البطل صبري عطية .. من يتذكره ؟

إبراهيم خليل إبراهيم

أبطال مصر هم خير أجناد الأرض وقد كتب الكثير عن أبطال وشهداء مصر وقدمت للمكتبة العربية 50 كتابا وقيد الطبع أكثر من 25 وبفضل الله تعالى وكما أكدوا النقاد أنني أعد أكثر الكتاب على المستوى المصري والعربي والعالمي الذين كتبوا في أدب الحرب وقصص الأبطال والشهداء فقد جبت عزب وكفور ونجوع وقرى ومدن ومحافظات مصر وتقابلت مع الأبطال وأسر الشهداء وسجلت بطولاتهم ومن الأبطال الذين كتبت عنهم البطل صبري عطية أحمد الذي أطلق عليه المقاتل الشرس وثعلب الصحراء والبطل الفولاذي وهو من مواليد عام 1948 في كفر الحمام مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية ولم يرى والدته رغم وجودها على قيد الحياة سوى بعد مضى 16 سنة ولم يجد الحنان مثل أى طفل من الأب والأم وكان يرتدى حذاء واحد فقط يذهب به إلى المدرسة وحياته كانت عبارة عن سلسلة من المعاناة والكفاح والتعب ولم يتمكن من استكمال تعليمه وتوقف عند المرحلة الإعدادية ثم استكمل تعليمه عند التحاقه بالجيش.

عندما حدثت نكسة 5 يونيو عام 1967 واستشهد ابن عمه محمود وقام شارون بدفن 24 من جنود مصر وهم أحياء نمت بداخل البطل صبري عطية عداوة كبيرة تجاه الجيش الإسرائيلى الذي احتل سيناء وفى عام 1971 عبر البطل صبري عطية قناة السويس أثناء فترة خدمته العسكرية  حاملاً الأسلحة والذخيرة بدون البدلة المخصصة للإنقاذ مما أصاب الخبراء الروس بالذهول كما تم ترشيحه لقيادة سرية دوريات طويلة المدي بين مصر والسودان وكانت الدورية الأولى المنطلقة من الجيش الثاني الميداني

يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق 10 رمضان 1393 هجريا بدأت المعارك لتحرير سيناء الحبيبة المحتلة من قبل إسرائيل وعندما صدرت الأوامر ﻠلبطل صبري عطية ورفاقه بعبور قناة السويس وصل إلى خط بارليف وتم السيطرة على الجزء المخطط وفي 7 أكتوبر 1973 م / 11 رمضان 1393 هجريا اندفع البطل صبري مع مجموعته خلف خطوط القوات الإسرائيلية وأسر عدد منهم كما تمكن مع رفاقه الأبطال من صد الهجوم المضاد الذي قامت به القوات الإسرائيلية ولذا قام البطل المشير أحمد بدوي والبطل اللواء عادل سليمان بترقية البطل صبري عطية إلى رتبة الرقيب وفي الثامن من أكتوبر 1973 م / 12 رمضان 1393 هجريا تمكن البطل صبري عطية من إسقاط طائرتين إسرائيليتين من طراز إسكاي هوك وأسر قائد السرب ومساعده وتبين أن القائد الإسرائيلي هو الذي شارك في ضرب مدرسة بحر البقر الإبتدائية الابتدائية المشتركة بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية صباح يوم الأربعاء 8 أبريل عام 1970 م وهنا قام البطل صبري عطية بشكر المولى عز وجل لأنه تمكن من الأخذ بثأر التلاميذ الصغار الأبرياء الذين استشهدوا .

أيضا البطل صبري عطية كان على رأس الأبطال الذين انتقموا من جنود  أريل شارون عندما حاولوا دخول مدينة الإسماعيلية ومحاصرة الجيش الثانى وبعد انتهاء معارك أكتوبر 1973 أخذ البطل اللواء محمد الكنزي من البطل صبري عطية أحمد 4 شاشات كما أخذ منه البطل اللواء أحمد مختار صاروخ تليفزيوني أمريكي الصنع وخوذة الطيار الإسرائيلي الذي ضرب مدرسة بحر البقر بالإضافة الي قنبلة عنقودية استخدامها الطيار في ضرب معبر الفرقة السابعة وتم وضع هذه المقتنيات في متحف الجيش الثالث وأيضاً في المتحف الحربي .

تم تكريم البطل الفولاذي وثعلب الصحراء والمقاتل الشرس صبري عطية فقد منحه البطل اللواء قدري عثمان قائد الفرقة السابعة في معارك أكتوبر درع الفرقة كما منحه البطل اللواء فاروق علم الدين قائد الجيش الثاني نوط الإنضباط العسكري وكرمه محافظ الشرقية حيث منحه درع المحافظة وشهادة تقدير كما تم تكريمه على المستويات المدنية والعسكرية .

البطل صبري عطية أحمد تقابلت مع مرات كثيرة وقدمته إلى وسائل الإعلام وكتبت عن بطولاته وذات مرة قال لي : العدو الإسرائيلى لم يكن هو العدو اللدود الوحيد الذى يواجهه الجنود المصريين على الجبهة بل يوجد أيضاً تجار الموت وهم تجار المخدرات والمهربين الذين تلوثت أياديهم بدماء أكثر من 6 جنود مصريين مما دفع القادة لاستدعائه هو ومجموعة من الجنود كمقاتلين من طراز خاص فى محاولة للأخذ بالثأر  وبالفعل قاموا بصنع خندق طويل لا يستطيع أن يعبر به لا مصرى ولا إسرائيلى وكان ذلك بمثابة الفخ أو مصيدة لهؤلاء المجرمين وألقوا القبض على تجار المخدرات وتم محاكمتهم عسكريا بتهمة التورط فى قتل المجندين المصريين ويعد هذا هو الإنجاز الأول له قبل الحرب والمواجهة مع الجندى الإسرائيلى الذى أدعت قياداته بأنه لا يقهر ولا يهزم وهو فى الأساس مجرد عدو مٌعتدى غاشم و جبان لا يستطيع العشرات منه مواجهة جندى مصرى وقتاله بشكل مباشر .

أذكر أيضا أن يوم الأحد 10 مارس 2013 م كان البطل المساعد صبري عطية معي في فترة على الهواء في قناة القاهرة التليفزيونية ( الثالثة سابقا ) بمناسبة ذكرى يوم الشهيد البطل الفريق أول عبد المنعم رياض الذى أستشهد على جبهة القتال في التاسع من شهر مارس عام 1969 وأثناء حديثه مع المذيعة نشوى عاشور هطلت الدموع من عينيه عندما تحدث عن زوجته التي انتقلت إلى الدار الأخرة يوم الجمعة 8 مارس 2013 م ويوم 7 أكتوبر عام 2021 توفى البطل صبري عطية أحمد بعد احتفاله بذكرى النصر العظيم فرحمة الله على روحه .

وسوم: العدد 1123