الشيخ عثمان عبد القادر صافي قصته ومسيرته العلمية
(١٩٢٦_ ٢٠٠٧م )
الشيخ عثمان عبد القادر صافي هو عالم من علماء لبنان من مدينة طرابلس.
درس في بلده، ثم واصل تعليمه بالأزهر، ثم عاد لبلده فدرّس في المساجد ومعاهد العلم، وألقى أحاديث إذاعية وكتب مقالات صحفية وألف كتبا كثيرة نافعة.
كرّس الشيخ حياته للعلم والتعليم والتوجيه والتحذير من الفرق المبتدعة والشبهات المعاصرة فأحسن وأجاد، وتصدى لفكر الأحباش وفضح انحرافهم عن عقيدة أهل السنة والجماعة.
نشأته:
ولد الشيخ عثمان صافي عام 1926م، ثم بعد ذلك التحق بالمدرسة الابتدائية، وأظهر نبوغاً مبكراً، ومن أساتذته بالمدرسة الأستاذ فضل حسن المقدم والأستاذ سميح المولوي.
انخرط الشيخ رحمه الله – في ربيع شبابه، مع بعض أقرانه من الشبان، في الدعوة إلى الله تعالى، آمرين بالمعروف وناهين عن المنكر، بما أتيح لهم من وسائل، إلى أن التقى بهم الشيخ محمد صلاح الدين أبو علي (وهو رئيس البعثة الأزهرية إلى طرابلس ولبنان وبقي فيها قرابة عشرين عاما كما ترأس جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية ست دورات متتالية لمدة 12 عامًا)، فوجههم ونصحهم بالالتحاق بالقسم الشرعي بدار التربية والتعليم الإسلامية (الكلية الإسلامية )بطرابلس، وفعلاً التحقوا بها، وكان الشيخ من المتفوقين وكان للشيخ صلاح الدين أبو علي أثر قوي عليه، حيث كان يرجع إليه فيما أشكل عليه، فأتم الدراسة في أقل من خمس سنوات وهي المدة المقررة للتخرج حيث واصل الدراسة صيفا وشتاء، وبعد ذلك التحق بجامعة الأزهر.
ذهب الشيخ للقاهرة فالتحق بكلية أصول الدين – شعبة العقيدة والفلسفة، وتخرج منها عام (1373هـ - 1954م) ثم عاد إلى طرابلس.
حياته العملية:
بعد عودته من القاهرة بفترة عين مدرساً للفتوى، وناظراً (لقسم البنات) في القسم الشرعي بدار التربية والتعليم الإسلامية، ثم انتقل للتدريس بالقسم (ذكوراً وإناثاً) في المرحلة الثانوية مدرساً لبعض المواد الشرعية مثل علم العقيدة وغيره، وله مذكرات بهذه المواد أملاها على طلابه.
وفي مطلع الستينات من القرن الميلادي الماضي بدأ نشاطه بنشر بعض المقالات في الجرائد المحلية، ثم كتب سلسلة مقالات أذيعت عبر إذاعة المملكة العربية السعودية.
وقد مثل مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد، في المؤتمر الثامن لمجمع البحوث الإسلامية الذي انعقد في القاهرة عام (1977م).
كما انتخب الشيخ – رحمه الله – رئيساً لاتحاد خريجي جامعة الأزهر – (وهو يضم معظم علماء طرابلس والشمال) عام 1978م.
وعرض عليه منصب (أمين الفتوى) فرفض ذلك بشدة، مؤكدا استعداده للتعاون وهو خارج هذا المنصب، كما يعتبر الشيخ من المؤسسين والداعمين لجمعية البيان الإسلامية.
مؤلفاته:
أعطى الشيخ – رحمه الله – جل وقته للكتابة، فكان انتاجه غزيراً في شتى المجالات العلمية والفقهية والفكرية، وكانت كتاباته تتميز بمعالجة المسائل المعاصرة والردود على البدع والشبهات المثارة، ونذكر هنا أهم مؤلفاته من الكتب والرسائل:
- ربوية الفوائد المصرفية ( 1402هـ - المكتب الإسلامي بيروت)
- حكم الشرع في اللحية والأزياء والتقاليد والعادات(1402هـ ، المكتب الإسلامي طبع عدة طبعات).
- موجبات اختيار الزوجة (1984م المكتب الإسلامي طبع عدة طبعات).
- تحريم الخمر والرد على من يدعي أن النص القرآني لا يحرمه ( 1402هـ، 1982م المكتب الإسلامي).
- الإيمان تعريف و متفرقات ( المكتب الإسلامي 1409هـ).
- التكليف والمسؤولية عند الإنسان دراسة مقارنة بين الإسلام والمذاهب الوضعية (1990م،1410هـ المكتب الإسلامي وترجم إلى اللغة الإنكليزية).
- أسلمة العلوم الإنسانية عنوان وهمي، لا دافع موضوعي له (1993م، 1413هـ، دار الكتاب العربي بيروت)
- القرآن الكريم: بدعية ترجمة ألفاظه ومعانيه وتفسيره وخطر الترجمة على مسار الدعوة ونشر رسالة الإسلام، دراسة تُعرِّفُ بخصائص للقرآن العظيم تمنع ترجمته(المكتب الإسلامي 1413 هـ).
- على هامش نقد الفكر الديني دار الطليعة بيروت(1390هـ، 1970م)
- التفسير العصري للقرآن الكريم (مقدمات، كلمة في النقد، 1394هـ - 1974م، مؤسسة الزعبي للطباعة والنشر – بيروت).
- محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم (بالاشتراك مع محمد بدوي ومحمود إمام، المكتب الإسلامي 1421هـ)
- مذكرة في أصول الدين (الرد على الشيخ الحبشي ، وكان اسمه أولا الأضواء الساطعة على ما في كتاب (الدليل القويم على الصراط المستقيم) من أفكار زائفة وعقائد زائغة)
- أخطار علي المراجع العلمية لأئمة السلف "دراسة تمهيدية تهدف إلى المحافظة على التراث العلمي الإسلامي والتحذير من العبث به" (نشر دار الفاروق 1410هـ، 1990م)
- الرد على رشاد خليفة (عليها تسعة عشر) وقد قامت مجلة البلاغ الكويتية بنشر الكتاب ضمن حلقات متتالية.
- حول تقسيم الذنوب إلى كبائر وصغائر، تعريف بحقائق وكشف الشبهات ودرء الفتن ( 1415هـ ، 1995م المكتب الإسلامي.).
- مرشد المفتي في الفقه وأصوله (المكتب الإسلامي 1996م).
وفاته:
توفي الشيخ رحمه الله يوم الثلاثاء 24 رجب 1428 هـ، الموافق 7 أغسطس2007م، عن عمر ناهز 81 عاما، فودعته طرابلس ونعته دار الإفتاء في طرابلس، ودائرة أوقاف طرابلس، واتحاد خريجي جامعة الأزهر والقسم الشرعي في دار التربية والتعليم الإسلامية، وجمعية البيان الإسلامية وجمعية مكارم الأخلاق الإسلامية، رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته.
مصادر الترجمة:
١_ الموسوعة التاريخية الحرة.
٢_ مواقع إلكترونية أخرى.
وسوم: العدد 1051