إلى روح أستاذي محمد زكي عبد القادر
لمحة وفاء في زمن قل فيه الوفاء
إبراهيم خليل إبراهيم
في السابع من شهر مارس عام 1982 رحل عن الحياة الدنيا إلى الدار الآخرة أستاذي الكاتب الصحفي القدير محمد زكي عبد القادر وقد تعرفت عليه عن قرب وتعاملت معه ونهلت من علمه وثقافته وكتاباته الصحفية وكتبه الكثير،تعلمت منه الحكمة وجميل القول وحب الوطن .
كنت أنتظر عموده الشهير " نحو النور" بشوق وحب بل كنت أحتفظ به في أجندات أعددتها لتسجيل النافع والمفيد .. وجدت حنان الأب في قلب أستاذي محمد زكي عبد القادر،والتوجيهات الحكيمة في نصائحه.
أستاذي الكاتب الصحفي الكبير محمد زكي عبد القادر كان يتميز بالخط الجميل والأسلوب الفلسفي الحكيم وكان يكتب في قصاصات صغيرة من الأوراق وكنت أجد المتعة الثقافية والفكرية عندما أتابعه وهو يكتب بصدق على الأوراق ومن هنا تعلمت أن مايكتبه الكاتب بنبض قلبه يصل بصدق إلى كل القراء .
الكاتب الصحفي القدير أستاذي محمد زكي عبد القادر من مواليد عام 1906 بقرية فرسيس بمحافظة الشرقية ونشأ في أسرة تعتز بالأزهر وكان يحرص على زيارة أقاربه في الأزهر الشريف وبعد حصوله على ليسانس الحقوق حرص على العمل في محراب صاحبة الجلالة وبالفعل تحققت آماله وتميز في الصحافة وأسس مجلة فصول في عام 1944 وأستمرت حتى 1958م،تولى أستاذي الكاتب الصحفي والمبدع القدير محمد زكي عبد القادر رئاسة تحرير جريدة الأهرام ثم الأخبار كما قام بالتدريس في الجامعة وكانت ندوته الأسبوعية التي يعقدها في مكتبه بشارع شريف بالقاهرة العاصمة المصرية جامعة لنخبة من رموز الإبداع والصحافة والمواهب الواعدة،وقدم أستاذي الكاتب الصحفي القدير محمد زكي عبد القادر للمكتبة العربية مجموعة من كتبه المتميزة في الصحافة والقانون والرواية والقصة القصيرة ومن كتبه نذكر :
أبو مندور .
البطالة ووسائل علاجها.
الحرية والكرامة الإنسانية.
صور من الريف.
محنة الدستور.
نماذج من النساء.
أجساد من تراب.
الله في الإنسان.
تأملات في الناس والحياة.
حياة مزدوجة.
الخيط المقطوع.
الدنيا تغيّرت.
رسائل وسائل.
الصدفة العذراء.
صور من أوربا وأمريكا.
على حافة الخطيئة.
لستُ مسيحاً أغفر الخطايا.
ذنوب بلا مذنبين.
نحور النور.
قال التلميذ إلى الأستاذ.
برغم رحيل أستاذي الكاتب الصحغي إلى الدار الآخرة يوم السابع من شهر مارس عام 1982 م إلا أن كلماته مازلت في عقلي وقلبي فمن أقواله:(الحضارة ليست التعصب للقديم أو المسارعة إلى إعتناق الجديد ولكنها الفهم المتحرر الواعي الذي يعرض الجديد والقديم على العقل الفاحص الذكي الذي يستطيع أن يميز ماهو مسيرة إلى الأمام وماهو رجعة إلى الوراء فيكون مع المسيرة إلى الأمام سواء كانت مع القديم أو الجديد فليس كل القديم سيئا وليس كل الجديد حسنا واجب الإتباع) وقوله:(تمنيت لو اقتصدنا في الكلام وأسرفنا في العمل فإن داءنا القديم المميت هو الكلام دون عمل وغيرنا يتكلم بمقدار مايعمل والموازنة بينهما تعني الجدية في مواجة الحياة)وقوله:(القراءة ليست وحدها الوسيلة للثقافة .. هناك التجربة والمشاهدة والتمرس بالحياة والاهتمام بالقضايا العامة والقدرة على الامتصاص).
رحمة الله على روحك أستاذي الكاتب الصحفي القدير محمد زكي عبد القادر وماكتبته ماهو إلا لمحة وفاء في زمن قل فيه الوفاء .