمية بأن يتم جمع مخطوطات الكتاب ومقابلة نصوصها، والتوصُّل إلى نشر نصٍّ جيد، ونحن نحتاج إلى عين تنظر إلى التراث لاستحضار ما فيه مِن قِيَم شعارها الواقع التاريخي في وقتها، ولم يعد لها مناسبات الآن… نأخذ هذه القيم، ونعيشها سلوكًا واحتضانًا لها، ونرد عليها أحيانًا، ونأخذ من الحاضر ما يفيد هذا العصر، من خلال الجمع بين قيم التراث وأصالته، وبين ما في الحاضر من أصول تتفق مع القضايا الكبرى الإسلامية… عندنا في الفقه الإسلامي أن الحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا… بعض القضايا موجودة الآن، ولكن علتها غير موجودة، فلا نقتصر لها على الحكم، وهذه النقطة سبب من أسباب التطرف والحكم على المخالف، وأكثر ما تكون هذه الأمور في مادة علم الكلام…نريد أن نعيش بقيم الماضي في الدفاع عن العقيدة الإسلامية، وبسلاح الحاضر بالمنهج وبمشكلات الحاضر الموجودة الآن، ولم تكن موجودة في الماضي؛ يعني: لا ينفع أن أدرس للطلاب مشكلة خلق القرآن، وأترك مشكلة تاريخيَّة الأديان التي تدرس في علم الاجتماع، وهذه الأمور تحتاج لمن لديه رؤية واسعة شمولية تشمل مشكلات الحاضر، وتستحضر قيم الماضي، ونتسلح بالاثنين في مواجهة هذه المشكلات…
الآن ندرس لطلاب الدراسات العليا هذه المشكلات الذي يعيشها الطالب، وتعَدُّ عنها رسائل الماجستير والدكتوراه، ونتمنى من الأزهر أن ينتقل من مشكلات المناسبات التاريخية التي انقضت بانقضاء مناسباتها، ويعيش مع مشكلات الحاضر بقيم الماضي.
وماذا عن تحقيق التراث والترجمة؟
- هناك فروع في التراث تحتاج إلى إعادة اكتشاف، وهو التراث العلمي، وعندنا خطيئة ارتكبها المؤرخون في التأريخ للعلم الكوني في ثقافتنا، والعلم الكوني أقصد به علم الكيمياء والطبيعة والطب والجيولوجيا…إلخ، وهي علوم قرآنية وهي مفتاح نهضة الأمة… علماؤنا عندما صنفوا العلوم صنفوها إلى علوم شرعية وعلوم غير شرعية، وحضارتنا كانت تقوم على قدمين ثابتتين حتى القرن الخامس الهجري: القدم الأولى: العلوم الكونية، والقدم الأخرى: علم الفقه والتفسير…إلخ، وبعد القرن الخامس الهجري خاصمنا العلوم الكونية، فالتقطها الغرب، ونما بها، وبنى عليها نهضته، وحاربنا بها، وأصبحنا الآن نستجدي العلوم منه، مع أنها علوم قرآنية أمرنا بها القرآن تمامًا كما أمرنا بالصلاة والصوم…نحن في حاجة إلى إحياء هذا اللون من التراث، ونعيد له قيمته، لا أقول الحضارية فقط، وإنما الإسلامية، نعيد له وجهه الإسلامي… وما لم نُحِي هذا اللون من التراث، فسنظل نستجدي من الآخر لقمة الخبز والسلاح والمصنع، وكل شيء؛ لأنه لم يتفوق علينا الغرب إلا بعد أن احتضن هذه العلوم ونمَّاها وعاش بها.
وسألناه سؤالًا آخر: هل طبعت كل كتب الفلسفة وعلم الكلام التراثية؟
- فأجاب: فيها ما طبُع وفيها ما هو مخطوط، وفيها ما لم يُكتشف بعدُ… ما زالت مكتبات في اليمن مطمورة لا يعلم عنها أحد، وفي العراق، وفي تركيا، وفي مكتبات الغرب، والذي طبع ما وقعت عليه أيادي الباحثين، وهناك طبعات سريعة وتجارية تحتاج إلى إعادة طبعها طبعات محققة تحقيقًا علميًّا، وفي رأيي أن نشر الكتاب نشرًا تجاريًّا أحسن من الإبقاء عليه مخطوطًا يصعب التعامل معه والحصول عليه.
والترجمة مفيدة جدًّا للباحثين، فنحن نحتاج إليها، وأنا أسأل القائمين على المركز القومي للترجمة في مصر: لماذا لا يتم ترجمة الكتب العلمية والاكتفاء بترجمة الكتب الأدبية والإغراق في هذا الأمر؟ أين الكتب العلمية؟ هل يسمح بترجمة هذه الكتب؟ هل يوجد من ينشغل بترجمتها ووضع البلاد على خارطة العالم العلمية؟
مصادر الترجمة:
١_ السيرة الذاتية الدكتور محمد السيد الجليند.
٢_ موقع الجزيرة نت.
٣_ مقابلة أبو الحسن الجمال.
٤_ مواقع إلكترونية أخرى.
وسوم: العدد 1044