مصر التي لا يعرفونها
إبراهيم خليل إبراهيم
من المصريين المخلصين الذين نعرفهم البطل عبد الجواد محمد مسعد سويلم ففي عام 1966 تم تجنيد البطل بالقوات المسلحة وجاء توزيعه علي سلاح الحرس الجمهــوري ولكنه طلب إلتحاقه بالصاعقة و بالفعل تحقق أمله و في تدريبات الصاعقة اظهر مهارة ونبوغا وفي الخامس من يونيو عام 1967 قامت القوات الإسرئيلية بمهاجمة مصــر و نالت نصرا لا تستحقه و نالت مصر هزيمة لا تستحقها لان الجندي المصري لم يدخل المعركة،لم تتوقف مصر بل نهضت على الفور ففى الأول من شهر يوليو عام 1967م ومن القنطرة شرق تحركت قوة إسرائيلية مدعمة بالعربات المجنزرة والدبابات لأجل احتلال بور فؤاد ورصدت المخابرات الحربية كل المعلومات وفى المكان المحدد تواجد البطل عبد الجواد مع مجموعة من رفاقه أبطال الصاعقة وبمجرد وصول القوة الإسرائيلية للمكان فوجئت بوابل من النيران وتم تدمير القوة الإسرائيلية فى دقائق معدودة وتمكن البطل عبد الجواد من تدمير مدرعة ودبابة وقتل 6 من الإسرائيليين وبلغت خسائر إسرائيل 6 دبابات ومدرعات وقتل 81 مقابل استشهاد 15 من أبطال الصاعقة وعرفت هذه المعركة بمعركة رأس العش التي رفعت الروح المعنوية إلى عنان السماء ولم تفكر إسرائيل مرة أخرى فى الإغارة على مدينة مدينة بور فؤاد ،هكذا بدأت معارك الاستنزاف،وواصل البطل كفاحه ومهامه ففى الخامس من شهر يونيو عام 1968م قام مع مجموعة من رفاقه بتنفيذ مهمة الهجوم على مطار المليز وتدمير 6 طائرات إسرائيلية أيضا رصد البطل عبد الجواد محمد مسعد أتوبيسا إسرائيليا فى المنطقة الواقعة مابين الطاسة والمليز وعلى الفور تعامل معه وتمكن من تدميره وقتل 36 من الإسرائيليين،وفى العشرين من شهر يوليه عام 1969م قام البطل مع رفاقه بالهجوم على منطقة إدارية إسرائيلية بين الكاب والتينة وتم تدميرها تماما وقدرت خسائر إسرائيل بأربعين مليون دولار تقريبا مما أصاب إسرائيل بالهلع والفزع وهذه كانت العملية رقم 18 للبطل عبد الجواد محمد مسعد وفى أثناء عودته بعد تنفيذ المهمة رصده الطيار الإسرائيلى الذى كان يبحث عن الأبطال وأطلق صاروخه على البطل الذى فأصابه ونتج عن ذلك بتر في الساقين والساعده الأيمن وفقد العين اليمنى مع جرح كبير غائر بالظهر،الأبطال عبد الفتاح عمران وصابر محمد عوض وأحمد ياسين محمد ومحمد محمد أبوسمرة لم يتركوا البطل وماقطع من جسده وبعد إجراء الإسعافات الأولية للبطل قرر القائد نقل البطل عبد الجواد محمد مسعد سويلم على نقالة الميدان إلى مستشفى بور سعيد وبعد مسافة ليست بالقصيرة قطعها رفاقه الأبطال وسط الحر الشديد ووابل الطلقات الإسرائيلية وصل البطل إلى بور سعيد ونظرا لفداحة إصابة البطل تقرر نقله على متن طائرة هليوكوبتر إلى مستشفى الحلمية العسكرى بالقاهرة وذات يوم فوجىء البطل عبد الجواد محمد مسعد بزيارة الرئيس جمال عبد الناصر واثناء زيارته ناقشه فى العملية التى تمت وقبل أن ينصرف عاهده البطل بخروجه من المستشفى إلى ميدان القتال لأجل تحرير سيناء فقال الرئيس جمال عبد الناصر:طالما هذه الروح المعنوية موجودة فسوف ننتصر بإذن الله تعالى،تم تركيب الأطراف الصناعية للبطل عبد الجواد وقرر التقرير الطبى منح البطل عبد الجواد محمد مسعد أجازة لمدة شهر ثم العرض للرفت من الخدمة العسكرية وضع البطل التقرير فى جيب سترته وقرر العودة إلى وحدته لمواصلة الكفاح فإما الاستشهاد أو تحرير سيناء وعندما وصل