في ذكرى وفاة الشيخ عبد الرازق الجندالي

 الشيخ عبد الرازق الجندالى من مواليد 13 أبريل عام 1946 في كفر الجراويين التابع لقرية قصاصين الشرق بدائرة مركز الحسينية بمحافظة الشرقية ووهو أصغر أخوته وكان يعيش بمفرده مع والدته التي تعوله فوهبته للقرآن الكريم وذهبت به أخته الكبرى إلى أحد الكتاتيب بإحدي القري المجاورة حيث لم يكن هناك سوي الكتاتيب للتعليم نظرآ للظروف المعيشية الصعبة التي كانت تواجه الناس في هذه الفترة .

بدأ الشيخ عبد الرازق الجندالي حفظ القرآن الكريم في سن السادسة من عمره وصار يتنقل بين المشايخ والكتاتيب حتى منٌ الله عليه أن أتم القرآن الكريم حفظآ وتجويدآ في سن العاشرة من عمره وذلك على يد الشيخ محمد شميس والشيخ عمر إبراهيم عمر والشيخ عبد الله البطران الذي كان يقيم بفاقوس بذلك الوقت .

كان الشيخ عبد الرازق الجندالي يعمل وهو في سن الطفولة حتى يتمكن من دفع أجرة الشيخ الذي يحفظ القرآن علي يديه ثم بدأ الشيخ عبد الرازق يتجه إلى الليالي والسهرات الرمضانيه كي يقوم بقراءة القرآن الكريم والإنشاد وقد كانت له كفاءة عالية في مديح النبي صلى الله عليه وسلم وفي القصائد الدينية الذي كان يقوم بتأليف معظمها .

ذاع صيت الشيخ عبد الرازق الجندالي في معظم القرى والمراكز المجاورة رغم صغر سنه حتي بدأت موهبته تنمو وتترعرع ليبدأ تعلم الإبتهالات الدينية علي يد الشيخ عمر إبراهيم عمر والشيخ أحمد محمد عامر والشيخ نصر الدين طوبار والشيخ عبد الباسط عبدالصمد .

التحق الشيخ عبد الرازق الجندالي بإذاعة وسط الدلتا التي تبث إرسالها من مدينة طنطا عام ١٩٧٩م وفي نفس اليوم الذي تم اعتماده  كانت الليلة الختامية لمولد السيد أحمد البدوي وكان من المقرر أن يقدم الشيخ محمد عمران فاصل من الإبتهالات في هذه الليلة ونظرآ لظروف خاصة به لم يتمكن من الحضور فقام الشيخ عبد الرازق الجندالي بتقديم الإبتهال المطلوب بكفاءة عالية وأذيع على الهواء مباشرة في التليفزيون المصري ولم يكن الشيخ عبد الرازق معتمدا في هذا الوقت بالتليفزيون المصري وإذاعة القرآن الكريم ومن هنا كانت الإنطلاقة الكبري حيث نال إعجاب الجمهور وكبار الشخصيات التي حضرت هذا الإحتفال نظرآ لعزوبة صوته ودقة أداءه ثم بعد ذلك فوجئ الشيخ عبد الرازق الجندالي بتلغراف من إدارة التليفزيون المصري بطلب حضوره لتسجيل فواصل من الإبتهالات الدينية للتليفزيون من مسجد السيدة زينب رضى الله عنها وأرضاها والعديد من المساجد الكبري بالقاهرة وقد زامل في هذه الحلقات الشيخ نصر الدين طوبار وكبار المبتهلين ثم تقدم لإختبارات إذاعة القرآن الكريم وتم اعتماده من المرة الأولى عام ١٩٨٢م ومن هنا بدأت شهرة الشيخ عبد الرازق  تتسع حتى وصلت إلى كافة أنحاء العالم الإسلامي .

نذكر أن الشيخ عبد الرازق الجندالى لاقى صعوبات واعتراضات كثيرة أثناء نشأته كقارئ ومبتهل من بعض أصحاب النفوس الحاقدة إلى أن أكرمه الله بالالتحاق بالإذاعة فتحول الأمر إلى محاولات من الناس ورغبة فى التقرب له والتعلم منه وما كان منه إلا أنه ساعد الكثيرين فى التعلم الصحيح والوصول للإذاعة وقد تعلم على يده العديد من كبار القراء والمبتهلين أشهرهم الشيخ على الحسينى والذى يتعلم على يده أغلب الملتحقين بالإذاعة المصرية والشيخ عبد الحميد علاوى والشيخ كامل أحمد شعيل وعبد القادر السيد أنور .

كان الشيخ عبد الرازق الجندالي بارآ بأهله وأقاربه وأهل بلده حيث كان يفضل أن يقوم بإحياء الليالي القرآنية لأهل بلده وأحيانآ كثيرآ ما كان يقرأ معظم هذه الليالي بدون مقابل مادي وفائآ وحبآ منه لأهل بلده حيث تعلق به الجميع حتي أن مواعيد حفلاته الإذاعية كانت مدونة لدي معظم أهل بلده حبآ له وللإستمتاع بصوته ولقب بكروان الإذاعة .

الشيخ عبد الرازق الجندالى كان يجلس ليغرد بآيات القرآن والابتهالات فى مكانه المعروف داخل حديقة منزله البسيط فيأتى الجيران ويقتربوا من المنزل لسماعه ويطربوا بآيات القرآن والمدائح فى الله ورسوله .

 ذات مرة كان الشيخ عبد الرازق الجندالي فى حفل مولد الشيخ عبد العزيز الشافعى بقرية الإخيوة مركز الحسينية بالشرقية ووتزاحم عليه الحضور وقام أحد الحضور بحمل حذائه وحمله الناس على الأعناق حتى وصل سيارته .

كان للشيخ مدرسته الخاصة في تلاوة القرآن الكريم والإبتهال وله تلاميذه في شتي أنحاء العالم الإسلامي حيث تتلمذ على يديه العديد من دول باكستان وإندونيسيا ومصر والعراق ودول كثيرة أخرى .

 عام 2002 أصيب الشيخ عبد الرازق الجندالي بجلطة فى المخ لمدة خمس سنوات ثم شفى منها وعاد للإذاعة ولكن سرعان ما رد إليه المرض وعاد طريح الفراش مصابا بشلل نصفى وعاجزا عن الكلام ولكنه كان راضيا محتسبا ومستندا على ما قدمه من عمل صالح فى حياته .

يوم 15 يناير عام 2008 رأى المبتهل والقارئ الشيخ عبد الررازق الجندالي في منامه أنه جالس في مكان جميل وسط الكثير من أطباق الفاكهة وملابس جديدة ويوم 17 يناير 2008  أدى الشيخ عبد الرازق الجندالي صلاة الفجر حاضرًا ثم صلى الصبح والضحى وطلب أن يخلد للنوم مستمعًا لإذاعة القرآن الكريم وتصادف وقتها إذاعة أحد ابتهالاته قبل صلاة الظهر :

 وجهت وجهى نحو بابك داعيا ..

يا من تجيب العبد إذا ناداك ..

 بك أستجير ومن يجير سواك ..

فارحم ضعيفا يحتمي بحماك ..

يا رب قد أذنبت فاغفر زلتي ..

أنت المجيب لكل من ناداك

ثم أعلنت عقارب الساعة وفاة الشيخ عبد الرازق الجندالي فرحمة الله على روحه الطاهرة .

وسوم: العدد 1111