للوحدة قال لقائد الكتيبة البطل سمير محمود يوسف:لن ولم أترك الخدمة العسكرية إلا فى حالتين إما تحرير سيناء من دنس الاحتلال الإسرائيلى أو الشهادة فى سبيل الله والوطن،وأنا هنا سوف أقتسم ملابسك وتعيينك فسمح قائد الكتيبة بتواجده مع رفاقه وبدأ البطل عبد الجواد محمد فى التوجيه المعنوى للجنود وحثهم على شرف الرسالة وعزة وكرامة مصر وخلال تواجده فى الوحدة قرر تقديم الدليل العملى لقدرته على القتال وبالفعل رصد مدرعة إسرائيلية تقوم بإحضار مجموعة من الجنود وتأخذ مثلهم وفى الموعد المناسب تعامل معها وتم تدميرها وقتل 21 من الإسرائيليين،وعندما علم الرئيس جمال عبد الناصر بما فعله البطل عبد الجواد طلبه فى رئاسة الجمهورية وعندما وصل البطل صافحه الرئيس قائلا:أنت الذى ضربت مطار المليز؟قال:نعم ياأفندم،والجيش يريد إنهاء خدمتى،فقال الرئيس:لا خليك مصر عاوزاك وفى 15 نوفمبر عام 1969م منحه نوط الشجاعة العسكرى من الطبقة الثانية تقديرا لما قام به من أعمال تتصف بالشجاعة فى ميدان القتال،والبطل عبد الجواد محمد مسعد نفذ 18 من عمليات العبور خلف وداخل القوات الإسرائيلية وتمكن من تدمير 16 دبابة و(11) مدرعة و( 2 ) من عربات الجيب و (2) من البلدوزرات بالإضافة إلى أتوبيس وأشتراكه مع رفاقه فى تدمير 6 طائرات خلال الهجوم على مطار المليز ،وفى الثامن من شهر أغسطس عام 1970م تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية لوق إطلاق النار نظرا لتفوق مصر وأذاعت وكالات الأنباء تصريحا لابا إيبان جاء فيه:(لولا وقف إطلاق النار لواجهت إسرائيل تصاعدا فى الحرب مع مصر وبالتالى زيادة القتلى والجرحى وتآكل التفوق الجوى الإسرائيلى إن رفض وقف إطلاق النار يضع إسرائيل فى موقف أخطر وأشد صعوبة من الآن) وفى الثامن والعشرين من شهر سبتمبر عام 1970 م توفى الرئيس جمال عبد الناصر وفى شهر أكتوبر عام 1970 تولى السادات رئاسة الجمهورية وقام بتكريم البطل عبد الجواد وفى الأول من شهر يناير عام 1971 تم استدعاء البطل عبد الجواد لأخذ بصماته على ترك الخدمة وبرغم إنهاء خدمته سمح قائده بالتواجد في الوحده لتقديم التوجيه المعنوي للجنود نظرا لوطنيته المخلصة وفصاحته وعشقه للعسكرية،وفى 6 أكتوبر 1973م إندلعت المعارك بين مصر وإسرائيل ففرح البطل عبد الجواد محمد مسعد لأن يوم الثأر قد حان فسارع بالذهاب إلى وحدته وعبر مع رفاقه قناة السويس لأجل تحرير سيناء الحبيبة وظل على جبهة القتال حتى وقف إطلاق النار وبعد تحقيق الانتصار ترك الخدمة العسكرية وخرج للحياة المدنية،يعد البطل عبد الجواد محمد مسعد سويلم الجندى المصرى الوحيد الذى نال شرف التكريم من رؤساء مصر الجندى،والوحيد على المستوى العالمى الذى قاتل وهو مصاب نسبة عجز 100% لذا أطلق عليه الشهيد الحي فنصف جسده مدفون في أرض سيناء الحبيبة،كما أطلق عليه(البطل الأسطورة)هذا النموذج من المصريين الذين نعرفهم،وهذه هى مصر التي يعرفها كل المخلصين أما الذين يتصارعون ويتنارحون ويتقاتلون على السلطة فأولئك يعملون لأجل مصالحهم ومصالح الغير ولايعرفون قيمة مصر ومعدن شعبها الأصيل،اتقوا الله في مصر وشعبها العريق،ويامن تتشدقون بحلو الكلام وتدعون الوطنية هل علمتم أن حب مصر بالعمل والعطاء والإنتاج لا بالشعارات الجوفاء؟!!ثم أين أنتم من المصري المخلص البطل عبد الجواد محمد مسعد سويلم الشهيد الحي؟! ياسادة:من لايحافظ على تراب الوطن لايستحق التراب.